حالت الإجراءات الأمنية المشددة في مصر دون وصول المشاركين في مسيرة "يوم الزحف" التي كانت مقررة أمس بالقرب من الحدود المصرية مع قطاع غزة، تزامنا مع إحياء الذكرى الثالثة والستين ليوم النكبة، لكنها لم تمنع المئات من المواطنين المصريية من التجمع أمام مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلى وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وطالب المتظاهرون - الذين تجمعوا الأحد أمام مبنى السفارة بمناسبة الذكرى ال 63 لنكبة فلسطين - بفتح معبر رفح الحدودى بشكل دائم بين مصر وقطاع غزة، وإقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين ؛ لرفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينين. وطالب المتظاهرون الذين احتشدوا على كوبري جامعة القاهرة، بإنزال العلم الإسرائيلي من أعلى العمارة التي يتواجد فيها مقر السفارة داعين إلى إغلاقها، وقد تجاوب معهم سكان في المبنى رفعوا الأعلام المصرية والفلسطينية في شرفات مساكنهم. وردد المتظاهرون هتافات تقول: "أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير" و"غزة غزة أرض العزة" و"الله الله الله احنا أولادك يا رام الله" و"تسقط تسقط اسرائيل". وهتفوا للمطالبة بطرد للسفير الاسرائيلي، قائلين: "ارحل يعني امشي يا اللي ما بتفهمشي". وكثفت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة من تواجدها بالمنطقة المحيطة بالسفارة؛ حيث نشرت عشرات الجنود بمنطقة حرم السفارة، ورابطت آليتان عسكريتان للقوات المسلحة أمام باب المبنى الذي أغلق بسلاسل حديدية، تحسبا لوقوع أى اشتباكات أو محاولة اقتحام من قبل المتظاهرين لمنطقة حرم السفارة. وغلبت الأعلام الفلسطينية على المظاهرة التي رفعت فيها أعلام مصرية أيضا، وطاف عشرات المتظاهرين بعلم فلسطيني طويل داعين المارة الى المشاركة في المظاهرة التي جاءت بمناسبة الذكرى الثالثة والستين ليوم النكبة الذي يوافق إعلان دولة إسرائيل، عقب ارتكاب العصابات الصهيونية عشرات المجازر التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وما تسبب فيه ذلك من هجرة أكثر من 400 ألف آخرين من وطنهم. وانطلقت مظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وهضبة الجولان السورية المحتلة يوم الأحد في ذكرى النكبة استشهد فيها 14 على الأقل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي وأصيب عدد كبير. وكان مقررًا أن تنطلق مسيرة مصرية إلى الحدود المصرية مع قطاع غزة لكن السلطات المصرية فرضت أمس ولليوم الثاني على التوالي حظرا على دخول شبه جزيرة سيناء لغير المقيمين فيها، لمنع النشطاء من المشاركة في "مسيرة الزحف". ومنعت قوات الأمن التي انتشرت في عدة مواقع بشبه جزيرة سيناء بدءا من كوبري السلام فوق قناة السويس دخول الباصات والسيارات التي تحمل الشباب القادم للمشاركة في "يوم الزحف"، مع تضيق الخناق على جميع الراغبين في الدخول إلى سيناء. وقامت أجهزة الأمن بنشر مجموعة من الكمائن الثابتة والمتحركة على طول امتداد الطريق الدولي، بداء من كوبري السلام وحتى مدينة العريش، وذلك لضبط أي مجموعات تقوم بالالتفاف عبر الطرق غير الممهدة. مع ذلك، قام الآلاف من الشباب المشارك في "يوم الزحف" وبالتضامن مع أهالي سيناءوالفلسطينيين المقيمين فيها بالتظاهر في ميدان الحرية في قلب مدينة العريش، عقب صلاة الظهر من المسجد الرفاعي. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والمصرية مرددين هتافات تطالب بالموت لإسرائيل وتحرير الأقصى وفلسطين، وقاموا بالتوجه إلى مدينة رفح ومنها إلى معبر رفح، لكن السلطات المصرية وبالتعاون بين الشرطة والجيش منعت المتظاهرين من الخروج من كردون مدينة العريش. وتم توقيف المتظاهرين عند كمين منطقة الريسة على طريق العريش رفح الدولي وقام الأمن بمنع واحتجاز الصحفيين والمراسلين مع مصادرة الكاميرات الخاصة بالصحفيين، وقد قام أكثر من مائتي متظاهر من الذين استطاعوا الالتفاف والوصول إلى معبر رفح من التظاهر أمام معبر رفح البري. وطالب المتظاهرون السلطات المصرية بفتح معبر رفح أمام الراغبين في الدخول إلى غزة، لكن الأمن المصري منع النشطاء والمشاركين في مسيرة "يوم الزحف" من الوصول إلى الجانب الفلسطيني.