يقول الفيلسوف الألماني المعاصر إيكارت تول، لدى الإنسان رغبة جامحة للتميز والتفرد، ولأن بعض الأشخاص تنقصهم الإمكانيات العقلية في تحقيق ذلك، فإن طغيان الأنا اللاواعية يقود هؤلاء كالقطيع إلى اجتثاث عشب الحياة بلا هوادة حتى تصفر الأرض وتتصحر التربة الإنسانية، وكلما زاد هؤلاء المرضى في العبث والعدمية كلما سال لعابهم وشعروا برغبة أكثر جموحاً في تدمير كل ما هو جميل وناصع. إذاً فلا نستغرب أبداً عندما نرى الملثمين والسوداويين والمحتقنين وهم يرمون بجثث الأبرياء كما تفعل الوحوش الضارية، لأن هؤلاء فَقَدوا المعنى في الحياة، هؤلاء تطوقوا بحيل دفاعية لتبرير أفعالهم، فتارة بدواعي الدين أو العرق أو اللون، والأمر سيان لأن هؤلاء خرجوا من الوعي إلى خندق اللاوعي، وبالتالي أصبحوا فقط مخالب وأنياباً تغرس حقدها في جسد المجتمعات بلا رحمة. والأمر لا يختلف هنا بين عالم أو مفكر أو داعية أو حتى جامع قمامة، لأن الثقافة أو المستوى العلمي لا يمسحان ذنوب اللاوعي ولا يقصان مخالبه بل على العكس من ذلك، فإن المثقف أو المفكر اللذين ينبطحان تحت سطوة العقل اللاواعي، يستخدمان مصطلحاتهما العلمية والدينية لمزيد من التبرير ولمزيد من الجرائم بحق الإنسانية. الأشخاص الواقعون تحت هذه الوطأة الجهنمية، إنما هم شياطين تجوب في ديار الناس وتعيث فساداً وشراً، وكلما أحرزت جريمة اشتاقت إلى جريمة أكبر وهكذا، فإننا نرى أن المحسوبين على الدين، والدين منهم براء، يضعون البشرية ما بين الجنة والنار، ما بين سوطهم والصراط المستقيم، فمن لا يتبع فهو كافر، فاجر، مهاجر إلى الجحيم.. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا