حذر سياسيون وإسلاميون من أن مصر تتعرض لمؤامرة شديدة لتكريس مشروع الفوضى الخلاقة، التي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس قبل سنوات، واعتبروا أن اتهامات اللواء حسن الرويني رئيس المنطقة المركزية العسكرية، عضو المجلس لأعلى للقوات المسللحة حول تورط حركة 6 أبريل في تنفيذ مخطط يضر بأمن مصر ويعيد تكرار إسقاط النظام الحالي، على غرار ما حدث في صربيا إبان عهد ميلوسوفيتش، باعتبار أن التمهيد لهذا السيناريو يقتضي القضاء على مؤسسات الدولة القوية، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية لتسهيل عميلة السيطرة على مصر وإخضاعها في إطار مخطط تفتيت المنطقة وتقسيم بلدانها لدويلات. وانتقد الدكتور عبد الله الأشعل، المرشح المحتمل لمنصب رئيس الجمهورية، ائتلافات الثورة التي قال إنها تتحرك بشكل غير رشيد، سيسهم في افتقادها التأييد الشعبي، بل ويروج لسيناريوهات عن تلقى هذه الجهات تمويلاً خارجيًا لتنفيذ سيناريو نشر الفوضى في مصر. وقال ل "المصريون"، إن هذه القوى مطالبة بالتروي وعدم الدخول في مواجهة مع القوات المسلحة، محذرًا من خطورة حدوث مصادمات على الأمن القومي لمصر، لأن هذا الأمر لا يصب في صالح الاستقرار والأمن، بل ويفتح الباب أمام إمكانية اندلاع مواجهة بين الشعب والجيش يدفع ثمنها الوطن من أمنه واستقراره ويعرض سيادته للخطر. وتساءل الأشعل: من المستفيد وصاحب المصلحة حاليًا في الصدام مع الجيش، بينما يترقب المصريون الحكومة المشكلة حديثًا في تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها، وهو ما يتطلب ضرورة إعطائها الفرصة والحكم على مدى تنفيذها مطالب الثوار من عدمه. واقترح تدخل "لجنة حكماء" لمنع تكرار أحداث الفوضى التي تسبب وراءها جهات مشبوهة حتى لا نفاجئ بضياع وطننا وضياع ثمار ثورة الشعب التي كانت من أفضل الثورات التي تمر بها المنطقة، الأمر الذي أغضب قوى معادية استغلت حماس الثوار لإشعال موجة من الاضطرابات في مصر، على حد قوله. من ناحيته، وصف عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" ذهاب بعض الشباب إلى العباسية بأنه كان تحركًا خاطئًا مائة في المائة، لأنه يضرب أمن واستقرار مصر في مقتل ويؤشر لفتنة بين الثوار والجيش أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بينما يؤكد أن التوترات التي شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة لم تكن تتطلب هذا التطرف من ممثلي ائتلافات الثورة. وأوضح أن شباب الثوار تورطوا في خطأ لا يغتفر حين سمحوا لبعض ما وصفهم ب "أصحاب الأجندات الخارجية" باستغلال هذه الأحداث لجر مصر لنفق مظلم، وهو ما ينبغي على القوات المسلحة التعامل مع الأمر بأكبر قدر من ضبط النفس، وتفويت الفرصة على من يرغبون في جر مصر للفتنة. وأكد أن ما يحدث حاليًا أصبح غير مقبول جملة وتفصيلاً، مطالبًا الجميع بالتحلي بضبط النفس وإدراك ما يتعرض له وطننا من مؤامرات من جانب قوى يسرها بشدة الوقيعة بين الشعب والجيش ليسهل لها التدخل لتنفيذ مخططاتها الخبيثة ضد مصر. بدوره، اعتبر أكد المهندس عاصم عبد الماجد المتحدث الرسمي باسم "الجماعة الإسلامية" أن الأحداث الأخيرة أثبتت عمل عدد كبير من ائتلافات الثورة مع الخارج، مدللاً ببيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتهم فيه ولأول مرة عن شباب "6 أبريل" بالضلوع في مؤامرة للإضرار باستقرار البلاد. إذ اعتبر أن أحد أهم ثمار التدريبات التي تلقتها هذه القوى المشبوهة في صربيا كان تفكيك مؤسسات الدولة الوطنية وهو ما يقدم عليه "شباب 6 أبريل" حاليا غير عابئين بمصلحة البلاد وأمنها القومي، لافتًا إلى أن هذه القوى تتحرك وفق مخطط مشبوه لإشعال فتنة بين الجيش والشعب واستغلال هذه الفتنة للسيطرة على مرافق الدولة الحيوية. وتابع عبد الماجد: هؤلاء ثبت عملهم للخارج إلا ولما كان الجيش سيقدم على وصفهم بالفئات الحاقدة والمتربصة بمصر، فهذه القوى هي التي حاولت إغلاق مجمع التحرير وتهديد الملاحة في قناة السويس وإغلاق نفق أحمد حمدي ومترو الأنفاق، وهذا ما يؤكد ضلوعها في مؤامرة ضد الوطن. ودعا الشعب المصري للتيقظ ل "المخطط الخبيث" الذي يقوده "شباب 6 أبريل"، رابطًا بين الأحداث الأخيرة وإدراك أن هذه القوى والمؤيدة من التيار العلماني أنها لن تلعب دورًا مهمًا في المستقبل ومن ثم تريد إشعال البلاد وإدخالها لنفق مظلم. وحذر من خطر الاستجابة لمطالبهم للوقيعة بين الجيش والشعب، معربا عن توقعه بأن الجمعة القادمة ستشهد استجابة الشعب لقواه الحية والتكاتف مع القوات المسلحة للعبور بمصر لبر الأمان. من جهته أكد الدكتور يسري سلامة المتحدث الإعلامي باسم حزب "النور" أن هناك فئات مأجورة تسعى للوقيعة بين الجيش والشعب، مشددا على أهمية فضح هذه القوى ووضعها في حجمها الصحيح، دون أن يستبعد وجود مخططات أجنبية لإشعال نار الفتنة في مصر بواسطة "عملاء الداخل" الذين أظهرت الأيام الأخيرة أنهم لا يضعون مصلحة البلاد نصب أعينهم. وأشار إلى أن هناك "فئات مأجورة" هدفها انهيار مؤسسات الدولة فهم سعوا طويلا لفرض إرادتهم على الجيش فلما لم ينجحوا في إجباره على الاستجابة على مطالبهم سعوا للصدام معه كجزء من مخطط لتحطيم هيبة الدولة والقضاء على هيمنتها.