الأخت الفاضلة أ. أميمة أكتب إليكم هذه الرسالة حيث تعودت على قراءة بابكم اليومي بجريدة المصريون، وأصدقكم القول أن رأيي في معظم المشاكل التي تعرضينها يكاد يتطابق مع رأيكم مما شجعني على الكتابة لكم ولكن ليس لطلب حل لمشكلتي فأنا والحمد لله قد قررت ماذا علي فعله ولكني أريد أن أعرف رأيكم هل أصبت في ما فعلت أم لا!! أنا طبيب بشري وأعمل أستاذاً بإحدى الجامعات المصرية وفي منتصف الخمسينات من العمر، تزوجت من إحدى زميلاتي بعد تخرجي زواجاً تقليدياً أي بدون قصة حب، وقد أردت أن أتأكد منها قبل التقدم لخطبتها أنها موافقة عليَّ فرأيت منها القبول، وكما يقول المثل "لايغني حذر من قدر" فبعد الزواج إكتشفت شيئاً لم يخطر لي أبداً على بال، وجدتها حزينة حزناً شديداً وتأكدت أن السبب هو أنها كانت تعيش قصة حب مع شخص آخر وأن هذا الإنسان رفض الزواج منها متعللاً برفض والديه ولكني أعتقد أنه كان يبحث عن أفضل "صفقة" فلما وجد عائلة أكثر مالاً وجاهاً ونفوذاً غير رأيه، وقد علمت كل هذا وتأكدت منه تماماً بعد الزواج بفترة وجيزة جداً، وأعتقد أن التفاصيل ممكن تحتاج صفحات كثيرة جداً، وقد حدث الحمل بعد الزفاف بفترة قصيرة، فكان عليَّ أن أتخذ قراراً حاسماً إما بالطلاق أو الاستمرار حفاظاً على الجنين الذي لم ير بعد النور والذي ليس له أي ذنب أن أمه تعيش في أوهام الماضي وأحزانه وكثيراً ما تبكي بدون سبب, عندما تتذكر الحب الضائع، والمشكلة الحقيقية أنها تحاول افتعال المشاكل معي ومع أسرتي بدون أي سبب، وقد صارحتها بهذه الحقيقة فلم تنكر، وقررت الإستمرار في الحياة الزوجية ولكني دفعت ثمناً غالياً جداً من مشاحنات ومشاكل كثيرة حيث أحست هي أني أضحي من أجل إبني فتفننت في إيذائي وإيذاء أهلي وحدثت مشاكل متكررة بسبب تعنتها، وأنا متأكد أنها تنتقم مني بدون سبب خاص بي، وقد كان إبننا في صغره يشعر بظلمها وسوء معاملتها لي وكثيراً ما كان ببراءة الأطفال يشهد بذلك مما يزيدها شراسة معي ومعه، وقد كنت أنصحه بأن لا يتدخل في علاقتي بأمه حتى لا تغضب عليه إرضاءً لله سبحانه وتعالى، أما هي فكانت تتعمد إثارة المشاكل أمامه وقد أثر ذلك تأثيرا سيئاً للغاية عليه ولا أدري كيف سيتزوج بعد كل ما قاسي من مشاكل في أسرتنا الصغيرة، والشيء العجيب أنه بعد أن كبر وأوشك على التخرج من إحدى كليات القمة سيطرت عليه تماماً فهو يرى معظم ما تفعله وتقوله صواب ولا تستغربي سيدتي الفاضلة فلدى زوجتي القدرة على الإقناع بطريقة شيطانية وقد تتفوق على إبليس في قلب الحق باطلاً والباطل حقاً ولديَّ أمثلة لمواقف متعددة لا يتسع المقام لذكرها، فهل أصبت في ذلك أم أني ظلمت نفسي بهذه التضحية؟ مع خالص شكري وتحياتي ودعائي إلى الله العلي القدير أن يوفقكم لخير العمل (الرد) أهلاً بك يا دكتور شرفت الباب.. ولكنك للأسف تأخرت كثيراً على إرسال هذه الرسالة,فلقد حكمت على نفسك بقيود بالغة فى حياتك الزوجية,التى هى أساسها المودة والرحمة والألفة والراحة النفسية,وأنا هنا حقيقةً أخذ المعنى واضحاً بناءً على كلامك وتأكيدك بأنك تيقنت مما ذكرت بالفعل عن قصة إرتباط زوجتك الأولى,وعليه..فكان عليك وقتها أن تواجهها بشكل حاسم وتعرف نواياها الحقيقية لإستكمال الحياة معك, إما الاستمرار عن قناعة متبادلة بينكما ,أو الانفصال والتسريح بإحسان,ولكن حدث ما حدث وتعايشتما على هذا الوضع الغير مرضى لكلاً منكما ولا يرضى الله أيضاً,على الرغم من أنه قد شرع الله لك أمراً رائعاً تظهر روعته ,وحكمة الله منه فى حالتك ووضعك مع زوجتك ربما أكثر من غيرك من الرجال وهو أمر التعدد فى الزواج,فربما كنت وقتها هنئت بعيشتك بعيداًعن حياة النكد والمعاملة السيئة لك ولأهلك من زوجتك... فأنا أرى سيدى الفاضل وربما وافقنى الرأى العديد من قرائى الأفاضل..أن هناك بعض الزوجات لايستقمن فى الحياة مع أزواجهن وفى معاملتهن لهم,إلا فى وجود زوجة أخرى,وبعضهن لم يكنّ ليقدرن أزواجهن ومكانتهم إلا عند الشعور بالتبارى من غيرها معها عليه.... فبلفعل أنت ظلمت نفسك بل بخستها حقها حين وهبت كل حياتك وعمرك كله لمن لم تقدره حق تقدير,, ولكن ومن الآن فصاعداً...نستطيع أن نحاول رأب الصدع قدر الإمكان فى حياتكما سوياً,بأن تحاول أن تبدأ معها من جديد فترة مختلفة ,تتصادقا فيها ,وتعيدا فيها التفكير بعد مصارحة شديدة بينكما لتنظيف الجرح القديم لبداية جديدة,, وإلا أنت أعلم منى بطبعها وبقدر تقبلها لهذا التغيير,,فإن كنت على يقين بإستحالته,فيمكنك أن تتزوج سيدى الفاضل بأخرى مناسبة لك ولوضعك ,إن كانت لديك القدرة المادية والصحية, وأعتقد أنك فى فترة عمرية تسمح بالزواج ,كما أعتقد بالنسبة لإبنك فهو الأن فى سن يستطيع تفهم ذلك الوضع جيداً,مهما كان متأثراً بطبيعة والدته... وأخيراً ...أدعوا الله أن يوفقك فى كل أتِ فى حياتك. ................................. تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................... لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected] وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .