اتهم الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تيارا داخل حركة "فتح"، بالعمل على إفشال التجربة الديمقراطية الفلسطينية التي جاءت بحركة "حماس" إلى السلطة. وقال الدكتور موسى أبو مرزوق، "المؤسف أن هناك قرارا بمحاولة إفشال التجربة الديمقراطية الأولى في المنطقة بهذه الشفافية التي تجري تحت الاحتلال، والتي جاءت بحماس بديلا عن حركة سياسية أمسكت بتلابيب إدارة الشأن الفلسطيني منذ عام 1969 على الرغم، مما أصاب القضية الفلسطينية من وَهْن وتراجع في عهدها". وأضاف الدكتور أبو مرزوق في تصريحات أدلى بها لوكالة "قدس برس"؛ "حينما قرّر الشعب الفلسطيني أن يشرك حماس كقوة سياسية حقيقية استنفر هذا التيار قواعده مدعوماً بإطار إقليمي ودولي، كانت نتائجه الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني بكافة أشكاله والفلتان الأمني الذي نتابع فصوله المؤلمة". وأكد أبو مرزوق، الذي تحدث من مقره في العاصمة السورية دمشق، أنّ حركة حماس ما زالت على مبدئها الرافض لأسلوب التآمر على التجربة الديمقراطية الفلسطينية، وقال "كل ما نشاهده من مظاهر الفلتان الأمني والحصار بكل صنوفه وألوانه ما هي إلا وسائل لإسقاط خيار الشعب الفلسطيني، وهو أسلوب نرفضه نحن في حركة حماس، ونقترح المشاركة السياسية والحوار الوطني بديلاً له". وعن المقصود بالرفض ووسائل ترجمته إلى أمر واقع والمخاوف من أن يؤدي هذا الرفض إلى اقتتال داخلي، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" مضيفاً "نحن نراهن على أبناء شعبنا، سواء كانوا في الأجهزة الأمنية أو في الرئاسة، حيث من المفترض أن يكون الجميع حريصين على الدم الفلسطيني ولهم الإرادة في تجاوز هذه الفتن. هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فنحن ندعو إلى الحوار المتواصل والمستمر بيننا وبين فتح لتجاوز الخلافات البينية". وأدان أبو مرزوق ما حدث في قطاع غزة من اشتباكات، وقال "بلا شك ما يجري في الأراضي الفلسطينية من انفلات أمني شيء مؤسف ونستنكره بشدة، ونحن في حماس نرى أنّ كل إراقة دم فلسطيني هي سير في الاتجاه الخاطئ، وأنّ الدم الفلسطيني محرم وهذه قناعة مبدئية وسياسية وشرعية ولا يمكن للحركة ولا للحكومة أن تنتهج غيرها".
واتهم الدكتور موسى أبو مرزوق الولاياتالمتحدة مباشرة بإذكاء نار الفتنة في المنطقة، وقال "للأسف الشديد فإنّ الفوضى الأمنية التي تحدث في غزة والضفة الغربية تسير في نفس النهج الذي تقوم به أمريكا تحت شعار الفوضى الخلاقة، ثم بعد ذلك ترتب الإدارة الأمريكية الأجندة التي تريها، حيث يجري تسليح حرس الرئاسة وتزويده بالمال والسلاح والقوات". وأشار نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى أنّ "المجتمع الدولي بدل أن يقف إلى جانب المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين؛ تراه يدعم فصيلاً ضد آخر"، لكنه استثنى من ذلك الموقف الروسي الذي ألغى صفقة عسكرية كان من المفترض أن يسلم بموجبها معدات إلى جهاز الأمن في الرئاسة الفلسطينية، وقال "إنّ السلطات الروسية أوقفت فعلاً صفقة سلاح بينها وبين حرس الرئاسة الفلسطيني، كان من المفترض أن يتسلم بموجبها حرس الرئاسة مدرعات مسلحة". وأكد الدكتور أبو مرزوق أنّ قرار السلطات الروسية الذي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين يأتي في سياق منع حدوث حرب أهلية بين الفلسطينيين تسعى إسرائيل لإشعالها. ويأتي هذا التطور فيما تتزايد المعلومات عن مساع إقليمية ودولية لتقوية حرس الرئاسة وكافة الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس، في محاولة للانقلاب على الشرعية الفلسطينية وفرض أجندة محددة أمريكياً على الساحة الفلسطينية.