يعكف الإمام الأكبر الدكتور "أحمد الطيب" - شيخ الأزهر - ورموز الفكر والثقافة على صياغة بنود وثيقة أزهرية جديدة حول الثورات العربية والتطورات التي تشهدها المنطقة ، وعلاقة مصر بالعالمين العربي والإسلامي والقارة الأفريقية. وقال الدكتور "محمود العزب" - مستشار شيخ الأزهر- أن الوثيقة يجرى الإعداد لبنودها بعد لقاء الإمام الأكبر مع رموز الفكر والثقافة من مختلف التيارات الإسلامية والفكرية والسياسية الذي عقد أمس الأول برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. وأشار إلى أن المبادرة الأزهرية الجديدة تأتي فى إطار تفعيل وثيقة الأزهر التي نصت في أحد بنودها ، على بناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الإسلامي ودائرتها الأفريقية والعالمية ، ومناصرة الحق الفلسطيني ، والحفاظ على إستقلال الإرادة المصرية ، وإسترجاع الدور القيادي التاريخي على أساس التعاون على الخير المشترك ، وتحقيق مصلحة الشعوب في إطار من الندية والإستقلال التام ، ومتابعة المشاركة فى الجهد الإنساني النبيل لتقدم البشرية ، والحفاظ على البيئة وتحقيق السلام العادل بين الأمم. وتتركز ملامح الوثيقة وفقا لما أنتهى إليه لقاء الأزهر مع المثقفين ، حول سبل إصلاح الشأن العربي ، وتحقيق الديمقراطية في المنطقة العربية ، والخطوات الإصلاحية الواجب إتباعها للنهوض بالمجتمع العربي إجتماعيا وثقافيا وإقتصاديا وسياسيا ، وسبل تحقيق الإصلاح الإجتماعي والعدالة الإجتماعية ، وإقرار حقوق الإنسان ، وحسن توزيع الثورات العربية ، وتحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للشعوب العربية ، ومناصرة الأزهر الشريف ومثقفي مصر لربيع الشعوب العربية ، وشرعية السلطة وحق الثورة في التعبير عن تطلعات الشعوب ، كما تتضمن ملامح الوثيقة عددا من النصائح التي يوجه من خلالها نداء من الإمام الأكبر إلى الشعوب العربية وحكامها. وأوضح محمود العزب أن المبادرة تأتي إنطلاقا من دور الأزهر الوطني والتاريخي والحضاري لبلورة الفكر الإسلامي الوسطي ، ومع خبرته الثقافية والعلمية والشرعية وإنعكاسا لأمانة الأزهر في حمل هموم الأمة وسعيه للحفاظ على هويتها وحضارتها وثقافتها العربية والإسلامية ، والذي نصت عليه وثيقة الأزهر ، والبعد التاريخي لدور الأزهر المجيد في قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والإستقلال.