رحبت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر بانتفاضة الشعب التونسى وأكدت إعجابها وتقديرها بثورته ضد الظلم والاستبداد، في أعقاب تخلي الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة وفراره إلى السعودية. وهنأت الجماعة في بيان أصدرته أمس شعب تونس على انتصاره في الجولة الأولى في صراعه من أجل الحرية والكرامة، ودعت كل قوى الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانبه وتأييده للحصول على حقه كاملا. وأثنت بشدة على الشعب التونسى الذي أثبت أنه قادر على صنع التاريخ بصموده وإصراره على مطلبه الخاص بخروج الرئيس بن علي الذى هرب من البلاد ولم يحمه أعوانه بالداخل أو أصدقاؤه بالخارج. وقال "الإخوان" في بيانهم "يبقى على كل النظم العربية والعالمية أجمع أن يستمعوا إلى صوت الشعوب التى تطالب بالحريات والديمقراطية التى تكفل الاستقرار والأمن والتنمية والعدالة للجميع، فى ظل المنهج الإسلامى الوسطى المعتدل". وتوجه البيان إلى الحكام العرب والمسلمين داعيا أياهم إلى أن يستمعوا إلى صوت العقلاء من شعوبهم وألا يستجيبوا للمنافقين الذين يزينون لهم سوء أعمالهم، وألا يشاركوهم فى العدوان على الشعوب، وأن يتعاملوا بلغة الحوار بدلا من لغة العصا الأمنية الغليظة والتى لا تؤدى إلا إلى الفوضى. وشدد "الإخوان" على ضرورة أن تستوعب كل القوى العالمية الرسالة الصادرة من تونس والتي تؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية قادرة على تحقيق مطالبها في الحريات وإن طال مدى الاستبداد والظلم، وأن عليهم أن يتوقفوا عن التدخل في شئون المنطقة وألا يدعموا الطغاة والمستبدين من الحكام، وألا يفرضوا عليها نظما علمانية تتعارض مع إيمانها وقيمها الحضارية. من جانبه، أعرب القيادي الإخواني حسين إبراهيم عن اعتقاده بان النموذج التونسي قابل للتكرار بالبلدان العربية وعلى رأسها مصر، لأن الشعب المصرى ليس أقل من أشقائه في تونس، خاصة وأن الوضع في مصر أسوأ مما في تونس من فساد للحزب الحاكم ونهب لثروات الشعب المصري وممارسات احتكارية للسلع الهامة والإستراتيجية. وقال رئيس المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية, إن "الطغاة والمستبدين من أمثال بن علي ترتعد فرائصهم الآن وميتيتن فى جلدهم"، واعتبر أن "من يراهنون على القبضة الحديدية للأمن وقمعها للشعوب واهمون، وأن على الجميع أن يأخذ العبرة والعظة مما حدث في بلاد القيروان". وقال القيادي الإخواني الدكتور محمد البلتاجي إن "الإخوان يحذرون دائما من أن الاستبداد والفساد يهدد بانفجار غضب الشعوب" موضحا أنه على الرغم من "القبضة الحديدية لجهاز الأمن فى تونس إلا أنه فشل في حماية عرش الطغاة والمستبدين". وطالب بأخذ العبرة مما حصل في هذا البلد العربي الذي أطاح بحاكمه الذي يسيطر على البلاد بقبضة حديدية منذ 23 عاما، داعيا من أسماهم بالعقلاء في النظام الحاكم في مصر بالتصالح مع الشعب المصري لتجنب هذا المصير.