رئيس جامعة العريش يناقش خطة الأنشطة الطلابية الصيفية ويكرم المتميزين    تعرف علي أهم 3 سلع تستوردها مصر من الأردن .. تفاصيل    مساعد وزير السياحة يكشف عن موعد افتتاح المتحف المصري الكبير    عودة للانخفاض.. سعر الدولار اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024 (آخر تحديث)    الهلال الأحمر: استشهاد 6 فلسطينيين على الأقل برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة    تصفيات كأس العالم - غياب تاو.. جنوب إفريقيا تهزم زيمبابوي واشتعال القمة    رونالدو يقود تشكيل منتخب البرتغال أمام أيرلندا استعدادًا ل«يورو 2024»    ميندي يترقب مصيره مع ريال مدريد    قبل أن تضرب الموسم السياحي.. تحرك برلماني بخصوص أسماك القرش فى الغردقة    خراف نافقة في البحر الأحمر.. رئيس جهاز شئون البيئة يكشف تفاصيل الواقعة المثيرة    «لو مبقاش أحسن مني أزعل».. خالد النبوي يوجه رسالة لابنه نور.. ماذا قال؟    "المطيلي": الدورة الحالية من المعرض العام تحتفي بتجارب التشكيليين وعطائهم    بعد سحل عروسه في قاعة الفرح.. عريس كفر صقر: «معمولى سحر أسود» (فيديو)    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    أمين الفتوى لقناة الناس: هذا هو السبيل لتحقيق السعادة فى الدنيا.. فيديو    أمين الفتوى: ليس من حق الوالدين إجبار الأبناء على التنازل عن حقوقهم    مسئول بنقابة الصيادلة: الدواء المصري الأرخص في العالم.. وهذا واقع مرير    خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    «الأعلى للإعلام»: حجب المنصات غير المرخصة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    مباشر الآن تويتر HD.. مشاهدة الشوط الأول مباراة السعودية والأردن في تصفيات كأس العالم    محافظ كفرالشيخ يتابع أعمال رصف طريق الحصفة بالرياض    ندوة تثقيفية لمنتخب مصر للكرة الطائرة حول مخاطر المنشطات    الداخلية تواصل مبادرة "مأموري أقسام ومراكز الشرطة" لتوزيع عبوات غذائية على محدودي الدخل    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    عيد الأضحى في المغرب.. عادات وتقاليد    حقوق إنسان الشيوخ تتفقد مركز الإدمان والتعاطى بإمبابة    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    بالصور- محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    الأمين العام للناتو: لاتفيا تمثل قدوة لدول الحلفاء    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    الأزهر الشريف يهدي 114 مجلدا لمكتبة مصر العامة بدمنهور    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    الدولار يقترب من أعلى مستوياته في شهر أمام اليورو    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استعدادا ليوم 25 يناير 2015 الإخوان يلعبون بكل الأوراق
نشر في النهار يوم 09 - 12 - 2014

بعد الفشل الذريع للجبهة السلفية فى الحشد ليوم 28نوفمبر وادعائها أن هذه مجرد بروفة لتحرك قادم قد يكون 25يناير القادم, بدأت الجماعة وأخواتها وأعوانها البحث عن بدائل للتأثير على الناس للتجمع مرة ثانية, والخروج ضد النظام الحاكم الحالى, وقد يكون حكم براءة مبارك مشجعا للناس على الخروج, أيضا من الوسائل الأخرى التى ستلجأ إليها هذه الجماعات الفاشلة فى المرحلة القادمة, حرب المنابر, والدعوات باسم الدين, وهذا مارأيناه فى تجمعات ضعيفة فى ميدان عبد المنعم رياض بعد صدور حكم براءة مبارك, وسمعنا هتافاتهم هى لله, هى لله .كذلك من الأساليب الجديدة القديمة التى قد يلجأ إليها الإخوان خلال الفترة القادمة.. نشر الشائعات وتسريب بعض الأحاديث الملفقة للتأثير على الشارع المصرى ومحاولة الحشد للمرة الثانية..
ينطلقون بسلاح التسريبات والفوتوشوب
لم تتوقف الحرب الكلامية بين الفرقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في وسائل الإعلام المختلفة عند حد.. فبعد أن سعى كل طرف لكشف «الغسيل القذر» للطرف الآخر، وبعد أن قام كل طرف بترويج الشائعات المختلفة عن الطرف الآخر.. ظهرت أخيرا بدعة التسريبات، وهي البدعة التي قادها الإعلامي عبد الرحيم على بنشره، اتصالات هاتفية بين أطراف مختلفة من رموز ثورة يناير.ويبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية قد تعلمت الدرس جيدا، بعد أن وجدت تسريبات عبد الرحيم على ذات صدى كبير لدى الناس، فسارت على نفس الدرب، سواء بنشر صور مفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو قيام قناة الجزيرة بنشر فيديوهات مفبركة، وأخيرا قامت قناة «مكملين» التابعة للجماعة الإرهابية بنشر تسجيل صوتي ادعت فيه قيام جهات أمنية رفيعة المستوى بالتواطؤ ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، واتفاقهم على سد الثغرات القانونية في القضايا التي يتم محاكمته فيها.
وتعد ظاهرة التسريبات والفوتوشوب في مصر من الظواهر المستحدثة بعد ثورة 25 يناير, حيث لم تشهد مصر هذه الظاهره من قبل, وهي من أبرز الأسلحة التى تستطيع أن تقلب الرأي العام في لحظة واحدة, فقد شكلت خطراً كبيراً علي التحركات السياسية في مصر, وهذه التسريبات غالباً ما تكون لشخصيات عامة سواء كانت سياسية أو عسكرية كما أن بعض التسريبات أصبحت نقاط قوة للدفاع والهجوم عن شخص أو ضد شخص، كما أنها أصبحت من أقوي الأدلة المستخدمة للبراءة أوعلى العكس لإثبات التهم, كما أن هذه الطريقة المستحدثة وسيلة لإثارة الشك في شخصيات بعينها ولفقدها مكانتها في الشارع ليس هذا فقط, بل تصبح الشخصية المتناولة عبر الفيديو المسرب أو صور الفوتوشوب.. مادة ساخرة يتهكم عليها الجميع.
ويظهر التسجيل المزعوم لقناة «مكملين» تعاون القادة العسكريين لإيجاد مخرج قانوني حول مكان احتجاز مرسي، خوفا من طعن محاميه على عدم قانونية احتجازه في الفترة التي سبقت إيداعه في سجن طرة، وهو الأمر الذي نفته الأجهزة الأمنية التي أكدت أن تلك التسجيلات مفبركة، وأن جماعة الإخوان تستخدم أذرع إعلامية مدعومة من بعض الجهات الخارجية, وأنها لجأت في الآونة الأخيرة إلي اصطناع ومشاهد مصورة, وتلفيق أحاديث هاتفية باستخدام تقنيات تكنولوجية، لإحداث حالة من البلبلة وعدم الثقة بين الشعب والنظام الحاكم.
وهذا ما أكدته الدكتورة ماجي الحلوانى عميد كلية الإعلام سابقا، حيث قالت إن هذه التسريبات أصبحت مادة خصبة لكل شخص يريد خدمة فكره، فيبدأ في فبركة فيديوهات وتسجيلات لشخصيات هو ضدها, مشيرة إلى أن الشعب لن يصدق ما تم بثه عبر شبكات التواصل الاجتماعى, لأن الشعب البسيط يستشعر الحقيقة من التلفيق, كما أن الجماعة فقدت قدرتها على إقناع الشعب بما هو غير حقيقى, بالإضافة إلى أن ثقة المصريين فى رئيسهم فاقت الحدود, وبالتالى فلن يصدقوا تسريبات أو غيرها من ألاعيب الإخوان.
وأضافت الحلوانى أن الجماعة كلما رأت التفافا أكثر من الشعب حول قيادته السياسية وتمسكا برئيسهم، تصيبهم حالة من التخبط والحقد والغيرة فيضطرون لفعل أى شىء أو اصطناع كل ماهو غير أخلاقى من تسريبات مفبركة وصور ملفقة لإثارة البلبلة فى الشارع المصرى، مشددة على أنه يجب أن نتفق على أن ما يفعله الإخوان من حرب تكنولوجية من تسريبات وفوتوشوب وتلفيقات غير حقيقية ماهى إلا خطة ممنهجة ولكنها لفترة معينة وستنتهي قريبا بعد أن تنفذ حيلهم اللاأخلاقية.
من جانبه قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكري إن الفيديو الذي نشرته الجماعة الإرهابية عبر قناة مكملين مفبرك تماما وبصورة واضحة، فهناك العديد من الأخطاء الفنية الظاهرة فى التسجيل, حيث ذكر فى الفيديو كلمة المشير عبدالفتاح السيسي في الوقت الذى يؤكد من قاموا ببث هذه المقاطع أن هذا التسريب كان خلال اجتماع المجلس العسكرى, وهذا يعنى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن مشيرا , بل كان فريقا أول , ثانياً فهذه الجماعة قد استعانت بأمريكا للحصول على بصمة صوت اللواء ممدوح شاهين واللواء محمد إبراهيم لفبركة الحديث, أما من الناحية الموضوعية فمرسي كان رئيس جمهورية ولتأمينه بعد أحداث 30/6 نُقل إلي دار الحرس الجمهوري للتأمين وعندما بدأت مناوشات الإخوان وتوجههم لدار الحرس الجمهورى تم نقله -لاعتبارات أمنية - إلى قاعدة رأس التين, إلي أن أصدرت النيابة عريضة اتهام ضده, فتم التحقيق معه, وأصبح سجينا على ذمة دعاوى قضائية, وهذا لا يدين أحدا , كما أن التسريبات حتى وإن كانت صحيحة ليس بها أمر محرج للقيادة السياسية .
أما إسلام الكتاتنى القيادى الإخوانى السابق ومؤسس حركة «امنع حصانة» فأكد أن جماعة الإخوان مصابة بالازدواجية فى السلوك, مشيرا إلى أنه رغم أن دعوة الجماعة دينية وإسلامية إلا أنهم بقيامهم بفبركة هذه الفيديوهات وتزوير صور بالفوتو شوب, يكونون بذلك خالفوا تعاليم الدين.
وأضاف الكتاتنى «إننا تربينا فى الجماعة على الإحسان لمن أساء إلينا, ولكن للأسف الآن انفصلت فكرة ممارسة الدعوة عن الشخصية الإخوانية, وذلك عندما اختلط الدين بالسياسة فى دعوتهم فظهرت الازدواجية فى الشخصية الإخوانية, وأنهى الكتاتنى حديثه بأن المشكلة الكبرى فى أن من يتم توجيههم لفعل مثل هذه التسريبات والفوتوشوب هم الشباب المضحوك على عقولهم بأن ما يفعلوه باسم الدين, وطالب الكتاتنى بأن يتم إعدام كل من خيرت الشاطر ومحمود عزت لأنهم أكثر الأشخاص الذين قاموا بإيذاء الجماعة لمصلحتهم الشخصية وأساءوا إليها وإلى الدعوة الأولى .
خطاب الجماعة دائما به تلميح سياسى .. والسلفيون يهاجمون عقيدة الأزهر من على المنابر
بداية حرب المنابر هى السلاح القادم الذى سيكون درعا للإخوان ومريديهم ومحبيهم, السطور التالية نحاول فيها التعرف على خطاب المنبر لكل فصيل إسلامى.
الشيخ أحمد عوض الكاتب والمفكر الإسلامى، أكد أن حرب المنابر بين تيارات الإسلام السياسى من الأمور المستهجنة, فالدعوة الإسلامية.. من أجل الأعمال وأشرفها قال تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين ).. والداعى إلى الله,لا بد أن يكون ملتزما بقول الله:
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ).. وعلى الداعى أن يكون كالأب الرحيم وكالطبيب للمريض وكالمنقذ للغريق .. يفتح للناس أبواب الأمل.. ولا يقنط المذنبون من رحمة رب العالمين وليضع نصب عينيه قول الرحمن الرحيم للمبعوث رحمة للعالمين
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ) .
وعلى الداعى أن يتيقن أن الكلمات اللينة لا تؤذى الفم ولا تجرح أحدا.. وأنها تجمع ولا تفرق وتبنى ولا تهدم .. وعليه أن ينتقى من الكلمات أحسنها ومن الأحكام أيسرها.. كما يجب عليه أن يتجنب مواطن الخلاف ولا يتبنى فكر جماعة بعينها.. لأن مهمته أن يوحد ولا يفرق..
..وأضاف "عوض" الدعوة الإسلامية الصحيحة أكبر من كونها قضية فرقة أو تنظيما أيديولجيا معينا لأن بعض الجماعات والفرق - للأسف - يوظف الدعوة توظيفا سياسيا. يخدم جماعة دون غيرها بعيدا عن دائرة الإسلام الواسعة.. لذا وجب علينا أن نقول لمثل هؤلاء الخطباء أصحاب الاتجاهات الهدامة إن التعصب والتزمت ليس من تعاليم الإسلام.. فعلى كل من يحمل على عاتقه مسئولية الدعوة أن يتأدب بأدب الإسلام..
وأشار عوض إلى أن هذه الطوائف الطارئة ذات الطابع العقائدى والعمل الطائفى من الواضح أنها فى أغلبها أصبحت تفرق الأمة بكثرة شعاراتها المختلفة.
وضرب عوض مثالا لذلك فقال.. تلك الفرق الإسلامية والتيارات الفكرية التى سميت حديثا بالحركات الإسلامية وأنها تتبع هدى السلف الصالح.. ولما أصبحت فى قفص الاتهام بسبب اهتماماتها، فى أغلبها بأمور سياسية أكثر من أمور الدين، واحتقارها للفقهاء واستهزائها بالصلحاء أدخلت الأمة الإسلامية في دوامة لا أول لها ولا آخر حتى صار المسلمون تحت الأضواء فى جميع أنحاء العالم متهمين بالتطرف والإرهاب .. محاصرين فى كل مكان ومن هذه الجماعات جماعة الإخون المسلمين، وهى الطائفة الأم لجميع الطوائف الحديثة كلها وذلك لدقة التنظيم وعملها السرى. والطاعة العمياء.. حيث تعتبر نفسها الوريثة الشرعية للخلافة الإسلامية ..
وأضاف عوض, لكن الجماعة حتى اليوم.. يستبيحون الدماء ويهدمون البنيان ويعطلون المصالح وينشرون الإشاعات بين صفوف الناس بغية مصالح شخصية.. يتحدثون باسم الدين والدين من أفعالهم وأحوالهم براء.. لا يؤمنون بفكرة الوطن فالوطن عندهم حفنة من التراب بدليل قتلهم للجنود والنيل من الجيش وإهانة الشرطة وإحراقهم للمنشآت وقطعهم الطرق ودعواتهم المستمرة للتظاهر مرددين شعار الحكام عملاء خائنين ظالمين والأغنياء سارقين، وأيضا من هذه الجماعات التى تنتمى إلى تيار الإسلام السياسى الجماعة السلفية، وترتكز هذه الجماعة فى منهجيتها هذه على البعد السياسى بالدرجة الأولى، وهذه الفئة هى مثار جدل فى عالم اليوم بسبب مناهضتها للغربيين عموما بصفتهم أعداء خارجين ومعارضتها للحكام العرب باعتبارهم أعداء داخليين، وتعتقد شرعية محاربة العدوين الخارجى والداخلى بأن محاربتهم جهاد فى سبيل الله، فالجماعة السلفية كما تسمى نفسها قد انحصر خطابها فى معاداة الأولياء الصالحين والجرأة على سب المشايخ والفقهاء فى كل الأوقات واتهامهم فى عقائدهم ومعاملتهم بالتشدد والغلظة وتأليب الرأى العام ضدهم لتصنيفهم إياهم خارجين عن دائرة الإسلام، مما جعل القاصى والدانى ينعتهم بالتطرف ويصفهم بالإرهاب. فهم مشوهون لصورة الإسلام فى الخارج والداخل بأقوالهم وأفعالهم محتسبين أنهم وكلاء الله فى الأرض يدخلون الجنة من يشاءون ويعدون النار لمن خالفهم متناسين قول الله ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).
وأشار عوض إلى أن هؤلاء نتاج فكر معين وضيق فهم مما أدى إلى الغلو والتكفير والمبالغة والإسراف فى التعصب والتنطع الذى أبتليت به الأمة فى الآونة الأخيرة، مما يهدد أمن البلاد ويؤدى إلى الفرقة والتشاحن حيث استخدام الدين وتوظيفه لأغراض سياسية ومكاسب مالية ومناصب دنيوية .. وصدق الله إذ يقول ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون).
أما الشيخ أحمد البهى نقيب الدعاة بالإسكندرية فأكد أن الحرب على المنابر كانت قبل 30يونيو أما الآن فقامت وزارة الأوقاف بالسيطرة على الأمر وتراجع الخطاب السياسى كثيرا عن بداية مرحلة حكم الإخوان, فالإخوان الآن لا يتجمعون فى المساجد فهم يخشون مهاجمتهم, والإخوان كان نشاطهم داخل المساجد دائما الاعتماد على أصحاب الأصوات الجميلة فى قراءة القرآن ويقومون بتقديمه لإمامة الصلوات الجهرية لجذب أكبر عدد من المصلين, وحديثهم دائما فى السيرة وقصص التابعين والغزوات وقصص الأندلس وفتحها, أى أنهم يتناولون موضوعات مرتبطة بالجهاد, وليس لديهم اهتمام بالعقيدة ودائما ما يستعرضون صورة قصص شباب من الصحابة الذين كانوا يجاهدون مثل خالد بن الوليد والبراء بن مالك, كما يحاولون أن يخصصوا دروسا للمراحل العمرية المختلفة فهناك دروس للمرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية وكذلك تنظيم رحلات مجانية للمصايف أو بمقابل ضعيف جدا ودائما ما يقيمون حفلات داخل المساجد لتكريم الأوائل, كما أنهم ينظمون دورات فى كرة القدم ودائما ما تبدأ بعد صلاة الفجر يوم الجمعة وغالبا ما تكون هذه الدورات فى مدينة لايوجد فيها سوى ملعبين أو ثلاثة فقط, ليظهروا عددهم كثيرا.
وأضاف البهى أن الإخوان دائما خطابهم به تلميح سياسى وإسقاط على الواقع الموجود وهذا ما كان يتناوله وجدى غنيم فى شرائطه "سلسلة الغزوات"فى الثمانينيات والتسعينيات وبها إسقاط.
فى حين أن السلفيين لم يكن لديهم أى ميل سياسى, ففى عام 2000لم يكن هناك تواجد لمساجد السلفيين عكس مساجد الإخوان التى كانت تتواجد وكان أمن الدولة يحذر من اعتلاء الإخوانى للمنبر بعكس السلفى لا يمانعون فى صعوده للمنبر لأنهم يدركون أنه ليس له اتجاه سياسي.
وأضاف البهى أن السلفيين دائما ما يكون خطابهم به أسلوب جذب للشباب واستعراض وكل دورهم يستند إلى العقيدة فى المقام الأول والفقه ويركزون على شىء واحد فى خطابهم وهو مهاجمة عقيدة الأزهر "العقيدة الأشعرية " فهم فى حرب دائما مع الأزهر, كذلك يركزون فى خطابهم على المنابر على التوسل للقبور ومدى شركيته بالله وأن هذا الفعل يكفر من يعتقد فيه ويفعله، كما يركزون على المظاهر والأمور الشكلية فى الدين مثل النقاب واللحية .
فيما رفض فوزى الزفزاف وكيل الأزهر الأسبق مقولة حرب المساجد أو حتى حرب المنابر واعتبر أنها "حرب الادعاء الدينى"، مشيرا إلى وزارة الأوقاف تفعل ما فى وسعها لمقاومة هذا الفكر بقدر الإمكان, ولكن يقع الواجب الأكبر على عاتق المصلين المستمعين فلابد وأن يكون لديهم سلوك إيجابى فمن يصعد المنبر ويتحدث فى أحاديث قد تثير فتنة فى المجتمع طائفية أو ما ليس فى الدين يتم الإبلاغ عنه أو أى كلام خارج عن نطاق التعاليم الدينية فلابد وأن نكون إيجابيين مع الدولة.
من جانبه بدأ الدكتور رمضان عبد الرازق الواعظ بالأزهر الشريف
حديثه بقوله تعالى عز وجل"إنما المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا"، مؤكدا أن الآية الكريمة تقول إن المسجد لا يكون إلا للدعوة فقط والدعوة تكون إلى سبيل الله لا إلى جماعة أو طائفة أو فئة أو حتى إلى شخص محدد، ثانيا لم يثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو الصحابة أن أدخلوا المنبر فى حزبية أو دعوة شخصية ثالثا المنبر أعظم وأجل من استخدامه للدعوة لحزب بعينه أو نتاجر ببيت من بيوت الله فالدين لله ولانفتئت عليه, ولابد من عدم استغلال الدين للسلطة، أما ما يحدث من دعوات لأئمة من على المنبر فهى دعوات آثمة وقد يقوم الإمام بتحويل الأمر لفتنة تتعالى الأصوات ويؤدى هذا لاحتكاك ويظهر داخل المسجد المؤيدون والمعارضون وبدلا من أن يكون المنبر سبيل هداية يصبح طريقا للفتنة .
وأضاف عبد الرازق أنه ينبغى على الداعية تطوير الخطاب الدينى بما يتماشى مع أمور عديدة يشعر بآلام الناس ويقف ليجيب على أسئلتهم لا لإشعال الفتنة, وأشاد عبد الرازق بالخطبة الموحدة التى تقلل من الأخطاء وتحكم استغلال المنابر للأهداف السياسية.
انشقاقات الجيش .. توقف بدل الخبز.. تعثر تمويل القناة .. أهم شائعات الإخوان ضد الدولة
تظل الشائعة هي آفة المجتمع المصري سواء كانت تصدر من الحكومة كنوع من جس نبض المواطنين في أمر ما، وإن وجد رد فعل معارض يتم نفي الشائعة وإن مر مرور الكرام تصبح الشائعة حقيقة، أو من معارضيها بهدف خلق رأي عام مناهض لها.. وظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الشائعات الغريبة التي لا يعرف أحد السر وراء إطلاقها.. وسار علي نفس الدرب بعض الإعلاميين الجدد الذين ظهروا على الساحة ليطلقوا شائعات يرون أنها تهدف لمصلحة النظام والوطن..
أبرز تلك الشائعات كانت عن حدوث حالات انشقاق داخل الجيش، وهي الشائعة التي ظلت جماعة الإخوان ومناصروها يرددونها لفترة طويلة دون أن تجد أي قبول شعبي، حيث رفض الجميع أن يحدث مثل ذلك في مصر وأكدوا علي أهمية تماسك المؤسسة العسكرية لأنها الدرع الواقي وحصن الأمان، وانهيارها يعد انهيارا لكيان الوطن.
كذلك ظهرت شائعات ضد الحكومة عن تغيير المحافظين وإلغاء الدعم عن البنزين ورفع أسعار تذاكر المترو بنسبة 100%، وكذلك النقل الجماعي، وآخرها شائعة إلغاء البدل السلعي للمتبقي من رصيد الخبز علي البطاقات التموينية وهو ما استغله أصحاب المخابز وبدأ بعضهم بالتحايل علي المواطنين بالاتفاق علي أن يتم إعطاؤهم الخبز بالمجان "رغيف مقابل رغيف" ثم تم نفي الشائعة.
وظهرت أيضا شائعات سياسية علي علاقات مصر الخارجية عن وقف الدعم الخليجي إلى مصر نهائيا وسحب جميع الوعود التي انطلقت من الرياض وأبو ظبي والكويت بتقديم حزمة مساعدات عاجلة للاقتصاد المصري، والزعم بوجود خلافات سياسية وقعت بين القاهرة والعواصم الثلاث أدت إلى وقف الدعم، ولم يكتب لهذه الشائعة أن تصمد طويلا بسبب الإعلان عن مرحلة جديدة من الدعم الإماراتي للقاهرة، فضلا عن التنسيق السياسي على أعلى مستوى بين القيادتين المصرية والسعودية .
ومن أبرز الشائعات تلك التي زعمت أن الحكومة المصرية في ورطة بسبب عدم قدرتها على سداد الدفعة الأولى من فوائد شهادات تمويل قناة السويس الجديدة والتي تقدر ب12% ويتم دفع جزء منها كل ثلاثة شهور.
علي الجانب الآخر يقوم أنصار النظام بإطلاق بعض الشائعات التي تهدف إلي تحسين صورته من خلال التركيز علي بعض المواقف الإنسانية، يتم تناولها علي موقع التواصل الاجتماعي أبرزها نزول الرئيس لمساعدة سيدة تمر بالطريق.. حرب الشائعات هذه جعلتنا نحاول البحث عن تأثيراتها وردود أفعال المواطنين تجاهها.
محمد بسيونى: تدنى المستوى الإعلامى يساهم فى نشر الدعايات السوداء
يرى الكاتب الصحفى محمد بسيونى أستاذ الإعلام وحقوق الإنسان، أن الشائعات ظاهرة مكررة تظهر بشكل كبير فى زمن الحرب والأزمات من أجل إحداث حالات البلبلة داخل المجتمع، وتكوين رأي عام مناهض، معتبرا أن محاربتها تكون سهلة إذا ما توافرت الكفاءات الإعلامية المؤهلة لفضح الشائعة وعلاج آثارها.
وأضاف أن ما يجعل الشائعات تجد آذانا صاغية في مصر، هو تدني مستوى القائمين على الصحافة والإعلام، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى ترويج الشائعات والدعايات السوداء، ونشر الأخبار دون تدقيق من مصادرها رغبة في السبق الصحفى.
وأكد بسيوني أن أولى خطوات مقاومة الشائعات هى الانتباه الشديد لكل ما يثار حول مصر وشعبها ومشروعاتها الثورية القومية وجيشها البطل.. ثم سرعة الرد علىها بالحقائق عبر مصادر رسمية أو شعبية متخصصة فى مجال الشائعة ثم مطاردة من أطلقها وفضحه أمام الجمهور بالحقائق والأسانيد .. وكذلك تفعيل مبدأ الشفافية التي تعد هي الطريق لغلق الأبواب أمام من يطلقون الشائعات.
هالة منصور : اليأس والإحباط بيئة خصبة لانتشار الشائعات
أما الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها فأكدت أن الشائعات لا يمكن أن تكون في الصالح العام لأنها شيء وهمي الغرض منه اكتساب الناس واستمالتهم من طرف ضد طرف آخر، مشيرة إلى أن تكرار تلك الشائعات يؤدي إلي فقدان الثقة في أي فصيل يستخدمها خاصة بعد اكتشاف المواطن لحقيقتها ومعرفة أنها شيء وهمي لا أساس له من الحقيقة وهذا يؤدي إلي حالة من عدم الرضا داخل المجتمع.
وأضافت أن غياب الشفافية ونقص المعلومات خاصة في مراحل التغير داخل المجتمع تجعل هناك بيئة خصبة للشائعات، خاصة مع حالات اليأس أو التفاؤل أكثر من اللازم وهو ما يؤهل الجمهور نفسيا لتلقيها والتفاعل معها مما قد يؤدي في النهاية إلي الاقتناع بها، وهذا خطأ كبير يجب أن تتجنبه الدولة بأن يكون هناك معلومات كاملة وحقيقية أمام المواطن حتي يستطيع انتقاء ما يتعرض له من أخبار.
وشددت هالة على أن توظيف الشائعة لحدث معين لخدمة مجموعة لا يكون في الصالح العام.. لأنها تخلق رد فعل سيئ تجاه أشياء وهمية وتوجيه طاقة الناس نحوه، مشيرة إلي أنه من الممكن أن يكون مطلق الشائعة خائنا ومأجورا أو أن يستخدمها دون فهم أو قصد فهناك أناس تخطط لهؤلاء الذين يطلقون الشائعات وهم لا يعوون ما يقولون في أغلب الأحيان.. ولذلك فالتصدي للشائعات لا يكون إلا من خلال إعلام حر ونزيه يهتم بالصالح العام للبلاد ويعتمد علي مبدأ الشفافية مع تزويده بكافة المعلومات وعدم حجب المعلومات عن وسائل الإعلام حتي لا يلهثون وراء مطلقي الشائعات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.