أيام قليلة ويحل علينا شهر رمضان الكريم وندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم الذى جعله الله ليكون المصفاة لأعمال السنة كلها فندخله محملين بالذنوب ونخرج منه آملين أن يغسلنا الله وينقينا من الذنوب ويغفر لنا ما تقدم من الذنب وما تأخر ونعود إلى التسامح والترابط والمحبة والتواد فيما بيننا بعد أن هجرنا هذه القيم واكتفينا بالقيل والقال والضرب تحت الحزام. ويجب على المسلم قبل حلول الشهر الكريم أن يتعرف على كوامله ونواقصه حتى يقيم نفسه ويتخلى عن النواقص ليدخل الشهر الكريم قاصدا وجه الله.. وأهيب بالفضائيات أن تنقى نفسها من الشوائب العالقة بأذهان العاملين عليها والمصممين على أن الصيام لا يقبل إلا بمشاهدة المسلسلات الرمضانية التى تكبد الدولة المليارات. ودعونا نتوجه بسؤال لهولاء الجهابذة المصممين على المسلسلات التى لا تقدم ولا تؤخر ..ماذا لو وجهنا المليارات لبناء مصر؟ بالله عليكم ما الذى يضيفه المشاهد لمعلوماته بعد مشاهدة هذه المسلسلات؟ أنتظر من ولاة الأمور الرد على هذه التساؤلات حتى تستريح قلوبنا من هذا المقرر الممل المفروض على الجميع كل رمضان. أقول ذلك وأنا أقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف بوضوح وشفافية كاملة لكننا لا نريد لبوصلة القيم أن تهتز بل نترقب ونرصد المؤشر الذى يتمايل فى جميع الاتجاهات، ونريده ثابتا على خانة القيم والتسامح والاستعداد الأمثل لهذا الشهر الكريم حتى يتقبل الله الصيام والصلاة والدعاء. ولا ننسى أن أكثر من 20مليون نازح مسلم عربى هجروا أوطانهم تحت القصف المروع لمنازلهم حاملين ما تبقى من أمتعتهم وأولادهم على ظهورهم هائمين على وجوههم إلى الدول المجاورة يريدون المأكل والمشرب والمأوى قاصدين الحماية رجالا ونساء وأطفالا فهم مسئوليتنا وكفالتنا كمسلمين فى هذا الشهر الكريم. آن الأوان أن نجد آلية إسلامية لنحمى هؤلاء الفارين إلى أرض الله بعد أن هدمت منازلهم طالبين العون والمساعدة.. فياليت رجال الدين فى الدول الإسلامية تنشئ لهم صندوقا لرعايتهم قائما على تلقى الزكاة خلال الشهر الكريم لنحميهم من المصائب التى وقعت عليهم ونحمى النساء والبنات ولا نكتفى بمصمصة الشفاه وتحريك الرءوس يسارا ويمينا دامعي الأعين دون تقديم المساعدة الحقيقية لهم. ليس أمامنا فرصة أفضل من هذه الفرصة القادمة مع شهر رمضان شهر الخير والإحسان لتوصيل أموال الزكاة لهؤلاء المشردين من الدول التى أصابها ما يسمى بالخريف العربى الذى أدى إلى ترهل الدول وتفكيكها وتقسيمها ونلحق بهم قبل أن تنهكهم الظروف إلى أن يفرج الله عليهم ويقيهم من هذه الشرور المصطنعة والمعدة سلفا.. وعيب فى جبين كل مسلم يدفن رأسه كالنعام ويغل يده فى وجه المكروبين أرجوكم لا ننساهم حتى لا ينسينا الله أنفسنا وأن نرحم من فى الأرض حتى يرحمنا رب السماء ..والله فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه.