قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية, إن نتائج الانتخابات التركية, التي فاز بها حزب العدالة والتنمية الحاكم, ستسرع من الإصلاحات السياسية, التي يرغب بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, خاصة ما يتعلق بتعديل الدستور. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها في 4 نوفمبر أن أردوغان فضل إعادة الانتخابات البرلمانية, على تشكيل ائتلاف حكومي، كان من شأنه تقييد صلاحياته الرئاسية. وتابعت الصحيفة "الآن, يستطيع أردوغان الجلوس بهدوء في قصره في العاصمة التركية أنقرة، وهو مطمئن إلى أن الحكومة الجديدة ستقوم بتنفيذ الإصلاحات التي يدعو إليها، تمهيدا لتحويل تركيا إلى نظام رئاسي". وكان أردوغان دعا العالم إلى احترام نتيجة الانتخابات البرلمانية, التي أجريت في بلاده في مطلع نوفمبر, والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بنحو نصف الأصوات. وقال أردوغان للصحفيين الاثنين 2 نوفمبر -بعد أن أدى صلاة الفجر بمسجد في إسطنبول- إن الأتراك صوتوا لصالح الاستقرار بعد إخفاق محادثات تشكيل ائتلاف عقب الانتخابات التي أجريت في يونيو الماضي. وكان أردوغان قال في مطلع نوفمبر, في بيان مكتوب في أول تعليق على نتائج الانتخابات, إن الناخبين الأتراك صوتوا لصالح وحدة وسيادة تركيا، معتبرا أن أهم رسالة لنتيجة الانتخابات هي تلك الموجهة لحزب العمال الكردستاني، وأن "الشعب التركي قد رد بجواب صارم على هذه المنظمة التي حاولت نشر الإرهاب في تركيا". وبعد نشر النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات، فقد أصبح في حكم المؤكد أن يتمكن حزب العدالة والتنمية، برئاسة أحمد داود أوغلو من تشكيل الحكومة منفردا، حيث حاز الحزب على 49.58% من الأصوات نحو (23.3 مليون صوت)، مما يعني حصوله على 316 مقعدا في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا. وحصل حزب "الشعب الجمهوري" برئاسة كمال قليجدار أوغلو على نسبة 25.38% من الأصوات (134 مقعدا)، بينما حصل حزب "الحركة القومية" برئاسة دولت بهتشلي على نسبة 11.93% من الأصوات (41 مقعدا)، أما حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين دميرطاش، فقد حصل على 10.70% من الأصوات (59 مقعدا). وحصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات، وتجاوزت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 87% من أصل أكثر من 54 مليون مواطن يحق لهم التصويت. وحسب "الجزيرة", كان حزب الحركة القومية أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات، بعد أن خسر نصف مقاعده في البرلمان مقارنة بالانتخابات السابقة التي حصل فيها على ثمانين مقعدا. وأعلن داود أوغلو أن نتائج الانتخابات البرلمانية ستؤهل حزبه لحكم البلاد منفردا، قائلا "من الغد سنقود تركيا وحدنا"، مشيدا بوعي الشعب التركي، ومتعهدا باحتضان الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم. وتمت الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة بعدما أخفق حزب العدالة والتنمية في انتخابات يونيو الماضي في الحصول على مقاعد كافية لتشكيل حكومة بمفرده، وذلك لأول مرة منذ عام 2002، كما لم ينجح في تشكيل حكومة ائتلافية مع أي من الأحزاب الأخرى.