عقدت منظمة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، الملتقى الأول للفتاة العربية تحت شعار "مشاركة – تنمية – إبداع"، وذلك خلال الفترة من 4-10 أغسطس 2015، بمشاركة فتيات عربيات من عشر دول عربية هى الأردن، وتونس، والجزائر، والسودان، والعراق، وفلسطين، ومصر، والمغرب، وموريتنانيا، ولبنان، وأبناء بعض الجاليات العربية بمصر. وقالت السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية: "إن أعمال الملتقى اُقيمت فى كل من محافظاتالقاهرة، والإسماعيلية، وشرم الشيخ". وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أعرب الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن سعادته؛ لاستضافة منظمة المرأة العربية لفعاليات المنتدى، بهدف إلقاء الضوء على أهم التحديات التى تواجه المرأة العربية التعريف، بالإضافة إلى أهمية دور المرأة فى الحفاظ على الأمن القومى وتحقيق التنمية الشاملة فى المنطقة العربية النساء والفتيات يواجهنّ الإرهاب على يد جماعات غاشمة فى عدة دول عربية. وأكد العربى أن المنتدى يأتى فى وقت تواجه خلاله المرأة والفتاة العربية تحديات جسيمة فى الدول التى تعانى من ظروف عدم الاستقرار والنزاعات والحروب وما يواكبها من اضطرابات وتهديدات تعصف بثواباتنا وثقافتنا العريقة التى تعزز مكانة المرأة فى المجتمع، مشددًا على أن المرأة الفلسطينية تواجه عدوًا إسرائيليًا غاشمًا يهددها بشراسة، لافتا إلى أن الجميع شهد حرق الطفل الفلسطينى عمدًا على مرأى ومسمع من العالم كله؛ مما يعد دليلًا واضحًا على ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلى من عنف ضد الآمنين على الأرض وانتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية منوهًا إلى أن النساء والفتيات لايزلن يواجهن كل صباح الموت والإرهاب والتهديد والازدراء على يد جماعات غاشمة فى العراق وسوريا وليبيا ومناطق أخرى من عالمنا العربى. وأضاف العربى أن أولويات التنمية المستدامة لما بعد 2015، والتى سوف تعتمد سبعة عشر هدفًا للتنمية فى سبتمبر المقبل فى الأممالمتحدة، وقد وضعت هدفا مستقلا يعنى بتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز مكانة المرأة ضمن أهم هذه الأولويات؛ مما دعى لجنة المرأة العربية التى يشارك فى عضويتها كل الآليات العربية المعنية بالمرأة، والتى تمثل أحد أهم آليات جامعة الدول العربية أن تضع خطة إستراتيجية لتنمية المرأة العربية ما بعد عام 2015 بناء على إعلان القاهرة للمرأة العربية، الذى تم إطلاقه فى العام الماضى، ولقد أدرجت الخطة الإستراتيجية محورًا خاصًا بتمكين الفتيات على المستويين السياسى والاقتصادى ضمن أهم أولوياتها.. إيمانًا منها بقيمة الفتيات العربيات. وأكدت تلاوى على أهمية دور المرأة والفتاة العربية في الحفاظ على الأمن القومي وتحقيق التنمية الشاملة، وشددت على الأهمية البالغة التي توليها منظمة المرأة العربية من أجل مشاركة المرأة العربية في تحقيق الأهداف الكبري التي من شأنها ان ترتقي بالمجتمع العربي كافة، موضحة أن شبكة الشباب أصدقاء منظمة المرأة العربية تهدف لإعداد قيادات شبابية جديدة، وإتاحة الفرصة للشباب العربي للتعبير عن رأيه في القضايا المطروحة، وتوعية المشاركات بأهمية إطلاق مبادرات شبابية لخدمة قضايا التنمية في الوطن العربي عبر الانضمام الى شبكة أصدقاء منظمة المرأة العربية. و من جانبه أكد المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة في رسالة نقلها الدكتور محمود حسن وكيل الوزارة ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات وتدريب الشباب بالوزارة ترحيبه بفتيات الدول العربية المشاركة بالملتقي الأول للفتاة العربية، مشيرًا إلى أن الملتقى هدف إلي تنمية واستقرار المجتمع العربي واحتضان الجامعة العربية له دليل قاطع على أهميته. فيما أشارت الفنانة ليلى علوي إلى أن مصر تحتضن بصفة دائمة ملتقيات هادفة لجمع الشمل العربي، موضحة تمنيها أن يقرب هذا الملتقى الفتيات العربية بصدق، واضعين خططًا تسير على خطاها الدول العربية، مبدية تفاؤلها بفكرة الملتقي، ودعت إلى أن يشهد العام المقبل إقامة منتدى للفتاة العربية بمشاركة 1500 فتاة. وعقب الافتتاح انتقلت الفتيات العربيات إلى محافظة الإسماعيلية ليشاركنّ فى افتتاح قناة السويس، حيث أكدت السفيرة مرفت تلاوى أن افتتاح القناة الجديدة كان بمثابة لحظة تاريخية فارقة فى تاريخ الوطن العربى، ومن ثمّ كان هناك حرص من قِبل منظمة المرأة العربية أن تشهدها كل فتاة عربية؛ لتروى قصة تلك الملحمة الوطنية إلى الأجيال الجديدة مشددة على أن هذا الحدث هو مبعث فخر لكل فتاة عربية، كون القناة الجديدة تُعد مشروعًا تنمويًا عملاقًا يعود بالخير والرخاء على العالم بأسره. ماراثون رياضى فى شرم الشيخ وانتقلت الفتيات العربيات الى مدينة شرم الشيخ حيث بدأت جلسات عمل الملتقى، والتى امتدت على مدى ثلاثة أيام، وتوزعت الأعمال على أربع جلسات وهي: "المرأة والأمن القومي" تحدث فيها الدكتور معتز عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وجامعة ميتشيجان الأمريكية، فيما جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان: "المرأة والإعلام" تحدثت فيها كل من الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام المصري سابقا، والدكتور عادل عبدالغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وتمحور نقاش الجلسة الثالثة حول:"المرأة والتنمية" وتحدثت فيها الدكتورة يمن الحماقي أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، وتناولت الجلسة الرابعة: "آليات صنع المبادرات ودورها في تنمية المجتمع"، ويتحدث فيها الدكتور محمد عبدالعزيز المدير التنفيذي لمؤسسة اسمعونا. وقدمت جميع الوفود المشاركة عروضا تقديمية حول أهم المبادرات الشبابية والنسائية التى ساهمت فى تنمية المجتمع والنهوض بالمرأة، وتضمنت تلك العروض أهداف تلك المبادرات ونتائجها، وعبرت عن وضع المرأة فى المجتمع وعن المعاناة التى تواجهها المرأة العربية ومن بينها التمييز بين الشاب والفتاة داخل الأسرة الواحدة، أو الحرمان من التعليم، والإجبار على الزواج. وقد تم تنظيم ماراثون رياضى شاركت فيه الفتيات.. وفازت المشاركات من الجمهورية اللبنانية بالمركز الأول. وعلى هامش الملتقى أقامت بعض الفتيات معرضًا لمنتجات دولهنّ والزى الرسمى والمأكولات التى تتسم بها كل دولة. عرض مسرحى بعنوان "عروستي" وشهِدت فعاليات المنتدى عرضًا مسرحيًا تحت عنوان "عروستي" لفرقة صوت بلادي إحدى فرق اتحاد "آفاق مسرحية"، وتناول العرض مشكلات هامة فى حياة المرأة العربية من بينها التمييز بين الرجل والمرأة والشاب والفتاة داخل الأسرة الواحدة. تجدر الإشارة إلى أن المنتدى خلُص إلى العديد من التوصيات المهمة من بينها التأكيد على كون المرأة العربية تمثل خط الدفاع الأول لحماية الأمن القومى العربى، والتأكيد على دور المرأة كشريك أساسى وفاعل فى التنمية، والتشديد على ضرورة الارتقاء بلغة الإعلام، وأن يكون الخطاب الإعلامى أكثر سماحةً، ومناشدة الإعلام لتبنى قضايا المرأة، والتصدى للأفكار الهدامة فى المجتمع العربى، وضرورة توفير مناخ ثقافى واجتماعى مضاد لممارسة العنف ضد المرأة. كما أكدت المشاركات على أهمية التشبيك بين المبادرات الشبابية والمؤسسات المعنية داخل الدولة لتحقيق الأهداف المنشودة، إضافة إلى اهمية تجديد الخطاب الدينى.