أرض سيناء الحبيبة تضم في أحضانها البقعة المباركة التي كلم الله سيدنا موسي من فوق ساحتها. ومن نعم الله علي مصر أن هذه الأرض الطيبة مصدر خير ونماء ففي باطنها الكثير من الكنوز ولذلك مثار طمع الغزاه وكم عانت مصر من هذه المطامع منذ فجر التاريخ وعلي مدار الأيام تظل هذه المنطقة في أشد الحاجة للتنمية والتعمير وبذل أقصي الجهد لشغل المساحة الشاسعة بكثير من المشروعات التي تشكل البنية الأساسية مع الأخذ بيد ابنائها للمشاركة في التعمير والتنمية إذ لا سبيل لحماية أرض الفيروز سوي العمل الجاد واقامة البنية التحتية واتاحة الفرصة لاستيعاب أكبر عدد من السكان فذلك هو حائط الصد لوقف زحف الغزاة والطامعين في نهب ثرواتنا وشن الحروب التي عانينا من ويلاتها الكثير. ومن المبادرات التي تستهدف بعث الأمل وإحياء مشروعات التنمية ذلك الرافد الجديد المتمثل في تدفق مياه النيل عبر سحارة سرابيوم اسفل قناة السويس وقد شعرت بسعادة بالغة عندما شاهدت هذه المياه المعطرة بتراب نهر النيل وهي تهطل في ساحة تم اعدادها لهذا الغرض.. واستغلالها في زراعة نحو 70 ألف فدان تصل إلي 100 ألف فدان بعد فترة من العمل واستغلال هذه المياه في زراعة مختلف المحاصيل واقامة مجتمع تنموي في بقعة غالية من أرض وطننا العزيز. والسعي بكل همة لاقامة العديد من القري التي تضم الاعداد الكبيرة من السكان وتوفير جميع وسائل الحياة المعيشية التي تيسر استغلال طاقات المزارعين والشباب بصفة خاصة واتخاذ جميع التدابير والإجراءات التي تساهم في اقامة مجتمعات عمرانية وسكنية وضخ الاستثمارات التي تستهدف استخدام وسائل الري الحديثة وجميع المعدات التي تساعد ابناء هذه المجتمعات علي الاستيطان والاستمتاع بالعمل في جو من الاستقرار والرعاية الدائمة. ولا شك ان مشروع سحارة سرابيوم يضاف إلي المبادرات الأخري التي تقوم بها القوات المسلحة والأجهزة المختلفة للنهوض بهذه المنطقة وتأهيلها بالسكان وقد سبق أن خصصت الدولة نحو 10 مليارات جنيه لتعمير وتنمية أرض سيناء والبداية كانت في مشروع الرخام ذلك الكنز الذي يضاف إلي الكنوز الأخري التي تمتليء بها البقعة المباركة بالبترول وغيره من معادن التنمية ولا يغيب عن الخاطر تلك الشجرة التي أشارت إليها آيات القرآن الكريم "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" 20 المؤمنون وهذه الشجرة ذات النفع لبني الإنسان هي شجرة الزيتون والتي خص الله بها هذه الأرض المباركة لأنها تمتلك خاصية ونكهة تفيد كل من يتناولها. إنها نعم كثيرة قد تغافلنا عنها سنوات عديدة وقد حان الوقت للعمل الجاد بلا تقاعس أو تكاسل. ويجب أن نوفر في ذات الوقت كل الوسائل التي تكفل مساهمة ابناء سيناء في التنمية والتعمير فكما يقولون ابناء الأرض أولي بالاهتمام. حقيقة ان المنطقة الشمالية من أرض الفيروز في أشد الحاجة للأخذ بيد ابنائها ومساعدتهم في عمليات البناء والاستصلاح وتزويدهم بالتقاوي المنتقاه التي تناسب هذه المساحة من الأراضي وتوفير جميع المعدات الحديثة واتخاذ جميع الإجراءات لتوصيل مياه النيل لهذه المناطق بحيث نري بإذن الله الخضرة والزراعات تغطي هذا الجزء من أرض مصر. ولا يفوتنا أن نشير إلي أن الساحة الشمالية لا تزال مثار اطماع إسرائيل عدونا الأول وتستغل أذنابها في عمليات الإرهاب التي تستنزف الوقت والجهد والرجال الذين يسقطون شهداء تروي بدمائهم تلك الأرض. وإذا تأملنا تلك الانفاق التي تم بناء بعضها بجدر خرسانية لا تزال مصدر تهديد لرجالنا من القوات المسلحة والشرطة. انها مطامع تتطلب وقفة جادة وحازمة لاقتلاع جذور الإرهاب بهذه المنطقة.. ويبقي في النهاية الهدف الأساسي القائم علي التعمير وشغل كل المناطق بالكثافة السكانية التي تتحطم علي صخرتها هذه المطامع وذلك التهديد الذي استمر سنوات طويلة ولا بديل عن التعمير والتنمية واقامة المجتمعات التنموية.. ونسف المعوقات التي قد تعطل المسيرة.. دعونا نتطلع إلي هذه الجهود لعلنا نري صورا تشرح الصدر وتبعث الأمل.