سؤال برلماني حول معايير اختيار المرشحين للتشكيل الحكومي الجديد    اليوم.. "إسكان الشيوخ" تعقد 7 اجتماعات بشأن مشروعات طرق    توقعات تنسيق الثانوية العامة 2024 بعد الإعدادية بجميع المحافظات.. تعرف عليها    سعر طن الذرة الصفراء في الأسواق اليوم الأحد 9-6-2024.. تبدأ من 11 ألف جنيه    وزير المالية:مستعدون لنقل خبراتنا فى التحول لنظام «التأمين الصحى الشامل» إلى أشقائنا فى أفريقيا    الإسكان: حملات مكبرة على الإشغالات والظواهر العشوائية ب6 مدن    إعادة ضخ الغاز لمصانع الأسمدة واستقرار إمدادات الكهرباء    «مناخ الزراعة» يحذر من موجة حارة طويلة تبدأ الأربعاء المقبل وتستمر ل10 أيام    عاشور: الانتهاء من تصميم سيارة كهربائية بالكامل.. وبدء عمليات التصنيع الفعلي    البيئة: تنظيم رحلات بالمحميات الطبيعية للتوعية بأهميتها    زعيم المعارضة الإسرائيلية يهاجم نتنياهو: «سلوكك مشين»    أوقفوا الدعم العسكرى لإسرائيل.. آلاف المتظاهرين فى محيط البيت الأبيض يدعمون فلسطين بحمل لافتات تصف بايدن بالكذاب    دبلوماسي سابق: مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة يضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته    الجيش الإسرائيلي: طائرات مقاتلة قصفت منصة إطلاق تابعة لحزب الله في منطقة الحولة جنوبي لبنان    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    «البحرية البريطانية» تعلن وقوع حادث على بعد 70 ميلا جنوب غربي عدن اليمنية    جريفيث: مخيم النصيرات للاجئين بؤرة الصدمة الزلزالية التي لا يزال المدنيون في غزة يعانون منها    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والاتحاد في نهائي دوري سوبر السلة    تعليق مثير من عدلي القيعي وميدو بشأن انتقال إمام عاشور للأهلي    دي لا فوينتي: أستخدم بيدري بشكل مختلف عن برشلونة    "لبيك اللهم لبيك"..سفر أول فوج لحجاج القرعة بكفرالزيات في الغربية    أخبار التعليم.. بدء امتحانات الثانوية العامة 2024 وحرمان عامين لهؤلاء    محافظ القاهرة: تغطية كل أنحاء العاصمة بوسائل النقل العام في أيام العيد    التعليم لطلاب الثانوية العامة: «إلغاء الامتحان في حالة الغش»    «خلال 24 ساعة».. رفع 44 سيارة ودراجة نارية متهالكة    مفاجأت جديدة في قضية سفاح التجمع .. المتهم عثر علي صور شخصية لزوجته ورفع دعوى قضائية ضدها لتشويه سمعتها بعد تركها منزل الزوجية    إخماد حريق بمنزل بالخارجة في الوادي الجديد    عمرو دياب يغلق خاصية التعليقات على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي بعد واقعة صفعه شخصا    وزيرة الثقافة تُكرم خالد الصاوي وضياء عبد الخالق وعددًا من النجوم الشباب    «مع بدء طرح أفلام العيد».. 4 أفلام مهددة بالسحب من السينمات    قصور الثقافة تنظم عروضا مجانية بمهرجان فرق الأقاليم المسرحية    منصة "watch it" تروج لمسلسل " الوصفة السحرية " لشيري عادل وعمر الشناوي    فضل الأيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. كيف تفوز بها؟    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    الصحة توقع خطاب نوايا مع استيلاس فارما لرفع الوعي بالكشف المبكر عن الأورام السرطانية    "معلومات الوزراء":مشروع الجينوم المصري في مرحلة المهد وسيحدث طفرة بكافة المجالات    تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على الإنسان.. تؤدي إلى مضاعفات خطيرة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    هذه الأبراج يُوصف رجالها بأنهم الأكثر نكدية: ابتعدي عنهم قدر الإمكان    عاجل:- تخفيض سرعة القطارات في مصر بسبب ارتفاع درجة الحرارة    نجم الزمالك السابق يرد.. هل أخطأ حسام حسن بمشاركة الشناوي؟    صربيا تفوز على السويد بثلاثية دون مقابل وديا قبل يورو 2024    جامعة عين شمس تتقدم في تصنيف QS العالمي 133 مرتبة    من تعليق المعاهدات إلى حرب «البالونات» الأزمة الكورية تتخذ منعطفًا خطيرًا    اليوم.. جمعية الفيلم تقيم تأبينًا ل صلاح السعدني وعصام الشماع ونادر عدلي    جامعة عين شمس تتقدم في تصنيف QS العالمي    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. «هيئة الدواء» تسحب أدوية جديدة من الصيدليات.. انفراد..النيابة العامة تحيل «سفاح التجمع» لمحاكمة عاجلة أمام «الجنايات».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأحد: 48 ساعة قبل عودة الغليان (تفاصيل)    أمير هشام: كولر يعطل صفقة يوسف أيمن رغم اتفاقه مع الأهلي ويتمسك بضم العسقلاني    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    ماذا قالت سيدة التوقعات مع عمرو أديب عن العوضي وياسمين عبد العزيز وأمل ماهر وشيرين؟ (فيديو)    جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موشيه شاريت .. مهندس الدبلوماسية الإسرائيلية

في ظل ترقب العالم للانتخابات العامة الإسرائيلية بالكنيست الإسرائيلي و الأيام تعيد نفسها بربطها بين الماضي و المستقبل الذي يصنع يومنا الذي نعيشه بشكل دوري مما يؤكد على دورية التاريخ و ما وصلت إليه إسرائيل الآن من وجود انتخابات ديمقراطية لا تغيب عنها الأنياب للحفاظ على مصلحة إسرائيل و من الذين ساهموا في إقامة الدولة المزعومة و شكل لها هيكل سياستها الخارجية و البرلمانية (موشيه شاريت) الذي تولى رئاسة وزراء إسرائيل و وزارة خارجيتها حيث كان له الدور البارز في وضع لبنة إسرائيل السياسية.
ولد موشيه شيرتوك الذي غير اسمه للعبرية ب(موشيه شاريت) بأكروانيا التي كانت تابعة لروسيا في 16 أكتوبر من عام 1894 ، هاجر شاريت مع عائلته إلى الأراضي الفلسطينية عام 1908 و إستقر بقرية (عين سينيا) الواقعة بين نابلس و القدس ، تعلم (موشيه شاريت) اللغة العربية في تلك البيئة العربية حيث حياته مع عرب تلك المنطقة و درس اللغة العبرية إلى جانب إتقانه للغة الروسية حيث موطيء ميلاده ، في عام 1910 إنتقلت الأسرة إلى مستوطنة (بيت أهوزت) للعيش هناك داخل (حيفا) و التي أصبحت فيما بعد النواة الأولى ل(تل أبيب) أو (تل الزهور) و التي أصبحت بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 عاصمة لها.
يعتبر (موشيه شاريت) من ضمن أول دفعة من مدرسة (هوزيليا جيمانزيم) و هي أول مدرسة عبرية عليا تنشأ في إسرائيل و لعلها نواة (الجامعة العبرية) التي تأسست في عشرينيات القرن العشرين ، سافر (موشيه شاريت) إلى إسطنبول لدراسة القانون بتركيا و لكنه لم يكمل دراسته لإنضمامه إلى الجيش التركي في عهد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى مؤديًا عمله كمترجم ، و إضطر للعودة إلى فلسطين و العمل ضمن وكالة يهودية متخصصة في شراء الأراضي العربية التي هي في الأساس بداية الإستيطان الصهيوني على فلسطين من خلال وثائق رسمية بها رائحة التزوير لتوكيد أحقية اليهود بالأراضي العربية و التي تشبه طريقة (شيلوك) التاجر اليهودي بمسرحية (تاجر البندقية) لوليم شكسبير ، سافر شاريت للندن لدراسة الاقتصاد هناك في الفترة من 1922 حتى 1924.
عاد في عام 1924 إلى فلسطين مرةً أخرى و ألتحق بعضوية اتحاد العمال ثم حزب (الماباي) (حزب عمال إسرائيل) و في عام 1925 أختير نائبًا لرئيس تحرير جريدة (دافار) الصادرة عن الهستدروت و في نفس الوقت كان مسئولاً عن تحرير الجريدة بنسختها الإنجليزية الأسبوعية لها في الفترة من 1925 حتى 1931.
عمل (شاريت) سكرتيرًا للوكالة اليهودية عام 1931 ثم رئيسًا لها حتى عام 1948 حيث ساهم في تهجير عدد كبير من اليهود المتواجدين بأوروبا الشرقية إلى جانب دوره البارز في توطيد العلاقات مع بريطانيا لحكم إجادته للغة الإنجليزية و معرفته للمزاج الإنجليزي أثناء حياته وقت دراسته و التي أدت إلى الحصول على كافة المساعدات البريطانية من الناحية السياسية و الاقتصادية و العسكرية من أجل إقامة دولة إسرائيل و يعتبر (شاريت) هو مسئول الاتصال اليومي بحكومة الإنتداب البريطاني على فلسطين.
من خلال تلك المجهودات التي قام بها شاريت كان ميعاد إعلان دولة إسرائيل من خلال البيان الذي سمي حسب الإسرائيلين ب(بيان الإستقلال) يوم 15 مايو 1948 من خلال (ديفيد بن جوريون) و عُين (موشيه شاريت) رئيسًا للمجلس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية و في عام 1949 عُين وزيرًا لخارجية إسرائيل ليكون أول وزير خارجية لها لخبرته الكبيرة في مجال العلاقات الخارجية مع بلاد العالم حيث كان له دور كبير في إصدار قرار التقسيم من الأمم المتحدة عام 1947 و في عام 1949 كان له الدور الأكبر في ضم إسرائيل لعضوية الأمم المتحدة من خلال رحلاته المكوكية حول العالم الغربي لتأييد ضمها للأمم المتحدة و كانت أستراليا هي الداعم الأكبر لضم إسرائيل رسميًا للأمم المتحدة إلى جانب دوره في توطيد العلاقات مع دول العالم و إقامة القواعد الدبلوماسية الإسرائيلية الأولى و كان له دور في توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل و الدول العربية بعد حرب 1948.
في عام 1953 أعتزل (ديفيد بن جوريون) أول رئيس وزراء لإسرائيل الحياة السياسية و أنتقل إلى (كيبوتس سديه بوكير) فكان قرار حزب (الماباي) بتعيين (موشيه شاريت) خلفًا له في رئاسة الوزراء و رئاسة حزب (ماباي) و كانت سياسة شاريت معتدلة حيث قام بتهجير عدد كبير من يهود العالم إلى إسرائيل بتشجيعهم للهجرة إلى أرض الميعاد و كان من المنادين بإقامة علاقات مع الدول العربية المجاورة لإسرائيل إلى جانب أنه قام بعقد علاقات وطيدة مع القارة الأفريقية للرد على مؤتمر باندونج لعدم الإنحياز عام 1955 حيث كانت القارة الأسيوية لها نصيب الأسد في المشاركة بهذا المؤتمر لخلق طرف محايد لا يميل للكتلة الشرقية أو للكتلة الغربية فكان شاريت سباقًا للقارة السوداء بوعدهم بإقامة مشاريع تنمية في القارة من خلال إسرائيل إلى جانب رحلاته لبعض البلاد الأفريقية كإثيوبيا حيث قبائل الفلاشا اليهودية و رحلته لروديسيا الجنوبية (زيمبابوي) حيث توجد بها أكبر شبكة إتصالات مع المنظمة الصهيونية العالمية من خلال اليهود الموجودين هناك ما بين البيض و السود و كانت لتلك الاتصالات دور في إبحار الحفار (كنتنج) فيما بعد عامي 1969 و 1970 بالجنوب الغربي للقارة الإفريقية حيث سلك الحفار طريق رأس رجاء الصالح لإغلاق قناة السويس ما بين نيجيريا و السنغال و ليبيريا و ساحل العاج.
في عام 1954 وقعت (فضيحة لافون) بمصر ما بين القاهرة و الإسكندرية و التي أدت إلى فشلها بالقبض على أعضاء تلك العملية بمصر و التي أدت إلى التعجيل بتأسيس المخابرات العامة المصرية من خلال زكريا محي الدين و التي كانت بمثابة التعجيل بإنهاء خدمة شاريت في رئاسة الوزراء حيث أنتقده ديفيد بن جوريون الذي كانت له كاريزما رغم إعتزاله السياسي في الوجدان الإسرائيلي لإتباع (شاريت) سياسة معتدلة تجاه البلاد العربية المجاورة و التي جعلت البلاد العربية تبتاع الأسلحة من الاتحاد السوفيتي و كذلك بسبب تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لتقديم تنازلات كبيرة في حقوق المياه و تحلي إسرائيل في عهده بضبط النفس تجاه الهجمات الموجهة إليها من إعتداءات على حدودها.
كانت فضيحة (لافون) التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي (لافون) دون علم شاريت هي القشة التي قصمت ظهر البعير على الرغم من الإمتيازات التهجيرية و التنموية و الاقتصادية و زيادة الإستثمارات التي قام بها شاريت لكن عودة (بن جوريون) للحياة السياسية بإسرائيل هي التي فرضت نفسها على الساحة الإسرائيلية جعلت شاريت يتنازل عن رئاسة الوزراء و رئاسة حزب (الماباي) لبن جوريون و الذي حدثت معه خلافات كبيرة رغم حياتهم السياسية المشتركة من عشرينيات القرن الماضي ليترك رئاسة الوزراء عام 1955 و يظل وزيرًا للخارجية حتى عام 1956.
بعد ترك شاريت السياسة ترأس دار نشر (أم أوفيد) أو (عام أوفيد) الإسرائيلية و أصبح مديرًا لكلية (بيت بيرل) و كلاهما تابعان للهستدروت و ممثل حزب العمل في الحركة الإشتراكية الدولية و في عام 1960 أنتخبه الكونجرس اليهودي العالمي رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية و الوكالة اليهودية.
في عام 1961 أجرت معه الجريدة السينمائية البريطانية حوارًا حول 12 عامًا على تأسيس إسرائيل لكونه الركن الاقتصادي و التنموي البارز في إسرائيل و في 7 يوليه من عام 1965 توفي (موشيه شاريت) عن عمر 71 عامًا بعد تقديمه مجهودات كبيرة في إقامة دولة إسرائيل المزعومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.