عيد الأضحى 2024.. تعرف على عدد أيام الإجازة والعطلات المتبقية حتى نهاية العام    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم    "عبد الرازق" يرفع أعمال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ    إزالة شوادر لبيع المواشي من الطريق العام واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين بالهرم    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في ختام تعاملات الإثنين    استعدادًا للافتتاح.. وزير النقل ومحافظ أسوان يتابعان جاهزية كوبري خزان أسوان    صوامع المنيا تواصل استقبال القمح وتوريد 382 ألف طن منذ بدء الموسم    كتائب القسام تعلن تفجير منزل مفخخ في قوة إسرائيلية بمدينة رفح الفلسطينية    يمين الوسط الألماني يفوز بانتخابات البرلمان الأوروبي    الجيش الروسي يحرر بلدة في دونيتسك    مشاهدة بث مباشر مباراة منتخب مصر × غينيا بيساو دون تقطيع HD يلا شوت في تصفيات كأس العالم    مصر تتوج بذهبية الفرق لسلاح سيف المبارزة سيدات بيطولة إفريقيا    مصطفى عسل يتقدم للمركز الثاني في التصنيف العالمي للإسكواش    شبانة: كولر غير مقتنع بيوسف أيمن والمعارين ويصر على كوناتي    بالصور.. رفع درجة الاستعداد القصوى بمجازر القاهرة لاستقبال عيد الأضحى    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    "كابوس".. لميس الحديدي تكشف عن كواليس رحلتها مع مرض السرطان.. لماذا أخفت هذه المعلومة عِقدًا كاملًا؟    حورية فرغلي تعود للدراما بمسلسل سيما ماجي ورانيا يوسف تشاركها البطولة    بعد واقعة صفع احد المعجبين.. شروط حضور حفل عمرو دياب في دبي    إليسا: يجب أن تتوقف كل أشكال العنف في فلسطين والسودان    إعلان حالة التأهب القصوى بمستشفيات الدقهلية خلال امتحانات الثانوية العامة    حياة كريمة ببنى سويف.. الكشف وتوفير العلاج ل1739 حالة في قافلة سدمنت الجبل    وزيرة الهجرة تبحث مع الرئيس التنفيذي للغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة سبل التعاون المشترك    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح آداب ذبح الأضاحي في عيد الأضحى (فيديو)    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    مدرس الجيولوجيا صاحب فيديو مراجعة الثانوية أمام النيابة: بنظم المراجعات بأجر رمزي للطلاب    8 شهداء فى قصف إسرائيلى استهدف منزلا جنوب شرق خان يونس    عرض ولاد رزق 3.. القاضية في أمريكا وبريطانيا ونيوزيلندا.. بطولة أحمد عز    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته ببسيون لشهر سبتمبر لاستكمال المرافعات    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    تشكيل الحكومة الجديد.. رحيل وزير شؤون مجلس النواب    البابا تواضروس الثاني ومحافظ الفيوم يشهدان حفل تدشين كنيسة القديس الأنبا إبرآم بدير العزب    أسترازينيكا مصر ومشاركة فعالة في المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي Africa Health Excon بنسخته الثالثة    اليوم.. "ثقافة الشيوخ" تفتح ملف إحياء متحف فن الزجاج والنحت بالجيزة    تمهيدا لقصفها.. رسالة نصية تطلب من أهالي بلدة البازورية اللبنانية إخلاء منازلهم    تحمي من أمراض مزمنة- 9 فواكه صيفية قليلة السكر    "حقوق إنسان الشيوخ" تستعرض تقارير اتفاقية حقوق الطفل    "أتمنى ديانج".. تعليق قوي من عضو مجلس الزمالك بشأن عودة إمام عاشور    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    فنانون حجزوا مقاعدهم في دراما رمضان 2025.. أحمد مكي يبتعد عن الكوميديا    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يشيد بإسهامات ندوة الحج العملية لخدمة ضيوف الرحمن    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    الأركان المشتركة الكورية الجنوبية: جيشنا لديه القدرة على الرد على أي استفزاز كوري شمالي    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    مظاهرات في ألمانيا وأمريكا تطالب بوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    بعد قليل، الحكم في طعن شيرى هانم وابنتها زمردة على حكم سجنهما 5 سنوات    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    «ابعت الأسئلة وخد الحل».. شاومينج يحرض طلاب الثانوية العامة على تصوير امتحان التربية الدينية    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    نتائج أولية: حزب الشعب يتصدر انتخابات البرلمان الأوروبى بحصوله على 181 مقعدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير خارجية الصين: على أمريكا أن توقف أعمال التسييس والوصم
نشر في صوت البلد يوم 09 - 07 - 2020

أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" أن بلاده لا يمكنها أن تصبح الولايات المتحدة الأخرى، وأنها لا تنوي أبدًا تحديها أو استبدالها، داعيًا في الوقت نفسه إلى طرح جميع القضايا الخلافية بين الجانبين على الطاولة، حيث إن الحوار هو المسار الصحيح لمعالجة هذه الخلافات.
وقال وانغ، في كلمة اليوم الخميس أمام المنتدى الصيني الأمريكي لمراكز الفكر ووسائل الإعلام الذي عقد عبر تقنية (الفيديو)، "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العلاقات الصينية الأمريكية، وهي واحدة من أكثر العلاقات الثنائية أهمية في العالم، تواجه أشد التحديات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إن البعض في الولايات المتحدة ممن يعانون من التحيز الإيديولوجي يلجأون إلى كل الوسائل الممكنة لتصوير الصين باعتبارها خصمًا، بل وعدوًّا، ويسعون بلا هوادة إلى إحباط واحتواء التنمية في الصين، وإلى عرقلة التفاعلات بين الصين والولايات المتحدة".
وتابع وانغ أنه لوضع الأمور في مسارها الصحيح وإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها نحو تنمية طويلة الأجل وسليمة ومطردة، فهناك ثلاث ملاحظات يجب تداركها، وهي: أولًا، يجب آلا يسعى الجانبان لتغيير بعضهما البعض، بل اكتشاف سبل تعايش سلمي بين الأنظمة والحضارات المختلفة، حيث إن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية يتفق مع ظروف الصين وهو خيار الشعب نفسه، وأن الحكم على صحة النظام والطريق من حق الشعب فقط.
وأشار إلى أن العالم لا يجب أن يكون "أبيض أو أسود" ولا ينبغي أن تؤدي الاختلافات في النظم إلى محصلة صفرية، والصين لا يمكنها أن تصبح الولايات المتحدة الأخرى، وأن الادعاء بأن نجاح طريق الصين سوف يسبب صدمات وتهديدات للدول الغربية غير صحيح، حيث إن الصين تعلمت منذ بدء سياسة الإصلاح والانفتاح (في السبعينيات) العديد من التجارب المفيدة من الدول المتقدمة، وبالمثل، ألهمت بعض الممارسات الناجحة في الصين العديد من البلدان لحل مشاكلها، وأنه في هذا العالم، يمكن لبكين وواشنطن التعايش بسلام رغم اختلاف الأنظمة الاجتماعية.
وشدد وزير خارجية الصين على أن العدوان والتوسع لا يوجدان أبدًا في جينات الأمة الصينية طوال 5 آلاف سنة من تاريخها، ولا تكرر الصين أي نموذج من الدول الأخرى، كما أنها لا تصدر نموذجها الخاص إلى بلدان أخرى، ولا تطلب من البلدان الأخرى نسخ ما تقوم به.
وأضاف أن الملاحظة الثانية تتمثل في أن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة لم تغيير، وأن بكين ما زالت على استعداد لتنمية العلاقات الثنائية بحسن نية وإخلاص، منوهًا إلى أن "بعض الأصدقاء في الولايات المتحدة ربما أصبحوا مرتابين أو حتى حذرين من الصين المتنامية. وأود أن أؤكد هنا مرة أخرى أن الصين لا تنوي أبدًا تحدي أو استبدال الولايات المتحدة، أو الدخول في مواجهة شاملة معها. ما يهمنا أكثر هو تحسين معيشة شعبنا، وما نعتبره أهم هو تحقيق التجديد الوطني للأمة الصينية، وأكثر ما نأمله هو الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم. وتحقيقًا لهذه الغاية، حافظت الصين على سياسة مستقرة ومتسقة للغاية تجاه الولايات المتحدة، وإن الصين مستعدة لتطوير علاقات صينية أمريكية لا يوجد فيها صراع أو مواجهة وقائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين".
ودعا وانغ الصين والولايات المتحدة العمل في نفس الاتجاه لتحقيق هذا الهدف، واحترام القانون الدولي والقواعد الدولية، والانخراط في حوار ومشاورات متكافئة، مؤكدا أن الصين، بوصفها بلدًا مستقلًا ذا سيادة، لها كل الحق في التمسك بسيادتها وأمنها ومصالحها الإنمائية، وحماية الإنجازات التي حققها الشعب الصيني من خلال العمل الشاق، ورفض أي تسلط وظلم مفروض عليه.
وحول الملاحظة الثالثة، اعتبر وانغ أنه من المهم أن تكون هناك رؤية صحيحة للتجربة التاريخية للعلاقات الصينية الأمريكية، وأن نبقى على مسار الحوار والتعاون، موضحا أن البعض في الولايات المتحدة زعم أن سياسة المشاركة على مدى العقود الماضية كانت فاشلة، وأن الولايات المتحدة تضررت بشدة جراء تعاونها مع الصين، وأن هذه المزاعم لا تحترم التاريخ، حيث إنه خلال السنوات الأربعين الماضية، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، استخدمت الصين والولايات المتحدة التكامل على أفضل نحو، وأصبحت مصالحهما متكاملة إلى حد كبير، كما أن التنمية في الصين وفرت للولايات المتحدة قوة دفع للنمو المستدام وسوق ضخم، إلى جانب أن تعاونهما في الملفات الساخنة مثل مكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي، والأزمة المالية العالمية والوقاية من الأمراض ومكافحتها، حقق العديد من الأشياء العظيمة لصالح البلدين والعالم أيضًا.
واقترح وزير الخارجية الصيني ثلاثة مقترحات لإخراج العلاقات الصينية الأمريكية من الصعوبات وإعادتها إلى المسار الصحيح، وتتمثل في: فتح جميع قنوات الحوار، والتوصل إلى قائمة بقضايا التعاون والحوار وتلك التي تتطلب من الجانبين التحكم في الخلافات بشأنها، وأخيرًا تسليط الضوء على التعاون الثنائي في مكافحة كوفيد-19.
وقال وانغ إن "المقترح الأول (فتح جميع قنوات الحوار) من شأنه تبديد جميع الأكاذيب وسوء التقدير، حيث إن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة حاليا تجاه الصين تستند إلى سوء تقدير استراتيجي غير مستنير، وهي محفوفة بالعواطف والأهواء والتعصب المكارثي، ووصلت الشكوك التي لا داعي لها على الإطلاق بشأن الصين إلى نقطة جنون العظمة، إذ يبدو كما لو أن كل استثمار صيني تحركه دوافع سياسية، وكل طالب صيني جاسوس، وكل مبادرة تعاون هي مخطط ذو أجندة خفية. وإذا كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى الثقة والانفتاح والشمولية إلى هذا الحد، واختارت أن تستحضر "تهديدات الصين" من مختلف الأنواع، فقد يتحول هذا الخوف المرضي (بارانويا) إلى نبوءات ذاتية التحقيق في نهاية المطاف".
وأضاف وانغ أن "الباب أمام الحوار ما يزال مفتوحًا. وطالما كانت الولايات المتحدة مستعدة، يمكن استعادة آليات الحوار وإعادة تشغيلها على جميع المستويات وفي جميع المجالات، ويمكن طرح جميع القضايا على الطاولة، ومعالجة جميع الخلافات على النحو الصحيح من خلال الحوار، وفي غضون ذلك، وطالما لا تفرض الولايات المتحدة قيودًا، فإننا مستعدون أيضًا لتعزيز التبادلات والتفاعلات بين الإدارات الحكومية والمحلية والقطاعات الاجتماعية، من أجل تمكين الشعبين من معرفة وفهم أفضل لبعضهما البعض".
وبالنسبة للمقترح الثاني المتمثل في التوصل إلى قائمة بقضايا التعاون والحوار وتلك التي تتطلب من الجانبين التحكم في الخلافات بشأنها، أشار وانغ إلى ضرورة أن يضع الجانبان قائمة بمجالات التعاون الثنائية والعالمية، وأن يكون التعاون في هذه القائمة بمنأى عن تأثير القضايا الأخرى، وأن يتم أيضًا تصنيف المسائل المتعلقة بالخلافات التي يمكن حلها من خلال الحوار، وتخصيص آليات للحوار في أقرب وقت ممكن، مع تحديد القضايا الصعبة التي لا تتمتع الدولتان بفرصة الاتفاق عليها في المستقبل القريب حتى يتمكن الجانبان من إدارتها بشكل جيد بروح البحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبًا من أجل تقليل تأثيرها على العلاقات الصينية الأمريكية الشاملة أو الإضرار بها.
وحول المقترح الثالث (تسليط الضوء على التعاون الثنائي في مكافحة كوفيد-19)، قال وانغ "إن التعاون في مواجهة الفيروس ينبغي أن يكون أولوية قصوى، وإن الصين مستعدة لأن تتقاسم مع الولايات المتحدة المعلومات المتعلقة بالوقاية والاحتواء وتجربتها في الاستجابة إلى جانب تبادل أوثق مع الولايات التحدة حول التشخيص والعلاج، واللقاحات، والانتعاش الاقتصادي".
وشدد وانغ على أنه ينبغي على الولايات المتحدة من جانبها أن توقف فورًا أعمال التسييس والوصم، وأن تعمل مع الصين لتعزيز الاستجابة العالمية لإنقاذ المزيد من الأرواح والارتقاء إلى مستوى مسؤولية الجانبين الدولية كدولتين رئيسيتين، معربًا عن أمله أن تكون هناك رسائل أكثر إيجابية وطاقة من العلاقات الثنائية، وأن تنتهج الولايات المتحدة سياسة أكثر عقلانية وعملية تجاه الصين، خاصة وأن ذلك سيصب في صالح الشعبين، وهو أيضا ما يتوقعه العالم من البلدين.
أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" أن بلاده لا يمكنها أن تصبح الولايات المتحدة الأخرى، وأنها لا تنوي أبدًا تحديها أو استبدالها، داعيًا في الوقت نفسه إلى طرح جميع القضايا الخلافية بين الجانبين على الطاولة، حيث إن الحوار هو المسار الصحيح لمعالجة هذه الخلافات.
وقال وانغ، في كلمة اليوم الخميس أمام المنتدى الصيني الأمريكي لمراكز الفكر ووسائل الإعلام الذي عقد عبر تقنية (الفيديو)، "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العلاقات الصينية الأمريكية، وهي واحدة من أكثر العلاقات الثنائية أهمية في العالم، تواجه أشد التحديات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إن البعض في الولايات المتحدة ممن يعانون من التحيز الإيديولوجي يلجأون إلى كل الوسائل الممكنة لتصوير الصين باعتبارها خصمًا، بل وعدوًّا، ويسعون بلا هوادة إلى إحباط واحتواء التنمية في الصين، وإلى عرقلة التفاعلات بين الصين والولايات المتحدة".
وتابع وانغ أنه لوضع الأمور في مسارها الصحيح وإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسارها نحو تنمية طويلة الأجل وسليمة ومطردة، فهناك ثلاث ملاحظات يجب تداركها، وهي: أولًا، يجب آلا يسعى الجانبان لتغيير بعضهما البعض، بل اكتشاف سبل تعايش سلمي بين الأنظمة والحضارات المختلفة، حيث إن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية يتفق مع ظروف الصين وهو خيار الشعب نفسه، وأن الحكم على صحة النظام والطريق من حق الشعب فقط.
وأشار إلى أن العالم لا يجب أن يكون "أبيض أو أسود" ولا ينبغي أن تؤدي الاختلافات في النظم إلى محصلة صفرية، والصين لا يمكنها أن تصبح الولايات المتحدة الأخرى، وأن الادعاء بأن نجاح طريق الصين سوف يسبب صدمات وتهديدات للدول الغربية غير صحيح، حيث إن الصين تعلمت منذ بدء سياسة الإصلاح والانفتاح (في السبعينيات) العديد من التجارب المفيدة من الدول المتقدمة، وبالمثل، ألهمت بعض الممارسات الناجحة في الصين العديد من البلدان لحل مشاكلها، وأنه في هذا العالم، يمكن لبكين وواشنطن التعايش بسلام رغم اختلاف الأنظمة الاجتماعية.
وشدد وزير خارجية الصين على أن العدوان والتوسع لا يوجدان أبدًا في جينات الأمة الصينية طوال 5 آلاف سنة من تاريخها، ولا تكرر الصين أي نموذج من الدول الأخرى، كما أنها لا تصدر نموذجها الخاص إلى بلدان أخرى، ولا تطلب من البلدان الأخرى نسخ ما تقوم به.
وأضاف أن الملاحظة الثانية تتمثل في أن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة لم تغيير، وأن بكين ما زالت على استعداد لتنمية العلاقات الثنائية بحسن نية وإخلاص، منوهًا إلى أن "بعض الأصدقاء في الولايات المتحدة ربما أصبحوا مرتابين أو حتى حذرين من الصين المتنامية. وأود أن أؤكد هنا مرة أخرى أن الصين لا تنوي أبدًا تحدي أو استبدال الولايات المتحدة، أو الدخول في مواجهة شاملة معها. ما يهمنا أكثر هو تحسين معيشة شعبنا، وما نعتبره أهم هو تحقيق التجديد الوطني للأمة الصينية، وأكثر ما نأمله هو الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم. وتحقيقًا لهذه الغاية، حافظت الصين على سياسة مستقرة ومتسقة للغاية تجاه الولايات المتحدة، وإن الصين مستعدة لتطوير علاقات صينية أمريكية لا يوجد فيها صراع أو مواجهة وقائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين".
ودعا وانغ الصين والولايات المتحدة العمل في نفس الاتجاه لتحقيق هذا الهدف، واحترام القانون الدولي والقواعد الدولية، والانخراط في حوار ومشاورات متكافئة، مؤكدا أن الصين، بوصفها بلدًا مستقلًا ذا سيادة، لها كل الحق في التمسك بسيادتها وأمنها ومصالحها الإنمائية، وحماية الإنجازات التي حققها الشعب الصيني من خلال العمل الشاق، ورفض أي تسلط وظلم مفروض عليه.
وحول الملاحظة الثالثة، اعتبر وانغ أنه من المهم أن تكون هناك رؤية صحيحة للتجربة التاريخية للعلاقات الصينية الأمريكية، وأن نبقى على مسار الحوار والتعاون، موضحا أن البعض في الولايات المتحدة زعم أن سياسة المشاركة على مدى العقود الماضية كانت فاشلة، وأن الولايات المتحدة تضررت بشدة جراء تعاونها مع الصين، وأن هذه المزاعم لا تحترم التاريخ، حيث إنه خلال السنوات الأربعين الماضية، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، استخدمت الصين والولايات المتحدة التكامل على أفضل نحو، وأصبحت مصالحهما متكاملة إلى حد كبير، كما أن التنمية في الصين وفرت للولايات المتحدة قوة دفع للنمو المستدام وسوق ضخم، إلى جانب أن تعاونهما في الملفات الساخنة مثل مكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي، والأزمة المالية العالمية والوقاية من الأمراض ومكافحتها، حقق العديد من الأشياء العظيمة لصالح البلدين والعالم أيضًا.
واقترح وزير الخارجية الصيني ثلاثة مقترحات لإخراج العلاقات الصينية الأمريكية من الصعوبات وإعادتها إلى المسار الصحيح، وتتمثل في: فتح جميع قنوات الحوار، والتوصل إلى قائمة بقضايا التعاون والحوار وتلك التي تتطلب من الجانبين التحكم في الخلافات بشأنها، وأخيرًا تسليط الضوء على التعاون الثنائي في مكافحة كوفيد-19.
وقال وانغ إن "المقترح الأول (فتح جميع قنوات الحوار) من شأنه تبديد جميع الأكاذيب وسوء التقدير، حيث إن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة حاليا تجاه الصين تستند إلى سوء تقدير استراتيجي غير مستنير، وهي محفوفة بالعواطف والأهواء والتعصب المكارثي، ووصلت الشكوك التي لا داعي لها على الإطلاق بشأن الصين إلى نقطة جنون العظمة، إذ يبدو كما لو أن كل استثمار صيني تحركه دوافع سياسية، وكل طالب صيني جاسوس، وكل مبادرة تعاون هي مخطط ذو أجندة خفية. وإذا كانت الولايات المتحدة تفتقر إلى الثقة والانفتاح والشمولية إلى هذا الحد، واختارت أن تستحضر "تهديدات الصين" من مختلف الأنواع، فقد يتحول هذا الخوف المرضي (بارانويا) إلى نبوءات ذاتية التحقيق في نهاية المطاف".
وأضاف وانغ أن "الباب أمام الحوار ما يزال مفتوحًا. وطالما كانت الولايات المتحدة مستعدة، يمكن استعادة آليات الحوار وإعادة تشغيلها على جميع المستويات وفي جميع المجالات، ويمكن طرح جميع القضايا على الطاولة، ومعالجة جميع الخلافات على النحو الصحيح من خلال الحوار، وفي غضون ذلك، وطالما لا تفرض الولايات المتحدة قيودًا، فإننا مستعدون أيضًا لتعزيز التبادلات والتفاعلات بين الإدارات الحكومية والمحلية والقطاعات الاجتماعية، من أجل تمكين الشعبين من معرفة وفهم أفضل لبعضهما البعض".
وبالنسبة للمقترح الثاني المتمثل في التوصل إلى قائمة بقضايا التعاون والحوار وتلك التي تتطلب من الجانبين التحكم في الخلافات بشأنها، أشار وانغ إلى ضرورة أن يضع الجانبان قائمة بمجالات التعاون الثنائية والعالمية، وأن يكون التعاون في هذه القائمة بمنأى عن تأثير القضايا الأخرى، وأن يتم أيضًا تصنيف المسائل المتعلقة بالخلافات التي يمكن حلها من خلال الحوار، وتخصيص آليات للحوار في أقرب وقت ممكن، مع تحديد القضايا الصعبة التي لا تتمتع الدولتان بفرصة الاتفاق عليها في المستقبل القريب حتى يتمكن الجانبان من إدارتها بشكل جيد بروح البحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبًا من أجل تقليل تأثيرها على العلاقات الصينية الأمريكية الشاملة أو الإضرار بها.
وحول المقترح الثالث (تسليط الضوء على التعاون الثنائي في مكافحة كوفيد-19)، قال وانغ "إن التعاون في مواجهة الفيروس ينبغي أن يكون أولوية قصوى، وإن الصين مستعدة لأن تتقاسم مع الولايات المتحدة المعلومات المتعلقة بالوقاية والاحتواء وتجربتها في الاستجابة إلى جانب تبادل أوثق مع الولايات التحدة حول التشخيص والعلاج، واللقاحات، والانتعاش الاقتصادي".
وشدد وانغ على أنه ينبغي على الولايات المتحدة من جانبها أن توقف فورًا أعمال التسييس والوصم، وأن تعمل مع الصين لتعزيز الاستجابة العالمية لإنقاذ المزيد من الأرواح والارتقاء إلى مستوى مسؤولية الجانبين الدولية كدولتين رئيسيتين، معربًا عن أمله أن تكون هناك رسائل أكثر إيجابية وطاقة من العلاقات الثنائية، وأن تنتهج الولايات المتحدة سياسة أكثر عقلانية وعملية تجاه الصين، خاصة وأن ذلك سيصب في صالح الشعبين، وهو أيضا ما يتوقعه العالم من البلدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.