كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان المرشح السني نجيب ميقاتي مرشح حزب الله والمعارضة اللبنانية التي تضم تيارات الجنرال ميشيل عون وكمال جنبلاط، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وسط حالة من الغضب السني لقبول ميقاتي هذا الترشيح كمرشح لحزب الله والمعارضة ورفض من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري المشاركة في هذه الحكومة، بعد أن تحولت مظاهرات قام بها أنصاره في شمال لبنان اليوم لأعمال شغب تدخل الجيش لوقفها. ويقول مراقبون: إن حزب الله اتبع تكتيكا سياسيا للقضاء علي تيار المستقبل والحريري بعدما نجح في استمالة تيار وليد جنبلاط وخلعه من تيار المستقبل (الأغلبية) لصالح تيار المعارضة الذي بات يشكل بالتالي أغلبية بعدما ارتفع عدد نوابه في البرلمان الي 59 نائبا مقابل 48 فقط لكتلة الحريري وذلك كرد علي سعي الحريري التعاون مع تقرير المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في قضية قتل الحريري الأب في تفجير مشبوه قبل عامين واحتمال إدانة القرار الظني للمحكمة حزب الله. وقد أكد مقربون من المعارضة والرئيس الجديد المرشح نجيب ميقاتي أن أول قرار لهذه الحكومة الجديدة سيكون وقف التعاون مع المحكمة الدولية ما يعني عدم الاعتراف أو التعاون مع أي تقارير لها فيما يخص لبنان، بهدف إجهاض خطة أمريكية – إسرائيلية لحصار حزب الله في لبنان تري المعارضة أن تيار المستقبل تورط فيها، فيما يؤكد الحريري الابن انه لا يمكنه إدارة ظهره لقضية اغتيال والده. ومع بدء رئيس الوزراء الجديد مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة يتوقع مراقبون لبنانيون أن تشهد لبنان مرحلة توتر وجمود سياسي جديدة لرفض تيار المستقبل التعاون مع الحكومة الجديدة . وقد أعلن سعد الحريري رفضه لكل مظاهر الشغب التي رافقت التحركات الشعبية في لبنان وعبر عن أسفه الشديد للهجوم الذي تعرضت له سيارة بث قناة الجزيرة واستنكر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الدكتور طارق متري أعمال العنف التي تعرض لها عدد من الإعلاميين اليوم الثلاثاء خلال قيامهم بتغطية التحركات الشعبية الاحتجاجية ولاسيما في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وطالب متري الأجهزة الأمنية حماية الإعلاميين أثناء قيامهم بمهامهم داعيا جميع الفرقاء إلى الالتزام بالطابع السلمي للتحرك الشعبي واحترام حق الإعلاميين في ممارسة واجباتهم المهنية بعيدا عن الإكراه والضغط والتهديد. وكانت قوة من الجيش اللبناني قد تمكنت من إبعاد المتظاهرين عن مبنى في مدينة طرابلس أضرمت فيه النار واحتجز بداخله إعلاميون تابعون لتليفزيون الجزيرة القطري وتليفزيون الجديد اللبناني المعارض ونجح في إخراجهم إلى جهة آمنة بعدما أطلق النار في الهواء لتفرقة المتظاهرين. الجماعة الاسلامية ترفض ميقاتي وقد أعرب حزب الجماعة الإسلامية في لبنان الممثل للسنة عن أسفه للمأزق الذي آلت إليه الأوضاع السياسية في لبنان، وحذر من فتنة قالت بأن "المنتصر الوحيد منها هو العدو المتربص بالجميع" وشددت الجماعة الإسلامية في بيان لها اليوم الثلاثاء (25/1)، على أن الوحدة الداخلية هي أعلى مراتب القوة في مواجهة أي عدو وأن احتضان الشعب للمقاومة هو أقوى سلاح تمتلكه المقاومة. وأكدت على أن "الحوار هو السبيل الوحيد إلى تبني الخيارات الوطنية وخصوصا في بلد كلبنان وأن الاعتماد على قوة الساعد مهما بلغت في فرض الخيارات لن يؤدي إلا إلى إضعاف القوة واستنزافها في مواجهة قوة داخلية". وحمل بيان الجماعة الإسلامية المعارضة مسئولية المأزق السياسي وقال: "يبدو أن فريق ما كان يُعرف بالمعارضة لم يعد يطيق لغة الحوار وأنه قرر المُضي منفردا في تنفيذ خياراته، حتى لو كان الثمن نذير فتنة داخلية تؤدي نفس النتيجة التي يحاول الهروب منها. إننا في الجماعة الإسلامية لا نقارب الاستشارات النيابية على سبيل المقارنة والتفضيل بين مرشح وآخر، فالأسماء التي طُرحت وغيرها كثير ممن يستحقون تبوؤ هذا المنصب تزخر بهم ساحتنا، ولكننا نرى ضرورة الحفاظ على حقوق كل الطوائف التي تشكل النسيج اللبناني. ومن هذا المنطلق كان قرارنا بتبني ترشيح الرئيس سعد الحريري لهذا الموقع". ودعا بيان الجماعة النائب نجيب ميقاتي إلى "التريث وأخذ رأي ساحته الطائفية (السنة) قبل قبوله بمنصب رئاسة الوزراء"، وقال: "إنه ليؤسفنا أن نتحدث اليوم بلغة الطائفة والمذهب، نحن الذين كنا ومازلنا ننادي بإلغاء الطائفية السياسية ولكن طالما أن النظام في هذا الوطن لا يزال قائما على الطائفية، فلا يمكن أن ينسلخ أحد من هويته وساحته". وأضاف: "من منطلق الحرص على الوحدة الإسلامية التي تشكل داعما أساسيا في وحدة لبنان ومنع الفتنة فيه، ومع كامل احترامنا للرئيس ميقاتي الذي له مقام متقدم لدينا، ندعوه وندعو كل غيور على لبنان والمقاومة من أبناء الساحة الإسلامية أن يأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار وأن لا يقبل الترشيح إلا إذا كان بموافقة واضحة من ساحته، وإلا فإن ذلك سيكون عاملا إضافيا في إشعال الفتنة التي نعمل على الدوام في مواجهتها"، على حد تعبير البيان.