كل عام وانتم بخير.. بدأت الإجازة الصيفية.. وهي بلا شك تمثل تحدياً جديداً للمرأة وست البيت للاستمتاع بالإجازة سعيدة مع أولادها بين الترفية والاستفادة. والسؤال الذي يفرض نفسه.. كيف يتحقق هذا الهدف حيث أن البعض يفضل الاستفادة منها بالقراءة والمطالعة بهدف زيادة المعرفة والبعض الآخر يجد فيها فرصة للاتجاه لسوق العمل ليعين أسرته الفقيرة علي تدبير شئونها اليومية.. بينما فريق ثالث يفضل ان يستغلها في اللعب والمرح وزيارة الحدائق والمتنزهات ومشاهدة التليفزيون والجلوس أمام شاشة الكمبيوتر. يقول الدكتور رسمي عبدالملك استاذ الادارة والتخطيط التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية إن "ست البيت" أمامها تحد كبير خاصة ان هناك جيلا كاملا أصبح يفكر بطريقة مختلفة عما كان في الماضي مشيرا إلي انه آن الآوان ان يكون هناك تنسيقا كاملا بين الآباء في البيوت وبين إدارة المدارس بمعني انه يمكن من خلال مجالس الآباء ان تصبح المدرسة مركزاً للاشعاع أثناء الاجازة من خلال تقديم برامج وانشطة ثقافية ورياضية ليستفيد منها الأولاد.. وبهذه الأساليب تصبح المدرسة عامل جذب للأولاد وليس عامل طرد. متعة وفائدة يري الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس ان الإجازة الصيفية مهمة لكسر الروتين اليومي وتجديد الطاقة والحيوية والترويج عن النفس ولتكن الإجازة متعة وفائدة معاً. أكد قائلا ان الأم لها دور كبير في تنظيم وترتيب واجبات الأسرة فهي تقوم بدور المحفز والمشجع وان تدرك انه من الطبيعي ان يركن الابناء إلي الراحة وهي حق لهم بعد عام دراسي صعب ومن الخطأ ان نجبر ابناءنا علي الدراسة والقراءة لساعات طويلة فالعقل يحتاج للاسترخاء لكن لا يعني الحاجة للراحة عدم عمل أي شئ مفيد لعدة أشهر مثل اكتساب قدرات ومهارات جديدة من خلال الالتحاق بنادي لتعلم رياضة من الرياضات أو الذهاب للمكتبات للقراءة والاطلاع واكتساب المزيد من المعرفة في شتي المجالات. برنامج محدد تقول الدكتورة سهير سند استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية : انه لابد ان تشارك الأسرة كلها في وضع برنامج للاجازة الصيفية يعود بالنفع علي الاطفال ومؤكدة انها ليست مسئولية الام وحدها بل دور الأب أساسي وجوهري. أضافت ان هناك بعض الأسر وخاصة ميسورة الحال يغلب عليها الطابع النمطي في الاجازة من خلال منح الأولاد مفاتيح الشاليهات الخاصة بهم وهذا خطأ من الممكن ان يتسبب في مشاكل كثيرة تدفع ثمنها الأسرة كلها مؤكدة علي ضرورة ابعاد الأولاد عن أصدقاء السوء. تنصح د.سهير باشراك الأولاد في المعسكرات الصيفية حتي يكتسب الشاب القدرة علي الاستقلالية والاعتماد علي النفس بطريقة سليمة وبالتالي يستطيع ان يمارس حياته بشكل معتدل لا يخرج عن عادات وتقاليد المجتمع المصري. كما تنصح بالمشاركة في البرامج السياحية الداخلية التي تنظم تحت اسم "أعرف بلدك" حتي يتعرف الأولاد علي المعالم السياحية لبلادهم. وتحذر من ترك الأولاد لممارسة الأنشطة بالشارع.. بل لابد ان يكون في نادي أو في مركز شباب. تتفق معها في الرأي الدكتورة عزة كامل مديرة مركز وسائل الاتصال والملائمة من أجل التنمية مؤكدة انه من المهم ان تلتقي الأسرة كثيرا في فترة الصيف بحيث تكون هذه الفترة فرصة جيدة لترطيب العلاقة بين أفراد الأسرة وتجديدها مرة ثانية لأن تسعي لاستثمار العطلة الصيفية من خلال ترشيد افرادها استخدام التليفزيون والكمبيوتر حتي تكون هناك فرصة أكبر للالتقاء ومن ثم الهروب من تأثيرات هذه الأجهزة الضارة. نصحت الأم بالعمل علي توجيه ابنائها إلي القراءة والترويج النفسي في الخروج للمتنزهات وبخاصة النوادي والحدائق مؤكدة ان هذه الوسيلة مهمة جدا للمراهقين لأنها تساعدهم علي تفريغ الطاقة وبالتالي تربطهم بالمجتمع وتصحح بعض السلوكيات التي ربما يكتسبوها من هذا المجتمع بشكل خاطئ. تقول نجوي جمال الدين مدير مشروع المرأة بمحافظة الجيزة: ان غياب فكرة استثمار العطلة الصيفية وراء شعور البعض بالتعاسة وبالتالي يقلل اداؤهم الحقيقي عند العمل. أشارت إلي أهمية توفير مكتبة في كل منزل تمكن أفرادها من استخدام العطلة الصيفية في القراءة وتوفير فرصة الحصول علي دورات في اللغة أو شهادات في التعامل مع الكمبيوتر وبخاصة البرامج المفيدة. مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات فماذا قالوا؟! تقول ليلي عبدالرحمن ربة منزل : انها تشعر بالقلق وعدم الارتياح عند قدوم الاجازة الصيفية بالمدارس.. وذلك لأن أولادها الثلاثة الصغار يسببون لها تعباً شديدا لأنهم في مراحل التعليم الابتدائي.. وانهم يتشاجرون في أغلب الأوقات مما يضطرني للسماح لهم باللعب في الشارع مع أولاد الجيران!! تضيف ناهد زهير موظفة بمحافظة القاهرة ان لديها ابنتان في مراحل التعليم المختلفة الاولي بالصف الرابع الابتدائي والثانية بالصف السادس الابتدائي ولكنهما تشعران بالملل في العطلة الصيفية لعدم ممارسة أي مهارة من المهارات ولكن الوسيلة الوحيدة هي مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الكمبيوتر لمجرد اللعب فقط. تضيف سامية عبدالجواد مدرسة بإحدي المدارس الخاصة : ان لديها ولد بالصف الثالث الاعدادي له اصدقاء كثيرين يترددون علي المنزل لاصطحابه إلي النادي وهو المتنفس الوحيد لممارسة رياضة التنس.. ولكنني امنحة حرية كاملة.. واستقلالية للاعتماد علي نفسه ووالده يشجعه علي ذلك فهو يبذل كل ما في وسعه لكي يتفوق في دراسته ويصبح مهندسا مثل والده وانه يمارس الدخول علي المواقع العلمية ويقدم ابحاث علمية إلي المدرسة من خلال المسابقات العلمية التي تجريها كل عام.. وآخر اختراع توصل إليه من خلال بحث علمي هو "جهاز إنذار" في حجم كورة صغيرة يتصل بباب الشقة لكشف اللصوص فهو يستخدم الانترنت في البرامج المفيدة ونحن علي تواصل معه ولن نتركه بمفردة.