تسببت التغيرات المناخية خلال السنوات الماضية فى التأثير على الإنتاج الزراعى بمحافظة الفيوم، لا سيما المحاصيل البستانية الأكثر حساسية مثل المانجو والموالح والزيتون من الفاكهه، والطماطم والقرعيات من الخضر، بالإضافة إلى النباتات الطبية والعطرية وكذلك المحاصيل الحقلية. وكان لحدوث بعض التغيرات المناخية فى مصر فى الآونة الأخيرة الأثر الأكبر على اشجار الفاكهة عموما، بسبب الأضرار الناتجة عن التغير الكبير فى المناخ، وتشمل الأضرار الميكانيكية مثل الرياح المحملة بالرمال التى تشوه الأزهار والعقد والأوراق والثمار، وكذلك الأمطار أثناء فترة التزهير التى تؤثر على التلقيح والإخصاب، فضلًا عن الأضرار الفسيولوجية التى تؤدى إلى حدوث خلل فى التوازن المائى داخل الأشجار بسبب الرياح مع الحرارة المرتفعة. وتأثرت الزراعة المصرية بصفة عامة بموجات الطقس المتقلبة وغير المتوقعة، وفقًا لبيانات مركز البحوث الزراعية لعام 2021، حيث انخفض إنتاج الزيتون بنسبة تتراوح ما بين 60 و80% فى الموسم الأخير، لتفقد مصر موقعها كأكبر مصدر للزيتون والزيت فى العالم، كذلك تأثر موسم المانجو بانخفاض الإنتاج بنسبة 25% بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى شهرى فبراير ومارس، وهو ما أثر على إنتاجية الفدان لتتراجع من خمسة أطنان فى العام إلى 4 فقط وربما أقل خلال العام الماضى. وتراجعت إنتاجية البطاطس بنسبة من 30 إلى 40% للفدان، والقمح بنسبة بين 40 و50%. وذلك بسبب موجات الحرارة غير المتوقعة التى تتسبب فى عدم دخول النباتات مرحلة الأزهار والتى تحتاج إلى نسبة من البرودة لتزهر، فى الوقت الذى لم تتأثر فيه المحاصيل الصيفية مثل القطن والأرز والذرة بالتغيرات المناخية نظرًا لارتباطها بالطقس الحار. فى البداية يقول هشام عبدالقادر مزارع يتعرض محصول المانجو منذ سنوات لموجات الحرارة الشديدة ونقف مكتوفى الأيدى فى مواجهة هذا الخطر الذى دمر المحصول بصورة كاملة، وخلال المواسم الأخيرة تعرض محصول المانجو للعديد من الأزمات، بسبب التغيرات المناخية التى شهدتها المواسم الزراعية الأخيرة، ما بين موجات صقيع شديدة وموجات حرارة أشد. وأوضح أن «المانجو» من ضمن المحاصيل التى تأثرت إنتاجيتها من موجات الحرارة والصقيع، مشيرًا إلى أنه يزرع 15 فدانًا مانجو فى قرية منشأة دكم بمركز سنورس، مضيفًا أن هذه المساحة يتوقع لها أن تقل إنتاجيتها بنسبة تتراوح بين 60% و75%، خاصة فى الأصناف الحساسة للتغيرات المناخية، ويعد محصول المانجو من المحاصيل التى تسهم بشكل كبير فى دعم الاقتصاد المصرى عن طريق التصدير، بالإضافة إلى سد حاجة السوق المحلى. ومن جانبه أوضح الدكتور ربيع مصطفى وكيل وزارة الزراعة بالفيوم أن التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائى المصرى بصفة عامة، وهناك دراسات علمية تؤكد أن الارتفاع والانخفاض فى درجات الحرارة وانخفاض نسب توافر المياه وهطول الأمطار نتيجة التغيرات المناخية، سوف تقلل من صافى الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وسوف تتسبب فى زيادة الآفات وأمراض النبات.