تشهد منظومة القمامة بمحافظات مصر حالة من عدم الانضباط، الأمر الذى يؤثر سلبًا على نظافة الشوارع والطرق والميادين العامة ولما يترتب عليها من آثار جانبية تؤثر على الصحة العامة للمواطن الأمر الذى ينذر بتفشى الأمراض والأوبئة، فعندما تتجول فى شوارع المدن تجد أكوام القمامة منتشرة بجوار محيط المدارس والمستشفيات والأماكن الحيوية بالمحافظة. ولا شك أن هناك بعض المجهودات التى تبذل لرفع أطنان القمامة من هذه الشوارع إلا أنه توجد عدة معوقات تحول بين قيام المسئولين بعملهم على الوجه الأكمل وبين ثقافة بعض المواطنين. رصدت عدسة الوفد بعض أماكن لتجمعات أكوام القمامة فى الطرق والميادين العامة داخل المدن الحيوية والوحدات المحلية بالمراكز والقرى بالمحافظات. الإسماعيلية وفى الإسماعيلية قامت الوفد بجولة رصدت خلالها بالصور مأساة حقيقية أمام أبواب مدرسة الطريق الدائرى الابتدائية المشتركة بشارع الدائرى مدخل المحافظة الذى اختفت معالم أبواب المدرسة نتيجة لتجمع أكوام القمامة واتهم مسئولى المدرسة حى ثالث بعدم أداء واجبهم فى جمع القمامة من أمام أبواب المدارس، مشيرًا إلى قيام المدرسة بإرسال أكثر من شكوى لرفع القمامة دون أن يتحرك أحد، واضطر عدد من المدرسين إلى غلق النوافذ منعًا لتسلل الحشرات والرائحة الكريهة إلى فصول الدراسة داخل المدرسة فيما طالب أولياء الأمور بتدخل عاجل من المحافظة وجهاز حماية البيئة لإنقاذ أطفالهم واهل المنطقة من الامراض المعدية جراء انتشار القمامة فى ربوع انحاء محافظة الاسماعيلية. الشرقية وفى محافظة الشرقية لم يسلم الأحياء والأموات من تجمعات القمامة وما تبعثه من روائح كريهة تؤدى إلى أمراض معدية، وتحولت المحافظة وإن صح التعبير إلى مقلب قمامة كبير، الأمر الذى أدى إلى استياء الأهالى وضجرهم نتيجة لعدم استجابة أجهزة المحافظة للشكاوى المتكررة لرفع القمامة والعمل على حلول لعدم انتشارها داخل الشوارع والميادين. ويأتى على رأس مناطق تجمع القمامة منطقة الجوازات المجاورة لحى الزراعة بمدينة الزقازيق التى تشهد حالة من الإهمال بعد الانتشار المكثف للقمامة داخل الشوارع بالمنطقة, فى مشهد يتنافى مع حقوق الإنسان وإهمال أحقيته فى التمتع بحياة كريمة. وقال عبد الحفيظ منصور موظف ومقيم بالمنطقة, إن تواجد القمامة داخل الشوارع أصبح شيئاً لا يطاق, لما تسببه من روائح كريهة وانتشار للحشرات الضارة التى تنقل الأمراض للأطفال. أما عن منطقة مقابر «المبرز» فلم يسلم أيضًا ساكنى القبور من تلال القمامة التى أغلقت المقابر بشكل تام فى مشهد تعد صارخ على حرمة الأموات، اضافة إلى إقامة سوق «الثلاثاء» من كل أسبوع. الفيوم تجولت عدسة الوفد فى أنحاء الفيوم ونقلت بالصورة اكوام القمامة التى تعج بها والتى تؤكد ان مستوى النظافة لا يختلف كثيرا بين الاحياء الراقية والفقيرة فى مدينة الفيوم. وقال روبى محمد من المدينة الصناعية نعيش فى بيئة لا ترضى أى أحد بسبب القمامة وبرك المياه العفنة الموجودة فى المدينة الصناعية لسوء حالة الصرف الصحى وشكونا مراراً دون جدوى ولم يستجب أحد حتى الآن. وأضاف روبى اصحاب السيارات عندما يحضرون لإصلاح سياراتهم لا يستطيعون الوقوف لدقائق بسبب الرائحة العفنة ورغم قيام المحافظة بإعادة الرصف داخل المدينة إلا أن طفح المجارى مستمر فى اوقات كثيرة بالإضافة إلى وجود اكوام القمامة على الأرض ولا يوجد أى صناديق للقمامة، ما يضطر المواطنين إلى إلقائها على الأرض. المنيا مركز ومدينة سمالوط، أحد مراكز شمال محافظة المنيا، والتى يقطنها ما يزيد على مليون وربع نسمة، وبرغم انها من أكبر مراكز المحافظة بعد مركز ملوى، إلا أن معاناة اهالى مستمرة على كافة الصعد، واليوم بعدما انتشرت القمامة، فى غالبية شوارعها وقراها، وأصبحت رائحتها الكريهة تثير الاشمئزاز. وتهدد الصحة العامة لما يقرب من مليون وربع المليون نسمة، يعيشون محاصرين بالأمراض المستوطنة، وانتشار القطط والكلاب الضالة والزواحف، والتى تركض خلف تلال القمامة، ترفع الوفد ورقة التوت عن معاناة اهالى المركز، لعل وعسى يكون هناك قرار شافى، يضع الامور فى نصابها الحقيقى، حفاظاً على الصحة العامة للمواطن. وفى حين ان المحافظة، اطلقت العديد من المبادرات لتنظيف المدن والقرى، والمحافظة على البيئة الحضارية والجمالية، ومن بينها أسبوع النظافة والتجميل، إلا أن سمالوط تعيش فى كوكب ثان، كوكب العصور البدائية والجاهلية، بعدما انتشرت القمامة محيط استراحة الوحدة المحلية والمدرسة الثانوية الصناعية، وبجوار البنك الاهلى بمدينة سمالوط. وتعود الأسباب الرئيسة لانتشار القمامة بمدن وقرى مركز سمالوط، إلى عدم وجود صناديق قمامة بالقرى، أو تخصيص اماكن تجميع للقمامة بتلك القرى الذى يضطر الأهالى مجبرين، إلى إلقاء القمامة والمخلفات بالترع ومصارف المياه، لتصبح ناقلة للأمراض. وقال محمد عبد الوهاب، من عزبة الحينى، إن العزبة أصبحت كومة من اكوام القمامة، حتى اصبحت علامة بارزة ومميزة للعزبة، ويعيش الاهالى تحت وطأة القمامة والمياه المتعفنة، والرائحة الكريهة، صباحا ومساء، دون ان تحرك شكاوى الاهالى ساكنا لمسئولى الوحدة المحلية. قنا فيما وصف المواطنون فى محافظة قنا المجالس المحلية المنوطة بنظافة وتجميل الشوارع داخل المحافظة «بالفشل» نتيجة لتجاهل الشكاوى المتكررة من المواطنين وعدم حرص الأجهزة التنفيذية على نظافة الشوارع وغياب صندوق القمامة عن الشوارع الأمر الذى أدى إلى إنتشار القمامة داخل الشوارع والميادين العامة وكذا قرى المحافظة وفى هذا السياق قال ياسر الضوى سكرتير عام حزب الوفد بقنا، منظمة النظافة بالمحافظة، سيئة جدًا وتحتاج لأفكار جديدة، يمكن من خلالها تحويل القمامة من مجرد شىء ضار إلى أحد مصادر الدخل والنفع من خلال إعادة تدوير القمامة فعلى الرغم من رفع قيمة اجرة تحصيل القمامة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية والشركات والعيادات الخاصة، إلا أن المنظومة لا تزال كما هى، أكوام قمامة نجدها فى كل مكان.