أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها باتت أفضل بكثير مما كانت عليه خلال معركة حجارة السجيل العام الماضي، وأقوى شكيمةً وأشدُّ عوداً، وأفضل تدريباً، وأعلى استعداداً، وخططها أكثر شمولاً وأعمق جذوراً وأشد تحمساً لقتال الاحتلال ومواجهته. وقال القيادي البارز في كتائب القسام "رائد سعد"، خلال العرض العسكري الأكبر في تاريخ المقاومة بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة "حجارة السجيل": "إن تلك المعركة سجّلت لوحة من لوحات الشرف والانتصار في تاريخ شعبنا وأمتنا، كما لها معلمان الأول استشهاد القائد العظيم أحمد الجعبري "أبو محمد"، والثاني صاروخ M75". وأوضح سعد أن صاروخ M75 كان عنوان الانتصار وهو حجر من حجارة السجيل، الذي زلزل عروش وحصون الاحتلال في (تل ابيب) وفي القدسالمحتلة، وسمي الصاروخ باسم القائد العظيم الدكتور إبراهيم المقادمة تخليداً لذكراه الطيبة، والتي كانت له أيادٍ بيضاء على الجهاد في أرضنا المقدسة. وبين سعد أن هذا الصاروخ صُنِع بأيدٍ قسامية بحتة، واستطاع أن يصل إلى (تل ابيب) ويافا والقدس، ليدك حصون الطغاة، وفي الوقت ذاته يعانق الأرض ويخبرها أننا قريباً قادمون لندُكّ بأيدينا وأقدامنا ما تبقى من عروشهم وحصونهم. وطمأن القائد القسامي الشعب الفلسطيني والأمة بأن كتائب القسام بألف خير، وأنّ كلَّ يوم يمرُّ يقرب لتحرير القدس أكثر، مضيفاً: "لا يمرُّ على مجاهدي القسام لحظةً إلا وهم يستعدون ويتدربون فيها، ويصنعون ويطورون ويبنون ويحفرون، ويتجهزون للقاء العدو". وتابع: "إن كتائب القسام اليوم أقوى أضعافاً مضاعفة، وإن أُغلق باب فتح الله بأيدينا أبواباً، وأن الشدائد لم تضعفنا يوما بل صقلتنا وزادتنا قوة، وهي تثق أن من ورائها أمة هي خيرة أمة". واستطرد القيادي سعد بالقول: "تأتي الذكرى ونحن نرى محاولات من العدو لتصفية القضية من خلال مفاوضات هزيلة خانعة، ومن هنا فإننا نهيب بإخواننا في كافة الفصائل ونخص الأخوة في حركة فتح وأجنحتها العسكرية خاصة في الضفة الغربية أن يستعدوا ويتجهزوا للمعركة القادمة". وأضاف: "عدونا لا يفهم غير لغة الجهاد والمقاومة وهو لم ينسّ عملياتكم البطولية في انتفاضة الأقصى، فاستعدوا يا رجال فلسطين ولا تخدعنكم المفاوضات التي لن تأتي إلا بمزيد من التنازلات عن الحقوق والثوابت". وأشار إلى أن العدو يتوهم أن الفرصة مواتيه له للاعتداء على المسجد الأقصى بتقسيمه زمانياً ومكانياً، وللاعتداء على القدس والمقدسات، محذرًا بأن القسام "ستعلن حرباً ضروساً لن يحتملها الصهاينة، ولن يطيقها أعوانه، وقطعان الصهاينة في حال استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى ولم يكفوا بالعبث فيه". وحول ذكرى القائد أبو محمد الجعبري، قال القائد القسامي: "اليوم تمر علينا ذكرى استشهاد القائد احمد الجعبري الذي كان رمزاً لصفقة وفاء الأحرار، وإننا في كتائب القسام وفي ذكرى "من وعدوا فأوفوا" نِعدُ أسرانا كل أسرانا ومن كل فصائل المقاومة: محمود عيسى وحسن سلامة وعباس السيد وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات ومروان البرغوثي ومنصور شريم وناصر عويس وثابت مرداوي وكل أسرانا، نعدهم جميعاً أننا لن نقيل ولن نستقيل حتى نحتفل بهم محررين بيننا في القريب العاجل إن شاء الله". وشدد أن كتائب القسام على الوعد مهما كلف الثمن "وستبقى على عهد الجهاد والمقاومة والتجهيز للزحف نحو القدس ولن تثنيها شدة أو حرب أو تهديد عن التقدم نحو الهدف الذي تعاهدت عليه أجيال الرجال والأحرار من أبناء الأمة"، متوعدًا الاحتلال بأن صبر القسام لن يطول على الحصار الظالم والحاقد على شعبنا، وليتوقع ما لا يتوقعه إذا استمر هذا الحصار". ومن غزة عن مراسل فلسطين أون لاين محمد أبو شحمة، أن القيادي البارز في حركة حماس الدكتور محمود الزهار، أكد أن مشروع المرحلة القادمة هو "نغزوهم ولا يغزوننا"، مبينًا أن الاحتلال الإسرائيلي خضع من اليوم الأول لحرب "حجارة السجيل" وذهب ليبحث عن وقف إطلاق النار، حتى جاءت التهدئة معه بشروط المقاومة كاملاً،ما جعل المعركة من اللحظات التاريخية الفارقة للشعب الفلسطيني. وجاءت كلمة الزهار خلال العرض العسكري الأكبر لكتائب الشهيد عز الدين القسام بغزة أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة "حجارة السجيل". وقال: "بدأت هذه المعركة غدرًا في ظروف ظنها الاحتلال مواتية له باغتيال الشهيد أبو محمد الجعبري ظنا منه أن حماس وكتائب القسام ستسكت، ولم يكن العدو يعلم أن الرد سيكون وفق معادلة واضحة، هي إذا كان الجعبري أولا عندكم (فتل أبيب) أولا عندنا، وكان ضرب العمق الإسرائيلي من أول لحظة لآخر لحظة". وأوضح الزهار أن القيادة كانت وسط شعبها تقاوم خلال فترة الحرب، في وقت كانت تستقبل وزراء الخارجية العرب في ظل إسناد مصري وعربي أصيل تحت القصف والعدوان ليكونوا شهودا على بسالة شعب مقاوم، مشددًا أن من حق الشعب الحفر في كل الارض من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولا يوجد أي حدود تلتزم المقاومة بها. وشدد الزهار أن حركة حماس "استعصت على الكسر، وجسدت مسيرة خدمة شعبها فحققت له الكثير وأمامها الكثير لتحققه، وقادتها هم خدام الوطن وحراسه، وقيادتها من طراز الأبطال الذين كتبوا بدمائهم، كذلك دخلت الحكم برؤية شاملة تحققت خطوة فخطوة، المزاوجة بين الحكم والمقاومة الخيار الأفضل". وبين أن صواريخ المقاومة الفلسطينية التي قصفت عمق الاحتلال في حرب الأيام الثمانية من العام الماضي هي نتائج عقل فلسطيني ودعم عربي وإسلامي مجيد وأصيل، مشددًا على أن المقاومة وكتائب القسام هما حماة المواطن والوطن والمدافعان عن كرامته وأرضه والحافظان لأمنه. "واستطرد بالقول: "نقف اليوم ونؤكد لكم بأنه ليس لنا إلا أن نتوجه بالدعاء الخالص لله تبارك وتعالى أن يحفظ هذه السواعد الطاهرة وقيادتها السياسية ويحفظ قيادتها العسكرية وعلى رأسهم المجاهد "الشهيد الحي محمد الضيف". وأضاف: "نحيي الذكرى الحية في وجدان الشعب والأمة، ذكرى معركة كانت محطة هامة وضرورية على طريق تحرير فلسطين من معارك الشرف والبطولة والفداء، ولأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني تقصف المقاومة الفلسطينية عمق كيانه تل الربيع والقدس وكثيرا من المدن المحتلة فدوت صفارات الإنذار بصراخ المروعين من قيادات العسكر". وتابع: "كنا نرمي والله هو الرامي، فشتت وكشف ضعفهم وخوارهم وكان دائما الشعب هو البطل، وكانت القيادة وسط شعبها تقاوم، وكانت الطائرات المعادية تستهدف بيوت الآمنين والمدنيين لأنها لم تستطع أن تنال من بواسل المقاومة مرتكبة جرائم شاهدة عليها وشاهدة على همجيتهم". ولفت النظر إلى أن الشعب الفلسطيني أدرك كما أدرك العدو أن هذه الصواريخ كانت نتاج عقل فلسطيني مبدع مع دعم وإسناد عربي وإسلامي شريف وأصيل رعى المقاومة منذ بدأت، ولم يتخلف ولم يصرفه شيء عن رسالته الحقيقية حتى تحرير فلسطين، بينما خضعت إرادة العدو منذ اليوم الأول وذهب يبحث هنا وهناك عن تهدئة لحفظ ما بقي من ماء وجهه حتى جاءت التهدئة بشروطنا كاملة بخضوع غير مسبوق لدولة الكيان الصهيوني". وأشار الزهار إلى أن المتأمل لصورتين في تاريخ الشعب الفلسطيني صورة فلسطين عام 87 وصورتها اليوم بعد 26 عاما (...) كانت انتصارات مدفوعة الثمن بشرف وعزة وكرامة وصبر ويقين وانتصار على من تعاون امنيا على العدو ضدنا، وصبر ويقين يوم سجنوننا وصادروا أسلحتنا وأموالنا وأغلقوا مؤسسات الشعب". وعن المصالحة الوطنية، أكد الزهار أن حركة حماس أدت واجبها تجاه المصالحة لتحصين الواقع الفلسطيني وقدمت أوراقها وتنازلت من أجل تحقيقها، ولكن الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا يرفضون تحقيقها، وقيادة فتح لا تستطيع أن تخالف هذا الموقف- وفق قوله. وأوضح أن المصالحة لا تعني إعادة اعتقال المجاهدين أو سرقة أموال الشعب ومقدراته وعودة الفساد أو التعاون الأمني أو نزع سلاح المقاومة، "ومن يظن ذلك فهو واهم". اغتيال عرفات وعن اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، قال القيادي في حركة حماس: "نرى تخاذلاً من حركة فتح في الكشف عن القتلة وان حماس في موقفها هذا لا تزاوج في موقفها منه"، داعياً في هذه الذكرى لوحدة المقاومة الفلسطينية تحقيقاً لوحدة الكلمة والموقف والسلاح. كما دعا المفاوضين للتوقف عن العبث الذي مس بالثوابت وحقوق الإنسان كاملة في أرضه ومقدساته. والتي أدت إلى تمدد الاستيطان ومزيد من تهويد القدس والتعاون الأمني مع الاحتلال، "وليعلموا أن شعبهم سيحاسبهم يوماً ما". كما دعا العابثين في الداخل الفلسطيني وخارجه أن يكفوا عن إلقاء الأبرياء من الشعب في سبيل التهلكة وليسألوا ماذا يريدون؟ وماذا كان مصير الذين سبقوهم؟. ووجه رسالة للأسرى بأن حماس تسير على ذات الطريق التي حررت فيها بعض الأسرى خلال صفقة شاليط، وأن النفق المكتشف شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يؤكد ذلك. وشدد الزهار أن حماس لم تعبث بأمن مصر، وقال: "لقد حافظنا على سلاحنا طاهرا مصوبا فقط نحو العدو الصهيوني.. وكل ما قيل علينا ليس له أساس من الصحة.. فاتقوا الله في هذا الشعب المقاوم". وأضاف: "إننا نقول لمصر التي يوجد في كل بيت فيها شهيد أو جريح من أجل قضايا الأمة المجيدة وبالأخص قضية فلسطين.. لا يمكن أن تقبل مصر هذا الحصار على شعب يحاصره العدو الصهيوني.. وإذا حدث انفجار الشعب في الموقف فلن يكون إلا في وجه الاحتلال".