جلال دويدار بعد المقال الذي كنت قد اعددته منذ فترة حول انجازات الصين في مجال توليد الطاقة من الشمس أسعدني جدا ما أعلن بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير عن اتخاذ الترتيبات لاقامة أكبر محطة شمسية في منطقة أسوان. لا جدال ان هذا المشروع يمثل خطوة علي طريق استثمار امكاناتنا الطبيعية التي حبانا الله بها. المهم ان نكون جادين في هذا التحرك الذي يجب ألا يتوقف لصالح التنمية المستدامة التي تحتاجها مصر في المراحل القادمة لتحقيق التقدم والازدهار. وكما هو معروف وعلي ضوء ما هو معلن علي مستوي العالم فان مشروعات توليد الطاقة من الشمس مازالت تواجه المشاكل نتيجة ارتفاع التكلفة. أدي ذلك ونتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية الي تعثر هذه المشروعات في الدول المتقدمة سواء في امريكا أو اوروبا. في مواجهة هذه المصاعب ظهرت التكنولوجيا الصينية لانتاج الطاقة من الشمس بأسعار أقل تكلفة. في اطار هذا النجاح تم إقامة العديد من المحطات في الاراضي الصينية للحد من استهلاك البترول في توليد الطاقة. في نفس الوقت الذي استطاعت الشركات الصينية المتخصصة في هذا المجال ان تتفوق علي الشركات الامريكية والأوروبية التي أعلنت فشلها في مجاراة عملية خفض التكلفة. من هنا فانني اعتقد ومن خلال علاقاتنا التاريخية القوية بالصين ان نفتح مع شركاتها قنوات التعاون في هذه المشروعات بما يضمن إقامتها بأقل التكلفة. تحقيق هذا الهدف سوف يؤدي بالتالي الي خفض تكلفة الطاقة المنتجة من الشمس التي لا تغيب عن سماوات كل انحاء مصر طوال ايام العام. وعلينا في نفس الوقت ان نعمل علي الاستفادة من كل خبراتنا الوطنية العاملة في هذا المجال خاصة في الخارج والذين لهم تجارب ناجحة وبارزة في بعض الدول. أذكر بهذه المناسبة ما قام به المهندس المصري ابراهيم سمك المقيم في منطقة شتوتجارت بالمانيا. لقد استطاع تنفيذ مشروع كبير في بعض المدن الالمانية التي لا تري الشمس سوي لأيام معدودة طوال العام.. هذا المشروع سبق ان كتبت عنه ويقوم علي انشاء محطات صغيرة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية علي أسطح بيوت المواطنين العاديين علي ان يتم ربطها بعد ذلك بشبكة الكهرباء في المدينة ليتم بيعها بأسعار تحقق عائدا لاصحاب هذه البيوت. الشيء المهم من وراء إقامة مشروعات الطاقة الشمسية هو الحفاظ علي البيئة من التلوث نتيجة انبعاثات استخدام انواع الوقود المختلفة في توليد الطاقة بالاضافة الي توفير كميات هائلة من استهلاك البترول. هل يمكن ان تتقدم مصر علي هذا الطريق الذي سبقتنا إليه بعض دول المغرب العربي التي أقيم بها محطات شمسية لتوليد الكهرباء وتصديرها الي بعض الدول الاوروبية. ليس جديدا القول بأن الإقدام علي توليد الطاقة من الشمس المصرية هو مشروع واعد سبق ان كان للدكتور حسن يونس وزير الكهرباء مبادرة بشأنه صاحبت مشروعا آخر لتوليد الطاقة من الرياح. لا جدال أننا نحتاج الي مثل هذه المشروعات لبناء المستقبل لصالح الاجيال القادمة. ان اهميتها في انها البديل لاستمرار الحياة خاصة بعد ان ينضب البترول ليس في مصر وحدها بل في العالم كله.