أيمن موسى يكتب: خليفة بوتين صداع في رأس الغرب    مودرن فيوتشر يخشى مفاجآت الجونة في الدوري    موعد مباراة إنجلترا وصربيا في أمم أوروبا "يورو 2024" والقنوات الناقلة    بيان من الجيش الأمريكي بشأن الهجوم الحوثي على السفينة توتور    الكيانات الوهمية وراء أزمة حج الزيارات | تفاصيل    "مجزرة في رفح الفلسطينية".. سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بعد قصف منطقة تأوي النازحين    «بدأت اليوم خلوا بالكم».. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس ال 72 ساعة المقبلة: «حرارة شديدة»    استكمال محاكمة ربة منزل وعشيقها في قتل ابنتها.. اليوم    الوكيل: تركيب مصيدة قلب مفاعل الوحدة النووية ال3 و4 بالضبعة في 6 أكتوبر و19 نوفمبر    العراق.. استمرار حريق مصفاة نفط ببلدة "الكوير" جنوب غرب أربيل    «آخرساعة» كانت معهم| الحُجاج المصريين بخير.. وكل الأمور ميسرة    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    تصل ل«9 أيام متتابعة» مدفوعة الأجر.. موعد إجازة عيد الأضحى 2024    مفاجأة مدوية.. دواء لإعادة نمو أسنان الإنسان من جديد    مفاجأة.. لماذا تم رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب؟    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    بوساطة عُمانية، إطلاق سراح فرنسي كان معتقلا في إيران    المفاجآت في قضية سفاح التجمع تتوالى| ارتكب جرائمه ببث مباشر عبر «الإنترنت المظلم»    كيف رد هشام عاشور على لقب "جوز نيللي كريم" قبل انفصالهما؟    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    شاهد مهرجان «القاضية» من فيلم «ولاد رزق 3» (فيديو)    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    رابطة الأندية تكشف حقيقة مقترح إلغاء الدوري بسبب ضغط المُباريات    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    وزير الأمن القومي الإسرائيلي يوجه له رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو    حزب الله ينفذ 19 عملية نوعية ضد إسرائيل ومئات الصواريخ تسقط على شمالها    المجازر تفتح أبوابها مجانا للأضاحي.. تحذيرات من الذبح في الشوارع وأمام البيوت    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    بعد ساعات من تحديد جلسة محاكمته، عمرو دياب يطرح أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    صدمة قطار.. إصابة شخص أثناء عبور شريط السكة الحديد فى أسوان    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    اتحاد الكرة يعلن حكام مباراتي بيراميدز وسموحة.. وفيوتشر أمام الجونة    مهيب عبد الهادي: أزمة إيقاف رمضان صبحي «هتعدي على خير» واللاعب جدد عقده    «الأهلي» يزف نبأ سارًا قبل مباراة الزمالك المقبلة في الدوري المصري    سعر السبيكة الذهب الآن وعيار 21 اليوم الخميس 13 يونيو 2024    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 13 يونيو: انصت للتعليمات    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    عماد خليل: تشكيل الحكومات يأخذ فترة من المشاورات لانتقاء أفضل العناصر    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    أحمد لبيب رئيسًا لقطاع التسويق ب«عز العرب»    أخبار × 24 ساعة.. الزراعة: مصر من أكبر مصدرى الفول السودانى للاتحاد الأوروبى    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    الأهلي يكشف حقيقة مكافآت كأس العالم للأندية 2025    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    مسئول سعودى : خطة متكاملة لسلامة الغذاء والدواء للحجاج    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيديو..الفولي: محاكمة مبارك شرط لاسترداد أموالنا المنهوبة
نشر في الوفد يوم 18 - 04 - 2011

يبدو أن الوضع الراهن في مصر وأغلب الدول العربية هو أصدق إثبات للمثل القائل:" إن من هان على نفسه هان"
، فقد هان عدد من رؤساء الدول العربية على أنفسهم واستحلوا لأنفسهم ولذويهم أكل الأخضر ولم يتركوا لشعوبهم حتى اليابس، فهانوا على شعوبهم مهما كانت درجة ما تتصف به هذه الشعوب من ولاء واحترام لحكامهم فقد فاض الكيل.
في الوقت الذي يترقب فيه الشعب المصري مرور الساعات الأخيرة قبل محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه، وعلى الرغم من اعتراض بعض المحامين على قانونية هذه المحاكمة، فإن أغلبية الشعب لم يعكر صفو نشوة الزج بهؤلاء الطغاة في سجن واحد ورؤية ملامح اليأس على وجوههم بعد أن ارتسمت على مدى ثلاثين عاما على وجوه البسطاء والمنتمين للطبقة المتوسطة.
التقت "بوابة الوفد" باللواء أحمد الفولي مساعد وزير الداخلية السابق ليحدثنا عن رؤيته السياسية للشارع المصري، وليؤكد لنا على إمكانية استرداد ما سلبته الأسرة الحاكمة من مستحقات للشعب المصري، الذي أكد على أنه شعب ذو مواصفات خاصة.
عشنا مسرحية هزلية
*ماهي رؤيتك للموقف السياسي الراهن في مصر؟
حتى الآن لم تتضح مجمل الأمور، فنحن ننسج شيئا من العدم، فعلى الرغم من وجود مؤسسات كمجلس شعب وبرلمان ونواب وما إلى ذلك فإنها كانت كالديكور، حتى الديمقراطية كانت مجرد كلام ولم تفعّل بمعناها الصحيح، فهل النواب جاءوا بطريق شرعي أم لا؟، وهل الشعب هو الذي اختارهم أم لا؟ هل انتخابات مجلس الشعب كانت صحيحة أم مزورة؟.
لقد كنا نضحك على بعض خاصة في العشرين سنة الأخيرة، وكنا نعيش مسرحية هزلية الشعب المصري كان ضحيتها.
واليوم وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي انتفض فيها الشعب انتفاضة حقيقية بعد طول ثبات لا أدري بماذا أصفه هل هو تغييب ناتج عن سنوات القهر أم رضى بالواقع، لكن المهم أننا أفقنا والحمد لله.
الفضل بعد الله في الوضع المشرف الحالي يعود للشباب الذين قاموا بما لم نتمكن نحن من القيام به، حتى أنني في أواخر الأيام كنت أقول إنه لا يوجد أمل وكنت حزينا على أولادي لأنهم سيمرون بنفس الحياة التي مررت بها فقد كانت الصورة سوداء تماما، فلا توجد ديمقراطية ولا حرية ولا آدمية، والكل يسير في حياته دون أي تفكير في الآخرين، السارق يسرق والمقهور ظل مقهورا.
25 يناير يوم ذو طبيعة خاصة فهو ليس زلزال تسونامي أو ما شابه، فسبحان الله الذي قدر لهذا الشعب الرائع أن يقوم بهذه الطريقة العفوية التي قلبت جميع الموازين وبهرت العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا، حتى إن أمريكا كأقوى دول العالم شهدت بأن المصريين ذي طبيعة خاصة فكما حققوا انتصار أكتوبر أبهروا العالم بعد فترة سكون بنقلة كبيرة غيرت وجه مصر.
وعلى الرغم من أنني وفدي فإنني لا أدافع ولا أنتمي لحكومة الظل فيه، إلا أنني أرى أن من أسباب 25يناير تعود إلى جهود حزب الوفد في التصدي للتزوير الفج في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، فلكي لا يصفه البعض بالسلبية اشترك في الانتخابات لكنه اشترط انسحابه بمجرد وجود تزوير في الأصوات وقد كان ولم يشترك في هذه المسرحية الهزلية، وهاجم الحزب الحكومة في أوج صولجانها.
ونتذكر عدد صحيفة الوفد الأسبوعي الذي كان يمسكه ثوار 25يناير في ميدان التحرير وكان يضم محاكمات لرموز الفساد قبل أن يتم القبض عليهم.
أعداء الثورة
*هل تؤمن بوجود الثورة المضادة وكيف يمكن التصدي لها؟
أرفض كلمة ثورة مضادة، فمصطلح ثورة يعني وجود ثورتين ولكل منهما اتجاه لكن هذا غير صحيح، فنحن نظلم كلمة "ثورة" حينما نصفها بالمضادة، لكني أصفهم "بأعداء الثورة"، لذا فلابد من الحفاظ على ثورة الشباب من أعدائها، ومن أعداء النجاح والمستفيدين من حالة الفساد والطغيان التي سيطرت علينا لأعوام عديدة، حتى لا يعودوا من جديد كالخفافيش وكالأفاعي تخرج من جحورها.
بالتأكيد كثيرون سيضارون من ثورة الشعب المصري المشرفة، سواء كانوا من أصحاب المكاسب المادية غير الشرعية، أو الفاسدين الذين يرغبون أن يظلوا جاسمين على صدور الشعب المصري حتى وصلنا إلى "عفونة في الحكم" حتى أنهم يتهمون الشباب بأنهم خربوا البلد.
ولكي نحافظ على ثورتنا لابد أن يعي جميع أفراد المجتمع على جميع المستويات أننا منتمون لمجتمع واحد لكل منا حقوق وواجبات، فالمسئولية هنا تضامنية بدءا من الحاكم إلى أصغر فرد في المحكومين.
لذا فلابد من احترام وتطبيق مفهوم الديمقراطية والحرية، وأن حدود حريتي تنتهي عند حدود حرية الآخر.
زيفوا تاريخ مصر
*هل يمتلك شبابنا رؤية واضحة لتاريخ مصر؟
للأسف شبابنا يفتقد للمعرفة الصحيحة الكاملة لتاريخنا، فجيلي كنا نستمع من آبائنا والرجال كبار السن وكنا نسألهم عن فترة ما قبل سنة 52، ذلك التاريخ الذي لا نعرف عنه شيئا فكل معلوماتنا عنه أن العهد البائد والبشوات الإقطاعيين كلهم لصوص وفاسدون، أو ينقلنا نقلة كبيرة ويتحدث عن خوفو باني الهرم، فهل هذا هو تارخ مصر لا أعتقد ذلك.
يجب إعادة كتابة تاريخ مصر بدون تضليل كي نتجنب أخطاء السابقين ونقتدي بهم في الأشياء الصحيحة، إلا أننا نجد السابقين للأسف لكي يمجدوا أنفسهم تعمدوا طمس تاريخنا، فجيل الشباب لا يعرف هل كان هناك ديمقراطية قبل 52 أم لا، وهل الأحزاب كانت فاعلة أم لا؟
حتى وقت قريب كنت أسمع انقلاب 52 وأتساءل هل هي ثورة أم انقلاب؟ فوجدت أننا كنا لا نضفي على الأشياء مسمياتها الصحيحة ولا أعرف لماذا؟ كثير من شبابنا يجهل المبادئ الستة للثورة فإذا طبقنا مبادئها على الأحوال التي نعيشها حاليا لوجدنا تشابها في فساد رأس المال واستغلال قلة لمقدرات الدولة وثرواتها.
كان ذلك بهدف أن يكون كل حاكم هو الأوحد الذي نعترف بفضله علينا، فهو المنقذ وبالتالي فلابد لنا أن نسكت، فإذا قال إنجازات السابقين عليه لما استطاع أن يكذب على شعبه بعد ذلك، لذا فلابد لكل مسئول ألا يطمس الفترة السابقة عليه لنستطيع تقييمه وإعطائه حقه.
*هل هناك أوجه مقارنة بين ثورة 52 وثورة 25 يناير؟
لا أعتقد ذلك فكون الجيش يقوم بانقلاب والشعب يحوله إلى ثورة فهذا شيء، أما ثورة 25 يناير فهي ذات طبيعة خاصة وإذا رجعنا للتاريخ نجدها ثورة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
وبحماسة: لا أجامل في هذا فأنا مصري وعلى الرغم من أنني والحمد لله عملت في أماكن مميزة ولي كياني الوظيفي والاجتماعي فإنني أتحدث عن شعب ثار فجأة بعد انفجار شعبي عانى منه الجميع .
لماذا يظلمون الثورة؟
*ما رأيك في إطلاق البعض عدة مسميات أخرى على ثورة 25 يناير كانتفاضة؟
لا أدري لماذا نصنع التورتة ويضع عليها البعض قليلا من التراب، أرفض تماما أي تسمية أخرى، وأتساءل لماذا الظلم والتقليل من شأن ما قام به شبابنا من فعل بمنتهى التنظيم والاحترام. مسمى انتفاضة أرى أن فيه غبنا للمصريين وتنتقص كثيرا جدا مما حققناه وما قام به شبابنا.
وحجتهم في عدم وجود قائد لثورة 25 يناير، هنا تظهر حلاوتها فهذا تأكيد على معنى الثورة، فقد التقت مشاعر الناس على شيء واحد وهذا يكفي. فقد انفجر البركان بعد غليان دام احتجاجا على ظلم وطغيان انتشر بشكل فاق كل تصور، إذن فهي ثورة حقيقية في أبهى صورها.
لابد من المحاكمة المدنية
*هل كانت ستتم محاكمة مبارك إذا لم يضغط الثوار على الجيش؟
بثقة نعم كان سيحاسب، أعداء الثورة دائما ما يلقون بأشياء بحرفية عالية ليفتعلوا المشكلات وليفسدوا علينا ثورتنا، بل وتفننوا في محاولات إفساد العلاقة بين الجيش والشعب.
في البداية أوحوا لنا بأن مبارك يعتمد على الجيش لإخماد هذه الثورة قبل أن تقوم لها قائمة، لكن الجيش انتصر للثورة ولشعبه، فالجيش للشعب وليس لمبارك فكما نادينا الجيش والشعب يد واحدة.
لكل شىء توقيت مناسب فلا يمكننا استرجاع نقودنا من الخارج إلا بعد محاكمة مدنية عادلة بدون ضغوط، فعلى الرغم من سرعة المحاكمة العسكرية فإنها لن يعترف بها دوليا ولن نتمكن من استرجاع حقوقنا من خلالها.
فإذا استشعرت الدول الأجنبية التي وضع فيها مبارك وأسرته أموالهم بأي نوع من الضغط على القضاة المدنيين في المحاكمة فلن يرجعوا لمصر أموالها المنهوبة.
*الشباب متخوف من عدم القدرة على استرجاع هذه النقود؟
لذا فلابد من تحقيق المعادلة من الإسراع في توقيع المحاكمات الهادئة على كل طاغٍ ونترك الجيش يقوم بدوره، حتى لا نظلم الثورة ولا نحبط مشاعر ثورة الشباب فعلى الرغم من أنهم يريدون كل شىء بسرعة فإن الثورة لابد وأن تزين بشيبة العقلاء والأخذ بآرائهم.
الشباب قاموا بما لم نستطع نحن القيام به، لكنهم وبكل تأكيد في حاجة لخبرة الستين والسبعين سنة في إدارة شئون البلاد.
لابد من مراقبة المحاكمات من على بعد بحيث يقوم كل فرد في المجتمع بدوره من واقع خبرته ودراسته، فلا يصح أن يتقلد المحامي أو المدعي دور القاضي، فهناك قوانين وضعها فقهاء القانون ينبغي التعرف عليها والتصديق بها.
لابد وأن نسير في الطريق الصحيح لنسترجع النقود المسلوبة والمهربة خارج مصر إذن فهي إرادة مصرية مشتركة مع الدول الأخرى التي توجد بها هذه النقود، سواء كانت على هيئة سيولة أو أصول.
للمصريين طبيعة خاصة
*ما رأيك في وجود مؤيدين للرئيس السابق مبارك وهل تشعر أنهم من المأجورين أم أنهم مقتنعون؟
أتمنى أن نعطي الشعب المصري حقه، فقد حباه الله بمقومات جينية من نوع خاص، فهو ودود، متدين، حنون، يغفر للآخرين أخطاءهم بمجرد شعوره بأنه مريض، لا أقصد أن أمتدح مصريتي لكنني أحق حقيقة يشهد بها الجميع، فنحن شعب هادئ ولذا نجد أننا لانقوم بثورة إلا بعد أن يفيض بنا الكيل.
كتبت في السابق مقال باسم "عيلتي القبطية" وكنت أقصد بها عائلتي الكبيرة المكونة من الجيران منذ لحظة الميلاد، وزملاء الدراسة، والعمل، وما إلى ذلك، فنحن نسيج واحد لا يمكن تفرقته، بخلاف دول العالم قد تجد أناسا من ديانة واحدة لكنهم تفرقوا إلى ملل وبينهم فرقة غير طبيعية، إلا أن هذا غير موجود في مصر ففي الأزمات تحكمنا العاطفة وبمجرد رؤية رجل كبير يبكي أو إنسان في مأزق ننسى كل شىء.
ولكن لابد من المحاسبة والمحاكمة فلا ينبغي أن تصل بنا الطيبة للتفريط في الأساسيات، فإذا قمت بهدم عمود خرساني في البناء فسيقع المبنى كاملا، لكن ينبغي عمل ترميم وصيانة وإذا كان لا يصلح تماما فيجب تغيره تماما.
أرجو ألا تدفعنا أخلاقنا السمحة الكريمة إلى جعل السارق يعتقد أننا سنسامحه وأننا سنتساهل في حقوقنا، فالطيبة والتدين يقترنان بمحاسبة المخطئ ووضع أسس نسير عليها جميعا، المخطئ يحاسب والذي يجيد في عمله يكافأ.
*هل ترى أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية أحدث نوعا من أنواع الفتنة خاصة مع دخول بعض رجال الدين وتوجيههم للشعب؟
نحن ندعوا للديمقراطية فلماذا نستاء ونغضب من الذين يمارسونها إذن!، لنتركهم فمن حق كل واحد أن يدعوا لفكرته وأن يقول لا أو نعم، فلن يمسك أحد بيد إنسان آخر ليجبره على الكتابة. فليفعل ما يشاء لا تلومن إلا نفسك، فمن كان قاصر التفكير فسيقاد، أما إذا كنت أتمتع بشخصية ووجهة نظر فمهما وجهني أي شخص لأي فكرة فلن أختار إلا ما أنا مقتنع به.
العادلي أفسد وزير داخلية
*بعض رجال الشرطة أساءوا إلى شرف وميثاق المهنة كيف نعيد الثقة بين الشعب والشرطة؟
ضباط الشرطة ينتمون للشعب وجهاز الشرطة كأي جهاز آخر يحاسب أبناءه بحزم شديد، قد يكون هناك مشكلة ما هنا لابد من توعيتهم، وتثقيفهم، ومن مصلحتي أنا كضابط شرطة أن أبتر هذا العضو لأنه سيضر بجهاز الشرطة بالكامل.
ومع شديد الأسف فقد طالت فترة وجوده في الوزارة وكان أفسد وزير داخلية، فكيف لنا أن نساوي مثله بفؤاد باشا سراج الدين رحمة الله عليه صاحب ثورة 25 يناير سنة 52 فيما عرف بعد ذلك بعيد الشرطة.
*هل تحتاج مناهج أكاديمية الشرطة لبعض التعديلات؟
بكل أمانة فإن أكاديمية الشرطة تدرس أحدث المناهج التعليمية هذا بالإضافة إلى مناهج حقوق الإنسان التي أضيفت مؤخرا.
مرتب الضابط 700 جنيه
*وماذا عن مادة السب لتيسير التعامل مع المجرمين؟
وهل يعقل هذا، بالطبع لا ولكن الضابط لابد وأن يتعلم ويتدرب على كيفية التعامل مع مختلف الأنماط في المجتمع، ولا ننسى أنه كأي من أفراد المجتمع يعاني من الضغوط المادية، لذا فلابد من تحسين مرتبات جهاز الشرطة، بالإضافة إلى تقليل ساعات العمل حتى يستطيع التعامل مع أي إنسان آخر.
لرجل الشرطة سلوكيات خاصة فلابد أولا من أن يكون حاصلا على تطعيمات معينة ضد الكبر والتعالي فلا يشترط أن يحترمه الناس أن ينظر لهم بشىء من العنجهية، بل بحبه وتفهمه.
رجال الشرطة افتقدوا في زمن حبيب العادلي أي قدوة حسنة، لذا فأعتقد أن كل منا لديه دين لابد وأن يؤديه وهو أن يعلم طلبة وضباط الشرطة من خبراته في التعامل مع الناس وأن ضابط الشرطة هو في خدمة الشعب وليس العكس.
*لماذا الحكومة البرلمانية؟
باختصار حتى لا نأتي بطاغية جديد تكون جميع مقاليد الأمور في يده ثم نشكوه من جديد.
*من هو مرشحك للرئاسة؟
يصعب الإجابة عن هذا السؤال خاصة وأننا لن نسمح بوجود مبارك ثانٍ، أو وجود أي طاغية فاسد جديد، فنحن سنختار موظفا بدرجة رئيس جمهورية ونختبره في الدورة الأولى إذا نجح سنعطيه الثانية وإذا لم ينجح فسنختار الأجدر.
وبما أنني أنتمي لحزب الوفد فسأنظر أولا لمرشح الحزب، لكنني لن أختار إلا شخصا أقتنع به وأثق أنه سيحقق خير وأمن مصر وشعبها، وسنحاسبه جيدا لأنه إذا أساء فسيسىء للحزب.
*ما الذي تخشى منه على مصر في المرحلة القادمة؟
أخاف من عدم العمل، وأن تبعدنا نشوة الانتصار عن العمل والإنتاج، فأجمل شىء نحتفل من خلاله بنجاح ثورتنا هو أن نُجد ونجتهد كل في مجاله، فإذا ضاعت ثورتنا كانت المصيبة، وسنعطي أعدائنا الفرصة ليشيروا إلينا ويقولوا: هؤلاء غير قادرين على تحمل المسئولية.
لكن لابد من الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة العظيمة التي أذهلت العالم أجمع، نريد أن تقف بلادنا على قدميها وبدلا من أن يقال مخزون القمح لشهرين يقال إنه لسنتين، بدلا من أن نزرع 1000 فدان نزرع عشرة آلاف، ونستصلح ونوفر فرص عمل، لابد من تحقيق روح الثورة بشكل عملي.
شاهد الفيديو:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.