* يسأل علي حسن عثمان صاحب مصنع ملابس بمدينة 6 أكتوبر: ما حكم التقليد لمذهب فقهي معين؟ ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: ذهب جمهور الأصوليين إلي أن العامي. وهو الذي ليس له أهلية الاجتهاد في الأحكام الشرعية. وإن كان محصلا لبعض العلوم عليه اتباع قول المجتهد والأخذ بفتواه استناداً إلي قول الله تبارك تعالي "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" سورة الأنبياء. والآية القرآنية الكريمة عامة لكل المخاطبين الذين لا تتوافر لهم وسائل العلم الشرعي بالأحكام الفقهية. ولأن العامة في زمن سادتنا الصحابة والتابعين رضي الله عنهم كانوا يستفتون المجتهدين منهم ويتبعونهم فيما وضحوه لهم من الأحكام وكان المجتهدون يبادرون إلي افتائهم الكشف لهم عما جهلوا ولم ينكروا عليهم استفتاءاتهم فكان ذلك اجماعاً علي مشروعية التقليد في الفروع غير أن العامي في الاستفتاء مقيد باستفتاء من عرف بالعلم والعدالة وأهلية النظر فيما يستفتي فيه احتياطاً في أمر الدين. وذهب جمهور العلماء إلي أنه لا يجب علي العامي التمذهب بمذهب معين والتزام كل فتاوي مجتهدي مذهب معين بحيث لا يخرج عنه. بل له أن يأخذ برأي مجتهد. وبقول مجتهد غيره. لأن التزام مذهب معين في كل المسائل غير ملزم. لأن الشارع الحكيم لم يوجب علي أحد من الناس أن يتمذهب بمذهب معين فيلتزمه ويدع غيره. ولا بأس للعامي أن يأخذ بالأخف والأيسر له من فتاوي آئمة العلم. وليس عليه التفاضل بينهم. وليعلم ما قاله آئمة العلم كالامام ابن تيمية رحمه الله تعالي "لم يتعمد أحد من أهل العلم الخطأ في الدين. فكل مصيب ومأجور" انظر كتابه "رفع الملام عن الآئمة الأعلام". نخلص مما تقدم أن التقليد مشروع علي غير المجتهد لضرورة العمل. وأنه لا يجب علي المقلد التزام مذهب أو مجتهد معين. ويجوز له العمل بما يخالف ما عمله علي مذهبه مقلداً غير امامه. وأن مذهب العامي فتوي مفتيه المعروف بالعدالة من حسن السيرة والسمعة. والعلم من الضبط والاتقان. وأن التلقين بمعني العمل في كل حادثة أو نازلة بمذهب أو مجتهد جائز. مع الوضع في الاعتبار إحسان الظن بالمجتهدين وعدم تخطئتهم وعدم التعصب لمذهب أو مجتهد. قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ليس منا من دعا إلي عصبية" "دعوا العصبية فإنها فتنة". رزقنا الله عز وجل نور العلم وبصيرة الفهم. * يسأل وليد موسي عبدالحميد صاحب مقهي: لماذا حرص الإسلام علي ذكر التيامن في آيات كثيرة وجعل في اليمين بركة وخيراً.. وهل الشمال كله ظلم وبطش؟! ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: اتفقت معاجم اللغة علي أن المعني اللغوي لكلمة اليمين ومشتقاتها يشمل أموراً عديدة طيبة كالبركة والقوة والشدة وان كلمتي الشمال واليسار مترادفتان لمعني واحد علي نقيض اليمين وهما وإن جاء بمعان أخري مختلفة إلا أن المعني الغالب عليهما هو هذا المعني وهو الذي يتبادر إلي الذهن أولا والعرب تقول فلان عندي باليمين أي بمنزلة حسنة وإذا خست منزلته قالوا أنت عندي بالشمال. ووردت عدة آيات من القرآن الكريم تضمنت الكلام عن اليمين ورغم اختلاف الموضوع في كل منها إلا أن المفسرين وجدوا أن هناك معني مشتركاً يجمع بين بعضها ألا وهو القوة والقدرة ففي قوله تعالي: "تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين" قال ابن كثير في تفسيره قوله "لأخذنا منه باليمين" معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش وقال القرطبي لو تكلف وأتي يقول من قبل نفسه لأخذنا منه باليمين أي بالقوة والقدرة أي لأخذناه بالقوة وعبر عن القوة والقدرة باليمين لأن قوة كل شيء في ميامنه ورأي بعض المفسرين عند تفسير بعض الآيات التي سبق أن أشرنا إليها إلي أن معني كلمة اليمين هو الحق والعدل فالعدل لليمين والجور للشمال والطاعة عن اليمين وذلك قال تعالي: "أنكم كنتم تأتوننا عن اليمين" أي من قبل الطاعة.