"التعليم": شرائح زيادة مصروفات المدارس الخاصة تتم سنويا قبل العام الدراسي    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الإثنين 3 يونيو 2024 (تحديث)    التموين تكشف حقيقة تغيير سعر نقاط الخبز ومصير الدعم    السجيني: نزول الأسعار تراوح من 15 ل 20 % في الأسواق    الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب    وزير الاتصالات يبحث مع وزير الاقتصاد المجرى فتح آفاق جديدة للتعاون    بعد الخبز.. مقترح حكومي بزيادة السكر التمويني إلى 18 جنيها    المرصد السوري: سلسلة انفجارات متتالية قوية تهز مدينة حلب (فيديو)    مقتل وإصابة 25 في حادث إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    مسؤولون إسرائيليون: إذا جاء رد حماس إيجابيا فسيجد نتنياهو طريقة للتهرب والمماطلة    عماد أديب: نتنياهو يعيش حياة مذلة مع زوجته    كريم خان يتسبب في "خيبة أمل جديدة" بين نتنياهو وبايدن    غالانت يقترح "إنشاء حكومة بديلة لحماس" في غزة    أفشة: صلاح أصبح شبهي.. فايلر الأفضل.. ولن يوجد نهائي صعب بعد القاضية    الغندور: اللوائح في اتحاد الكرة سمك لبن تمر هندي.. وأقوم بعملي لخدمة الصالح العام وليس للزمالك    أفشة: 95% من الناس في مصر لا تفهم ما يدور في الملعب.. والقاضية ظلمتني    وكيل كوناتي: إذا قرر اللاعب الانتقال إلى الدوري المصري سيكون من خلال الأهلي    موقف الشناوي من عرض القادسية السعودي    ميدو: ليس هناك وقت ل«القمص» وحسام حسن سيخرج أفضل نسخة من صلاح    الكشف عن تفاصيل عرض موناكو لضم محمد عبد المنعم.. ورد حاسم من الأهلي    خسارة للبايرن ومكسب للريال.. أسطورة البافاري يعلق على انتقال كروس للملكي    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    أصعب 24 ساعة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين: «درجات الحرارة تصل ل44»    مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم سيارتين بقنا    دفن جثة شخص طعن بسكين خلال مشاجرة في بولاق الدكرور    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    رابط نتيجة الصف الثالث الاعدادي برقم الجلوس 2024 (القاهرة والجيزة)    وصول أول فوج من حجاج السودان    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    هل سيتم زيادة مصروفات المدارس الخاصة.. التعليم توضح    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    «فرصة لا تعوض».. تنسيق مدرسة الذهب والمجوهرات بعد الاعدادية (مكافأة مالية أثناء الدراسة)    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    محمد الباز ل«بين السطور»: «القاهرة الإخبارية» جعلتنا نعرف وزن مصر الإقليمي    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    أسامة القوصي ل"الشاهد": مصر الوحيدة نجت من مخطط "الربيع العبري"    ختام مهرجان روتردام.. أحمد حلمي يهدي تكريمه للفيلم الفلسطيني "اللد".. التونسي "المابين" يفوز بجائزة أفضل فيلم.. "من عبدول إلى ليلى" أفضل وثائقي و"الترويضة" أفضل فيلم قصير.. وتكريم ل هشام ماجد    مدير مكتب سمير صبري يكشف مفاجأة عن إعلام الوراثة وقصة نجله وبيع مقتنياته (فيديو)    النيابة الإدارية تكرم القضاة المحاضرين بدورات مركز الدراسات القضائية بالهيئة    كوريا الشمالية توقف بالونات «القمامة» والجارة الجنوبية تتوعد برد قوي    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    استمتع بنكهة تذوب على لسانك.. كيفية صنع بسكويت بسكريم التركي الشهي    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    «مغشوش».. هيئة الدواء تسحب مضاد حيوي شهير من الصيداليات    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    قبل ذبح الأضحية.. أهم 6 أحكام يجب أن تعرفها يوضحها الأزهر للفتوى (صور)    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية الفرجاني في مركز بني مزار غدا    ما جزاء من يقابل الإحسان بالإساءة؟.. أمين الفتوى يوضح    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتهام المحيطين بالرئيس بإجهاض الوعود التي يطلقها .. ومطالبة بتشكيل لجنة قومية للتأكد من تنفيذ مبارك لوعوده .. وتأكيدات بحصول العادلي على ضوء أخضر لقمع المظاهرات .. وتقارير جديدة حول تورط الموساد في تفجيرات شرم الشيخ
نشر في المصريون يوم 31 - 07 - 2005

واصلت صحف القاهرة اليوم التعليق على خطاب الترشيح الذي ألقاه الرئيس مبارك الخميس الماضي وأعلن خلاله عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة ، حيث تم التركيز على الوعود التي تضمنها الخطاب ، فالبعض حذر من أن المحيطين بالرئيس مبارك سوف يمنعون تنفيذ تلك الوعود أو يشوهونها كما حدث مع تعديل المادة 76 من الدستور ، وهو ما دفع آخرون لاقتراح تشكيل لجنة قومية لمراقبة تنفيذ الوعود التي يطلقها الرئيس مبارك ، ووضع جدول زمني لتنفيذها والتأكيد مما إذا كان التنفيذ كاملا أم تم تفريغه من مضمونه . فيما سخر البعض من التعلل بوجود محيطين بالرئيس يعوقون تنفيذ وعوده ، معتبرين أن ذلك يقلل من هيبة منصب رئيس الدولة وفي المقابل ، فان البعض رأى في تلك الوعود بداية لعملية إصلاح أكثر عمقا ، لافتا إلى أن الآمال مازالت معلقة بأن يستكمل الرئيس مبارك بعد إعادة انتخابه مسيرة الإصلاح الدستوري والسياسي‏ . تفجيرات شرم الشيخ كان لها نصيبها من تغطيات صحف اليوم ، حيث انتقد البعض بعنف استمرار اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية في منصبه رغم التقصير الأمني الذي سهل وقوع تفجيرات شرم الشيخ ، مشيرا إلى أن هذا البقاء يعني أن العادلي حصل على بوليصة تأمين تتيح له الفتك بالمعارضة والقوى المطالبة بالإصلاح دون مساءلة أو محاسبة ، وهو ما تحقق بالفعل في ضوء القمع العنيف للمظاهرة التي نظمتها حركة كفاية أمس في ميدان التحرير بوسط القاهرة . ننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث أكد سليمان جودة أن " المشكلة لم تكن أبدا في أن يعلن الرئيس مبارك رغبته في إلغاء قانون الطوارئ أو تقليص اختصاصات وصلاحيات رئيس الجمهورية أو دعم سلطات رئيس الوزراء والإضافة إليها ، لا لم تكن هذه هي المشكلة ولن تكون لان المشكلة الحقيقية هي أن هناك من سوف يقاوم بشدة تحقيق هذه الرغبات أو النوايا من جانب الرئيس وسوف يحاول منع تنفيذها بقوة وبأي صورة . لماذا ؟ . لان هناك كهنة في مواقع متفرقة من الدولة وحول الرئيس يعيشون على بقاء الحال على ما هو عليه ولا يتصورن وجودهم إذا ما تم إلغاء حالة الطوارئ أو تقلصت سلطات الرئيس أو تضاعفت صلاحيات رئيس مجلس الوزراء أو ... أو .. هذه الإصلاحات إذا كتب الله لها الحياة ومن شأنها أن تؤدي إلى غياب الذين يتوقف بقاؤهم على الاستمرار في التحكم في رقاب العباد ولذلك فسوف يصورون للرئيس بشتى السبل أن إخراج الإصلاحات التي أعلنها قبل أيام إلى النور فيه خطورة عليه وعلى الدولة وعلى النظام ". وأضاف سليمان ، سوف أضرب لكم عدة أمثلة ، هل تذكرون المادة 76 وهل تتخيلون من بالضبط الذي وقف حائلا دون إخراجها على الطريق التي أرادها بها الرئيس ؟ إنهم الذين لا وجود لهم في ظل التنافس الحر دون قيود من أي نوع بين المتنافسين على منصب رئيس الرئيس ولذلك فإنهم قاتلوا بكل الأسلحة حتى جاءت الصيغة النهائية للمادة على الصورة الشائهة التي خرجت عليها إلى الناس وهل تذكرون التعليمات المباشرة من الرئيس مبارك بإلغاء حبس الصحفيين في قضايا النشر ؟ وهل فكر أحد جديا في السبب الحقيقي الذي يقف حائلا إلى اليوم دون تنفيذ توجيهات رئيس الدولة ؟ لا سبب غير أن المنحرفين الكبار في بلادنا كثيرون وأنهم يخشون إذا تجسدت رغبة الرئيس في قانون أن ينكشف أمرهم على يد صحافة حرة تمارس مسئوليتها دون قيد ، ولذلك منعوا وسوف يمنعون ما استطاعوا تنفيذ رغبة الرئيس . إصلاح الاقتصاد سهل وممكن لان صاحبه يرعاه ويحميه ويكبر معه ولكن إصلاح السياسة صعب ويكاد يكون مستحيلا خاصة في ظروفنا نحن لان معناه أن يذهب فريق ويأتي فريق جديد ولن يسلم الفريق القديم بسهولة حتى لو كان البديل هو الموت " . نبقى أيضا مع صحيفة " المصري اليوم " ، حيث يبدو أن مشكلة "تبخر" وعود الرئيس أقلقت كذلك حمدي رزق ، الذي كتب قائلا " أخشى ما أخشاه أن تلقى الوعود الجديدة التي أطلقها الرئيس في خطاب الترشيح بالمساعي المشكورة نفس مصير سابقاتها وبعد أن ينجح الرئيس ويحصل على الإجماع المطلوب لولاية خامسة تضيع وعوده في الهواء ونعود لتسول الأحلام بدلا من البدء في تحقيق الوعود . اعتقد أن الرئيس قرر أن يدفع فاتورة مستحقة للشعب المصري – وإن تأخر – كما أن نية السداد التي جاءت في خطاب عام للرئيس بين أهله وعشيرته في المنوفية تؤكد صدق العزم وحسن النوايا على الدخول في جدولة مديونية الرئاسة التي تضخمت للشعب المصري ونحن عنها راضون . دونا أحس أن هناك من يتآمر على تحقيق الوعود الرئاسية وتنزيلها إلى الأرض البراح وأن هناك من بين أفراد الحلقة القريبة من الرئيس من يعمل على إجهاض حتى النوايا الطيبة التي تصدر عنه ، يستكثرون علينا منه الوعود والأحلام كما أن هناك داخل الحزب – خاصة من الحرس القديم – متخصصين في تخويف الرئيس من مغبة تحقيق أحلام المصريين ويصورون للرئيس أن المصريين عصاة ملاعين إن أكرمتهم تمردوا " . وأضاف رزق " الغريب أن الوعود تبذل وتجهض ونحن عنها غافلون وهم يتلاعبون لان الرئيس يعد ويترك المسئولين الآخرين يأكلون الوعود كلها وليسأل الرئيس أن وعده للصحفيين ، الأمر الذي يحتم على مبارك ضرورة الشروع ، وفورا ، بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ الوعود الرئاسية والسهر على تحويلها لواقع بعيدا عن المصارف غير الشرعية التي تصرف فيها تلك الوعود فلا تسقي زرعا ولا تروي عطشا ديمقراطيا . وإذا لم يدع الرئيس لتلك اللجنة فليتداع إلى تشكيلها ويتوافر عليها نخبة قومية من المهتمين بالشأن العام يحصون على الرئيس وعوده السابقة واللاحقة ويراقبون تنفيذها ومداها الزمني، يفضحون من يعطلها لأنه ضد مصالح هذا الشعب . كما أن مهمة تلك اللجنة قياس مدى توافق تلك الوعود مع المطلوب إصلاحيا لقطع الطريق على فريق الإجهاض الحكومي في مستشفى الحزب الوطني التخصصي لوأد الوعود الرئاسية " . هذا الحديث عمن يصادرون وعود الرئيس ويخوفونه من الإصلاح ، لم يرق لإبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة " صوت الأمة " المستقلة ، قائلا " الذين هللوا لوعد مبارك بإلغاء قانون الطوارئ ، فقط أذكرهم أنه قد وعد منذ 19 شهرا بإلغاء قانون حبس الصحفيين ولم يتم إلغاؤه ، أرجوكم لا تقولوا لي أصل اللي حواليه السبب ، فهذا كلام معيب في حق هيبة منصب الرئيس ومقامه ، ثم الذي يفرض الطوارئ ، هل يستحق التهليل حين يلغيها بعد أربعة وعشرين عاما .. ده إذا ألغاها " . نبقى في نفس الموضوع ، لكن نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث أكد الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة أن " الرئيس مبارك فاجأ الجميع‏,‏ وربما قيادات الحزب الوطني نفسه‏,‏ حين قدم برنامج عمل للإصلاح السياسي والدستوري‏,‏ تجاوز من خلاله الآثار السلبية التي نجمت عن قصور تعديل المادة‏76.‏ وأعلن عزمه عندما يعاد انتخابه علي مبادرات جديدة لإصلاحات دستورية تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية‏,‏ وعلاقته بالسلطة التنفيذية وإلغاء قانون الطوارئ‏,‏ وتحقيق نظام انتخابي يكفل فرص تمثيل أفضل للأحزاب‏.‏ وربما أثارت هذه المبادرات تساؤلات حول أسباب تأجيلها طوال ربع قرن‏..‏ وهي تساؤلات لا جدوى منها عمليا في اللحظة الراهنة‏,‏ استنادا إلي قاعدة فقهية تقول‏:‏ إن ما لا يدرك كله لا يترك كله‏,‏ ولكنها في كل الأحوال تفتح الطريق إلي انفراج سياسي ودستوري يسمح لكافة القوي السياسية بأن تشارك علي قدم المساواة في العملية السياسية وفي صنع المستقبل‏.‏ ويحسب لأحزاب المعارضة وغيرها من القوي السياسية التي رفعت صوتها ضد احتكار الحزب الوطني للحياة السياسية‏,‏ وأصرت علي موقفها من ضرورة إصلاح شامل بدلا من عمليات الترقيع التي تعوق أي إصلاح حقيقي إلي حد المقاطعة أو التهديد بها‏,‏ أنها نجحت في تغيير مناخ الجمود علي أمل بإحداث تغيير حقيقي يتجاوب مع مطالبها‏.‏ واعتبر سلامة " إن مناط الأمر في هذه الانتخابات التعددية معقود علي إرساء المعايير الديمقراطية النزيهة‏,‏ التي تضع الأساس لتقاليد وأصول مرعية في المستقبل‏.‏ غير أن هذا لا ينفي مسئولية القوي السياسية الأخرى من أحزاب المعارضة وغيرها من القوي التي أعلنت المقاطعة‏..‏ فأمام هذه القوي بدائل أخري لاستغلال مساحة الاختلاف بطريقة ايجابية‏.‏ وإذا كانت هذه القوي قد أحجمت عن ترشيح من يمثلها في انتخابات الرياسة‏,‏ وهذا من حقها‏,‏ فمن الأفضل أن تترك لأنصارها حرية التصويت في صناديق الاقتراع حتى ولو كان بالمعارضة أو الامتناع عن تأييد مرشح حزب بعينه‏.‏ إن الكلمة الأخيرة في عملية الإصلاح لم تقل بعد‏.‏ والآمال مازالت معلقة بأن يستكمل الرئيس مبارك بعد إعادة انتخابه مسيرة الإصلاح الدستوري والسياسي‏,‏ ربما بعد أن يتخلص من مسببات الجمود والركون إلي القديم‏!‏ " . ننتقل إلى صحيفة " الجمهورية " الحكومية ، حيث يبدو أن هذا الجدل حول تبخر الوعود الرئاسية من عدمه ، لم يعجب سمير رجب ، فرد متهكما " زمان.. حينما كان يجلس مجموعة من الأشخاص في غرفة مغلقة ليمزحوا مع أحدهم متسائلين: تُري.. لو أصبحت رئيساً للجمهورية.. ماذا عساك أن تفعل..؟؟ . في لحظات تنفض "القعدة".. ولا يحاول أحد من الذين تصادف وجودهم أن يلقي الآخرين مرة ثانية علي مدي فترة طويلة قادمة..! انظر الآن.. كيف تغيرت الدنيا.. كثيرون يجيئون ليتقدموا لترشيح أنفسهم لمنصب رئيس الجمهورية.. رغم علمهم بأن الرئيس الحالي قد تقدم بأوراقه بالفعل..! . موظفون كبار. أو صغار.. أناس حاصلون علي شهادات أو غير حاصلين.. شبان لم يتجاوزوا السن المقررة.. لم ينتبهم أي شعور بالتردد. أو الخوف عندما وقفوا أمام اللجنة العليا للانتخابات يبدون رغبتهم جهاراً.. نهاراً في حكم البلد. أنا شخصياً أتصور أن ذلك في حد ذاته يمثل طفرة كبيرة سواء في السلوك. أو في التعامل مع المتغيرات. أو الممارسة. أو الإقبال علي المشاركة.. ويؤكد أن حكم البلد لم يعد بحق قاصراً علي فرد دون غيره ". وأضاف رجب " طبعاً هناك بعض القوي في الداخل. وفي الخارج تحاول التشكيك في جدوى أو مصداقية تلك الخطوة المتقدمة الهائلة.. وطبعاً من حق من يريد الاعتراض أن يعترض.. فإذا كنا نعلن ونؤكد بالدلائل العملية أننا مجتمع حر ديمقراطي فلا يصح عندئذ التهجم. أو التهكم علي كل من يبدي رأياً مخالفاً. أو يتخذ موقفاً متبايناً. مثلاً عندما تقول إحدي القيادات الحزبية المعارضة إن الحزب سوف يقاتل من أجل منع إعادة انتخاب مبارك.. فلنتركها تقول والعبرة في النهاية بالنتائج. إذ توجد الملايين علي الجانب المقابل الذين يؤيدون الرجل تأييداً قاطعاً. وحاسماً.. وبديهي أن تأييدهم لم يأت من فراغ.. بل يستند علي حقائق. ودلائل. ومقومات.. موضوعية. وواقعية. أيضاً حينما تشير صحيفة أجنبية نقلاً عن مصدر ما ، صاحب اتجاه معين ومعروف إلي أن هناك من سيعترضون علي قانون انتخاب رئيس الجمهورية أمام المحكمة الدستورية.. فالواضح عندئذ أن كلا من الصحيفة. والمصدر يتجاهلان أو يتناسيان أن المحكمة الدستورية قد سبق أن أقرت القانون بعد إدخال التعديلات القانونية عليه. نترك الرئيس مبارك ووعوده ، ونعود مجددا إلى صحيفة " صوت الأمة "، حيث شن وائل الابراشي هجوما عنيفا على وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي ، قائلا " كنا نعتقد أن الرئيس مبارك سيطلق الرصاص على وزارة اللواء حبيب العادلي عقب مذبحة شرم الشيخ بنفس الطريقة التي تعامل بها مع وزير الداخلية السابق اللواء حسن الألفي بعد مذبحة الأقصر عام 1997 حينما قال تعبيره الشهير " هذا تهريج أمني " وأقال الألفي ورجاله على الفور . كنا نعتقد ونتوهم ذلك على اعتبار أن مجزرة شرم الشيخ أسوأ من مذبحة الأقصر واستنادا إلى أنها عار أمني وليست تهريجا امنيا فقط إلا أن الدولة – حسبما علمت – بدلا من أن تطلق الرصاص على وزارة العادلي منحتها سترة واقية من الرصاص لتكمل مهامها المتعلقة بقمع الشارع المحتقن سياسيا واجتماعيا ومواجهة المتظاهرين وملاحقة السياسيين وتزوير الانتخابات ، نحن إذن أمام صفقة مستترة أهدرت دماء المصريين الذين قتلوا ومصالح وأرزاق الآلاف التي قطعت وأمن واستقرار هذا البلد . وبموجب الصفقة أصبحت وزارة حبيب العادلي تملك بوليصة تأمين ولا تخشى المساءلة أو المحاسبة . واعتدنا على مر التاريخ أن من يملك بوليصة تأمين تمنحه البقاء وتحميه من الإقالة يتوحش أكثر
ويستخدم العصا الأمنية بشكل أكبر وهذا ما نعمل له حسابا في الأيام القليلة القادمة ، أن تتوحش الأجهزة الأمنية وتمارس أسوأ أنواع القمع بعد أن أصبح لديها حصانة تعفيها من المساءلة ومناعة تقيها من المحاسبة وغطاء يحميها من المحاكمة " . وأضاف الابراشي " لو ثبت – وهذا هو الاحتمال الأكبر حتى الآن – أن الذين نفذوا مذبحة شرم الشيخ تنظيم مسلح من سيناء ردا على التعذيب الوحشي الذي تعرض له أهالي سيناء عقب حادث طابا فانه يجب محاكمة الذين تورطوا في هذا التعذيب ، فهم القتلة الحقيقيون الذين تسببوا في المذبحة ويتحملون المسئولية عن خسائرها المادية والبشرية . وفي كل الأحوال يجب محاسبة ومحاكمة ومعاقبة – دون رحمة – أي ضابط شرطة يعذب مواطنا أو يهدر كرامته لأنه بهذا التصرف الهمجي الحيواني يضيف إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة عضوا جديدا أو أكثر . قد يتساءل البعض معترضا : هل هذا هو الوقت المناسب الذي تعدون فيه ملفا لمحاسبة ومحاكمة ضباط الشرطة والقيادات الأمنية ، ألا تتطلب كارثة شرم الشيخ التكاتف والتضامن مع الأجهزة الأمنية في هذه اللحظات الحرجة ؟ إن هذا المنطق الأحمق المتخاذل هو الذي يجعل مصائبنا وكوارثنا تتكرر دون أن ننجح في القضاء على أسبابها . نحن مصابون بما يسميه أساتذة التاريخ " عمي التاريخ " لا نستفيد من تاريخنا ونصاب نفس المآسي والمصائب بسبب هذه العلية التي تقول : تضامنوا عن الكوارث ولا تحاسبوا أحدا . إن أهالي سيناء الذين تحملوا الاحتلال الإسرائيلي لا يستحقون من الشرطة هذه المعاملة المهينة .. إن بعضهم يقول عبارات في غاية الحساسية والخطورة منها : لقد خرج الاحتلال الإسرائيلي من سيناء والآن نعيش احتلالا آخر من الشرطة المصرية . من هتك عرض المتظاهرات يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 إلى هتك عرض النساء في سيناء باتت الشرطة المصرية متهمة ب " العار الأمني " وبدلا من إقالة الوزير ومحاكمة الضباط المتورطين في التعذيب كافأناهم منحناهم سترة واقية من الرصاص " . نتحول إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث ندد السيناريست أحمد أنور عكاشة بتوظيف تفجيرات شرم الشيخ سياسيا لقمع الأصوات المطالبة بالإصلاح ، قائلا " إن أسوأ ما في تفجيرات شرم الشيخ هو استغلالها سياسيا ، بمعني أن تصبح قميص جثمان الذي يلوح به كل أعداء الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في مصر أو تصبح القشة التي يتعلق بها كل من داهمهم طوفان المطالبة الجماهيرية بتحرير حركة وإرادة المصريين وكسر أغلال الوصاية الشمولية وديكتاتورية النظام الحاكم وحزبه.. وها نحن الآن نلمح البشائر وأولاها "العادة" السيادية الإعلامية في حشد الجماعات وشحن الوجدان العام.. وتنظيم مسيرات الزفة التي ترفع لافتة "مصر كلها يد واحدة في مواجهة الإرهاب".. لاحظوا نغمة التوحيد هنا تمهيدا للدعوة إلي الاصطفاف صفا "واحدا" وراء النظام الذي يخوض حربا مريرة ضد الإرهاب والإرهابيين.. ولا يجوز من باب الوطنية أن ترتفع الأصوات في المظاهرات أو علي صفحات الجرائد المستقلة غير الحكومية بدعاوى إصلاح النظام أو تغييره. وإلا أصبح هذا من قبيل الطعن في الظهر! وطبعا المعركة بين النظام الإرهاب ليست مسألة أيام أو أسابيع.. ولابد أن تستغل وتفعل طوال فترة انتخابات الرئاسة ثم انتخابات البرلمان.. بعدها تستقر الأحوال " واللي كان يطلب التغيير يضرب دماغه في الحيط" .. فقد حسمت إرادة الشعب موقفها إلي جانب الحاكم الذي يحارب الإرهاب والحزب الذي يكتسح و"يتأغلب" اسم فاعل من أغلبية!! وصحت بصديقي: هذه هرطقة! فقد علمت من مصادر لا تخطئ الرصد أن الرئيس مبارك كان ينوي فعلا التخلي عن ترشيح نفسه لفترة رئاسة خامسة ويترك الأمر لحزبه ليرشح "خليفته" لولا أن وقعت جريمة شرم الشيخ.. فرفض الرئيس أن يتخلي عن مسئوليته التاريخية في حماية شعبه المحبوب من الإرهاب وقرر أن يواصل حمل أعباء الرئاسة مهما كانت التضحيات! وهز صديقي رأسه باستخفاف واستطرد: مع احترامي لمصادرك التي لا تخطئ الرصد.. فالرئيس مبارك وإن كان لم يعلن "موافقته" علي الترشح إلا بعد أحداث الشرم.. إلا أن.. "زفة التأييد" والمبايعة المقنعة قد بدأت قبل شرم وقادها نفس الرجال القدماء خبراء الحشد والشحن والتأييد وباعة الوهم في موالد سيدنا "الوالي"! " . وأضاف عكاشة " وقريبا ينبري أصحاب الأقلام المملوكة لمجلس الشورى المبجل.. وخلفاء القيادات الراحلة في صحف الحكومة.. من فئة صبيان الطائفة ليحذروا من إلغاء " قانون الطوارئ " في هذه الظروف الدقيقة التي يتعرض فيها أمن "الدولة" للخطر.. فإذا سألتهم: وما بال هذا القانون لم يمنع الإرهاب في طابا ولا الأزهر ولا شرم الشيخ؟ وما بال وسائل "الاستنطاق" و"الإقناع" الأمني بمختلف فنونها ومؤثراتها لم تفلح في ظل قانون الطوارئ الخالد الأبدي؟ . إذا سألت لن تلقي جوابا بل سيعلو الهتاف بالروح والدم.. ويواصل المداح الأكبر كتابة كبسولاته المسيلة للدموع والافرازات الأخرى.. ولا شئ يتغير! وتساءلت بيني وبين نفسي: هل يمكن حقاً أن يبدو أي حديث عن الإصلاح والتغيير ومواصلة الزخم الجماهيري المتطلع إلي ديمقراطية حقيقية.. نوعاً من النشاز وسط الاهتمام العام والرعب العام وكل ما تحفل به أخبار الانفجارات والمطاردات؟ والتحقيقات؟ وهل يصب كل هذا في مجري الرجوع إلي ما كان والخنوع والرضا بالاستقرار "الزائف"؟ وتضييع الفرصة التي سنحت أمام الجميع لتتحرك مصر وتنفض عنها ركام الجمود.. ونري الخطوات التي فرحنا بها سيرا إلي الإمام تعود القهقري لتجهض "ربيع" القاهرة الذي كان بشارة تحولت إلي سراب؟ " . السبيل الوحيد هو تحول مصر إلي دولة ديمقراطية حقيقية لا تختلف عن أي ديمقراطية في العالم.. ففي ظل النظام الديمقراطي ستعبر كل التيارات عن نفسها في النور.. ويدعو كل فصيل لمنهجه ويعرضه علي جموع الأمة ويفرض العدل سطوته وتتساوي فرص الجميع ويكون الاحتكام دائما لرأي الأغلبية المنتخبة ديمقراطيا.. في ظل الديمقراطية لا تستطيع نبتة أي فساد أن تنمو بعيداً عن الرصد والملاحقة.. وحين ينقطع دابر الفساد.. وحين تواجه أي محاولة إفساد بالبتر السريع المباشر.. وساعتها تنتفي أسباب الخروج علي المجتمع.. ويتلاشى مناخ الغضب والسخط والتفكير في العنف ويتم فعلاً تجفيف منابع الإرهاب ". نختتم جولتنا اليوم من صحيفة " الأسبوع " المستقلة ، وتلك الرواية الدراماتيكية التي أوردها رئيس تحريرها مصطفى بكري ، قائلا " هل هناك علاقة بين اختطاف السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف وبين أحداث منتجع شرم الشيخ؟! السؤال يبدو للوهلة الأولي غريبا، ولكن المعلومات التي حصلت عليها "الأسبوع" من مصادر هامة تكشف عن وجود احتمالات قوية في هذا الصدد.. وإليكم التفاصيل. المعلومات التي حصلت عليها "الأسبوع" تقول إن اختطاف السفير إيهاب الشريف علي يد إحدي المجموعات التي تمارس الإرهاب، جاء في مقابل تسهيلات يقدمها جهاز الموساد الإسرائيلي لبعض عناصر التنظيم الإرهابي في ضرب مؤسسات سياحية وقتل الأبرياء في منتجع شرم الشيخ. المعلومات تقول إن السفير المصري المختطف إيهاب الشريف ربما يكون لا يزال علي قيد الحياة وربما هذا هو الذي دفع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ليؤكد أمام لجنة الشئون العربية والأمن القومي بمجلس الشعب أن نسبة قتله قد تزيد علي 94 % ، وأن النسبة الباقية ترجح بقاءه حيا. والقصة وفقا لما رددته بعض المصادر السياسية الهامة في العراق أن الموساد كان يريد القبض علي السفير إيهاب الشريف القائم بأعمال البعثة الدبلوماسية المصرية في تل أبيب سابقا واستجوابه لأنه خدع المسئولين الإسرائيليين واستطاع الحصول علي معلومات خطيرة تتعلق بالتسليح العسكري الإسرائيلي وبعض التطورات الجديدة في البرنامج النووي الإسرائيلي. وتقول المعلومات التي هي في طور الاحتمالات التي تدرسها جهات مصرية بعد ورودها من مصادر هامة بالعراق إن الموساد اكتشف عقب عودة إيهاب الشريف إلي القاهرة أنه جند اثنين من كبار الضباط الإسرائيليين، وحصل منهما علي معلومات تمس الأمن القومي الإسرائيلي تتعلق بالتركيبات الجديدة للبرنامج النووي الإسرائيلي وهي أجهزة لا تزال حتى الآن في غاية السرية، وأن إسرائيل أنتجتها فقط خلال العامين الأخيرين. وأشارت المعلومات إلي أن هذين الضابطين الإسرائيليين تم اعتقالهما وأنهما اعترفا تحت الضغوط التي مورست عليهما من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بأن السفير إيهاب الشريف هو الذي جندهما وحصل منهما علي هذه المعلومات من خلال أحد الوسطاء، وأن العملية التي قادها الشريف في إسرائيل أطلق عليها اسم حركي هو "الأم". وقد أرشد الضابطان عن الرسائل التي تم تبادلها مع السفير، وعلي الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل مرتبطة بهذه العملية، إلا أنه قبل اكتشافها بأسابيع قليلة، وهي المرحلة التي كانت فيها المخابرات الإسرائيلية في مرحلة التحقق وجمع المعلومات، قامت مصر بسحب الشريف من إسرائيل ". وأضاف بكري أنه " ووفقا لما تردده المصادر في هذه القصة فإن الإسرائيليين أجروا اتصالات مع مصر بصدد هذه العملية، إلا أن مصر نفت أي معلومات إسرائيلية في هذا الاتجاه، واعتبرت أن ذلك مجرد محض افتراء. وفي ضوء رد القاهرة أدرك الإسرائيليون أنه لا أمل في فتح هذا الملف مع الحكومة المصرية مرة أخري، وقرروا في حينها تصفية إيهاب الشريف في خلال رحلة عمله الدبلوماسي القادمة في أي دولة يذهب إليها. وكان لدي الإسرائيليين اعتقاد أن محطة الشريف القادمة في عمله الدبلوماسي ستكون في إحدي الدول الأوربية، إلا أنهم فوجئوا بوجوده علي الأرض العراقية، فوجدوا الفرصة سانحة لاصطياد الشريف في العراق. وقد صدرت التعليمات علي الفور إلي فرع الموساد في بغداد لتوظيف علاقته بأحد التنظيمات الإرهابية التي دخلت عناصرها إلي العراق من أحد البلدان المجاورة، ووضع خطة لاختطاف الشريف والتحقيق معه. وأوضح بكري أنه " ووفقا للمعلومات فإنه، ومنذ وصول السفير إيهاب الشريف إلي أرض العراق، صدرت التعليمات بالعمل علي خطفه وإرساله إلي "إسرائيل" وكان من الصعب أن تتم العملية بشكل مكشوف، وإلا فإن "إسرائيل" ستدخل في أزمة عنيفة مع كل من مصر والولايات المتحدة، كما أن هذه العملية يمكن أن تقوض المصالح الإسرائيلية في العراق وفي العديد من مناطق العالم الأخرى، ولأجل ضمان نجاح العملية بعيدا عن أي شبهات فإن التخطيط الإسرائيلي لهذه العملية قام علي أساس: الاتفاق مع هذه العناصر "الإرهابية" التي تتعاون معها علي خطف السفير المصري في مقابل حصول هذه العناصر علي كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات. وقد تردد أن العناصر "الإرهابية" رفضت الاكتفاء بالحصول علي الأسلحة والمتفجرات فقط، لأن ذلك مقرر من قبل ذلك، بل طلبت إمهالها بعض الوقت لأن هناك مطلبا آخر ستطرحه في الوقت المناسب. ويبدو أنه جري التشاور بين هذه العناصر والقيادة العليا للتنظيم الإرهابي، وكان ردهم الذي أبلغ إلي الإسرائيليين يؤكد أنهم مستعدون لتنفيذ العملية في مقابل أن تساعدهم "إسرائيل" بأقصى ما لديها من امكانات في تنفيذ عمل إرهابي كبير داخل مصر، وتحديدا في منطقة شرم الشيخ، خاصة أنهم يعلمون أن لإسرائيل بعض العناصر التي تتعاون معها داخل هذه المناطق " . وأشار بكري إلى أن " رجال الموساد سعدوا كثيرا بنجاح عملية اختطاف السفير المصري في بغداد، وطالبوا الوسطاء مع عناصر التنظيم الإرهابي بأن ينقلوا إليهم رغبة الموساد في نقل السفير إيهاب الشريف إلي "إسرائيل" للتحقيق معه ومواجهته بالضابطين المقبوض عليهما، إلا أن المجموعة الإرهابية ردت علي الفور بالقول: إن السفير المصري سيظل أسيرا لديها ولن يسلم إلي "إسرائيل" إلا بعد تنفيذ عملية شرم الشيخ. وعلي الفور قامت "إسرائيل" بتسهيل دخول بعض العناصر الإرهابية التي تعمل بالتنسيق مع هذه المجموعة إلي الأراضي المصرية عبر الحدود مع مصر كما سهلوا دخول السيارات وتوفير ما يزيد علي طن من المتفجرات التي ثبت فيما بعد أنها تشبه ذات المتفجرات التي نفذت بها عملية طابا، وتم الاتفاق مع بعض العناصر المحلية في داخل مصر علي القيام بهذه العملية واستغلال حالة التوتر بينهم وبين الأمن المصري، وأن الموساد تولي تماما إدارة هذه العملية في مقابل الحصول علي الغنيمة الكبرى، وهي السفير المصري
المختطف. وهكذا بعد نجاح هذه العملية يفترض أن يتم تسليم السفير المصري المختطف إلي عناصر الموساد في العراق لترحيله سرا إلي تل أبيب والتحقيق معه، فإذا أصدرت "إسرائيل" حكمها بالإعدام علي السفير فإنها ستسلمه مرة أخري إلي الجماعة التي اختطفته لتنفيذ حكم الإعدام فيه علي الأراضي العراقية، وساعتها ستظهر جثة السفير المصري أو عملية قتله علي شريط فيديو، وهي الأمور التي كان يمكن لها أن تحل اللغز منذ بدايته وتنهي الأمر عند هذا الحد. كانت تلك هي المعلومات التي وصلت إلي القاهرة عبر جهات عراقية نافذة، ولذلك جري إخضاع هذه المعلومات لمناقشات أمنية عالية المستوي حيث أشارت المعلومات منذ البداية إلي أنه لا يمكن التكهن بأن الذين قاموا بارتكاب الحادث الإرهابي في شرم الشيخ هم مجموعة من الهواة، بل الصحيح أنهم مجموعة محترفة، ولديهم صلات مع تنظيم خارجي كبير ترعاه أجهزة استخبارات دولة ما ". سبحان الله ، هكذا بكري لا يتغير ، ففي ضربة واحدة ، وصم المقاومة العراقية بالإرهاب وأنها مخترقة من قبل الموساد الإسرائيلي ، كما أنه برأ الداخلية المصرية من الإهمال في تفجيرات شرم الشيخ ، إذ انه ليس هناك عاقل يريد من الداخلية بإمكانياتها البسيطة أن تواجه الموساد الإسرائيلي بقدراته الأسطورية ، فضلا عن أنه أضفى مسحة بطولية على السفير المصري بالعراق وعلى جهاز المخابرات المصري بشكل عام ، وأخيرا فان بكري ألمح ، ولو بشكل غير مباشر ، إلى أن الشريف ربما كان في مهمة استخباراتية بالعراق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة