ارتبطت المشروعات القومية العملاقة بحكومة الدكتور كمال الجنزوري الأولي وفي مقدمتها مشروع شمال غرب خليج السويس وتوشكي وشرق العوينات ودرب الأربعين.. هذه المشروعات توقف العمل بها بعد ان ترك الجنزوري الوزارة الأولي وجاءت بعده وزارات لم يكن في ذهنها تنمية حقيقية واقتصر نشاطها علي بيع أراضي وثروات مصر بأبخث الأسعار. يقول المهندس سيد عطية وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد ان شرق العوينات هو أحد المشروعات الزراعية العملاقة التي اعلنها الجنزوري لاستصلاح وزراعة 220 ألف فدان علي المياه الجوفية القريبة من سطح الأرض ويقع في الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية علي بعد 350كم غرب بحيرة ناصر و400 كم جنوب الواحات الداخلة وبدأ العمل الفعلي في منتصف التسعينيات بعد تقسيمه إلي 22 قطعة مساحة القطعة الواحدة 24 ألف فدان منها 10 آلاف فدان للزراعة والباقي حزام أمان لحماية الخزان الجوفي خاصة ان الدراسات العلمية أكدت وجود خزان جوفي ضخم يمكن استغلاله في حدود الأمان لمدة 100 عام وفقا للجمهورية ويوضح ان تقارير المتابعة الميدانية أكدت ان القوات المسلحة هي الجهة الوحيدة التي قامت باستصلاح وزراعة جميع الأراضي المخصصة لها بمعدل يفوق ال 150% وطلبت تخصيص عدد من القطع الأخري لاستصلاحها وزراعتها وبالفعل جار تخصيص عدد من القطع الجديدة التي تم سحبها من المستثمرين غير الجادين للقوات المسلحة التي نجحت حتي الآن في زراعة 24 ألفا و944 فدانا من خلال حفر 320 بئرا جوفية وتستخدم احدث انظمة الري الحديث للحفاظ علي الخزان الجوفي كما اشارت التقارير إلي تعثر 10 شركات من اجمالي 22 شركة ولم تقم هذه الشركات باستصلاح وزراعة الأرض المخصصة لها وتم سحب الأرض منها واعادة تخصيصها لشركات زراعية جادة وهي الشركات العقارية لاستصلاح الأراضي وكان مخططا لها 24 ألف فدان وشركة شمس 24 ألف فدان ايضا وسيدرا 24 ألف فدان وقامت بزراعة 300 فدان من اجمالي المساحة المخصصة لها وشركة الخلود والبركة ووادي كوم أمبو والشركة الأمريكية لتنمية الساحل الشمالي ودلتا مصر وابناء الواحة كما توجد شركات أخري تسير بسرعة السلحفاة ولا يتناسب حجم زراعتها مع الامتيازات التي حصلت عليها وفي مقدمتها الشركة المصرية لاستصلاح الأراضي وقامت بزراعة 3900 فدان من خلال حفر 74 بئرا جوفية ويتردد انها باعت الأرض التي حصلت عليها لأحد المستثمرين العرب وشركة شرق العوينات واستصلحت 290 فدانا فقط من خلال حفر 41 بئرا وباعتها ايضا لمستثمر عربي وشركة مصر افريقيا وحصلت علي 5 آلاف فدان كانت مخصصة لمحافظة الوادي الجديد وباعتها لشركة اخري من الباطن وقامت شركة كليوباترا باستصلاح وزراعة 3911 فدانا بنسبة 40% من المستهدف زراعته. ويشير أحمد عطية إلي أن أهم العقبات التي تواجه المشروع حاليا هي انتهاء العمر الافتراضي لطريق المستثمرين بطول 200 كيلو متر والذي يربط بين مواقع الانتاج بالمزارع مما ادي إلي عرقلة وصول المعدات والخامات لمواقع الشركات وبالتالي تعثر تسويق المنتجات. يشير المهندس عادل شلبي مدير الادارة الزراعية بالداخلة إلي أهمية فرض تركيب محصولي محدد علي الشركات العاملة بالمشروع خاصة ان بعض الشركات تستثمر الأرض والمياه في زراعة البرسيم الحجازي وتصديره إلي بعض الدول العربية مما يعد اهدارا كبيرا لثروة مصر وهي المياه وبلغت المساحة المنزرعة بالبرسيم هذا الموسم 29 ألف فدان يتم تصديرها بالكامل إلي الدول العربية فكيف لدولة مثل مصر مستوردة للحوم تصدر الاعلاف إلي الخارج ويضيف انه تم تشكيل لجنة وزارة برئاسة وزير الزراعة وعضوية الري والعدل والمحافظة لوضع ضوابط حاكمة ومانعة لترشيد استهلاك المياه وحظر زراعة البرسيم الحجازي وضع حد اقصي لزراعته لا تتعدي 25% لمن يملكون مزارع للانتاج الحيواني فضلا عن جميع المحاصيل المستهلكة للمياه ويجب اصدار تشريع يمنع خروج البرسيم الحجازي من مصر.