في مثل هذا اليوم خسرت السينما المصرية فنانة متميزة ومتألقة في سماء النجومية، دخلت عالم الفن من أوسع أبوابه، واستطاعت أن تحفر اسمها في الساحة الفنية بحروف من ذهب، صنعت تاريخًا عظيمًا في السينما والدراما التليفزيونية ظل راسخ بأذهاننا منذ ظهورها الأول على الشاشة الفضية والسينمائية حتى الآن، عشقها جمهورها الكبير وأطلق عليها لقب "صاحبة الوجه البرئ" وذلك لملامحها الملائكية وأسلوبها الراقي، هي الفنانة هالة فؤاد. حياتها هي ابنة المخرج الراحل أحمد فؤاد. تخرجت من كلية التجارة سنة 1979. كانت متزوجة من الفنان الراحل أحمد زكي ولها منه ابنهما الوحيد وهو الممثل الشاب هيثم أحمد زكي. كما تزوجت من الخبير السياحي عز الدين بركات وأنجبت منه ابن آخر اسمه رامي. عرفت بأدوارها المميزة لما تتمتع به من وجه بريء. ولدت في 26 مارس 1958 وكان أول ظهور في السينما وهي طفلى عمرها عامان في فيلم العاشقة في دور إبنه حسين رياض وهدي سلطان وكان والدها أحمد فؤاد مساعد للإخراج وهي أبنة 7 سنوات ظهرت في فيلم أجازة بالعافية بطولة "فؤاد المهندس" ،"شويكار" . وشاركت في فيلم "البنت اللي قالت لأ "بطولة"سهير رمزي"،وحققت هالة نجاحا كبيرا وحصلت علي جائزتين من جمعية الفيلم ومن المجلس الأعلي للثقافة ،ومن هنا بدأت إنطلاقتها في عالم النجومية . تعددت أدوارها بعد ذلك في البطولات فقدمت فيلم "مين يجنن مين" من إخراج والدها المخرج "أحمد فؤاد" بطولة"محمود ياسين" و"حسين فهمي" ،وفيلم "سجن بلا قضبان" مع "محمود ياسين "و"سمير صبري" . وقدمت بعض الأعمال التليفزيونية ومنها مسلسل "رجل لهذا الزمان "مع" محسن سرحان" ثم مسلسل "الحرمان" مع "إلهام شاهين "و"فاروق الفيشاوي" ،و"مسلسل الإنسان المجهول" مع "محمود عبد العزيز" و"صفية العميري"،قدمت أيضا بطولة مسلسل "الرجل الذي فقد ذاكرته "مع الفنان" أحمد زكي""جميل راتب" و"إيمان" .
تزوجت "أحمد زكي "في 1983 وأنجبت أبنها "هيثم" ولكن بعد شهور قليلة من ميلاد هيثم تم الطلاق بينهما بسبب طلب "أحمد زكي"لها بأن تتفرغ للمنزل ولتربية إبنها ولكنها رفضت أن تبتعد عن الفن من رغم حبها أيضا للفن مثله.
عادت بعد ذلك "هالة فؤاد" للفن بعد غياب عامين بعد طلاقها قامت ببطولة العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيون منها فيلم "السادة الرجال" مع" محمود عبد العزيز "و"معالي زايد" ،وفيلم "عشماوي "مع "فريد شوقي "و"دلال عبد العزيز "،فيلم "شقاوة في السبعين"مع "كمال الشناوي" و"إبراهيم يسري".
وفي عام 1990 تزوجت "هالة" زيجتها الثانية من "عز الدين بركات"الخبير السياحي، لتنجب منه إبنها الثاني رامي، ولكن بعد ولادة متعسرة، قررت هالة أن تبتعد عن التمثيل، لأن الحياة قصيرة، كما قالت، وأرتدت الحجاب، وتركت التمثيل، بعد أن قدمت 24 عملًا سينمائيا ودراميًا. اعمالها الفنية
ومن أبرز أفلامها فيلم "الحدق يفهم "مع "محمود عبد العزيز" و"المنتصر بالله"،فيلم "الأوباش" مع "يحيي الفخراني" و"ميرفت أمين" ،فيلم "حارة الطيبين" مع "محمود الجندي" "ومجدي وهبة" ،وفيلم "حارة الجوهري" مع "هشام سليم" و"صابرين" و"مجدي وهبة"،وفيلم"اللعب مع الشياطين "مع"محسن محي الدين" و"هشام سليم" . وعن أعمالها التليفزيونية مسلسل "للماضي ذكري" مع "خالد زكي" و"نبيل نور الدين" ،ومسلسل "الحياة مرة أخري" مع "يحيي الفخراني "و"سمية الألفي "ومسلسل "ثمن الخوفط مع "نور الشريف "و"جميل راتب" ومسلسل "رحلة في نفوس البشر" مع" سعيد عبد الغني" و"فادية عبد الغني "ومسلسل و"تبقي الأرض دائما" مع "هناء ثروت ". وفي عام 1987 قدمت هالة مسرحية "أولاد الشوارع "مع "سماح أنور" و"علي الحجار" و"ممدوح وافي" ،وقدمت فوازير رمضان بعنوان "المناسبات" مع "يحيي الفخراني" و"صابرين" وإخراج "فهمي عبد الحميد" و حققت نجاحا كبير وبرزت كنجمة إستعراضية .
المعاناة مع المرض والوفاة في أواخر عام 1990 نجت بأعجوبة من مضاعفات ولادة متعسرة لابنها الثاني حيث اصيبت بجلطات متلاحقة في رجلها وكانت على وشك الموت، قالت عن تلك التجربة علمتها بأن الحياة قصيرة وبالتالي قررت أن ترتدي الحجاب وتعتزل التمثيل وتتفرغ لحياتها الزوجية ولعبادة الله، بعد الاعتزال بفترة قصيرة تم تشخيصها بسرطان الثدي وبدأت رحلة علاج طويلة في فرنسا والقاهرة وتم علاجها من السرطان لفترة مؤقتة ثم عاودها المرض مرة أخرى وبشراسة فواجهت المرض بشجاعة وإيمان غير مسبوق وأمضت أيامها الأخيرة في الدعوة إلى الله حتى بين الممرضات والمرضى أثناء مكوثها في المستشفى، فجعت كذلك في أيامها الأخيرة بوفاة والدها المخرج أحمد فؤاد دخلت في غيبوبة متقطعة في أيامها الأخيرة ونشرت الصحف المصرية خبر وفاتها مرتين إلا أنه كان يتم تكذيب هذه الأخبار مع الإعلان بأن حالتها حرجة جداً. وتوفيت في 10 مايو 1993.