بالصدفة وعبر الانترنت قرأت ردك علي احدي المشكلات فأقنعتني كلماتك وقررت أن أكتب إليك حكايتي لعلك لا تبخل عليَّ بالرد وتساعدني في أزمتي الصعبة حتي أستطيع الوصول إلي قرار أخير.. وحاسم. أنا سيدة مغربية عمري 22 سنة تزوجت منذ 4 سنوات زواجا عائليا تقليديا من أحد أقاربي الذي يسبقني في العمر ب7 سنوات ورزقني الله بطفل عمره الآن عامين.. وبكل صراحة أقول انني حاولت أن أحب زوجي فلم أستطع. وافقت علي الزواج وكنت صغيرة وشعرت وقتها انني لا أميل إلي هذا الشاب "قريبي" لكن أقنعني من حولي أن الحب سيأتي بعد الزواج. ومع العِشرة ووجود الأطفال ستتغير الأحوال إلي الأفضل لكن مع الأسف لم يتغير شيء. حاولت طرد الأفكار السلبية من رأسي بلا فائدة.. فلم أحبه ولو ليوم واحد.. لا وجود لحياة مشتركة بيننا. لا طعم لأي شيء.. الفرحة الحقيقية التي تخرج من القلب لم أشعر بها معه أبداً وزوجي يعلم ما أمر به. لكنه لا يهتم ولا يحاول إرضائي أو التقرّب منّي كأي زوجين. وسط هذه الأجواء المظلمة ظهر في حياتي شاب عمره 24 سنة هو جارى لي.. بدأ ينظر إليَّ ويبتسم ثم يفتعل أي حدث ليتكلم معي.. وبدون أي مقاومة منّي أحببته وحتي لا تظن بي -أو به- سوءا حب شريف نظيف بلا أي تنازلات أو تلميحات أو إيحاءات- فقط نسيت معه همومي وشعرت أنني امرأة من جديد. هو شاب مهذب جداً ومحترم. أحبني من قلبه وأحببته بكل كياني. ولو حاولت وصف حبنا ما انتهيت ولن تسعني المساحة ولن تساعدني الكلمات.. قصتنا مستمرة منذ 9 شهور تقريباً. تغيرت فيها حياتي وكأنه حب العمر كله وهو يتمني يوم طلاقي لنختم حبنا بزواج سعيد. أما أنا فخائفة.. أهلي سيرفضون هذا الطلاق.. ولا أعرف موقف أهل الشاب الذي أحبه إذا تم طلاقي وسعي للزواج منّي ووقتها سأكون مطلقة ومعي ابني وأكيد لن يرحبوا بي.. أما زوجي فسيوافق علي الطلاق بسهولة فهو لم يحبني ولن يفعل. رأسي يدور بي من الأفكار وأعيش حالة من الفكر المتواصل ولا أستطيع أن أرسي علي بر "كما تقولون بالمصري".. هذه حكايتي كاملة وقد تعذرني وتلتمس لي عذراً وقد لا تفعل لكن علي كل حال أتمني أن تجد لي حلاً. م . ح . المغرب في البداية أرحب بك وبكل أبناء وبنات دولة المغرب العزيزة علي قلوبنا جميعاً وبالتأكيد لن أبخل عليك بالرد بل وأتمني من قلبي أن تساعدك كلماتي وأكون سبباً في عودة الاستقرار إلي حياتك بإذن الله. أما مشكلتك فهي فعلاً معقدة وإن كنتِ تتحملين الجانب الأكبر من المسئولية عن الحالة الشاذة التي وصلت إليها.. وهي مشكلة لا ينفع التعامل معها كقطعة واحدة إنما لابد أن يتم تقسيمها إلي أجزاء أو بمعني أدق نفصل أحداثها ونتعامل مع كل موقف علي حِدَة. أما عن علاقتك مع زوجك فهي علاقة غريبة فعلاً وكأن ما بينكما زواج صوري أو وهمي لم يقم كل طرف بدوره. لم تتقربا بالقدر الكافي والحب حتي لو بين الأزواج شجرة صغيرة تحتاج إلي رعاية وعناية لتنمو وتكبر.. أما الإهمال فسيؤدي بها إلي الجفاف وأحياناً الوفاة! لكن علي كل حال هذا الزواج غير السعيد لا يبرر أبداً ما تفعلينه بكل استهتار وعدم تحمل للمسئولية» فتنسين أنك زوجة وأم وتبدأين قصة حب وكأنك فتاة مراهقة تبحث عن نفسها.. ألا تستحين سيدتي الصغيرة؟ إن كرهك لزوجك قد يعطيك الحق في محاولة الانفصال عنه. وهذا أمر مشروع رغم ما به من أضرار.. لكنه أبداً لا يعطيكي أي حق في الخيانة والتعلق بشاب. الله وحده أعلم بأهدافه ونواياه مهما كان خلوقاً. الجزء الأهم أيضاً هو ابنك الصغير الذي يستحق منك التضحية بكل شيء من أجل سعادته واستقراره ومستقبله. وأكيد ان هذا لن يتحقق إلا ببقائه وسط أسرة مستقرة وسط والديه ينمو علي حبهما ويتنفس من دفء ارتباطه بهما. أفلا يستحق منك ولو شرف المحاولة الأخيرة؟ عموماً وعلي كل الأحوال ان اللحظات الحرجة من حياتك التي تعيشينها الآن تحتاج منك إلي وقفة مع النفس ومراجعة أفعالك وتصرفاتك منذ تزوجت إلي الآن.. وبداية الحل أن تقطعي صلتك بهذا الشاب تماماً. علي الأقل حتي تصلي إلي قرار نهائي بخصوص استمرار زواجك من عدمه.. فإذا استطعت وقف العلاقة وهو أمر ليس اختياريا في رأيي.. وقتها يمكنك محاولة إعادة علاقتك بزوجك إلي مستوي طيب يمكنكما من مواصلة مشوار الحياة.. ورعاية ابنكما.. أما لو لم تستطيعي بعد محاولة جادة ونية صادقة فيمكنك وقتها أن تبحثي عن راحتك وهدوئك إذا ما وصلت إلي هذه المرحلة -وهذا ما لا أرجوه لك- وقتها سنري إن كان هذا الشاب -الذي يدعي أنه يحبك- علي قدر المسئولية أم لا. ويستطيع مواجهة أهله برغبته في الزواج منك أم لا. والأهم يكون قادراً علي إقناعهم أولا.. أما أهلك فبكل تأكيد لن يقفوا في وجه سعادتك وهي همهم الأكبر.. وفي النهاية أكرر ترحيبي بك وأتمني أن يتم التواصل بينك وبين جريدتنا وأسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير.