الحكومة: حجم الاستثمارات العامة لا يتعدى تريليون جنيه في موازنة العام المالي المقبل    سامح شكري: التوافق في الرؤية المشتركة مع أثينا حول تدعيم الأمن بالمنطقة    تشافي ولابورتا.. تأجيل الاجتماع الحاسم في برشلونة    التحقيق مع عاطل لحيازته مخدر الحشيش في الوراق    موعد الفرحة: تفاصيل عيد الأضحى في السعودية لعام 2024    «السرب» الأول في قائمة إيرادات الأفلام.. حقق 622 ألف جنيه خلال 24 ساعة    إيمي سمير غانم في ذكرى وفاة والدها: "وحشتنا يابسبوس"    «الرعاية الصحية»: لدينا منشآت معتمدة وتطبق معايير الجودة في 18 محافظة    7 تعديلات مرتقبة في قانون مزاولة مهنة الصيدلة.. أبرزها رسوم الترخيص والورثة    جامعة القناة يؤكد على ضرورة الالتزام بضوابط الامتحانات والتواجد ومتابعة سير العملية الامتحانية    تنفيذاً لمبادرة "وياك".. حياة كريمة توزع 1228 هدية على طلاب جامعة بني سويف    تأجيل محاكمة «طبيب الإجهاض» بالجيزة    الحبس 3 سنوات لعاطل بتهمة النصب على المواطنين في الأميرية    نائب رئيس نادى السيارات: مسيرات للدراجات النارية ومسابقات سيارات بالعلمين أغسطس 2024    طلب إحاطة بشأن تكرار أزمة نقل الطلاب بين المدارس    محمد إمام يكشف عن البوسترات الدعائية لفيلمه اللعب مع العيال قبل طرحه    شيخ الأزهر يستقبل سفير بوروندي بالقاهرة لبحث سبل تعزيز الدعم العلمي والدعوي لأبناء بوروندي    علي معلول لاعب الأهلي يجري جراحة ناجحة في وتر «أكيلس»    بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطوير البحث العلمي فى اقتصادات الصحة    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    ضبط المتهمين بسرقة خزينة من مخزن في أبو النمرس    مصرع شابين في حادث تصادم بالشرقية    دافع عن نفسه.. مصرع عامل بطلقات نارية على يد مدمن فى قنا    تحرير 142 مخالفة ضد مخابز لارتكاب مخالفات إنتاج خبز بأسوان    محافظ أسيوط: التدريب العملي يُصقل مهارات الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل    الأربعاء.. انطلاق أعمال الاجتماعات السنوية للهيئات المالية العربية بالعاصمة الإدارية الجديدة    براتب خيالي.. جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    «ست أسطورة».. سمير غانم يتحدث عن دلال عبد العزيز قبل وفاتهما    إكسترا نيوز تعرض تقريرا عن محمد مخبر المكلف بمهام الرئيس الإيرانى.. فيديو    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو "من أجل المرأة فى العلم"    مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة يعقد ندوة تحت عنوان «كيف نفذنا من الحائط الشفاف»    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    تراجع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين    رئيس النواب: التزام المرافق العامة بشأن المنشآت الصحية لا يحتاج مشروع قانون    وزير خارجية إيطاليا: حادث تحطم مروحية رئيس إيران لن يزيد التوتر بالشرق الأوسط    موجة الحر.. اعرف العلامات الشائعة لضربة الشمس وطرق الوقاية منها    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة "الحلول الابتكارية"    بعد وصولها لمروحية الرئيس الإيراني.. ما هي مواصفات المسيرة التركية أقينجي؟    باحثة سياسية: مصر تلعب دورا تاريخيا تجاه القضية الفلسطينية    من هو وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي توفي مع الرئيس الإيراني؟    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    معرض لتوزيع الملابس الجديدة مجانًا بقرى يوسف الصديق بالفيوم    مجلس النواب يستكمل مناقشة قانون إدارة المنشآت الصحية    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    وزير الري أمام المنتدى المياه بإندونيسيا: مصر تواجه عجزًا مائيًّا يبلغ 55% من احتياجاتها    قائمة البرازيل - استدعاء 3 لاعبين جدد.. واستبدال إيدرسون    مرعي: الزمالك لا يحصل على حقه إعلاميا.. والمثلوثي من أفضل المحترفين    22 مايو.. المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا فى مجال العلوم التطبيقية ببنها    ماذا يتناول مرضى ضغط الدم المرتفع من أطعمة خلال الموجة الحارة؟    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    وسائل إعلام رسمية: مروحية تقل الرئيس الإيراني تهبط إضطراريا عقب تعرضها لحادث غربي البلاد    معين الشعباني: تسديداتنا أمام الزمالك لم تكن خطيرة.. ولاعب الأبيض قدم مباراة رائعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوات المسلحة تحتفل بالعيد ال48 للدفاع الجوي وذكرى 30 يونيو
نشر في الوفد يوم 29 - 06 - 2018


كتب- محمد صلاح وسامية فاروق:
تزامنًا مع الاحتفال بذكرى الثلاثين من يونيو احتفلت القوات المسلحة بالعيد الثامن والأربعين لقوات الدفاع الجوى وأكد الفريق على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، أن التطوير والتحديث فى منظومة الدفاع الجوى مستمر وفقًا لمنهج علمى مدروس ومحدد لتنمية القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة، بما يمكنها من تنفيذ المهام المكلفة بها لحماية وتأمين المجال الجوي المصري.
جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفى الذى عقد بمناسبة مرور ثمانية وأربعين عامًا على بناء حائط الصواريخ فى الثلاثين من يونيو عام 1970م والذى يتواكب مع الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو المجيدة، ووجه قائد قوات الدفاع الجوى التحية لرجال الدفاع الجوى المرابضين فى مواقعهم اللذين يواصلون الليل بالنهار لحماية أمن مصر القومى، مؤكدين عهد الولاء لله والوطن بأن تظل قوات الدفاع الجوى درعا قويا يحمى سماء مصر ويأمن حدودها على كافه الاتجاهات الإستراتيجية.
وجاء فى الكلمة: "بسم الله الرحمن الرحيم "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، يسعدنى فى هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر باسمى وباسم قادة وضباط وصف وجنود قوات الدفاع الجوى لكل من يشارك ويسهم معنا فى احتفالنا بالعيد الثامن والأربعين لقوات الدفاع الجوى".
ويضيف الفريق على فهمى: "لقد كان يوم الثلاثين من يونيو 1970 الإعلان الحقيقى عن اكتمال بناء حائط الصواريخ بسواعد رجال وأبطال الدفاع الجوى المصري، وبدء تساقط طائرات العدو الجوى معلنة بتر ذراعه الطولى، ويعتبر هذا التاريخ نقطة تحول في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي، فقد قامت قوات الدفاع الجوى فور صدور قرار إنشائها، بالتخطيط والتدريب للتصدى للعدو الجوى، وبذل رجالها الأوفياء جهودهم وحشدوا كل الطاقات، وسارعوا الزمن لبناء المواقع والتحصينات، لاستكمال إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط الضربات والهجمات الجوية المعادية المستمرة، وتحققت ملحمة العطاء، وخلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 70 انطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية، تفاجئ أحدث الطائرات الإسرائيلية إسكاى هوك والفانتوم التى تهاوت على جبهة القتال المصرية، وأخذت إسرائيل تتباكى وهى ترى إنهيار تفوقها الجوى فوق القناة، واتخذت قوات الدفاع الجوى من هذا التاريخ، ذكرى وعيد يُحتفل به كل عام، فهو يعتبر البداية الحقيقية لنصر أكتوبر المجيد، وأضاف الفريق على فهمى، إن احتفالنا اليوم هو بمثابة الوفاء والإجلال لكل شهداء الدفاع الجوى الذين ضحوا بأرواحهم حتى تعلوا الرايات خفاقة دليلًا على العزة والكرامة وتأكيدًا للنصر.
وأضاف الفريق على فهمى: "اسمحوا لى فى هذه المناسبة أن أوجه تحية اعتزاز وتقدير لرجال الدفاع الجوى المنتشرين فى ربوع الوطن الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن سماء الوطن وقدسيته لا فرق عندهم بين سلم وحرب فهم حماة سماء مصر ودرعها الواقى وعينيها الساهرة، كما أتقدم بالشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل، ومصابي العمليات من رجال الدفاع الجوى الذين سبقونا في تولى المسئولية وأدوا مهامهم بإخلاص واقتدار، وفى هذه الذكرى الخالدة نؤكد للفريق محمد ذكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن رجال قوات الدفاع الجوى يعاهدون الله أن يظلوا مرابضين في مواقعهم يواصلون الليل بالنهار، حتى تظل قوات الدفاع الجوى قادرة على مجابهة ما يستجد أن يزهو ويفتحر بقواته المسلحة التى كانت وستظل دائما بإذن الله درعا للوطن وسيفًا على أعدائه، ووجه قائد قوات الدفاع الجوى، التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلا: "يشرفنى وقوات الدفاع الجوى، أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجددين العهد، أن نظل دوما جنودا أوفياء حافظين العهد، مضحين بكل نفيس وغال، نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعا لأمتنا العربية ،وأنهى كلمته بقوله الله تعالى : "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
وفى نهاية المؤتمر الصحفي سألنا الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى عن منظومة الدفاع الجوى ، وحماية سماء مصر وكان هذا الحوار
**نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء علي أسباب اختيار الثلاثين من شهر يونيو
كعيد تحتفل به قوات الدفاع الجوى كل عام.
*صدر القرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968 ...
بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة......
وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم ، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاى هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين
وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدًا لها.
**يتردد فى احتفالات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ) نرجو إلقاء الضوء بماذا تعنى هذه الكلمة
وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
*حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة...
هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها...
وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة... حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات... وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات... ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات... كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده ... وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة.. وكان الاتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين:
الخيار الأول:
القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.
الخيار الثانى:
الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى
منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له .. وهكذا ... وهو ما استقر الرأى عليه
وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية...
جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى... وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة ودون تدخل العدو الجوى.
**إن الحديث عن بطولات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر لا ينقطع ...
نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973
*إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لاينتهى... وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى الأحداث كافة... وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب ولكى نبرز أهمية هذا الدور... فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور... حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية... حيث قامت إسرائيل
بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة، حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق إنتصار زائف فى عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف، فإن قوات الدفاع الجوى كان عليها التصدى لهذه الطائرات،حيث قام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة
وخلال خمس أشهر ( إبريل، مايو ، يونيو ، يوليو ،أغسطس) عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج ... مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجررز ) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970 ...
وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة ... وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 ...
وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى ،من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى ( الإستراتوكروزار ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ... وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام-6 ) إستعداداً لحرب التحرير ،وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط
على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية،وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلىالقوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلية 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين ... وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم ،وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر
فى الطائرات والطيارين ، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم ، وكانت الملحمة الكبرى
لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية
يوم 14 أكتوبر 73 ( أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها ) .
**فى ظل التهديدات التى تتعرض لها دول المنطقة وعدم الإستقرار السياسى ،كيف تحافظ قوات الدفاع الجوى علي إستعدادها القتالي العالي ؟
*فى البدايه .. أود أن أوضح أمر هام جداً .. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محدده وأهداف واضحة ... الا أننا فى ذات الوقت ... نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة ... والتهديدات التى تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل ...ليست بعيده عن أذهاننا .. ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلماً وحرباً ... وعندما نتحدث عن الإستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى .. فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات ... بحيث تكون قادرة ليلاً ونهاراً سلماً وحرباً وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح ...
ويتم تحقيق الإستعداد القتالى العالى والدائم من خلال مجموعة
من المحددات والأسس والإعتبارات ...
تتمثل فى الحالات والأوضاع التى تكون
عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غايه الدقة ... وتوفر الأزمنة اللازمة لتحول القوات لتنفيذ مهامها فى الوقت المناسب ... ويتم المحافظة على الإستعداد القتالى الدائم من خلال إستعداد مراكز القيادة الرئيسية والتبادلية لإدارة أعمال القتال والمحافظة على الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات ... ويتم تنفيذ كل هذه العناصر فى إطار من الإنضباط العسكرى الكامل ... والروح المعنوية العالية.
**تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر أحد الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية ... كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى .
*تحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة وإستخداماتها
في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالإستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقاً لأسس علميه يتم إتباعها
فى القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة
إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف
الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين :
المسار الأول :
التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة .
المسار الثانى :
التعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة
مثل [ التدريب المصرى الأمريكى المشترك ( النجم الساطع ) ، التدريب اليونانى المشترك ( ميدوزا - 5 ) ( اليونان) ، التدريب المصرى السعودى المشترك ( فيصل - 11 ) ( السعودية ) ، التدريب المصرى الإردنى المشترك (العقبة -3) ( الأردن ) ]لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول وقوات الدفاع الجوى تسعى دائماً لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات ( التدريب ، التطوير ، التحديث ، ... ) .
ويتم التحرك فى هذه المسارات طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً بما يؤدى
إلى إستمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوى على مستوى المعدات
أو إسلوب الإستخدام .
** تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصري من أعقد منظومات الدفاع الجوي
في العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة ... نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة
*تتكون منظومة الدفاع الجوى من عدة عناصر إستطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من إتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامهأو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة فى مواقع ثابتة
وبعضها يكون متحركاً طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوبتوفير الدفاع الجوى عنها .
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى إشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار بالاضافة الى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية .
يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى،وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنه،يتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذى يشمل على الآتى:التكامل الأفقى : ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة التكامل الرأسى : ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد .
**فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا التسليح الذى يشهده العالم الآن
كيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذاالتطوير؟
*تعتبر كلية الدفاع الجوى من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة ،ونظراً لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتى تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية
من خلال مسارين :
المسار الأول :
تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها
طبقاً لإحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى إنتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين فى المجالات المختلفة .
المسار الثانى :
تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التدريب العملى وفى هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب
على تنفيذ الإشتباكات مع الأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية
بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية فضلاً عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية
للمشاركة فى الرمايات الحقيقية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوى.
**أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادرالحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم،فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى ؟
*شيء طبيعي فى عصرنا الحالى أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية ... بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة
على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق .
ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر .. هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة
من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر ..
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية ( الفانتوم ) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت
وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدومن قبل ( وهو تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة )
ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير إسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة
** إن تواصل القائد مع مرؤسيه من أهم اسباب نجاح القيادة والسيطرة
ومتابعة تنفيذ المهام كيف يتم تحقيق ذلك بقوات الدفاع الجوى ؟
*إن القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائماً بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات ،ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوى على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءاً من مستوى قائد القوات حتى مستوى قائد الفصيلة ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم فى المناسبات القومية والدينية وعقب تنفيذ الإلتزامات التدريبية الرئيسية .
أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود فإنها مستمرة دائماً دون إنقطاع
وفى مناسبات متعددة , منها الذى مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية
بغرض شرح أبعاد الموقف السياسى العسكرى وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة
من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين .
وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد ممكن من ضباط وصف وجنود التشكيل للإستماع إلى المشاكل والمصاعب وإتخاذ القرارات لحلها كما أحرص أثناء مرورى
على الوحدات والوحدات الفرعية حتى مستوى نقطة المراقبة الجوية بالنظر على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها والإستماع إلى المشاكل الشخصية وحلها فوراً ،إنى أعتبر أسعد لحظات عملى ومهام وظيفتى التى أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال لانها تعطى المؤشر الحقيقى والواقعى لأداء القوات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.