«واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    إيقاف أعمال بناء مخالفة بقرية الأشراف في قنا    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    رسميا.. تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحي الشامل    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    الانتهاء من القرعة العلنية اليدوية لحاجزي الوحدات السكنية ب4 مدن جديدة    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    محكمة العدل الدولية تبدأ نظر دعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي (بث مباشر)    أمريكا: تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء العائم بغزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    ليفربول عن رحيل نجمه: جزء من تاريخنا إلى الأبد    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    بعد تعثره أمام الخليج.. اتحاد جدة خارج دوري النخبة الآسيوي    سيد عبد الحفيظ: مواجهة نهضة بركان ليست سهلة.. وأتمنى تتويج الزمالك بالكونفدرالية    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    بدء امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 فى قنا غدا    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    ضبط زجاجات مياه غازية ولحوم مذبوحة خارج السلخانة ببني سويف    الزعيم عادل إمام يحتفل بعيد ميلاده ال84 اليوم    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    رونالدو يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لديربي الرياض    الشرطة السويدية تطوق منطقة تتواجد بها سفارة إسرائيل بسبب حادث إطلاق نار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    عاجل - أخبار فلسطين.. مصادر محلية: بدء انسحاب قوات الاحتلال من بلدة بلعا بطولكرم    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عبد الرحمن البر: من حق الزوج المسلم اصطحاب زوجته المسيحية إلى الكنيسة

هو أصغر أعضاء مكتب الإرشاد سنا، إذ لم يتجاوز الخامسة والأربعين بعد، ومع هذا فإن دخوله للمكتب جعل كثيرين يؤهلونه ويرشحونه ليكون خليفة مفتي الجماعة الشيخ محمد الخطيب، ورغم مسئولية الدكتور عبد الرحمن البر الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، عن قسم نشر الدعوة والبر بالجماعة إلا أنه يتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة كالإنترنت ولديه صفحة خاصة علي الفيس بوك يتحاور فيها مع شباب الجماعة، وهذا تقريبا نفس النهج الذي يتبعه المرشد الجديد د.محمد بديع الذي يتسم بعصرية أيضا، وكأن هذا يعطي إشارة علي ملامح أداء مكتب الإرشاد الجديد، في أول حوار له مع الصحافة يتحدث مفتي الإخوان عن رأي الجماعة في تولي المرأة والأقباط منصب الرئيس، وبناء الكنائس، وإقامة الحدود، وأيضا رأيه في أزمة د.محمد حبيب...
من صاحب الفتوي في الجماعة؟
- الجماعة كائن حي وطبيعته أن ينمو ويتأثر ويتفاعل مع كل من حوليه وهذه الجماعة لا تبتغي إلا رضا الله، فهي لا تملك ذهب المعز ولا سيفه ولا أظن أن من يسلك طريقاً لله أن يميل مع الهوي ونحن نلجأ في المسائل الفقهية للجان متخصصة في الجماعة وهناك فقهاء بالجماعة من خريجي جامعة الأزهر ودارسي الشريعة ويضم مكتب الإرشاد الجديد خمسة منهم ولكن ليس بالضرورة أن في كل أمر أن يتم جمع هؤلاء ولكن هناك المسائل الكبري المؤثرة في سير عمل الجماعة أما المسائل الفقهية فيتم عمل البحوث واستشارة الآراء.
ولكن كيف تتم دراسة المسائل الفقهية المتعلقة بسير الجماعة؟
- من خلال إجراء البحوث والدراسات واستشارة الآراء المختلفة وفي الوقت ذاته يتم التمحيص والشوري لحين الاطمئنان لرأي.
هل قامت الجماعة بتلك الدراسات والأبحاث حول المسائل التي طرحها برنامج الحزب قبل عامين وأثارت هجوما علي الجماعة؟
- ما حمله البرنامج كانت قراءة أولي وكانت في طريقها للعرض علي أفراد وهيئات حتي نستقر علي الرأي النهائي وبالتالي كل منا قال ما يراه مناسباً في وقته وبعد المناقشة وجمع الآراء مازال يعرض حتي الآن علي اللجان لدراسته ليس من الناحية الشرعية فقط ولكن في مختلف المجالات.
ولكن ألا تعكس القراءة الأولي آراء فقهاء الجماعة ورؤيتهم؟
- القراءة الأولي تحمل آراء فقهاء الجماعة ولكنها حملت آراء مختلفة فهذه طبيعة النسخة الأولية بأن تحمل وجهات نظر متعددة وتحتاج لقراءة ثانية وثالثة إلي أن يتم الاستقرار علي رأي معين.
وأري أن البرنامج كان يحتاج إلي صياغة أدق ولذلك يتم الآن إخضاعه لصياغة دقيقة كما يعرض علي المؤسسات المختلفة داخل الجماعة ومنها الجهة الشرعية.
وماذا عن رأيك فيما طرح من هيئة الحكماء أو العلماء؟
- نحن في مؤسسة تدار بالشوري والإجماع في الإخوان ولكن ليس بالضرورة أن يكون رأيي هو الذي يؤخذ به وقد أبدي رأيا ولكن مع المناقشة يتضح الأمر من جميع الجوانب، فلا يوجد وصي داخل مؤسسة الإخوان ولا داخل الشٌعّب وهي أصغر وحدة للجماعة، وبالتالي لا يتصور أن يحللوا قراراً للأمة وهيئة مثل الهيئات الإيرانية وهي ليس لها وجود في الإخوان.فالإخوان ليس لديهم كهنوت ولا أحد معصوم والمنطق الطبيعي أن أهل الاختصاص يفتون في اختصاصهم.. وهذا ما تفعله كل الدول وكل الهيئات.
إذا كان طرح هيئة العلماء مغلوطاً كما ذكرت فماذا عن وجهة نظركم لتولي المرأة والقبطي رئاسة الجمهورية؟
- عدم إجازة تولي المرأة والقبطي هذا رأي مجمع عليه بين العلماء ولا يدل علي الإطلاق علي أدني انتقاص لحقوقهم ولكن هذه أمور الشريعة وضعتها وهي تدرك أن المجتمع فيه هذه الفئات وما يناسب كل منها، وفي كل الأحوال هو اختيار لرأي فقهي لا نلزم به أحداً ولا نفرضه علي الناس..فإذا ترشح رجل قبطي وقبله جمهور الأمة فجمهور الأمة هو الحكم، ولكن لماذا إذا طرح الرأي المستند إلي مرجعية إسلامية يصادر ويرفض؟!، فقد تمضي الأمور بأكثر من رأي وهذا جائز شرعا وفي دول العالم ما أكثر أن تطرح المعارضة وجهات نظر في القضايا الكبري مخالفة لوجهات نظر النظام القائم.
ولكن ألا تري أن هناك تناقضاً في مواقفكم فكيف تؤكدون إقراركم لمبدأ المواطنة وتحرمون في الوقت ذاته المرأة والقبطي من رئاسة الجمهورية؟
- لا يوجد تناقض ونحن لا نطرح دولة بالمفهوم الديني أو المفهوم الكنسي ولكن نطرح دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية والجميع متساو فيها في الحقوق والواجبات وفي الوقت ذاته لا نخالف أموراً قطعية من الناحية الشرعية وعندما أقام الرسول الدولة الإسلامية كان هناك يهود ونصاري ومات ودرعه مرهون عند يهودي، فلا يوجد لدينا تناقض فمعظم دساتير الدنيا تجعل رئيس الدولة علي دين غالبية الشعب ولكن هذا مجرد كلام نظري ومن يثيره يريد إشعال معارك ليرسم صورة خاطئة عن الإخوان.فهذه القضية غير مطروحة عمليا. هذا اختيارنا ونحن لا نمنع الآخرين ونحن نقول للحزب الوطني تفضل بتقديم مرشحك القبطي لرئاسة الجمهورية وقوائم الإخوان للانتخابات لا تخلو من قبطي وعلي رأسها في 1987 قبطي.
تجددت في الآونة الأخيرة دعاوي تطالب بفصل الجانب الدعوي عن السياسي داخل الجماعة..فما رأيك؟
- من غير المنطقي أن نفرق بين الدين والسياسة، لو فعلنا هذا كأننا نمزق الإنسان،فالأمة الإسلامية عندما كانت لا تفصل بين الدعوي والسياسي كانت أمة مستقرة والنبي صلي الله عليه وسلم عندما كان يرسل أميراً علي بلد ما، كان يقول له «انزله علي حكمك وليس علي حكم الله» ويعني أن ينزله علي فهمه من حكم الله فإذا تبين خطئه تم تغييره، فكل الدنيا تشرع قوانين فإذا تبين عجزهاأو أخفاقها تم تغييرها لذلك نحن نريد حاكماً يرفع قول «إذا أخطأت فقوموني وإذا أحسنت فأعينوني» وهناك فرق بين أن تكون المرجعية الإسلام وبين الكهنوت، والأخير غير موجود في الإسلام ولا عند الإخوان وهو أمر غير وارد في الفقه السني.
لماذا تصدم مفاهيم الإخوان المجتمع وتختلف مع أساليبهم في التطبيق؟
- قد يكون هناك خطأ لدي الإخوان ولكن المشكلة ليست في ضبابية طرح الإخوان ولكن في الذين يقولون الإخوان ثم يحاكمونهم علي ذلك
هل إذا وصل الإخوان إلي الحكم سيقومون بتطبيق الحدود؟
- الإخوان لا يريدون إقامة دولة تبني علي الاستبداد الديني بل نحن نرفض الاستبداد السياسي والديني «لا إكراه في الدين» والإسلام أعطي الحريات كاملة ومقابلها مسئولية. فالشريعة في نظر الإخوان أوسع من أن تكون حدودا فهي شعائر أخلاقية تضبط طريقة تعامل الفرد وأخلاقياته ومعاملاته مع الآخرين وقبل أن نطبق الحدود سنجعل مناهج التعليم والتربية في الأمة تتجه أولا إلي ضمير الإنسان وأخلاقه لإصلاح نفسه ثم نصلح معاشه ونحقق له ما يجب أن يتحقق في مجتمع الكفاية ونخلق مجتمعا فاضلا من إعلام وفن واجتماع وإصلاح جميع مؤسسات الأمة وإقامة العدل ثم يأتي من يريد أن يفسد هذا المجتمع أو يسرق أو يشرب الخمر أو يزني فتكون العقوبات أو الحدود هي حائط الصد الأخير لمعاقبته.
هل تطبق الحدود علي الأقباط؟
- عندما تقام الحدود تطبق علي كل رعايا الدولة - ولكن مثلا الخمر ليس حراما عند الإخوة المسيحيين فلا يعاقب عليها ولكن لا يجهر بشربها وعليه مراعاة مشاعر الأمة،وحتي المسلم الذي يفعل ما يفعل دون أن يشهده الناس فلا تقام عليه الحدود، فالفهم الإسلامي الصحيح يمنع التجسس علي الناس ولو بلغنا عنهم سيئ.
وهل سيكون في حكم الإخوان أمن دولة؟
- أمن الدولة سيكون لحماية الدولة من الخارجين عليها والمعتدين عليها وليس معاقبة المصلحين وسحق المعارضين، عمر خالف أبو بكر وهو خليفة وبلال خالف عمر وهو خليفة وأعلن رأيه بوضوح ولا حرج علي الإطلاق ولكن لا يجوز أن نتجسس علي الناس، في الدولة الإسلامية ليس من حق القاضي أن يجرجر المتهم لإثبات التهمة ولكن علي القاضي أن يلقنه كيفية الخروج من ذلك.
للإخوان آراء متعددة في مشروعية بناء الكنائس فكيف ترها أنت؟
- للأقباط حقهم الكامل كشأن كل طائفة أو كل دين أن يمارسوا شعائرهم بمنتهي الحرية، حتي لو كانت الزوجة مسيحية فلا مانع من أن يصطحبها زوجها المسلم إلي الكنيسة، ولكن بشرط ألا يأتي في مكان خال من الأقباط وتقوم ببناء كنيسة.والمسألة تحتاج لضبط ليحفظ التجانس بين الأمة.
هل رفض الإخوان لتولي المرأة منصب الرئيس هو غيابها عن المراكز القيادية في الجماعة؟
- هناك موانع واقعية تمنع المرأة الإخوانية من ذلك وهناك فرق بين الموانع الشرعية وهي تتعلق فقط برئاسة الدولة وموانع واقعية تتعلق وظروف البلاد، فالكل يعرف ماذا يحدث للإخوان ونحن لا نريد لإخواتنا وزوجاتنا أن يتعرضن لبطش الأمن ولكن عندما تكون الدولة حرة سترين في مكتب الإرشاد نساء، فعندما كنت في أمريكا كان الإخوان والأخوات يجلسون في المساجد لمناقشة أمور الدعوة نظرا للحرية التي تنعم به البلاد التي يعيشون بها.
ولكن إذا كان البطش الأمني هو المبرر فلماذا دفعتم بالنساء للخروج في المظاهرات والترشيح لمجلس الشعب خلال انتخابات 2000-2005؟
- هذه أمور علنية بمعني أن الأمر في الشارع مختلف عن الوجود في مكاتب ومناقشات واجتماعات كتلك التي يقتحمها الأمن.
هل هي محاذير شرعية لعدم الاختلاط؟
- لا فالاختلاط حرام في أمور معينة ولكن الاختلاط في الاجتماعات يكون اختلاطاً محترماً، وأكرر أن الأمر ليس موانع شرعية ولكنها موانع واقعية.
كم يمثل الإخوان من الشعب المصري؟
- الإخوان ليسوا كل الشعب وليسوا غالبية الشعب وهذا أمر صعب حصره، الآن الإخوان عدة مستويات تنظيمية ولكن فكر الجماعة منتشر جدا وتجاوز أقطارا كثيرة جدا، ولو أن هناك حرية لحركة الجماعة فإن الذين سيسجلون أسماءهم للانضمام إليها سيكون كبيراً جدا.
في الجماعة أم الحزب؟
- سواء الجماعة أو الحزب فالجماعة متعددة الأنشطة بطبيعة الإسلام الشامل فأنا أعمل في مجال البر وهناك كثيرون يحبون أن يشاركوا في العمل الخيري وأعمل في نشر الدعوة وكثيرون من الدعاة يشاركوننا ذلك من أجل التعاون وليس من الضرورة أن يكون ضمن الحزب أو الجماعة، والإخوان يحاولون أن يكونوا ممثلين حقيقيين للإسلام الوسطي القائم علي المشروعية الاسلامية فهم لا يختلفون عن باقي الأمة
هناك من يري أن اسم الجماعة بها نوع من التمييز؟
- نحن لسنا جماعة المسلمين ولكن نحن جماعة من المسلمين ارتضينا أن نتحمل ما نتحمله في سبيل نشر الدين والقيم في مجتمعنا، حريصون علي وحدة الوطن والارتقاء به، والاسم علي عكس ما يروج له فهو مظلة ولسنا متميزين علي أحد، وأصل التسمية أنه عندما اجتمع الإمام البنا بالنواة الأولي للجماعة قالوا نريد أن يكون لنا اسم فقال لهم البنا دعكم من الأسماء فنحن إخوان ونحن مسلمون ومن هنا رمي بغير رام ولم يقصد به تمييز.
وهو ما يطبق أيضا علي شعار الإسلام هو الحل؟
- كل الدنيا لديها شعارات ونقول للإخوة المسيحيين ومن يرون في ذلك تمييزاً ضدهم، شعار الإسلام هو الحل فيه مصلحتكم وتاريخنا الإسلامي يشهد أن الأقباط لم يجدوا تحت أمة من الأمم سعادة كما وجدوا في عصر الإسلام والحضارة الاسلامية،فالإسلام عندما دخل مصر لم يهدم الأصنام أو الآثار المصرية،ونحن في الانتخابات الأخيرة كثير جدا من المسيحيين كانوا يقفون معنا فهم شركاؤنا في الوطن.
إذا لماذا اقتصر موقف الإخوان مع الأحداث الطائفية عند البيانات والشجب فقط؟
- يمنعوننا من القيام بدور عملي ولسنا وحدنا بل كل المصلحين في الوطن يمنعون من ذلك،،فالدولة تريد أن تحتكر حل المشاكل فتيجي تحلها تعورها،ولا أجد تفسيرا لمنع الإخوان ونحن نريد تصحيح المفاهيم والإطلاع الأمة علي أن هذه التصرفات خاطئة ولكن الإخوان يقومون بهذا الدور ولكن بشكل فردي ولو أتيحت لهم الفرصة سيحققون الكثير ولكن النظام يشعر أنه لو ترك الفرصة للإخوان سيحقق بذلك شعبية أكبر لهم.
لماذا تمنع كتب الشيخ القرضاوي من التدريس في أسر الإخوان؟
- من قال ذلك؟ فالقرضاوي من أحد أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث وعلي رأي مفكري الحركة الإسلامية وأحد الذين تربي الإخوان علي آرائهم ومحاضراتهم، ولكن وضع المناهج يختلف من وقت لآخر والمقصود منها توحيد الرؤية الفكرية والثقافية للإخوان وعندما تضع خطة أو استراتيجية مطلوبه أو يوجه الإخوان لفكر معين، والقراءة أصبحت ضعيفة لدي الإخوان مثل باقي المجتمع فالغالب يتم عمل بحوث بسيطة ومركزة ومختصرة وفي الغالب متنوعة من كتب القرضاوي والغزالي وغيرهما، وكما نحن في الجامعات كان في الأصل أن نقدم للطلاب مراجع ولكن أصبح الطلاب لا يقرأون فأصبحنا نقدم مادة سهلة وبسيطة إنما يبقي أن الأصول قادمة وكل أخ من الإخوان لديه رابطة قلبية بالشيخ القرضاوي.
ولماذا إذن لم يتم اختياره مرشدا للإخوان؟
- الدكتور القرضاوي إمام كبير لكنه ملك أمته،فهو نشأ علي فكر الإخوان وتخرج في مدرستها كما أثر فيها وتحديده في منصب مرشد الإخوان ربما هذا يقلل من قامته الكبيرة إلي جانب أن اللوائح الداخلية هي التي تحكم اختيار مرشد الإخوان.
عقب انتخاب مكتب الإرشاد الجديد أثيرت العديد من المخاوف ومنها تقليص الجماعة للعمل السياسي وعدم خوض الانتخابات القادمة بأعداد كبيرة فهل تحملت أجندة المكتب تلك الأمور؟
- هذه مسائل سابقة لأوانها ولا أري أنه سيحدث تغيير كبير في نهج الإخوان كما يروج لذلك المحللون وما يحدث مواقف دعائية لا أكثر ولا أقل -فغالبية أعضاء المكتب الحالي هم الذين قرروا مشاركة الإخوان في الانتخابات السابقة، والجماعة منهج واسع من أن يعبر عنها شخص أو اثنان، والمكتب الجديد ليس هو فيلم الموسم الذي يكسر الدنيا ويقلب موازين ونهج واستراتيجية الجماعة.
شاب الانتخابات الأخيرة التي أجرتها الجماعة علي المستوي الداخلي مجموعة من الشبهات فكيف تعاملت معها وهل هي انتخابات صحيحة؟
- ومن وجهة نظري هناك جانب كبير من التجاوز في التشكيك بصحة الانتخابات، ربما تكون هناك عيوب في اللائحة ونحن كائن يتطور وأي جماعة لا تسعي لتطوير لوائحها فستموت.
كيف تري التشكيل الجديد للمكتب في ظل سيطرة المحافظين أو القطبيين عليه؟
- أرفض تلك المسميات فالتشكيل الجديد للمكتب كالقديم فنحن مؤمنون بأن الأفكار تتنوع والآراء تختلف، والكل يسمع أنه لا يوجد لدينا في الإخوان مسميات ولو كان الأمر كذلك لكان من الأولي أن تسمي باسم مؤسس الجماعة وهذه دعوة الإسلام وقد تتنوع الآراء وتختلف صياغاتها ولكن هل لا يوجد للإخوان مفكرون سوي حسن البنا وسيد قطب؟ علي العكس هناك كثيرون ولكن البعض يروج لقراءة مبتسرة عن الجماعة.
هل كنت تتوقع أن تكون عضواً بأكبر هيئة بالجماعة وأنت في هذا السن؟
- كنت أتمني ألا أكون عضواً وهي مسئولية وأري أن إخواناً كثيرين أجدر بهذا مني ولكن في النهاية الرجال إذا كلفوا لا يتراجعون.
كثير من قيادات الجماعة لم تألف التعامل مع المدونات والفيس بوك وانتقدت استخدام شباب الجماعة للمدونات بينما كنت أنت من رحب بهؤلاء وأدرت معهم حوارا لماذا؟
- هذا أمر سيكون مألوفا في الفترة القادمة ولكن لكل واحد طبيعته الشخصية وأنا أحب الحوار لأنه ثري حتي وإن كان بعضه صادما لي ولكنه وسيلة للتعرف علي جميع الآراء، وبطبعي أتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت منذ زمن طويل وأستخدمه كإحدي وسائل التدريس في الجماعة وأتمني أن يأتي اليوم الذي يقف فيه الخطيب علي المنبر ومعه الكمبيوتر ووسائل العرض المناسبة للدعوة،كما أنني تحدثت مع عدد من قيادات الجماعة والإخوة للتفاعل مع الشباب عبر الإنترنت - حتي نقدم صورة للحوار الصحي، فلو أخطأ الشباب ووجد من يحاوره ويوضح له الأمور فيصحح طريقه وليس بالضروري أن يغير رأيه.
كنت أحد وسطاء مكتب الإرشاد لدي الدكتور حبيب لتصفية الخلافات.. إلي أين وصلت الأمور؟
- الدكتور حبيب قامة لا تعوض ولا أظن أنه يغيب عن المشاركة الفعالة وما أقتنع به أن قلوب قادتنا كبيرة لا تعرف إلا الحب وما حدث يشبه ما حدث مع طلحة بن عبيد الله وعلي بن أبي طالب.فالجميع إخواننا علي سرر متقابلين وقريبا ستجدونه في المكتب وهذا ما أرجوه.
هناك من يري أن هناك انتشاراً للفكر الوهابي والمد السلفي داخل صفوف جماعة الإخوان المسلمين وهو ما جعلها تميل للتشدد في بعض الأمور..فهل هذا صحيح؟
- لا ينبغي أن ننظر إلي الاختلافات الفكرية والفقهية علي كونها اختلافات تباعد بين المشتغلين بالعمل الإسلامي ولكن علي العكس هناك قدر كبير من التوافق بينهم، ولكن يبقي لكل منهم طريقته ومنهاجه عملا بقول الله «لكل جعلنا شرعة ومنهاجاً»، ونجد أن أوجه التشابه بين الحركات الإسلامية كبيرة لأن مرجعيتهم واحدة وهي القرآن الكريم والسنة النبوية، وعندما يتفق الإخوان مع أحدهما في مسألة ما فهذا لا يعني بالضرورة أنهم تأثروا بهم أو أن الإخوان تركوا منهجاً واتبعوا منهجا آخر.
ما المنهج الفقهي لمرجعية الإخوان والذي تبني عليه آراؤهم؟
- جماعة الإخوان ليست منهجا فقهيا ولها اختياراتها الفقهية المختلفة وقد يكون فيها فقهاء يميلون إلي التشدد وآخرون للتوسط،فالإخوان هم تيار فكري روحي يسري في الأمة، يلتزمون بمذهب أهل السنة أما ما بداخل هذا المذهب من تيارات فكرية وفقهية فالإخوان لا يلتزمون بها في مستوياتهم القيادية والعلمية.
إذا كيف يتم ترجيح أمر داخل الجماعة وحسمه من الناحية الشرعية؟
- عندما نقوم بدراسة واستطلاع جميع الآراء المختلفة ونجد وجود خلاف نقوم بإعداد الأبحاث الفقهية من قبل فقهاء وعلماء الجماعة حتي نستقر علي أمر يتفق ومقاصد الشريعة العامة والظروف الآنية لأن الفتوي تتعلق بالزمان والمكان وهذا ليس منعا لحق الآخرين في اختيار الرأي الفقهي الآخر.
ولكن ألا تري أن بعض الأمور تعكس روح التشدد والغلو خاصة في الناحية الشرعية؟
- قد يوجد هذا لدي شخص أو مجموعة أشخاص إلا أن الجماعة تيار فكري كبير يجمع العديد من الآراء والتيار العام في الإخوان أنهم وسطيون معتدلون والجسم العام للأمة وسطي ولكن علي اليمين والشمال من يتشدد لدرجة الغلو ومن ييسر لدرجة التفريط.
ألا تري أن عدم الالتزام بمذهب فقهي معين يجعل هناك تخبطاً في الرؤية وميلاً للآراء الفقهية وفق أهواء الجماعة واستراتيجيتها في مسألة أو أمر ما؟
- هناك فرق كبير بين الميل مع الهوي والميل مع الدليل فالميل مع الهوي يعني عدم الالتفات لصحة الدليل أو إلي مقاصد الشريعة وإنما أبحث عن شيء يتفق وميل في نفسي وألتمس له الدليل، ولكن حينما أدرس المسألة من جهة ما هو أصلح وأصوب وذلك في خلال الحجة والبرهان فهذا هو الأصل، وهنا يختلف الأمر بين الإفتاء العام والإفتاء الخاص فالأصل في المفتي قول النبي صلي عليه وسلم «إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معثرين» فالأصل يلتمس الناس المخارج الشرعية التي تسهل عليهم حياتهم، وعندما أفتي لنفسي آخذ ما أشاء ولكن عندما أفتي للناس آخذ ما يسر لهم عملا بقول النبي «إذا صلي أحدكم فليطول فإذا صلي بالناس فليخفف»، فحينما تكون الفتوي عامة بما يحقق المصلحة العامة وحيث ما وجدت المصلحة وجد شرع الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.