أسْعَدتْني ... خيانتكَ ! ------------------- أي تشابهٍ في " الأحداث " هو محضُ صدفة ، وحده حبيبي أتْقَنَ "الخيانة"! ---------------------------------- تُخبئُ عيناكَ من نظراتي وأنا أقفُ أمام ارتباككَ في صمتْ .. تتقَشّر روحكَ كالفُستُق وتتساقط ملامحكَ تِباعاً من وجهكَ .. بسرعة الضوء ! كان الأدرنالين يتقافز من حولكَ في اضطراب. كنتَ تحاولُ ان تلحقَ بانفاسكَ وهي تركضُ لاهثةً في جهاتكَ الأربع. كُلّكَ ذهولٌ وما فاض عنكَ ..... ندمْ ! كلّكَ تموت الآن أمامي وما سيتبقى منكَ... لعثمةٌ تحتضرُ عندَ بابِ الرّحيل. ثمة هناك كائناتٌ غريبة تُرهفُ السّمع لهمس خطيئتكَ وتضحكُ في سرّها ! أسرابٌ من الدهشة تجمّعتْ حولكَ في فضول، كانتْ تُشير إليكَ بالسبّابة .. وبجانبكَ جلست عاصفة من البكاء تستعجلُ رحيلي لكي تنقضّ عليكَ ! نَبْضُكَ تجَعّدَ فجأة ... وأصابعكَ اختنقتْ من لمَساتها، وحدها دقاتُ قلبكَ كانت تملأُ الغرفة ضجيجًا. تنظر إليّ وتمتم : لا أحدَ سواكِِ في القلب .. صدّقيني ، أنتِ ملكة الكوْن ! أصابني الذهول من جرأة كهذه !!! كيف ؟؟ كيف تجرؤ وقد وجدتكَ متلبّسًا بخيانتي ؟ من كانت تلكَ التي عَبَرتْني وهي تركضُ هاربةً من خجلها ؟ وصيفةُ الكون مثلا؟؟ لم تُجبني. نظرتَ حولكَ فابتسمَ الفراغ بخبث ! رأيتُكَ تتعلّقُ بخيط ضوء مرّ عابثا أمام وجهك .. ثمّ فرّ هاربًا .. خذَلكَ الضوءُ... كما خذَلْتَني ! سكتَ الكلام... وانهارتْ عقاربُ الساعة . أجلْ ، في لحظة كهذه، يتوقف الزمنْ ، وتصبح للجدران عيونْ .. وللسجّاد أحاسيسْ .. وللنافذة ضحكة هستيرية .. وللسرير رائحة الخيانة .. في لحظة كهذه تولد مشاعر وتموت أخرى من سيركضُ معكَ الآن في حقول البرتقال؟ من سيكتُبكَ ويقرؤُكَ ؟ من سيختبئُ في شهواتك ؟ سمعتكَ تسأل : أتكرهينني الآن؟؟ "أبدًا ! أُشفقُ عليكَ" همستُ بحنانْ ! غارقا وغريقا، هكذا كنتَ تبدو أمامي ، ولم تكن تسعفني يدي لأمدّها إليكَ كما فعلتُ دائماً .. كلّ جسدي كانَ يلفظكَ !!! كان النّسيان يجرّكَ إلى الذّبح ... ولم أحرّكْ ساكنا .. نَقْرُ المطر على زجاج النافذة كان يزيد من رهبة اللّحظة .. مُمْتنّةٌ للمطر لأنه لم يتدخّل بيْننا رغم سقوط السقف فوق رأسينا ! ممتنّة للضوء لأنه ظلّ يحدّقُ في عينيكَ دون أن يرفّ له جفن ! كنت أراكَ تتساقط من جسدكَ دون أن تُحدثَ ضجيجًا .. فقط قلبكَ، كان يصرخ بأعلى نبضِه .. ياللغرابة ! لم أَسْتمتع بعُريكَ ..كما استمتعُ به الآن ! لكنّ يدكَ المرميّة على جسدكَ لم تعد تليقُ بخصري . نظرتُ إلى " فراغكَ المزدحم بكَ" وأنا آخُذ آخر قراراتي : سأتخلّى عن حقوقي في اللّهاث وراءكَ .. سأدير ظهري لتماثيلكَ المرمرية وأساطيركَ الرخامية .. سأمد ّلساني نكاية في الزمن وأخرج الان ..لأتقافز تحت زخّاتِ المطر ! سعيدةٌ .. بخيانتكَ ؟ أجل ! إنّي استعيدُ نفسي .. أخيراً ! ناديتُ على ظلّي ... كان ما يزال متسمّرا أمامكَ في ذهول .. مسحتُ بمنديلي ما كان يَعْلَقُ به من "أحاسيسكَ" ثمّ أخذتُهُ من يده لنغادرَ معًا ! التفتَ إليكَ ظلي كطفلٍ يستهويهِ الفضول ثم همسَ في أذني ونحن نبتعدْ : " لقد تبدّدَ في الفراغْ" !! انتهى ياسمينة حسيبي