ما ان جلست فى حجرتى الخاصة حتى فوجئت بها على كف يدى تتحرك بحرية دون استئذان فنظرت اليها متعجبا ؟ ؟! واحضرت ورقة ووضعتها بجوارها طالبا منها الإنصراف ؟! فانصرفت ؛وشعرت أنها تنظر إلى وتقول لى : انا حفيدة النملة التى سبق وأن استوقفتك قديما علىمحطة السكة الحديد بطلخا إبان سفرك للمحلة الكبرى وكتبت عنها مقالة تحت عنوان ( النملة والرملة ) …! فقلت لها أذكرك ولايمكن أن انساك ابدا ؛ وقد ذكرك المولى عز وجل فى قرآنه وأسمى سورة باسمك ؛ وانت صاحبة موقف …!؟ (( قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون (18 ) فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب اوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن اعمل صالحا ترضاه وادخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين (19 ) )) صدق الله العظيم ؛ وتبسم الضحك إنما هو عن ( سرور ) ….. وقيل فى قولها (( وهم لايشعرون )) … إشارة إلى الدين والعدل والرافة… وورد أن سليمان قال لها لم حذرت النمل ؟ اخفت ظلمى ؟ أما علمت أنى نبى عدل ؟ فلم قلت (( يحطمنكم سليمان وجنوده )) فقالت النملة : أما سمعت قولى (( وهم لايشعرون )) مع أنى لم ارد حطم النفوس ، وإنما أردت حطم القلوب خشية أن يتمنين مثل ما أعطيت ، أو يفتن بالدنيا ، ويشتغلن بالنظر إلى ملكك عن التسبيح والذكر فقال لها سليمان : عظينى فقالت النملة : أما علمت لم سمى أبوك داود ؟ قال : لا قالت : لأنه داوى جراحة فؤاده ؛ هل علمت لم سميت سليمان ؟ قال : لا قالت : لأنك سليم الناحية على ما أوتيته بسلامة صدرك ، وإن لك ان تلحق بابيك . ثم قالت : اتدرى لم سخر الله لك الريح ؟ قال : لا . قالت :أخبرك أن الدنيا كلها ريح . (( فتبسم ضاحكا من قولها )) متعجبا ثم مضت مسرعة إلى قومها ، فقالت : هل عندكم من شيئ نهديه إلى نبى الله ؟ قالوا : وما قدر مانهدى له .. !!!! والله ما عندنا إلا نبقة واحدة . قالت : حسنة ؛ ايتونى بها . فاتوها بها فحملتها بفيها فانطلقت تجرها ، فأمر الله الريح فحملتها ، واقبلت تشق الإنس والجن والعلماء والأنبياء على البساط ، ثم وضعت تلك النبقة من فيها فى كفه ، ،وانشات تقول : ألم ترنا نهدى إلى الله ماله () وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله … …. فقال لها : (( بارك الله فيكم )) فهم بتلك الدعوة أشكر خلق الله وأكثر خلق الله . .. معذرة أيتها النملة أن كنت قد غبت عن المكان أو قصرت معك أو حطمك غافل أو جاهل. ….!!!؟ ضعوها فى حجرتى لاتؤذوها فهى لا تؤذنى حتى وانا نائم قالوا : مجنون …! قلت : ابدا اننى انظرها برحمة الله التى طالبنا بها وها ئنذا اسمع لسيدنا بن عباس رضى الله عنه يقول : نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب : الهدهد والصرد والنملة والنحلة ( ج 13 ص172 القرطبى / الجامع لأحكام القرآن ) لقد اخدتنى تلك النملة إلى القرآن الكريم؛ وإلى هذا التفسير وإلى ذاك التأمل … !!!!! فشكرا لك أيتها النملة وما أعظم ماقلت : ولو كان يهدى للجليل بقدره () لقصر عنه البحر يوما وساحله ولكننا نهدى إلى من نحبه () فيرضى به عنا ويشكر فاعله وما ذاك إلا من كريم فعاله () وإلا فما فى ملكناما يشاكله