قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن المسلمون استخلصوا بناءً على العقيدة الإسلامية التي تقول: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ، نظرية أساسية تسمى "نظرية الإيجاد والإمداد". وأوضح جمعة، عبر موقعه الرسمي، أن هناك إيجاد "أي خلْق" قال تعالى (أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا)، وهناك إمداد، وهذا الإمداد (كُن فَيَكُونُ)، مستمر متواصل لا ينقطع، ولو أن الله سبحانه وتعالى قطع هذا الإمداد لأفنى المقطوع عنه، وليس معنى ذلك أن يموت، فالموت خلْق جديد (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ)، بل يفنى أي يصير إلى عدم محض، فالله سبحانه وتعالى لا يزال خالقًا، وقطعه الإمداد -ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى- هو كقطع التيار الكهربائي عن السينما فتختفي الصور وينطفئ نور الشاشة. وبين عضو هيئة كبار العلماء، أن الإمداد هو الذي يحفظ الإيجاد ويعطيه الحيوية، وهو من الله وحده لا يشاركه فيه أحد، ومن هذا فهموا معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) بمعنى انقطاع كل قدرة أو حول أو طاقة إلا بعون الله ومدده، وفهموا دعاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) لأنه لو أوكلني إلى نفسي فسوف أفنى، فلا حول لي ولا قوة في أن أوجد نفسي أو أن أبقيها إلا بالله العلي العظيم، وإذا وصل معتقد الفرد إلى هذا، وصل إلى درجات التوكل والتفويض، والانصراف إلى الله بكلية القلب والفكر والهمة في العبادة والحياة، فأنا منه وإليه، ومن ذلك أيضًا نفهم المناجاة النبوية: (لبيك وسعديك, والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك).