كتبت - بوسي عبد الجواد: مهما اختلفت الأزمة.. ومرت العصور.. واتبدلت ملامح الجمل الموسيقية.. تبقى شادية كالشمس الذي تملأ الكون بصوتها دفئا وحنان، وتظل أغانيها شعاعا يصحو الحنين داخل قلوب العشاق، وتأجج حماس الوطنية داخل كل ثوري محب وعاشق لتراب بلاده. الأم التي لم تنجب. من ابتسامك ومن كلامك فرحة عنيا.. قلبي بياخدني وانت في حضني ويلف بيا.. تقول يا ماما يا قلب ماما.. ما اشبعش عمري من الكلمه ديا... بهذه الكلمات، لخصت شادية مشاعر الأمومة، ولعبت بصوتها الدافئ على أوتار وأحاسيس كل أم التي تنزف دمعا بعد سماعها لتلك الكلمات التي أصاغها الشاعر مرسي جميل عزيز، ولحنها منير مراد عام 1962. ثم تعود من جديد، تغني بلسان كل أم تتمنى رؤية أبنتها عروسة بالفستان الأبيض، بتلك الكلمات "يا أعز عندى عندى عندى من الدنيا دى .. يا نور عينيا.. يا رب بارك يا رب خلى وأعيش وأشوفك فى طرحة تلى.. وتوب عروسة يا حلوة يا اللى الخطاب عليكى رايحة وجاية يا نور عينيا"، التي أصاغها مرسي جميل عزيز، وقام بتلحينها محمود الشريف. رغم إصدار العديد من الأغنيات الجديدة احتفالا بمناسبة عيد الأم، لا تزال أغنيات بعينها تعيش معنا رغم مرور أعوام كثيرة جدا على إصدارها، ويأتى فى مقدمة تلك الأغنيات أغنية "أمي" للفنانة الكبيرة شادية. من أجل مصر غنت.. أصدرت العديد من الأغاني الثورية التي مجدت في انتصارات أكتوبر وفي جيش مصر، لكن تبقى أغاني شادية التي تعكس حبها لوطنها ذات طابع خاص، إذ تشعل حماس الشعب وتوهج مشاعره، وتعزز من قيم الانتماء والتآخي، حيثُ نجحت أغنية "يا حبيبتي يا مصر" أن تتصدر المشهد والموقف مهما مرت العصور، وهي من كلمات الشاعر محمد حمزة، والحان بليغ حمدي. ومن الأغاني الوطنية التي غنتها الفنانة شادية، حبا في مصر ورفضا للظلم والقمع، أغنية "الدرس انتهى.. لموا الكراريس" تلك الأغنية التي أصاغها الشاعر الكبير صلاح جاهين عام 70 في شهر ابريل بعد ضرب العدوان الثلاثي الاسرائيلي لمدرسة "بحر البقر" الابتدائية ، والحان سيد مكاوي، وفي اعقاب النكسة عام 71 غنت "يا ام الصابرين" من كلمات عبد الرحيم منصور والحان بليغ حمدي. كانت تؤمن بأهمية الأغاني الوطنية ودورها في تأجيج مشاعر الحماس لدي الجنود البواسل على الضفة،فغنت "يا مسافر بورسعيد" للشاعر اسماعيل الحبروك، والحان محمد الموجي. وفي عام 76 اي بعد انتصارات اكتوبر المجيدة بثلاث سنوات، شاركت الأمة العربية جميعها فرحة انتصاراتها، فشدّت باروع ما كتب الشاعر مصطفي الضمراني "واتغير الزمان"، وكانت هذه الاغنية شهادة ميلاد لملحلن جديد واعد هو الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وفي الذكري الاولي لاسترداد سيناء غنت "مصر اليوم ..في عيد" من كلمات مصطفي الطائر وتوزيع الملحن جمال سلامة، فلم تمر تلك الذكرى إلا وأذيعت هذه الأغنية على محطات الراديو والتلفاز والفضائيات، وغنت من كلمات إبراهيم رضوان "وحياة رب المداين" للمحلن جمال سلامة. أرشيف للعشاق والأحباب.. تبقى أغاني شادية العاطفية أرشيف للعشاق والمجروحين، فلم تترك شيئا لم تغنِ له، فنجحت بصوتها المميز ودلالها، أن تعبر عن العواطف والمشاعر الدفينة منها "فارس الأحلام"، دبلة الخطوبة، أنت أول حب، الحب الحقيقي، ياحسن يا خولي الجنينة، شبكنا ستايره حرير، شبكت قلبي، يا قلبي سيبك. ووقت خصام الأحبة، تشدو شادية "معلش النوبة دي"، وكأنها تُحايل وتطبطب بهذه الكلمات "أنا لولا بحبك يا حبيبي .. مزعلش ولا آخد على خاطري" للشاعر فتحي قورة، والحان بليغ حمدي. ثم ترجع تنبه الحبيب وتخطره "أن راح منك يا عين هتروح من قلبي فين"، وتتغزل في مفاتنه ب"أبو عيون عسلية"، وتستخدم معه دلالها في "سونة يا سونسون". لتقتنص لقب "دلوعة الشاشة" عن جدارة واقتدار. يذكر ان رحلت منذ قليل، بعد صراع مع المرض، عن عمر 86 عاما.