* * منذ "42" عاما في الثانية من ظهر يوم السبت السادس من أكتوبر عام 1973م العاشر من رمضان 1394 هجرية انطلقت نداءات "الله أكبر" من حناجر الرجال الصائمين في شهر رمضان المبارك فكان لها مفعول السحر حتي يخيل لأي انسان أن اصواتهم ونداءاتهم تكاد تغطي علي اصوات الصواريخ والقنابل.. النداء الرباني كان له مفعول السحر في نفوس الشجعان فقد منحهم ذلك دفعة ايمانية معنوية هائلة وطاقة لا حدود لها.. لتنطلق نحو اهدافها بسيناء ونجحت الضربات الأولي في اصابة جميع الاهداف. "الله أكبر" كانت كلمة السر في انتصارات أكتوبر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات الذي قال حينئذ "إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس امام عملية السادس من أكتوبر وقمنا باسترداد أرضنا المحتلة وكان اثر الصيام كبيرا جدا ومهما للغاية في رفع معنويات الجنود الأوفياء بل زادتهم عزيمة واصرارا علي الفوز بالمعركة والثأر". لقد استطاعت القوات المسلحة المصرية بعد ساعة واحدة ان تعبر قناة السويس وتدمر خط بارليف بعملية اقتحام بالغة الكفاءة والجرأة وقد مهدت لها بغطاء من نيران المدفعية والدفاع الجوي والطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل.. وفي ساعات قليلة استعادت الجزء الأكبر من الضفة الشرقية لقناة السويس وسقطت في ايدي القوات المصرية جميع المواقع الحصينة ومنها "خط بارليف". لقد طارت انباء انتصارات القوات المسلحة المصرية فايقظت عواصم العالم اجمع واجمعت جميعها علي نجاح القوات المسلحة المصرية في اعظم عمل عسكري معاصر وهو عبور قناة السويس ذلك المانع المائي الصعب حتي ان قادة الجيش الامريكي قالوا عن عبور القوات المصرية لقناة السويس انه "علامة بارزة في الحرب الحديثة مما سوف يؤثر علي الاستراتيجية العسكرية.. وان الحرب في الشرق الأوسط قد بددت الكثير من الافكار العسكرية فلاول مرة في التاريخ الحديث تتمكن قوة عسكرية من انجاز عملية عبور ضخمة لقناة السويس". انتصارات أكتوبر المجيدة كانت بمثابة انتصار لكل الدول العربية وسطرت ملحمة وطنية رائعة اكدت بسالة الجندي المصري والقضاء علي الاسطورة الكاذبة للجيش الصهيوني انه لا يقهر لنثبت للعالم كله ان المصريين قادرون علي صنع المعجزات. بروح أكتوبر سوف نبني مصر الجديدة ونثبت للعالم كله اننا شعب يواصل بناء حضاراته امتدادا لحضارته الضاربة في صفحات التاريخ.. ان استلهام روح أكتوبر يمنحنا قوة الارادة والتحدي والصمود والبناء والتقدم والثقة بالنفس للغد الذي نحلم به جميعا رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهنا.. لذلك من اجل مستقبل افضل لشبابنا طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته امام الجمعية العامة بالأمم المتحدة مبادرة جديدة عنوانها "الأمل والعمل من اجل غاية جديدة".. بهدف مواجهة الإرهاب الأحمق بجميع صوره واشكاله.