رغم أنه تعليم.. إلا أنه لسبب أو لآخر أصبح مفتوحاً علي مصراعيه لكل شيء. وبات نافذة أو بابا كبيرا للحصول علي شهادة ربما لا يعلم صاحبها كيف حصل عليها.. هناك بالطبع قلة يبقي هدفها أن تتعلم.. لكن الغالبية العظمي تبحث عن أشياء أخري.. ترقية أو زيادة أو وجاهة.. باختصار باتت شهادة "التعليم المفتوح" بابا خلفيا لدي الكثيرين للدخول إلي عوالم كانت محظورة عليهم بالتعليم النظامي الجاد. وما بين مؤيد ورافض للتعليم المفتوح في مصر سواء علي مستوي خبراء التعليم أو النقابات المهنية يبقي التعليم المفتوح واقعاً وجزءاً من منظومة التعليم في مصر يستوعب الآلاف سنوياً "200 250 ألف طالب سنوياً" ممن لم تساعدهم ظروفهم في الالتحاق بالتعليم النظامي أو من يريدون استكمال تعليمهم الجامعي من حملة المؤهلات المتوسطة. ومنذ عام 1991 ومع بدء تطبيقه أصبح التعليم المفتوح الملاذ والهدف للكثير ممن يريدون استكمال تعليمهم خصوصاً بعد الغاء شرط مرور 5 سنوات من الحصول علي الثانوية العامة أو ما يعادلها في عام 2009 ومن هنا أصبح التعليم المفتوح كما يراه منتقدوه بابا خلفياً للدخول للجامعات وأصبح الطالب الذي لا يستطيع الحصول علي 95% من مجموع الدرجات لدخول كلية الإعلام يدخلها ب 55% عن طريق التعليم المفتوح. وفي حين ترفض بعض النقابات المهنية التحاق خريجي التعليم المفتوح بها كنقابة الأثريين أو اشتراط الحصول علي الثانوية العامة كنقابة المحامين هناك أيضاً نقابات لا تجد مشكلة في قيدهم مثل الزراعيين. وأشار البعض إلي أن نسبة التعليم الجامعي في مصر 30% من 18 21 سنة وهي نسبة ضعيفة جداً إذا ما قورنت بالدول المتقدمة ولو استبعدنا التعليم المفتوح تنخفض 19% وهي نسبة لا تليق بمصر. يقول الدكتور أحمد جلال السيد مدير التعليم المفتوح بجامعة عين شمس إن نظام التعليم المفتوح في مصر مطبق منذ 20 عاماً فهل أصبح فجأة كارثة؟ قال: الدولة ممثلة في المجلس الأعلي للجامعات هي من طبق ووضع هذا النظام. يضيف ان كانت هناك أخطاء أو خلل فلابد من البحث عن حلول لتطويره وليس لهدمه فهو نظام مطبق في جميع جامعات العالم. يقول الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس وعضو المجالس النقابية المتخصصة إن إجمالي من يدخلون الجامعة في المرحلة العمرية من 18 إلي 21 سنة 30% وهذه النسبة تضم التعليم المفتوح والجامعي الحكومي والانتساب والتعليم الخاص أي كل أنواع التعليم في مصر وإن استبعدنا التعليم المفتوح من هذه النسبة تنخفض إلي 19% وهذه نسبة ضعيفة جداً. يضيف أن التعليم المفتوح يزيد من النمو المهني للموظفين ويساعد علي عدم تحميل الدولة أعباء مالية لأن الطالب هو من يتحمل نفقات تعليمه وهذا النوع من التعليم متواجد في كل دول العالم المتقدمة. أكد استاذ بكلية الزراعة "رفض ذكر اسمه" أن خريج التعليم المفتوح لا يكون مؤهلا بشكل جيد فلا يدرس أي مواد عملية وكل دراسته نظرية مما يضعف بشكل كبير من المستوي العلمي له لأنه لم يحصل علي الدراسة العملية فكيف يتساوي بالخريج العادي فهو خريج بشهادة فقط دون تحصيل علمي يؤهله للعمل. ويشير استاذ اخر إلي أن الغالبية العظمي من طلاب التعليم المفتوح يريدون شهادة جامعية فقط من أجل الوجاهة الاجتماعية أو تسوية حالته الوظيفية..! أكد إبراهيم أبوكيلة عضو مجلس نقابة الصحفيين أنه لابد أن تكون هناك معايير وضوابط بالنسبة لقبول خريجي التعليم المفتوح للقيد بنقابة الصحفيين في الفترة القادمة وأن مجلس النقابة سيقوم بمناقشة الأمر فحملة الدبلومات الفنية غير مؤهلين للعمل في الصحافة والمسألة لا تتعدي الحصول علي مؤهل عال للحصول علي مزايا دون النظر للخبرات ونوعية الدراسة ولابد أن يكون سوق العمل مرتبطاً بالتعليم حتي نبعد عن هذه العشوائية! يضيف أبوكيلة أن نقابة الصحفيين حتي الآن تقوم بقيد خريجي التعليم المفتوح وتتيح لهم الحصول علي عضوية النقابة ولكن أري هذا اجحافاً بحق خريجي كليات الإعلام بالتعليم النظامي ولذلك لابد من مناقشة الأمر داخل النقابة في الفترة المقبلة للوقوف علي الشروط الأنسب لنا مثلما فعلت نقابة المحامين والتي تشترط الحصول علي الثانوية العامة وبناء علي هذه المناقشات تقف النقابة علي امكانية الاستمرار في قيدهم من عدمه. يري وكيل نقابة المحامين مجدي شحاتة أن التعليم المفتوح أصبح باباً خلفياً لدخول بعض النقابات حتي لو لم يكن مؤهلا لذلك فكيف يكون عضو نقابة الزراعيين وهو لم يدرس أي منهج عملي ونحن في نقابة المحامين لا نرفض خريجي كليات الحقوق من التعليم المفتوح ولكن لا نقبل من ليس لديه شهادة الثانوية العامة فبعض الحاصلين علي ليسانس حقوق يحملون شهادة الثانوية الزراعية أو الصناعية "دبلوم" فلماذا لا يدخل كلية بناءً علي تخصصه وكيف يكون محاميا وهو خريج دبلوم زراعة أو صناعة..!؟ يقول معتز السيد نقيب المرشدين السياحيين إن التعليم المفتوح ما هو إلا شراء للشهادة الجامعية وأضر ضرراً بليغاً بمنظومة التعليم بمصر والتي هي أصلا تعاني الكثير. يشير الدكتور سامي طه نقيب الاطباء البيطريين ونائب رئيس اتحاد المهن الطبية إلي أن التعليم بشكل عام متاح وحق للجميع ولكن نظام التعليم المفتوح لايصلح للكليات العملية علي الاطلاق لأنه يعتمد علي الدراسة النظرية فقط.