تشهد المدارس بعد مرور شهر ونصف الشهر من العام الدراسى بمختلف المراحل التعليمية غياباً جماعياً للطلاب، خاصة فى مرحلتى الثانوية العامة والشهادات الفنية المتوسطة والمتقدمة.. تحولت الفصول الدراسية إلى بيوت أشباح لخلوها من الغالبية العظمى من الطلاب ولم يحضر سوى أعداد قليلة من الطلاب ولم تعد هناك جدية والتزام من جانب معلمى الثانوية العامة فى أعمال التدريس داخل الفصول الدراسية بسبب تفرغهم للدروس الخصوصية التى تشهد رواجاً شديداً فى مختلف المراحل التعليمية. كما تغيب الطلاب عن الدراسة بسبب اعتمادهم بشكل كلى على الدروس الخصوصية فى المنازل وعدم الاهتمام بالمدرسة لأنها لم تعد تؤدى دورها كما يجب فى عملية الاهتمام بشرح المناهج الدراسية من أجل إجبار الطلاب على تعاطى الدروس وتعويض دور المدرسة. ويرجع غياب الطلاب إلى اهتمام المعلمين بالدروس الخصوصية أكثر من الحضور إلى المدرسة والقيام بأداء واجبهم، كما ينبغى فى الفصول الدراسية.. وهناك بعض القائمين على العملية التعليمية فى المدارس يشجعون ويتسترون على المعلمين الذين يخرجون من المدارس قبل المواعيد المقررة من أجل بدء الدروس الخصوصية فى المنازل وسناتر الدروس التى توجد فى متخلف الأحياء والمدن. ويعتبر الطلاب والمعلمون أن الحضور إلى المدرسة مضيعة للوقت ولا يتم الاستفادة من المدرسة فى شىء وتبدأ الدروس بالمنازل فى مواقيت اليوم الدراسى من الساعة التاسعة صباحاً حتى أوقات متأخرة من الليل، ويضرب المعلمون والطلاب بالقانون عرض الحائط ولا يخشون من العقوبات التى تقررها الوزارة، والتى تصل إلى دخول الامتحانات بنظام المنازل فى حالة التغيب عن الدراسة لمدة 15 يوماً متصلة أو 30 يوماً منفصلة.. وهناك مدارس لا تطبق عقوبات التغيب عن الدراسة على الطلاب تضامناً مع معلمى الدروس الخصوصية. تحتاج هذه الظاهرة إلى تدخل سريع من الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم لمنع إهدار المال العام الذى ينفق على مرتبات المعلمين وتجهيز المدارس والمعامل دون جدوى. كما يتطلب فرض رقابة صارمة على المدارس وتفعيل المتابعة الميدانية وعمليات التفتيش على المدارس والمعلمين وتوقيع عقوبات ضد المتغيبين وإلزام الطلاب بالحضور.. ويبدو أن الطلاب والمعلمين يستغلون الأجواء المتوترة فى البلاد وانشغال أجهزة الدولة بالعمليات الأمنية ومظاهرات المحظورة فى الغياب عن الدراسة وعدم الاهتمام بالتعليم فى المدرسة.