دواء.. ديليفري ظاهرة جديدة دخلت سوق الدواء عن طريق بعض الصيدليات الشهيرة بمصر.. فقط اطلب رقما ساخنا ليكون الدواء أمامك أينما كنت وأيا كان هذا الدواء سيصلك عامل الموتوسيكل يحصل منك الثمن وفرق الخدمة. الظاهرة تثير التساؤلات حول خطورة هذا المسلك لأن التعامل مع الدواء يخضع لمحاذير كثيرة منها: مناسبته لصحة المريض ومرضه وخطورة تفاعله مع أدوية أخري قد تودي بحياته. يوضح د. أيمن عصام الدين المدير بإحدي شركات الأدوية المصرية أن سبب هذه الظاهرة هو انتشار بيع الأدوية علي نطاق واسع دون الرجوع لطبيب الي حد إرسال الدواء الي المريض أو من يطلبه مما يعرف ب البيزنيس الذي ساد في عصرنا فأصبحت سوق الدواء هادفة للربح بالدرجة الأولي ودون أسس أو معايير أو تحكم, وذلك أيضا لأنه لايوجد قانون في مصر يجرم بيع الدواء دون روشتة, وبالتالي ينطبق ذلك علي ظاهرة ديلفيري أو التوصيل للمنازل فكلاهما شكل واحد مادامت ليست هناك قوانين تمنع البيع بلا روشتة وهذا بالتأكيد سيساعد علي زيادة انتشار التظاهر خاصة أن من يدخل هذا المجال يقصد الاستثمار والمكسب السريع مثل أي تجارة, مما يتطلب مواجهة حاسمة تجاه تلك المشكلة. بالتليفون وقال: ان الصيدليات ليس لها ذنب في أية أخطار تحدث نتيجة استخدام الدواء, فالمريض يطلب بالتليفون والصيدلية تسهل له خدمة الحصول عليه والخطأ هنا وارد, فقد ينطق المريض أو المواطن اسم الدواء بطريقة خاطئة سمعها من الطبيب خطأ بالتليفون أيضا, ونظام الديلفيري يعتبر ميزة وليس عيبا خاصة اذا كان في وقت متأخر من الليل أو كان المريض لايستطيع الحركة, أو ليس لديه أحد يوفر له العلاج, والمريض في هذا هو المسئول, خاصة اذا كان الدواء لمريض سكر أو ضغط دم مرتفع, لذلك فإنه يجب علي الصيدليات أن تحذر من صرف الأدوية الخطيرة علي الجهاز الدوري والاكتفاء بصرف الأدوية الخاصة بالبرد أو العلاجات البسيطة. وأضاف ان هناك مشكلة أخري هي أن كثيرا من الصيدليات تشتري الدواء الخاص بها من مخازن أدوية مجهولة المصدر, وتكون هذه الأدوية مقلدة من حيث الكرتونة وشكل الدو اء والعبوة ولكنها تكون بلا هوية وغالبا ماتكون بلا فاعلية أو مغشوشة, وبالتالي تكون خطورتها عالية جدا خاصة لمن ترتبط حياتهم بمثل هذه الأدوية, في حين تفضل الصيدليات التعامل معها, ذلك لأنها توفر هامش ربح يصل الي أكثر من40% بينما التقليدية لاتزيد علي20% والصيدلي بالطبع يفضل الربح السريع والمضمون برغم أن الأخيرة معروفة من حيث التشغيلة ومدة الفاعلية والمادة المكونة لها وفي نفس الوقت فإن الأدوية مجهولة المصدر تصل الي المريض في منزله دون ان يستطيع التعامل مع العامل الذي أحضره سوي دفع الثمن وأجر النقل وهذه احدي مشكلات بيع الأدوية بنظام الديليفري ويفرض الدواء علي المريض دون فحص أو متابعة من طبيب. فالأدوية أصبحت تقع تحت الغش من مصانع تحت السلم في الوقت الذي تصعب فيه الرقابة من هيئة الأدوية عليها بسبب تزايد عدد الصيدليات وسهولة أخطاء الأدوية مجهولة المصدر بداخل الصيدليات نفسها. ويضيف د. فاروق مرسي مدير احدي الصيدليات بمصر الجديدة هناك أداء عشوائي يسيطر علي المواطنين في هذه الأيام فسيفضلون الاتصال بالصيدلية عن الذهاب للطبيب توفيرا للوقت أو المال, فهناك من يطلب المنومات والمنبهات وأدوية خطيرة تكون خطر علي الانسان. وأشار الي ان ظاهرة الديليفري للأدوية بحسبها صاحب الصيدلية جيدا وبفرض الانتشار وتغطية تكاليف الصيدلية والعلاج بحيث لاتتعدي هذه التكاليف نحو6% من صافي ربحه لأن العملية مرتبطة بالمكسب والخسارة فوق أي اعتبار عادة, من الناحية الأخري فإن شركات الأدوية ترفض استرجاع الأدوية التي باعتها للصيدلية والتي لاتجد سوقا للبيع وعند الضغط وحتي لظروف التعامل بينها مع بعض الشركات ربما تقبل ارجاع10% منها فقط مما يجعلها اهدارا لامكانات رأسمال الصيدلية وقد تصل الي حد انتهاء فترة الصلاحيةولو كان هناك عامل أو موظف بالصيدلية ربما يبيعها دون أن يدري بانتهاء صلاحيتها, ولاينتبه المواطن اليها عادة, فتكون مشكلة من الجانبين فالصيدلي يطلب من الشركة الدواء المطلوب في السوق خاصة المرتبط بطبيب بجانبه فإذا سافر هذا الطبيب لأي ظروف أو غير الصنف في الروشتة فإن الطلبية كلها تكون قد خسرت خسارة شديدة وبعض الشركات تستغل الموقف وتأخذها بسعر أقل40% أي تخسر الصيدلية بدلا من هامش الربح. فترة الليل وأشار الي ان بعض الصيدليات ايضا تفاجئ المريض الذي يطلب الدواء بأن ترسل إليه دواء بديلا ربما يكون أقل في التأثير. ويقول الدكتور باسم رشيد مدير فرع صيدلية شهير بالهرم: ان ارسال الدواء للمريض خدمة طيبة وانسانية ولايعني أننا لانلتزم بالأسس الطبية المتعارف عليها في نظم الصيدليات فلدينا مخازن خاصة بنا, ونرتبط بالجدول في صرف الأدوية فإذا طلب أحد علاجا يخضع للجدول نكشف عن اسمه في الكمبيوتر اذا انه لابد ان يكون مسجلا لدينا فنطلع علي الروشتة الخاصة بعلاجه, لأن المفترض أن خدمتنا المميزة للعملاء وأصحاب الأمراض المزمنة المعروفين تماما لدينا, فنرسل الدواء مباشرة للمريض الذي تكون لدينا بياناته واسمه وتليفونه وعنوانه لمنع أي تلاعب. وأضاف ان المشكلة التي تعيق عملنا خاصة في فترة الليل أن عامل الموتوسيكل يواجه صعوبات في الحركة مع الكمائن ومواقع الحراسة التي توقفه أكثر من نصف ساعة وربما تمنعه من مواصلة طريقه. وتضيف د. سامية سعيد مديرة بصيدلية كبري بوسط البلد إن الأدوية التي ترسلها الصيدلية حسب طلب المريض تكون بمحاذير فليس كل شئ يرسل الا اذا كان المريض معروفا تماما مع ارشاده الي الأدوية البديلة اذا كان هناك ضعف ناقص ومعرفة اثاره الجانبية وظروف استخدامه. كما تلتزم بصرف بعض الأدوية الناقصة في السوق حسب المتاح للصيدلية فهناك أدوية تصرف بمعدل5 علب أو10 علب شهريا ويصعب أن نرضي الجميع لذلك ننصح المريض بالتوجه الي أجزاخانة الإسعاف علي سبيل الطوارئ وتقترح د. سامية الا تستورد الدولة أية أدوية لها بديل في مصر لأن ذلك يضرب الصناعة المحلية في الأدوية. وفي حوار مع الدكتور محمود خطاب أستاذ الصيدلية الأكلينيكية بجامعة الأزهر.. أكد أن الناس لايدركون خطورة استشارة الصيدلي في الجانب الطبي وهو ليس مؤهلا لهذا العمل, وهناك3 جامعات تهتم الآن بهذا التخصص الذي يجمع الجانبين باسم الصيدلية السريرية ولكنه تخصص لم يصل لدرجة حتي متوسطة. وأشار استاذ الصيدلة الي ان ادارة الصيدليات هي المشكلة الأساسية الآن, فهناك من يديرونها من تخصصات بعيدة تماما عن المجال مثل خريجي الدبلومات الفنية أو بكالوريوس تجارة وغيرها وطبعا هؤلاء لايدركون اخطار الدواء ونجدهم يضعونه للمرضي دون علم أو معرفة حقيقية بأخطاره.