تتقدم الأمم وترتقي الشعوب ومازال المواطن العربي المسلم مشغول ببول البعير وإرضاع الكبير ونكاح الصغيرات ومعاداة النساء وتكفير أهل الذمة وتحريم ميكي ماوس وتكبيل نفسه بحزمة من الخزعبلات والهرطقة والفتاوى المثيرة للجدل التي تغل قدمه عن التقدم نحو المستقبل مكتفياً بالإستغراق في الماضي والسير عكس الطريق الذي تسلكه البشرية في سعيها الدائم للبحث عن كل ما يفيدها بهدف جعل الحياة أكثر أمناً واستقراراً وبما يضمن سهولة التعامل بين الحضارات ونشر ثقافة المحبة بعيداً عن التمييز علي أساس الدين والجنس واللون . الشعب العربي منذ البداية اختار الإنزواء والإكتفاء بلعب دور المفعول به دوماً ولم تكن لديه شجاعة الفاعل يوماً أو أن يكون عنصراً نافعاً في ظل ما يشهده العالم من انفتاح وثورات معلوماتية وتكنولوجية بل بالعكس تسبب في إيذاء هذا العالم بما أخرجه من جماعات الفاشية الدينية التي شوهت الإسلام وجعلت منه مرادفاً للإرهاب. سيكولوجية المواطن العربي تم برمجتها علي إلغاء العقل أمام تابوهات ظل أسيراً لها قروناً طويلة دون أن يجرؤ علي التفكير في ماهيتها وما جدوى التمسك بها طالما كانت السبب في تأخره وتخلفه فضلاً عن أنها صنعت منه كائن إتكالي غير قادر علي الإبداع ولا يملك القدرة علي الابتكار فقط يستهلك وينتفع بما ينتجه الغرب من أجهزة وسيارات وانترنت وغيرها ثم يتهم الغرب بالكفر.. والحقيقة لا أعلم ماذا قدم الشرق المؤمن للعالم حتى يتبجح ويوزع صكوك الإيمان والكفر علي بني الإنسان؟! العرب منحوا عقولهم أجازة مفتوحة حتى علاه الصدأ وأغلقوا باب الاجتهاد واستسلموا لإرث من الموروثات الفكرية التي سنها الأسلاف من أئمة المذاهب وشيوخ الفقه والتفسير الذين نزلوا عند العرب منزلة الملائكة المنزهين واتخذوا من أقوالهم آيات مصدقة رغم أنهم بشر وما يقولونه ويفتون به يحتمل الصواب والخطأ ويخضع للنقاش لأنه ليس قرآن مُنزل من السماء. نحن كعرب بحاجة إلي الإيمان بفكرة التجديد وضرورة الإصلاح وأقصد هنا إصلاح النفس الذي ينبغي أن يأتي في المرتبة الأولي في سلسلة الإصلاحات التي علينا القيام بها ومن ثم يستتبع ذلك إصلاحا دينيا يستلزم تنقيح العقيدة مما شابها - علي مدار ال 14 قرن- من أفكار مغلوطة ورؤى عقيمة وتشريعات تتنافي مع جوهر الإسلام الوسطي الحقيقي الذي ينادي بالسلام والتحلي ب الأخلاق والتسامح ويدعم القيم الإيجابية ويدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة كما نحتاج إلي أن ننفض عن أرواحنا تراب الخرفات وترك التدين الظاهري المتمثل في اللحية والجلباب والنقاب ونذكي في أنفسنا قيم العمل وإتقانه والأمانة وعدم الكذب لأن الله لا ينظر إلي صورنا ولكن إلي قلوبنا وأعمالنا ونياتنا.. الدين علاقة بين العبد والرب لا يجوز لأحد التدخل فيها أو قهر الآخر بدعوى الإسلام لأن جاء في القرآن الكريم {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُر}{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين}.