هل توقفت المصانع عن إنتاج الذهب عيار 14؟ رئيس الشعبة يوضح    جدول مباريات اليوم الأربعاء.. الجولة الرابعة من الدورة الرباعية المؤهلة إلى الدوري المصري    الجيش الأمريكي: تدمير منصتي إطلاق صواريخ للحوثيين في اليمن    ارتفاع أسعار النفط وسط تفاؤل بزيادة الطلب    محاكمة عصام صاصا في اتهامه بتعاطي المخدرات ودهس عامل.. اليوم    دون إصابات.. إخماد حريق عقار سكني بالعياط    ET بالعربي: "خطوبة شيرين عبد الوهاب على رجل أعمال.. وحسام حبيب يهنئها    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: نستعد لمقاضاة إسرائيل أمام الجنائية الدولية    مصرع طفل غرقا في ترعة بكفر الخضرة بالمنوفية    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الاقتصاد والإحصاء.. اليوم    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    مقتل طفل وعدد من الإصابات في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    العثور على جثة شخص مشنوق بالطريق الصحراوي بالكيلو 17 العامرية بالإسكندرية    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    فيديو صام.. عريس يسحل عروسته في حفل زفافهما بالشرقية    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    رؤساء مؤتمر الاستجابة الطارئة في غزة يدينون عمليات قتل واستهداف المدنيين    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    بيمكو تحذر من انهيار المزيد من البنوك الإقليمية في أمريكا    "بولتيكو": ماكرون يواجه تحديًا بشأن قيادة البرلمان الأوروبي بعد فوز أحزاب اليمين    ليست الأولى .. حملات المقاطعة توقف استثمارات ب25 مليار استرليني ل" انتل" في الكيان    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    البنك المركزي المصري يحسم إجازة عيد الأضحى للبنوك.. كم يوم؟    الحق في الدواء: إغلاق أكثر من 1500 صيدلية منذ بداية 2024    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«السناتر» تتحدى الجميع
مع العد التنازلى للفصل الدراسى الأول
نشر في الوفد يوم 25 - 12 - 2019

وكأنها تخرج لسانها للجميع.. تتحدى كل محاولات السيطرة وتفرض نفسها وبقوة على واقع قضية التعليم فى مصر.
«سناتر» الدروس الخصوصية لم تعد ظاهرة بقدر ما أصبحت صخرة صلبة تقاون وتقاتل من أجل البقاء.
يعتبرها الطلاب ومن قبلهم أولياء أمورهم ملاذا لنيل أعلى الدرجات والوصول لمدرج الجامعة، فيما تعد مصدر الدخل الأهم للقطاع الأكبر من المدرسين، الذين صار منهم «الأباطرة» و«العمالقة» و«الفلاسفة» وصارت أسماؤهم تلمع فى سماء الثروات الخيالية التى اقتطعتها ملايين الأسر البسيطة والكادحة من طعامهم وكسوتهم.
اخترعوا طرق تدريس خاصة بهم ومؤلفات وضعوا عليها بصماتهم الخاصة، فمنهم من يستخدم الموسيقى ومنهم من يحول الدروس إلى «برشامة» يبتلعها الطالب ويخرجها وقت اللزوم دون أن تمر على روحه أو قلبه أو حتى عقله.
وظهرت البدع والتقاليع فى عالم التعليم.. لينافس المدرس نجم السينما فى طلته وصار له معجبون ومساعدون ومريدون ومتابعون ومنافسون وحاسدون وحاقدون وأغلبهم من الطلاب أنفسهم.
وتطورت مراكز الدروس الخصوصية من شقق صغيرة وبضعة مقاعد وسبورة لمبانٍ كاملة و«بروجكتور» و«ديسكات» حتى وصل الأمر لتأجير دور السينما وقاعات الأفراح لممارسة أقبح عادة طغت على سطح العملية التعليمية بمصر، كل ذلك فى تحد واضح لكل الإجراءات والتحذيرات والمداهمات التى تصدر عن وزارة التعليم لتصبح سناتر الدروس الخصوصية «مافيا» تتماشى مع أجواء الانحدار الثقافى والأخلاقى التى تستهدف الشباب ومستقبلهم، بل إن العمل بها صار حلما وأملا للمتفوقين من الطلاب الذين رأوا المدرس خريج الهندسة الذى ألقى بتخصصه فى سلة المهملات واحترف تلقين العلوم فى سنتر دون إدراك معنى أو مغزى الغرض من التعليم.
وتسببت طرق التعليم فى السناتر إلى أزمة التفوق الوهمى التى تواجهها وزارة التربية ومكتب التنسيق كل عام، حيث احترف الطلاب الحصول على المجموع العالى الذى يحصل عليه نسبة كبيرة من الطلاب دون أن يعكس ذلك تحصيلا حقيقيا للمواد التى درسوها والذى يتسبب كل عام فى حرمان أعداد كبيرة من الطلاب من دخول كليات القمة.
دور سينما وقاعات أفراح.. تتحول لمراكز دروس خصوصية
منذ تسعينيات القرن الماضى تعيش معظم الأسر كابوسا يسمى الدروس الخصوصية الذى يستنزف جزءًا كبيرًا من دخل الأسرة من أجل ضمان تفوق أبنائهم فى المراحل التعليمية المختلفة.
فى البداية كان المدرس يعطى للطلبة الدروس فى منازلهم ولكن الحكاية توسعت وامتدت لتشمل مراكز «سناتر» متخصصة للدروس ووصلت الآن إلى تأجير قاعات السينما والأفراح للدروس الخصوصية لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب وكثير من المدرسين يستيعنون بفرق تنظيم لدروسهم وهكذا صارت بعض مراكز الدروس الخصوصية تستوعب طلابًا يفوق عددهم طلاب بعض المدارس، وتشهد هذه المراكز أحداثا غاية فى الإثارة، بعضها يفوق الخيال!
تحول عدد من دور السينما من عرض الأفلام إلى مراكز للدروس الخصوصية، ويلجأ بعض من المعلمين إلى حجز قاعات السينما لاستيعاب أكبر عدد من التلاميذ، ويتراوح سعر تأجير القاعة ما بين 8 إلى 12 ألف جنيه يوميًا طبقا لأحد العاملين داخل إحدى السينمات الشهيرة بمدينة نصر ويتم تجميع أكثر من 1500 طالب من 13 سنتر من مناطق مختلفة لحصولهم على المراجعة النهائية داخل قاعات السينما التى تحولت إلى قاعات تعليمية وكافيهات «أوبن بوفيه» من أباطرة الدروس الخصوصية وكان سعر تذكرة حجز المراجعة النهائية 70 جنيهًا شاملة مراجعة منهج التيرم الأول من العام الدراسى للثانوية العامة. والجميع استعان بفريق لتنظيم الطلاب داخل قاعة السينما وتوجيههم وسحب تذكرة دخول القاعة وتحديد كرسى مخصص للطالب سابق الحضور، ويرافقهم فريق من «البودى جاردات» موزعين على أبواب الدخول وعلى سلالم السينما للتصدى لوقائع التحرش أو افتعال مشاجرات.
سميرة أشرف أحد أولياء الأمور قالت : بعض المدرسين يحولون المناهج إلى مسرحيات يقدمونها فى إحدى درو السينما ومن المدهش أن الآلاف من الطلاب يقبلون عليها وهناك مدرسون يصنعون تشيرتات مطبوعًا عليها أسماؤهم ويتم توزيعها على الطلاب كهدايا ومدرسون يوزعون هدايا ثمينة للطلاب المنتقلين إلى المرحلة الجامعية ومدرسون ينظمون رحلات ترفيهية وهناك مدرسون ينظمون دعاية لأنفسهم كأنهم نجوم سينما وهناك مدرسون يستأجرون عقارات كاملة لتحويلها من شقق سكنية إلى سناتر للدروس الخصوصية.
عضو لجنة التعليم فى البرلمان:
مطلوب عقوبات أكبر على أباطرة الابتزاز
أكدت النائبة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن لجنة التعليم تعمل على تقديم اقتراحات فعالة لحل أزمة انتشار «السناتر».. وقالت إن أولياء الأمور يلجأون إلى إلحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية فى أغلب المواد لضمان نتائج أفضل.
وأضافت:هناك شبه إجماع على أن المدارس حاليا غير مفيدة للطلاب، موضحة أن الدروس الخصوصية أصبحت أزمة متكررة كل عام ولابد من اتخاذ خطوات فعالة لمواجهتها ولم تعد أزمة الدروس مقتصرة على مرحلة الثانوى فقط، فهى موجودة منذ التحاق الطفل بالمدرسة، والعقوبات يجب أن تكون تدريجية، تبدأ بغرامة وتصل للفصل من الوظيفة قائلة: «إن السناتر تشكل خطرا كبيرا على المنظومة التعليمية ولا تفيد الطالب ولكنها فقط تجعله يحفظ المناهج».
وأضافت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن محاربة الدروس الخصوصية مهمة الوزارة التي يجب أن تعمل على جذب الطلاب للمدراس والقضاء على السناتر والدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية خلال الفترة المقبلة، ودور الوزارة هو تفعيل مجموعات التقوية داخل المدارس للطلاب للقضاء على مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم تشكل حملات لضبط الأشخاص غير المنتمين للتعليم الذين ينتحلون صفة معلم ويوهمون أولياء الأمور بأنهم يعلمون أبناءهم، مؤكدة أن المنظومة الجديدة للتعليم سوف تقضى على
الدروس الخصوصية نهائيًا.
طلاب: لا نتعلم شيئاً فى المدارس
الإقبال الكبير من الطلاب على مراكز الدروس الخصوصية يطرح سؤالا عن السبب وراء هذا الإقبال.
أحمد أشرف بالصف الثالث الثانوى.. يكشف بعضا من تلك الأسباب فيقول «لا يوجد مدرسون داخل الفصول فى المرحلة الثانوية للشرح ومعظم الطلاب يغيبون عن المدرسة ويذهبون إلى مراكز مجهزة، ما يساعدهم على استيعاب أكبر قدر ممكن من المناهج فى المراجعات النهائية يتم تجميعنا فى أحد الأماكن مثل قاعات الأفراح أو السينما التى يقوم بحجزها المدرس لاستيعاب كل الطلاب الذين يقوم بالتدريس لهم وأحياناً يتخطى العدد أكثر من ألف طالب».
ويشاركه الرأى شوقى السيد، طالب بالصف الثالث الثانوى، ويقول: «أسرتى استعدت لمصروفات الدروس الخصوصية وعملت على توفير مبالغ الدروس بالاشتراك فى جمعية منذ عام سابق حتى أحقق رغبتها فى دخول كلية الهندسة».
وقالت أمنية عبده، من أولياء الأمور، من سكان العمرانية، إن الدروس الخصوصية استنزفت أكثر من 80% من دخل الأسر المصرية، مؤكدة أن مدرس الفيزياء يجمع طلاب المرحلة الثانوية العامة فى 12 سنتر بمناطق مختلفة على فترتين صباحاً ومساء وثمن الحصة فى السنتر 25 جنيها بينما سعر حجز الحصة داخل سينما التحرير بمنطقة الدقى بالجيزة يبلغ 40 جنيها بعد أن قام بتأجير صالة العرض من إدارة السينما، ولأن إقبال الطلاب تخطى الآلاف استعان المدرس بعدد من الشباب لتنظيم عملية الدخول والخروج من الأبواب وتوفير المئات من الكراسى البلاستيك بعد أن ضاقت بهم صالة العرض، موضحة أن فكرة غلق المراكز والقضاء على الدروس الخصوصية خطوة مهمة ولا بد منها ولكن قبل أن تفكر الوزارة فى غلق المراكز يجب أن تضع البديل المتمثل فى عودة المدرسة لدورها وأيضاً أداء المعلم لرسالته السامية.
وبدوره يوضح أسامة محمد، أحد أولياء الأمور من سكان شبرا الخيمة، أن مراكز الدروس الخصوصية المجاورة لمنزله تعمل يومى الأحد والأربعاء من الساعة الثانية حتى الساعة السادسة مساء، ويبلغ سعر المادة الواحدة 120 جنيها فى الشهر، بالإضافة لحصول الطالب على ملزمة شرح المادة من المدرس المختص ويبلغ سعر المراجعة النهائية 80 جنيها، وقال: مواجهة الدروس الخصوصية تتطلب القضاء على الكثافات داخل المدارس وأن تصبح المدرسة جاذبة للطالب مع قيام المعلم بدوره ففى هذه الحالة سوف تنتهى أزمة الدروس الخصوصية من جذورها، موضحا أن الأزمة فى المدرسة والامتحانات والمناهج وليس السنتر.
وقالت نجلاء أحمد، أحد أولياء الأمور: ابنتى فى الصف الثالث الثانوى، وأبحث مع بداية كل عام دراسى عن سنتر متميز لتتلقى فيه الدروس الخصوصية بسبب غياب دور المدرسين بالمدرسة وعدم استيعابها المناهج الدراسية وسط جو غير ملائم وغير صالح لتقديم مواد علمية للطلاب فى مدارس الحكومة.. وأضافت: مع دخول السنة الدراسية يلجأ زوجى إلى عمل اضافى آخر ليتمكن من تسديد مصروفات الدروس الخصوصية ومتطلبات أفراد الأسرة واحتياجات المنزل فمصروفات الدروس تستنزف 70٪ من دخل الأسرة.
وواصلت «نجلاء»: سعر الدرس الخصوصى للمادة الواحدة يتخطى ال300 جنيه شهريًا بخلاف مصروفات الملازم وتصوير أوراق المادة، وهو ما يمثل عبئاً كبيرًا على أفراد الأسرة، وأضافت «لو أن هناك انضباطاً كافياً فى المدرسة من المدرسين لما احتاج الطلاب إلى دروس خصوصية».
وقال إبراهيم شكرى من سكان مدينة نصر - أحد أولياء الأمور، لدى ابنان الأول فى المرحلة الأولى من الاعدادية والثانى فى الصف الثالث الثانوى وكلاهما يحصل على دروس خصوصية، وأضاف: أحد أبنائى قال لى إن المدرس بتاع المدرسة بيقول أنه بيشرح أكتر فى السنتر ولازم آخد معاه درس عشان يضمن درجات أعمال السنة ولهذا وافقت على الفور وأسدد له شهريا أكثر من 1200 جنيه مصروفات على الدروس الخصوصية.
وقالت نبيلة شوقى من سكان مدينة نصر أحد أولياء الأمور: لدى أربعة أولاد بمراحل تعليمية مختلفة، ومنهم «يارا» فى المرحلة الثانوية تحصل على دروس خصوصية ويبلغ سعر المادة الواحدة 300 جنيه شهريًا وتشمل الأوبن بوفيه والرحلات الترفيهية كل شهر بدون الأطعمة الشخصية، وأضافت: الطالب بحاجة لتفريغ طاقته لاستيعاب قدر أكبر من المعلومات، وإن كانت المدرسة غير قادرة على احتواء الطالب فعلينا كأولياء أمور إيجاد حل أو بديل مثل الدروس الخصوصية، وده كل أب وأم بيعملوه علشان يدفعوا بأبنائهم للأمام.
خبراء: زيادة رواتب المعلمين.. أولى خطوات الحل
أوضح كمال مغيث الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن الدروس الخصوصية مرض أصاب التعليم المصرى منذ عشرات السنوات نتيجة لأسباب متعددة أبرزها تدهور وانخفاض مرتبات المعلمين مما جعل المعلم يضغط على التلاميذ بطرق غير مشروعة لالتحاقهم بدرس خصوصى حتى يستفيد المعلم بزيادة دخله، وأضاف أن الدروس الخصوصية تتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص وتسلب مجانية التعليم.
وأشار «مغيث» إلى أن استمرار مشكلة الدروس الخصوصية تتناقض مع خطة تطوير التعليم التى تستهدف تحقيق مبدأ الابتكار وبناء العقول، وعليه لابد من محاربة مافيا الدروس الخصوصية والقضاء عليها.. وقال: المدرسة هى المكان الطبيعى للتعليم تحت رقابة وزارة التربية والتعليم وبعودة الطلاب للمدارس سنقضى تماما على ظاهرة الدروس الخصوصية من جذورها، وأضاف: ما فعله الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم خلال النظام الجديد للتعليم فى الصفوف الأولى يستهدف عودة التلاميذ للمدرسة وبذلك ستختفى الحاجة للدروس الخصوصية نهائيًا.
وأكد على فارس، خبير تطوير المناهج واستراتيجية التعليم الفنى، أن وزارة التربية والتعليم لم تنجح حتى الآن فى وضع خطة لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية، وقال: هناك عوامل أساسية تعمل على تكثيف الدروس الخصوصية فى البيوت والسناتر حتى وصلت إلى السينمات وهى تدهور مرتبات المعلمين، والطرق التعليمية القائمة على الحفظ والتلقين دون معرفة المنهج جيداً، ويجب أن نعترف بأن هناك تدهورا فى المناهج التعليمية، لذلك أصبحت الدروس مسألة حتمية، وأضاف: لابد من مرور المسئولين بوزارة التربية والتعليم على المدارس لعمل المتابعة ومعرفة حضور المعلمين والطلاب وكيفية الشرح داخل الفصول.
وأضاف «فارس» أن ظاهرة الدروس الخصوصية ترجع فى المقاوم الأول إلى فساد المنظومة التعليمية ويجب على وزارة التربية والتعليم سرعة اتخاذ القرار لوضع حلول وخطط فعالة، مشيراً إلى أن الطالب إذا وجد تعليما جيدا فى المدارس سيتوقف تماما عن الحصول على دروس خصوصية التى صار تتحكم فيها حاليا مافيا متشعبة فى مصر كلها.
وأشار خبير تطوير المناهج إلى أن المعلمين هم الذين يذهبون إلى السنتر ويعطون الطلاب دروسا خصوصية لسبب بسيط ومعروف للجميع وهو تحسين مستوى المعيشة الخاص به كمعلم، قائلا: «المعلم يرغب فى العيش بشكل يحقق له حياة كريمة ومصدر دخلهم الوحيد هو الدرس الخصوصى فى ظل تدنى المرتبات والأجور، وفى حالة رغبة الوزارة فى الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية عليها أن تعمل على توفر البديل للمعلم سواء داخل المدرسة أو فيما يتعلق بدخله الشهرى»، مطالبا وزارة التربية والتعليم ببذل الجهد حتى يعود الطلاب إلى المدارس من جديد، مشيرا إلى أنه لابد من رفع مرتبات المعلمين وتطوير مناهج التعليم لتعتمد على الفهم والابتكار والخيال العلمى.
وكشف أحمد يوسف، معلم بوزارة التربية والتعليم منذ 37 عاما، أن 75٪ من المعلمين يعانون من أمراض الضغط والسكر والقلب، وقال: لا يتم تدريب المعلمين على أحدث الطرق العلمية التى يحتاج إليها الطلاب فى ظل تطور العالم والمدارس تعنى غياب معامل تقدم مادة علمية يتدرب عليها الطلاب.
وواصل: منذ عام 1991 وزارة التربية والتعليم تشهد عجزًا فى كوادر المعلمين مما يسبب ضغطا عصبيا على المعلم بالإضافة لتحميل المعلمين عددا من الحصص الزائدة لسد عجز المعلمين، وانتداب مدرسين لمناطق بعيدة عن مسكنهم، مما يصيب البعض بالإرهاق البدنى والنفسى بخلاف ضعف المرتبات.
وشدد «يوسف» على ضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بالمدارس وإرجاعها كسابق عهدها، وذلك من خلال الاهتمام بالأنشطة، فضلاً عن إيجاد حلول مناسبة لمشكلات المعلمين والطلاب، ومعرفة أسباب عزوفهم عن المدرسة وكتاب الوزارة، مشيرًا إلى أن هناك معلمين لا يقومون بالعمل فى السناتر أو تقديم دروس خصوصية ولا يستغلون الطلاب لأنهم يمتلكون وظائف أخرى لتساعدهم على متطلبات الحياة.
وأكد المعلم أن ضعف المرتب من أهم أسباب سوء الأوضاع المعيشية للمعلم، مؤكدا أنه ليس كل من يعمل فى السناتر أو الدروس الخصوصية ينتمون للمعلمين، فمنهم هواة ولم يحصلوا على مؤهلات تربوية.
مسئول فى «تعليم القاهرة»:
مخالفة للقانون.. ونطاردها بقوة
يقول محمد عبدالتواب مدير عام بالإدارة العامة للتعليم العام بمحافظة القاهرة، غن الدروس الخصوصية ثقافة أولياء الأمور منذ العديد من السنوات السابقة وأغلب من يعمل داخل السناتر ويشرحون المواد التعليمية للطلاب غير مؤهلين للتدريس وليس لهم صلة بالتعليم أو وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن ثقافة أولياء الأمور أن التلميذ يعتمد على الدروس الخصوصية حتى يحصل على المعلومات الصحيحة وبذلك يتصارع منتحلو صفة معلم للفوز بأكبر عدد من الطلاب، ولهذا يتسابقون فى الإعلان عن أنفسهم بقدرتهم على الشرح مع الاستعانة بالمميزات الترفيهية من تشغيل موسيقى أو أغان شعبية ورقص لجذب الطلاب المراهقين ومع صراع سمسرة الدروس الخصوصية استعان بعضهم بمركز «أوبن بوفيه» للمشروبات والمأكولات حتى يستطيعوا الحصول على أكبر قدر من الاموال من أولياء الأمور.
وأكد مدير عام الإدارة التعليمية، أن وزارة التربية والتعليم تحارب مافيا الدروس الخصوصية والسناتر بتنفيذ عملية التطوير الحديث للمنظومة التعليمية الشاملة وكان عام 2019 عام التطوير الحديث للمنظومة التعليمية بتطبيق منظومة التطوير المنقسمة لثلاثة محاور أولها رياض الأطفال، والمحور الثانى أولى ابتدائى وتانية ابتدائى، والمحور الثالث الثانوية، وتم تطبيق أنظمة للامتحانات حديثة مثل امتحان «الاوبن بوك» الذى يسمح للطلاب باستخدام الكتب داخل قاعة الامتحانات حتى يعلم أولياء الأمور أن الطالب لم يتمكن من حل الامتحان الا بشرح المدرسة لأن النظام الجديد يعتمد على الفهم وليس الحفظ الذى تعتمد عليه الدروس الخصوصية ومافيا السناتر، لافتاً إلى أن المدرسة تعمل على تنمية مهارات الفهم والإبداع والابتكار للطالب ولا يوجد مجال للحفظ لأنه انتهى من التعليم الحديث، ووزارة التربية والتعليم تعمل على تخريج جيل حديث يعتمد عليه فى جميع المجالات.
وأضاف «عبدالتواب» أن التابلت إحدى أدوات التطوير الحديث للمنظومة التعليمية الذى تساعد على تحجيم مافيا الدروس الخصوصية قائلاً: «إن التابلت يحتوى على بنك المعرفة اللازمة للطالب من دروس وفيديوهات وصور لشرح المنهج ويستطيع أن يستعين بها فى الوقت المناسب تماما كما لو كان مكتبة متنقلة»، مشيرًا إلى أن مافيا الدروس الخصوصية تعمل على مقاومة وانهيار منظومة التعليم الحديثة حتى يقع أولياء الأمور فريسة لحصولهم على مبالغ مالية ضخمة، وبعض المعلمين تعمل على إرهاب أولياء الأمور من الامتحانات وتقدم اقتراحات ترفيهية عن السناتر وتلعب على عقول الأطفال حتى يستقطبوهم.
وطالب «عبدالتواب» أولياء الأمور بالابتعاد عن العروض الزائفة الذى تساعد على انهيار القيم العلمية، والتلميذ يجب أن يحصل على المعلومات من مصدرها الصحيح وهى وزارة التربية والتعليم وبالتعاون المستمر مع أولياء الأمور نستطيع أن نبنى دولة ذات شأن من خلال أولادنا لأنهم وقود المستقبل.
وأشار «عبدالتواب» إلى أن جميع مراكز الدروس الخصوصية أو السناتر غير مرخصة وتخالف القانون ولا يوجد موظف بوزارة التربية يتعاون مع مافيا الدروس الخصوصية، قائلا: «إن محافظ القاهرة بالتعاون مع رؤساء الأحياء يعملون على تشكيل لجان لضبط السناتر وأماكن الدروس الخصوصية وغلقها تماماً وتقدمهم للمحاكمة حتى ينال العقوبة على المخالفات القانونية»، وجميع العاملين داخل السناتر ينتحلون صفة مدرسين، ومدرسو وزارة التربية والتعليم هم المتدربون على الانظمة الحديثة ولكن السناتر تعمل على نظام الحفظ والاساليب الترفيهية مثل الرحالات والاغانى والرقص والنظام الحديث يعتمد على توصيل المعلومات الصحيحة ولا يعتمد على الحفظ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.