أعادت دار الإفتاء المصرية نشر فتواها بخصوص تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وذلك تزامنًا مع احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، وردا على "المتشددين". وقالت "الإفتاء" إنه "لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة". وأشارت دار الإفتاء إلى أن "النبي صلى الله عليه وسلم، قَبِل الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها، فقد قال تعالى ((وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا))، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية". وتابعت الإفتاء قائلة إن "ما استشهد به هؤلاء المتشددون من قوله تعالى ((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)) على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني، حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها". وواصلت قائلة: "أما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته".