ضمن «السداد النقدي الفوري».. «المالية» تصرف 5 مليارات جنيه من دعم المصدرين ل 360 شركة    أسعار اللحوم البلدي والضاني اليوم الثلاثاء 11-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة في المنيا    تنظيم ندوات توعوية ودينية لحجاج السياحة يوميا بالتنسيق مع الأوقاف    الزراعة: تشكيل لجان توعية وإقامة ندوات إرشادية للتعرف على آفات المحاصيل الصيفية    وزيرة التعاون الدولي: مصر حريصة على تنويع علاقاتها الاقتصادية مع شركاء التنمية ومختلف بنوك التنمية متعددة الأطراف    محمد معيط: نستهدف بناء مستقبل اقتصادي أكثر مرونة واستدامة يقوده القطاع الخاص    مفاجأة بشأن الراحلين عن الزمالك في الانتقالات الصيفية    الاتفاق تم.. النصر يضع الرتوش الأخيرة لضم حارس يوفنتوس    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاع درجات الحرارة.. ستصل ل 48 درجة (فيديو)    بسبب الشبورة.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص في حادث تصادم مروع على الدائري الإقليمي    ضبط 133 مخالفة تموينية متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق في المنيا    سفير الكونغو في زيارة لمكتبة الإسكندرية    الليلة.. مهرجان فرق الأقاليم المسرحية يواصل فعالياته ويعرض التحول والطاحونة الحمراء    تراجع كبير في أسعار السيارات والحديد والهواتف المحمولة في السوق المصري    تصفيات كأس العالم وأمم آسيا، تشكيل منتخب الإمارات المتوقع ضد البحرين في مواجهة الليلة    موعد إعلان نتيجة امتحانات نهاية العام بجامعة طيبة التكنولوجية    مفاجأة صادمة عن حرارة العام المقبل.. «الأرصاد البريطانية»: لن تنخفض    إصابة 4 أساتذة جامعيين أمريكيين في حادث طعن بالصين    سأمنعها داخل شركتي.. إيلون ماسك يهدد آبل لهذا السبب (ما القصة؟)    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار فى المواد المخدرة والأسلحة ب3 محافظات    حفظ التحقيقات حول إنهاء سائق حياته بكرداسة    زيلينسكي يشارك في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في برلين    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    تكريم مبدعين من مصر والوطن العربي بافتتاح المعرض العام للفنون التشكيلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 11-6-2024في المنيا    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى المبارك    خبير تحكيمي يوضح هل استحق منتخب مصر ركلة جزاء أمام غينيا بيساو    منتخب هولندا يكشف بديل دي يونج في يورو 2024    روسيا تبدأ المرحلة الثانية من مناورات القوات النووية    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    موعد عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل دواعي السفر على منصة WATCH IT    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض التصوير الفوتوغرافي لطلاب فنون جميلة    استخدام الأقمار الصناعية.. وزير الري يتابع إجراءات تطوير منظومة توزيع المياه في مصر    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    محافظ بني سويف يوافق على تجهيز وحدة عناية مركزة للأطفال بمستشفى الصدر    "الصحة" تنظم ورشة عمل على تطبيق نظام الترصد للأمراض المعدية بالمستشفيات الجامعية    مكون يمنع اسمرار اللحم ويحافظ على لونها ورديا عند التخزين.. تستخدمه محلات الجزارة    لطلاب الثانوية العامة.. احذر 6 عادات قاتلة تسبب هبوط الدورة الدموية    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    وصول آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    محافظ الأقصر يبحث التعاون المشترك مع الهيئة العامة للرقابة الصحية    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    8 نصائح من «الإفتاء» لأداء طواف الوداع والإحرام بشكل صحيح    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    شغل في القاهرة.. بحوافز وتأمينات ورواتب مجزية| اعرف التفاصيل    شهداء وجرحى غالبيتهم أطفال في قصف إسرائيلي لمنزل مأهول شمال غزة    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    كواليس جديدة بشأن أزمة رمضان صبحي ومدة إيقافه المتوقعة    صلاح لحسام حسن: شيلنا من دماغك.. محدش جه جنبك    مختار مختار: غينيا بيساو فريق متواضع.. وحسام حسن معذور    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    إبراهيم عيسى: طريقة تشكيل الحكومة يظهر منهج غير صائب سياسيا    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محبة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وطاعته
نشر في الشعب يوم 24 - 12 - 2011


بقلم: راشد بن عبد المعطى بن محفوظ
محبة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وطاعته.. طاعة لله جل وعلا و طريقك إلي الجنة بوعد الله الصادق الحق"ومن أصدق من الله قيلا؟
قال تعالي:
"تِلكَ حُدودُ اللهِ ومَن يُطِعِ اللهَ ورسولَهُ يُدخلهُ جَناتٍ تجرِي مِن تحتِهَا الأنهارُ خَالدينَ فِيهَا وَذلكَ الفوزُ العظيمُ"
النساء/13
الحمد لله رب العالمين الذي أرسل رسله إلي الناس ليخرجوهم من الظلمات إلي النور بإذن ربهم إلي صراط مستقيم..وأشهد أن حبيبنا وعظيمنا وشفيعنا محمدا صلي الله عليه وسلم عبد الله ورسوله بعثه الله تعالي بالهدي والنور والرحمة فأدي الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وعبد ربه حتى أتاه اليقين صلي اللهم وسلم وبارك عليه في الأولين والآخرين وعلي آله وصحبه وسلم...
ثم أما بعد
فإن الله جل وعلا قد جعل الخيرية لهذه الأمة المحمدية الأمة الوسط الشاهدة علي الناس يوم القيامة ورسولها محمد صلي الله عليه وسلم شاهد علي كل هؤلاء مصداقا لقوله تعالي:
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا"
النساء/41
هذا النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين..ومع كونه خاتم الأنبياء والمرسلين إلا أن الله تعالي قد أكرمه بمكرمات ومزايا ليست لغيره من الأنبياء والمرسلين...
ففي القرآن العظيم بسوره المائة وأربعة عشر سورة/114..وعدد آياته ال:6236 وعدد حروفه ال:77934 لم يأتِ ذكر النبي محمد صلي الله عليه وسلم مجردا أي ب:"محمد" في القرآن الكريم سوي أربع مرات بينما ذكر الأنبياء السابقين الذين يقدر عددهم بحديث النبي محمد صلي الله عليه وسلم:/125 بأسمائهم التي عرفوا بها:كموسي وإبراهيم ونوح وعيسي بن مريم إلي آخرهم..عليهم جميعا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
والآيات التي ذكر فيها الحبيب محمد صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم في سور:
آل عمران والأحزاب ومحمد والفتح..وهي كالتالي:
1-"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...."
آل عمران/144 جزء من الآية...
2- "ما كانَ محمدٌ أبَا أحدٍ مِن رِجالِكُم ولَكِن رَّسولَ اللهِ وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما"
الأحزاب/40
3-"والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نُزِّلَ علي محمد وهو الحق من ربهم......"
محمد/2 جزء من الآية
4-"محمد رسول الله والذين معه......."
الفتح/29
وإنما كان يخاطب عليه الصلاة والسلام ب:
"ياأيها الرسول"..."يا أيها النبي"
وأما"أحمد" فورد مرة واحدة حكاية عن عيسي بن مريم عليه السلام في قوله تعالي:
"ومبشراً برسولٍ يَأْتِي مِن بعدِي اسمُهُ أحْمَدْ"
الصف/6
وإذا كان ذلك خطاب الله جل وعلا لرسولنا محمد صلي الله عليه وسلم فما بالنا نحن المخلوقين الضعفاء الفقراء إلي الله جل وعلا..وأُمِرْنا بقول الحق جل وعلا كما في سورة الفتح:
"إنِّا أرسلناكَ شاهداً ومُبَشِّرا ونذيراً()لتُؤمِنُوا باللهِ ورسُولِهِ وتُعزِّروهُ وتُوقِّروهُ وتُسبِّحُوهُ بُكْرةً وأِصِيلاً"
الفتح/8، 9
ومع هذا الإكرام له صلي الله عليه وسلم من الله جل وعلا فقد نهانا جل وعلا عن التقديم بين يدي الله ورسوله..وحذرنا جل وعلا من رفع الصوت فوق صوته الشريف صلي الله عليه وسلم أو الجهر له..قال تعالي:
"يا أيُها الذينَ آمنُوا لا تُقَدِّموا بينَ يَدَيِ اللهِ ورسولهِ واتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ()يا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُم فَوْقَ صَوتِ النبيِّ ولا تَجْهرُوا لهُ بالقولِ كَجَهْرِ بَعْضُكُم لِبعضٍ أَن تَحْبَطَ أعْمَالُكُم وأنْتُم لا تشْعُرُونَ()إنِّ الذينَ يغُضُّونَ أصْواتَهُم عِنْدَ رَسولِ اللهِ أُولئكَ الذينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُم للتَّقْوَى لَهُم مَغفِرَةٌ وأجرٌ عظيمٌ"
الحجرات/1-3
وكان حقا علينا أن نمتثل لأمر الله جل وعلا وأن نتعلم مع حب رسول الله صلي الله عليه وسلم الأدب معه ومن الأدب معه أن نسوده كلما ذكر"نقول سيدنا" وأن نصلي عليه كلما ذكر وأن لا نخاطبه باسمه مجردا عن الإجلال والتبجيل...
ومن المكرمات الربانية التي أكرم الله جل وعلا نبيه محمدا صلي الله عليه وسلم:
1-أخذ العهد والميثاق من جميع الأنبياء والمرسلين إذا بعث محمدا ليؤمنن به ولينصرنه..
قال تعالي:
وإذْ أخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيينَ لمآ ءاتَيْتُكُم مِن كِتابٍ وحكمةٍ ثُمَّ جَاءكُم رَسُولٌ مُصدِّقٌ لمَا مَعَكُم لتُؤمِنُنَّ بِِهِ ولَتنْصُرُنَّهُ قَالَ أأقْرَرْتُم وأَخَذْتُم عَلَي ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أقْرَرْنَا قَالَ فاشْهَدُوا وأَنَا مَعَكُم مِنَ الشَّاهِدِينَ"
آل عمران/81
2-رسالته صلي الله عليه وسلم رسالة عامة
3-خُتمت به النبوة والرسالة..مصداقا لقوله تعالي:
"ما كانَ محمدٌ أبَا أحدٍ من رِجالِكُم ولَكِن رسولَ اللهِ وخاتمَ النبيينَ"
الأحزاب/40
4- الرحمة المهداة للعالمين..
5-خلود معجزته الكبري:القرآن الكريم
6-غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..
7-القسم بحياته صلي الله عليه وسلم ولم يُقسم الله جل وعلا بأحد من الأنبياء والمرسلين قبله..قال تعالي:
"لعَمْرُك إنَّهُم لَفِي سَكْرَتِهِم يَعْمَهُونَ"
-لعمرك:أي وحياتك يامحمد-
الحجر/72
8-أوتي جوامع الكلم..
9-نُصر بالرعب مسيرة شهر..لحديث النبي صلي الله عليه وسلم المتفق عليه-رواه البخاري ومسلم- كما في حديث "جابر بن عبد الله"رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
"أُعطيتُ خمساً-وفي رواية أخري سِتاً-لم يُعطَهُنَّ أحد قبلي:
"نُصرت بالرعبِ مسيرةَ شهرٍ،وجُعلت لي الأرضُ مسجدا وطهورا،فأيُّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِ،وأُحِلَّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي،وأُعطيتُ الشفاعةَ،وكان النبي يُبعث إلي قومهِ خاصةً وبُعثتُ للناسِ كافةً"
متفق عليه
ومعني قوله صلي الله عليه وسلم:"نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر" أن أعداءه يَقذف الله الرعب في قلوبهم وهو منهم علي مسيرة شهر..وقال "ابن حجر" في "الفتح" مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة ولا في أكثر منها، أما دونها فلا...
أما رواية "عمرو بن شُعيْب":ونُصرت علي العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر..فالظاهر اختصاصه بها مطلقا..وإنما جُعل الغاية شهرا لأنه لم يكن بين بلده-"المدينة المنورة" عاصمة الدولة وقتها- وبين أحد من أعدائه أكثر من ذلك..
وهذه الخصوصية حاصلة له علي الإطلاق حتى ولو كان وحده بغير عسكر...
ومن دلائل الصدق في محبة النبي محمد صلي الله عليه وسلم..أن محبته أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول صلي الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين..قال تعالي:
"قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين"
10-تسليم الشجر علي النبي صلي الله عليه وسلم..
11-انشقاق القمر..مصداقا لقوله تعالي:
"اقتربت الساعة وانشق القمر"
القمر/1
12-تكلم الحيوانات له صلي الله عليه وسلم..واقعة الجمل الذي جاء يشكو صاحبه..وكذلك قصة الشاة المسمومة التي صنعتها له المرأة اليهودية كما في حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالي
13-يلخص كل ما مضي وما سيأتي قوله تعالي:
".....الله أعلم حيث يجعل رسالته....."
الأنعام/124 جزء من الآية
14-"صلاة الله جل وعلا وملائكته عليه صلي الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين..مصداقا لقوله تعالي:
"إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
الأحزاب/56
15-أن الله جل وعلا أخرجه صلي الله عليه وسلم من نكاح ولم يخرجه من سفاح مصداقا لقوله صلي الله عليه وسلم:
"إن الله أخرجني من النكاح،ولم يخرجني من السفاح"
صحيح الجامع/1/350 حديث:1703
16 حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه مسلم رحمه الله تعالي:
"إن الله زوي لي الأرض-أي جمعها وضمها- فرأيت مشارقها ومغاربها..وإن أمتي سيبلغ ملكها مازوي لي منها" رواه مسلم..
وقال صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
"ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يُعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر"
أخرجه أحمد(4/103 )والطبراني في المعجم الكبير(1/126/3).. وسنده صحيح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال المقدسي:حديث حسن صحيح..
"المصدر:موقع العلامة الشيخ ناصر الألباني رحمه الله"
دفاع الله جل وعلا عن رسوله صلي الله عليه وسلم بجند من جنوده:
أبو لهب وابنه عتبة وماذا فعل الله بعتبة:
جاءت هذه الرواية عند ابن حجر في كتابه:الدرر الكامنة:
اللهم سلط عليه كلبا من كلابك
وليس المقصود هو هو الكلب الذي نعرفه..بدليل أن الذي افترس عتبة وخلع عنقه"أسد" وعلماء اللغة يقولون إن للأسد في العربية عشرات الأسماء:منها الليث،والورد،والغضنفر ومنها كذلك "الكلب"..!!
وبداية هذه القصة التي انتقم فيها الله جل وعلا لرسوله صلي الله عليه وسلم لإساءة عتبة إليه إساءة بالغة..
فعندما تجهز أبو لهب برحلة للتجارة إلي الشام في تجارة كعادة العرب في الجاهلية..وانضم ابنه عتبة إلي ذلك الركب المتجه إلي بلاد الشام..لكنه قبل أن يبدأ المسير إلي الشام قدَّر الله عليه أن يعرج علي النبي صلي الله عليه وسلم ليسئ إليه وقال عتبة:
والله لأنطلقن إلي محمد ولأوذين في ربه-سبحانه وتعالي- فانطلق حتى أتي النبي صلي الله عليه وسلم وذلك بعد أن طلَّق ابنته "أم كلثوم" أمام جمع من القوم بصورة سيئة وقبيحة..قال يا محمد(وهو يكفر)بالذي دني فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني..يا محمد إني كافر بالذي دني فتدلي..وسمع النبي صلي الله عليه وسلم كل هذا الإيذاء في ربه وفي نفسه مع طلاق ابنته أمام الناس ثم كفره بالله جل وعلا وبالقرآن الذي نزل علي قلب محمد صلي الله عليه وسلم..فقال صلي الله عليه وسلم:
"اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"
ثم انصرف "عتبة" إلي أبيه ورجع إليه..فقال يا بُني: ماذا قلت له؟؟؟ فذكر له ماقاله..قال:فماذا قال لك؟؟؟ قال: قال:اللهم سلط عليه كلبا من كلابك..
قال أبولهب:والله يابُني ما آمن عليك دعاءه..
ثم سار الركب حتى وصل إلي مكان يعرف ب"الشراة" أو وادي"القاصرة" في رواية أخري وهو واد "مُسبِعة" أي كثير السباع.. أو الأُسْدِ..فقال أبو لهب: إنكم قد عرفتم كِبر سِني وحقي عليكم وإن هذا الرجل قد دعا علي ابني دعوة والله ما آمنها عليه..فأجمعوا متاعكم إلي هذه الصومعة وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها..ففعل الركب ما أشار به أبي لهب..وقال"هبار ابن الأسود" أحد رجال الركب..أصر عتبة ألا ينام إلا وسط رفاقه..فما راعني إلا أسد يشم رؤوسنا رجلا رجلا حتى انتهي إلي عتبة فأنشب مخالبه في صدغيه..فصرخ عتبة:
ياقوم قتلتني دعوة محمد..!!
وفي الرواية الأخرى التي طلب فيها أبو لهب بأن يفرشوا لا بنه علي الصومعة.. فقال الراوي: ففعلنا فجاء أسد فشم وجوهنا فلم يجد مايريد فتَقبَّض فوثب وثبةً فإذا هو فوق المتاع-الذي عليه عتبة- فشم وجهه ثم هزمه هزمة ففسخ رأسه فقال أبو لهب:
قد عرفت أنه لا يتفلت من دعوة محمد..........."
"تفسير ابن كثير رحمه الله"
فكان الجزاء من جنس العمل كما يقول الحكماء...
وصدق ربي العظيم القائل:
"إنا كفيناك المستهزئين"
الحِجْر/95
هذا هو محمد صلي الله عليه وسلم الذي جاء بدعوة الحق ليخرج الناس من الظلمات إلي النور بإذن ربهم إلي صراط مستقيم..وما زلنا إلي الآن رغم البراهين الساطعات كضوء الشمس في كبد السماء لكل الناس ولكل الجن فإننا نري الإعراض عن هدي الحبيب صلي الله عليه وسلم بل أحيانا نري من يسخر منه صلي الله عليه وسلم ويدعي فيه وعليه من الأكاذيب والأقوال ما يندي له الجبين..وللأسف الشديد فإنا نري ذلك يحدث كثيرا من أشخاص يحملون أسماء إسلامية ووالله ماهم بمسلمين ولكنهم بشر يُجهِّزون أنسهم لجنهم والعياذ بالله..
ومحمد هذا صلي الله عليه وسلم هو الذي بكي ذات يوم خوفا علي أمته..ورأته عين السماء التي لا يعزب عنها مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء بكاءه..فبعث الله جل وعلا جبريل عليه السلام إلي محمد صلي الله عليه وسلم يسأله ما يبكيه..-وهو سبحانه وتعالي أعلم بما يبكيه- فإنه سبحانه يعلم السر وأخفي..فسأل جبريل عليه السلام النبي الباكي ودموع البكاء علي وجنتيه؛مايبكيك يا محمد؟
بعد أن أبلغه سلام ربه جل وعلا..فقال محمد صلي الله عليه وسلم:أمتي... أمتي يا جبريل..!!
وصعد جبريل الأمين إلي رب العزة والرحمة فأخبر ربه بما قال محمد صلي الله عليه وآله وسلم-وربك أعلم بما في نفس محمد صلي الله عليه وسلم..فأمره ربه جل وعلا-أي جبريل عليه السلام- أن ينزل إلي محمد صلي الله عليه وسلم ليحمل له هدية السماء إلي هذه الأمة المرحومة ببركة الحبيب محمد صلي الله عليه وآله وسلم ويخبره بقول ربه له:
"إنا لن نخزيك في أمتك ولن نسوؤك"...!!!
رحمة مهداة من الرحمن الرحيم رغم معاصي العباد التي قد تصل إلي عنان السماء ليل نهار..ورغم ذلك لوعادوا إلي الله لوجدوه سبحانه توابا رحيما..
فلك الحمد ربي أن رحمتنا ببركة بكاء ودعاء الحبيب القريب محمد صلي الله عليه وسلم..وجعلتنا بالإسلام من الأمة الوسط.. فلك الحمد بعد الحمد حتى ترضي عنا وتجعلنا في شفاعته صلي الله عليه وسلم ونشرب من حوضه الشريف شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..وصلي اللهم وسلم وبارك علي عبدك ورسولك محمد صلي الله عليه وسلم في الأولين والآخرين.

------------------------------------------------------------------------
التعليقات
مسعود من الكردستان العراق
الثلاثاء, 03 يناير 2012 - 08:50 pm
جزاك الله خيرا
ياأخي العزيز جزاك الله خيرا... إني استفدت من الصورة. اللهم انصر إخواني في الدين. آمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.