كتبت إلهام حداد: دعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس، إلى انقلاب عالمى على التداول بالعملة الأمريكية فى التبادلات التجارية بين دول العالم، فى وقت تتفاقم به أزمة الليرة التركية بعدما هبطت العملة المحلية بنسبة 42% مقابل الدولار هذا العام. وقال أردوغان، أمام منتدى الأعمال التركى القرغيزى، فى العاصمة بيشكك، إن سيطرة الدولار الأمريكى على التجارة العالمية يجب أن تنتهى، عبر التبادل التجارى بين الدول بعملاتها المحلية. ونقلت صحيفة «ديلى صباح» المقربة من الرئيس التركى أن أردوغان قال إن الاعتماد على الدولار الأمريكى أصبح عبئًا يزداد كل يوم. وتأتى تصريحات أردوغان عن العملة الأمريكية رغم منحه جميع العقود التجارية الكبيرة فى دولته على أساس الدولار وليس الليرة، حسبما قال زعيم حزب الشعب الجمهورى المعارض كمال قليجدار أوغلو، الأسبوع الماضى. وأضاف أردوغان: «الهجوم الاقتصادى على بلادنا مثال واضح على ذلك، يحاولون التشكيك فى اقتصاد تركيا القوى والمتماسك، من خلال التلاعب بالعملة». وعن شركات التصنيف الائتمانى الدولية مثل «موديز» و«فيتش»، قال أردوغان إن كل خطوة من جانب تلك الشركات مسيسة، ووصفها بالخبيثة وغير الصادقة. ويقول خبراء اقتصاديون إن السياسات النقدية التى يتبناها أردوغان وحزبه الحاكم (التنمية والعدالة) أدت إلى التدهور الاقتصادى للعملة التركية. وأسفر اعتقال القس الأمريكى أندرو برونسون فى تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب والتجسس، عن توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة، الأمر الذى انعكس على قيمة الليرة التركية. كما أقر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى شهر أغسطس الماضى، مضاعفة الرسوم على مشتريات الألومنيوم والصلب من تركيا. وكان زعيم حزب الشعب الجمهورى، حزب المعارضة الرئيسى فى تركيا، كمال قليجدار أوغلو، قال إن سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم دفعت تركيا إلى أزمة اقتصادية، مشددا على أن التوتر الأخير بين الولاياتالمتحدة وأنقرة كان مجرد جزء صغير من مشكلة أوسع. لكن يبدو أن أردوغان مصمم على ما يصفه ب«المؤامرة» لهدم اقتصاد بلاده، حيث أكد أن تركيا عازمة على تحقيق الاستقلال فى الاقتصاد، مكررا: «سنتحدى (الهجمات) التى تستهدف اقتصادنا».
