سعر الدولار والريال مقابل الجنيه في منتصف الأسبوع اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024    العليا للحج تحذر الحجاج المخالفين من دخول منى وعرفات: رقابة شديدة وحملات تفتيشية    شعاع ضوء جديد لإنهاء حرب غزة.. هل سينجح مجلس الأمن هذه المرة؟    إطلاق صواريخ فلق 2 واشتعال النيران بمبنى للاستخبارات.. عمليات لحزب الله ضد إسرائيل    روسيا بالأمم المتحدة: إسرائيل لم توافق رسميا على اتفاق بايدن بشأن حرب غزة    مجموعة مصر.. سيراليون تتعادل مع بوركينا فاسو في تصفيات المونديال    «جابوا جون عشوائي».. أول تعليق من مروان عطية بعد تعادل منتخب مصر    سيد معوض: حسام حسن يجب أن يركز على الأداء في كأس العالم والتأهل ليس إنجازًا    مختار مختار: غينيا بيساو فريق متواضع.. وحسام حسن معذور    عاجل.. وكيل محمد شريف يكشف موقف الخليج السعودي من بيع اللاعب.. وحقيقة انتقاله إلى الزمالك    إخماد حريق داخل حديقة فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    القادم أصعب.. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم وموعد ذروة ارتفاع درجات الحرارة    أحمد عبدالله محمود: «الناس في الشارع طلبوا مني أبعد عن أحمد العوضي» (فيديو)    الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال عيد الأضحى    إبراهيم عيسى: طريقة تشكيل الحكومة يظهر منهج غير صائب سياسيا    خبير اقتصادي: انخفاض التضخم نجاح للحكومة.. ولدينا مخزون من الدولار    قصواء الخلالي: وزير الإسكان مُستمتع بالتعنت ضد الإعلام والصحافة    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    منتخب السودان بمواجهة نارية ضد جنوب السودان لاستعادة الصدارة من السنغال    مفاجأة في حراسة مرمى الأهلي أمام فاركو ب الدوري المصري    مقتل 3 عناصر من حزب الله في غارة إسرائيلية بشمال شرق لبنان    وزير الإسكان يصطحب نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية في جولة بالعلمين الجديدة    بالصور.. احتفالية المصري اليوم بمناسبة 20 عامًا على تأسيسها    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024 (يرتفع في 9 بنوك)    هل خروف الأضحية يجزئ عن الشخص فقط أم هو وأسرته؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    الجيش الإسرائيلي يعترف بفشل اعتراض طائرتين بدون طيار أطلقتا من لبنان وسقطتا في الجولان    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالقليوبية    «أونلاين».. «التعليم»: جميع لجان الثانوية العامة مراقبة بالكاميرات (فيديو)    ضبط طالب لقيامه بالاصطدام بمركبة "توك توك" وشخصين بالبحيرة    آبل تزود آيفون ب"تشات جي.بي.تي" وتكشف عن أدوات ذكاء اصطناعي جديدة    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب أتوبيس بالمنوفية    "إنتل" توقف توسعة ب25 مليار دولار لمصنعها في إسرائيل    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    طلبة: تعادل بوركينا فاسو مع سيراليون في صالح منتخب مصر    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    مصر ضد غينيا بيساو.. قرارات مثيرة للجدل تحكيميا وهدف مشكوك فى صحته    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    اليمين المتطرف يتصدر نوايا التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية    أخبار 24 ساعة.. الحكومة: إجازة عيد الأضحى من السبت 15 يونيو حتى الخميس 20    الرقب: الساحة الإسرائيلية مشتعلة بعد انسحاب جانتس من حكومة الطوارئ    منسق حياة كريمة بالمنوفية: وفرنا المادة العلمية والدعم للطلاب وأولياء الأمور    عمرو أديب: مبقاش في مرتب بيكفي حد.. إنت مجرد كوبري (فيديو)    «زي النهارده».. وقوع مذبحة الإسكندرية 11 يونيو 1882    أستاذ اقتصاد: حظينا باستثمارات أوروبية الفترة الماضية.. وجذب المزيد ممكن    طريقة تثبيت النسخة التجريبية من iOS 18 على أيفون .. خطوة بخطوة    إبراهيم عيسى: تشكيل الحكومة الجديدة توحي بأنها ستكون "توأم" الحكومة المستقيلة    سهرة خاصة مع عمر خيرت في «احتفالية المصري اليوم» بمناسبة الذكرى العشرين    هل يجوز الأضحية بالدجاج والبط؟.. محمد أبو هاشم يجيب (فيديو)    «الإفتاء» توضح حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة    وزير الصحة: برنامج الزمالة المصرية يقوم بتخريج 3 آلاف طبيب سنويا    عادة خاطئة قد تصيب طلاب الثانوية العامة بأزمة خطيرة في القلب أثناء الامتحانات    تفاصيل قافلة لجامعة القاهرة في الصف تقدم العلاج والخدمات الطبية مجانا    لفقدان الوزن- تناول الليمون بهذه الطرق    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاتب مقرب من النظام يصف الحرس القديم بالوطني بالطابور الخامس .. وتلميحات لتبني الرئيس لأراء الفكر الجديد .. وهجوم عنيف على الباز ووصفه بالكاهن الأعظم .. وتحذير الحكومة من قبول وساطة الزمر مع تنظيم القاعدة .. وتأكيدات بان مصر تعيش مرحلة مراهقة سياسية
نشر في المصريون يوم 06 - 08 - 2005

يبدو أن صحافة القاهرة قد شهدت اليوم إعطاء إشارة البدء لحرب الدعاية لانتخابات الرئاسة المقبلة ، حيث بدأت الصحف القومية مبكرا حملة للدعاية للرئيس مبارك مرشح الحزب الوطني ، لكن بطريقة عكسية ، من خلال تصعيد الهجوم على أحزاب المعارضة والقوى السياسية التي قررت مقاطعة الانتخابات هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ركزت صحف الحكومة اليوم على نغمة جديدة ، وهي أن الجناح الإصلاحي بالحزب الوطني قد حسم الصراع مع الحرس القديم لصالحه ، وأن الرئيس بدأ في التعاطي الايجابي مع أفكار هذا الجناح ، مدللين على ذلك بخطاب الترشيح الذي ألقاه مبارك بمدرسة المساعي المشكورة . صحف اليوم ، شهدت أيضا هجوما عنيفا على الحرس القديم بالحزب الوطني ، حيث وصفهم البعض بأنهم بمثابة طابور خامس داخل الحزب يسعى لتخريب جهود الإصلاح التي يقودها تيار الفكر الجديد الذي يتزعمه جمال مبارك ، الهجوم أمتد كذلك ليشمل أحزاب المعارضة التي قررت مقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة ، حيث رأي البعض في هذه المقاطعة هروبا وعجزا من جانب هذه الأحزاب عن المواجهة ، مؤكدين أن تلك المقاطعة ستؤدي إلى خسارة تلك الأحزاب لأي تواجد أو دور في الشارع المصري . الهجوم الأعنف في صحافة اليوم ، كان من نصيب الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك ، والذي وصفه سعد الدين إبراهيم بأنه الكاهن الأكبر لهذا النظام ، وتساءل إبراهيم عما إذا كانت الشروط التي وضعها الباز لمن يريد الترشح لرئاسة الجمهورية تتوافر في الرئيس مبارك ، وإذا كانت تتوافر بالفعل ، فلماذا لم تظهر نتائجها بعد ربع قرن ؟ وإذا لم تكن متوفرة في سيد القصر بينما يعتقد أسامة الباز بضرورة توافرها في سيده فلماذا لم يتركه ويبحث عن سيد آخر تتوفر فيه هذه الصفات . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتحليلات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث شن سليمان الحكيم هجوما عنيفا على عرض القيادي الإسلامي عبود الزمر الوساطة بين الحكومة وتنظيم القاعدة لإخراج مصر من خريطة عمليات التنظيم ، قائلا " القول بأن عبود الزمر يمكن أن يتوسط بين تنظيم القاعدة وبين الحكومة لوقف هجمات الإرهاب علينا ، كلام فارغ لا يجوز أن ننساق وراءه أو نستسلم لإغرائه لأنه لن يؤدي في نهاية الأمر إلى شئ لأسباب كثيرة أهما : الأول : إن التفاوض ، في العادة ، يجري بين ندين وليس بين فرد مثلا وبين دولة أو حكومة ، وليس من المتصور ، في تقديري ، أن يكون أي تنظيم فضلا عن أن يكون هذا التنظيم هو القاعدة ، ندا للحكومة المصري ، حتى وهي في أضعف حالاتها . الثاني : إن التفاوض في هذا الاتجاه لن يكون بلا ثمن وسوف تكون له شروط ومطالب تضعها القاعدة على المائدة ، وإذا حدث واستجبنا لمطلب ، فسوف يكون هناك مطلب آخر، وثالث .. ورابع .. إلى أن تتحول المسألة لابتزاز سياسي من الدرجة الأولى .. وبلا نهاية . الثالث : إن الذي يملك وقف الهجمات يملك أيضا إطلاقها من مكامنها ، إذا أراد ، ولا أتصور أن دولة في حجم مصر يمكن أن تظل رهينة لعملية من هذا النوع ، إذا شاء أحد طرفيها أمسك العنف وإذا شاء أرخى له العنان . وأضاف جودة " الرابع : إن عندنا تجربة شبيهة سابقة فعندما فكرت الدولة ، أيام كان اللواء عبد الحليم موسى وزيرا للداخلية ، منتصف التسعينات في التفاوض مع الجماعات الإسلامية على اختلاف توجهاتها ومسمياتها ، وكادت الداخلية يومها أن تمضي في مشوار التفاوض إلى نهايته وكان معها بعض العلماء والخبراء من خارجها .. بعضهم اعترف بما كان علانية وبعضهم أنكر أي علاقة له بالموضوع ، خصوصا بعد أن باء بالفشل .. وبعد أن أدركت الدولة ، بعدها بفترة ، أن تفاوضا من هذا النوع ، لو كان قد تم ، فإن أضراره حتما أكبر من فوائده وخسائره أكبر من عوائده ولا نعرف ما إذا كان التفاوض قد فشل من تلقاء نفسه لان عقبات واجهته أم أنه تم إفشاله عن قصد من جانب جهات محددة ، رغم أنني أرجح هذا الاحتمال الأخير ، ولكن الذي نعرفه أن فشله في الحالتين كان هو الأكرم والأفضل لان الدولة أي دولة حين تنخرط في تفاوض مع جماعات تهدد أمنها فهي تعترف بضعفها وتفرط في قوتها وتسلم بان يكون زمامها في يد غيرها . وهو مصير لا نتصوره ولا نتخيله لعاصمة في وزن القاهرة ولا لدولة لها ثقل مصر رغم هذا الضعف الظاهر على وجهها فلا تجعلوا مستقبل بلادنا موضع فصال أو تفاوض أو نقاش مع أحد " . ننتقل إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث أشاد الدكتور إبراهيم البحراوي بوجود لمسات جناح الفكر الجديد بالحزب الوطني على البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك ، قائلا " اشتد تفاؤلي بإمكان دفع مرحلة التحول إلي الديمقراطية بعد استماعي للخطوط العريضة التي طرحها الرئيس لبرنامجه الانتخابي حول تحويلات جديدة في مواد الدستور إذا ما فاز في الانتخابات الرئاسية‏.‏ وتضاعف هذا التفاؤل عندما طالعت بالأهرام مانشتا يقول البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك يتبنى الفكر الجديد للحزب الوطني . كلنا يعرف أن جميع الأحزاب في العالم تتعرض إذا ما طال بها العمر وتراكمت تطورات ومتغيرات في الواقع السياسي لظهور أفكار جديدة تهدف إلي تطور الأداء ومواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات‏.‏ ومن هنا استقر في التراث السياسي العالمي مصطلح التيار التجديدي والتيار الإصلاحي أو التيار التنقيحي للدلالة علي طبيعة الأفكار الجديدة التي تضخ حيوية في شرايين الأحزاب العريقة "‏.‏ وأضاف " إن تعديل الميزان بين السلطة التنفيذية التي يرأسها رئيس الجمهورية طبقا للدستور الحالي وبين السلطة التشريعية الممثلة في البرلمان‏..‏ هو أحد المباديء التي ننادي بها في اللجان التابعة لأمانة السياسات بالحزب الوطني والتي سمعت العديد من الزملاء يؤكدون عليها كمطلب رئيسي للتيار التجديدي بمصطلح الفصل بين السلطات‏.‏ وعندما يعلن الرئيس تبنيه لهذا المطلب فمعني هذا أن المطلب لم يعد مجرد نداء تتردد أصداؤه داخل قاعات أمانة السياسات بل أنه في الطريق إلي الولادة الدستورية والقانونية التي تجعل من البرلمان سلطة رقابية حازمة علي أعضاء السلطة التنفيذية وأعمالهم‏.‏ كما أن التزام الرئيس بتوسيع سلطات مجلس الوزراء يعني تلقائيا تقليص سلطات من يشغل منصب رئيس الجمهورية ويفتح السبيل لمزيد من المشاركة من جانب المجلس في وضع السياسات واقتراحها بدلا من الوضع القديم الذي يعتبر فيه أعضاء المجلس أنفسهم مجرد سكرتارية تنفيذية لتوجهات رئيس الجمهورية‏.‏ وهذا تطور شديد الأهمية يعي نتائجه الحيوية كل من ينادون بعدم تركيز السلطات‏.‏ إن الوعد الرئاسي في خطاب الترشيح بتعديل مواد الدستور بما يسمح بتطبيق نظام القائمة الذي يطالب به الكثيرون من أعضاء أمانة السياسات يعني التجاوب من رئيس الحزب مع الدعوة لتقوية دور الأحزاب في البرلمان المصري وزيادة قوتها التمثيلية وعدد مقاعدها‏.‏ وهو يعني إطلاق قوي المنافسة السياسية بين الأحزاب المصرية ودعم وجودها في الشارع السياسي لجذب مزيد من الجماهير نحو المشاركة والخروج من أطر السلبية‏.‏ وهي نتائج تتفق مع رؤية مثقفين عديدين في أمانة السياسات بضرورة فتح عملية المنافسة علي نحو يجعل الحزب الوطني حزبا منافسا وليس حزبا مطمئنا إلي الحصول علي الأغلبية‏ " . نتحول إلى صحيفة " الفجر " المستقلة ، حيث علق عادل حمودة على قمع قوات الأمن للمظاهرة التي نظمتها حركة كفاية يوم السبت الماضي ، قائلا " سمعنا كلام الرئيس فانشرحت صدورنا شفنا ما جري في اليوم التالي فتعجبنا .. فمن يحكم مصر .. السياسيون الذين لا يكفون عن سرد فضائل الديمقراطية ويبحثون عن الشرعية .. أم قوات فض الحرية التي يسمونها قوات فض الشغب ؟ من سيحكم مصر ؟ الذين صاغوا خطاب ترشيح الرئيس بكل ما فيه من نيات طيبة ووعود متفائلة ( تعديل الدستور وتقليص صلاحية الحاكم والتفكير في حالة الطوارئ) أم جنرالات الأمن المركزي الذين يتعاملون مع كل من يختلف مع النظام ويسعى لإخراجه من غرفة التخدير علي أنه إرهابي خائن لا يقل خطورة عن أعداء الوطن ؟ . إنني مندهش من حالة الشيزوفرنيا السياسية المسيطرة على السلطة السياسية .. حالة دكتور جيكل الطيب المتسامح وحالة مستر هايد الشرس القاسي .. حالة الثقة في التغيير والإصلاح عليه مهما كان الثمن وحالة الجاهلية والقبلية والرجعية شديدة الغرور التي لا تقتنع بأي جدل أو حوار ولا تقبل بمبدأ النقد الذاتي وترى أن الحكام من طينة وبقية البشر من طينة أخري... هم من معدن الماس وسائر المواطنين من فحم هم تاريخ ونحن هوامشه. لقد تكررت الحماقات والتجاوزات دون أن يتعلم أصحابها مما فعلوا ومما جروه علينا وعلي النظام السياسي القائم قبلنا فهل في داخل هذا النظام جواسيس وطابور خامس يعملون ضده علي حصان طروادة ؟. إن الخطأ يتكرر بنفس الحماس وبنفس الإصرار واللوم يتكرر بنفس الشدة والعنف والفضيحة علي الهواء أصبحت برنامجا ثابتا نعده ونقدمه بأنفسنا التي يجب ألا نلوم سواها " . وأضاف حمودة " أن الذين يسيئون للنظام من داخله أخطر من الذين يفعلون ذلك من خارجه بل أن ترك مظاهرة تمر دون التعرض لها هو إضافة للنظام وليس خصما منه .. الخصم منه يأتي من الذين يحولون تلك الظاهرة إلي مجزرة ومذبحة ويتصورون أن من الممكن وضع المعارضين والمخالفين في زجاجة وختمها بالشمع الأحمر ورميها في بحر لتبتلعها سمكة قرش جائعة تموت في جزيرة مهجورة إنهم واهمون لن يستريحوا إلا إذا سقط النظام قتيلا برصاصاتهم الطائشة. لقد قامت القيامة علي النظام السياسي القائم بعد ما حدث من تحرشات جنسية غير أخلاقية لصحفيات ومحاميات في مظاهرة يوم الاستقاء... تقارير قاسية تصفه بالفاشية والنازية والديكتاتورية .. صور بشعة تحرض علي إزاحته وإزالته والتخلص منه .. ضغوط مكثفة عليه من القوي الدولية والمنظمات الأهلية كي يحقق فيما جري ويضع يده علي الفاعل... تهديدات بمقاطعة تجارية واقتصادية ودبلوماسية إذا لم يحدث ذلك... مكالمات غاضبة من زعماء العالم تحمل كل ما يمكن تصوره من دهشة وإزعاج لكن قبل أن تبرد أثار تلك الكارثة الأخيرة لتفتح الملفات القديمة والجديدة ". وتساءل حمودة " فمن هم عناصر الطابور الخامس المستترون داخل السلطة ؟ من هم الجواسيس الذين يعملون ضد الرئيس . من هم العملاء المختبئون في بطن حصان طروادة الذين سيخرجون في الوقت المناسب تحت جنح الظلام ويستولون علي الحكم؟ إن تصرفات هؤلاء المسئولين الذين يصرون علي إحراج النظام تسبب انهيارا في شعبية الرئيس وتضاعف دون مجهود من قوة المعارضة التي لا أتصور أنها كانت تحلم بما حققته في تلك الفترة الوجيزة أن سذاجة الآخرين تمنحنا عبقرية ليست فينا أحيانا. لقد صنعت تلك الجماعة الخفية في السلطة المصرية أبطالا من أنابيب كانوا يستحقون السجن بكل التهم الجنائية والسياسية فإذا بهم يصبحون شهداء وأبرياء بعد أن تعاملت السلطة معهم بطريقة تخلو من الحنكة والخبرة فكان أن غسلت تاريخهم الأسود وحولتهم إلي زعماء...إن الحكومة السيئة تصنع نوعا من المعارضة أسوء منها والحكومة الفاسدة لا تستريح إلا لمعارضة أكثر فسادا منها والمعارضة من تلك العينة معارضة يسهل السيطرة عليها إما المعارضة.... المعارضة التي تنشط الحياة السياسية وتضاعف من حيويتها وتضبط إيقاع النظام الحاكم وتجعله يمشي علي حد السيف فهي معارضة مكروه ومضروبة ومقهورة ولا بد من القضاء عليها. إن كل خطوة إلي الأمام تأتي من الرئيس تتعثر بفعل حواجز الطابور الخامس لنعود بعدها خمس خطوات إلي الوراء وخطوة بعد خطوة وخطأ بعد خطأ فقد النظام أنصارا لا حصر لهم ليس حبا بقدر ما هو كره في النظام الذي لا يزال يصر علي أن يحتفظ برموز فاسدة فاسقة متعسفة يتجاوزون القانون ويتصرفون كالمماليك ويعاقبون من يتجرأ ويتعرض طريقهم ويكشف عوراتهم. للمرة المليون أعداء النظام هم أقرب الناس إليه... هم الذين ينامون في فراشه ويأكلون طعامه وينهبون ثرواته ويعملون ضده وفي اللحظة المناسبة سيهربون منه " . نعود مرة أخرى ، إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث شن الدكتور سعد الدين إبراهيم هجوما عنيفا على الدكتور أسامة الباز ووصفه بالكاهن الأعظم ، وذلك في إطار تعليقه على مقال الباز بشان الوصايا العشر لمن يريد الترشح لرئاسة الجمهورية ، حيث تساءل إبراهيم " إذا كانت هذه الوصايا أو الصفات العشر متوفرة في
سيد القصر الجمهوري فلماذا لم تظهر نتائجها بعد ربع قرن ؟ وإذا لم تكن متوفرة في سيد القصر بينما يعتقد أسامة الباز بضرورة توافرها في سيده فلماذا لم يتركه ويبحث عن سيد آخر تتوفر فيه هذه الصفات ، أم هل أن أسامة الباز يضع شروطا تعجيزية إضافة إلى تلك التي وضعها الحزب الوطني في الاستفتاء التعيس وقانون الترشيح لرئاسة الجمهورية؟ . من اللافت للنظر اختيار أسامة الباز لعنوان مقاله "فالوصايا العشر" هو تعبير ديني تواراتي إنجيلي يشير إلى أوامر إلهية مقدسة من صاحب الجلالة إلى نبيه موسى عليه السلام وتنطوي هذه الأوامر الإلهية على عقاب من يعصاها أو يخالفها إما في الدنيا (عقاب عاجل) أو في الآخرة (عقاب آجل) ولم ينس أسامة الباز بدوره أن ينذرنا بعبارة إضافية في عنوان المقال وهي حتى لا يندم بعد هذا أحد وهكذا فقد أعذر من أنذر أي الله! . من الوصايا الغائبة في فقه السلطة والسلطان للعالم العلامة والحبر الفهامة أن يكون قد عرفت عن الرئيس أو المرشح للرئاسة أنه يحترم إرادة شعبه ويحرص على معرفتها دوريا والنزاهة بحيث لا يزور أو يصادر هذه الإرادة في الانتخابات العامة وأن يكون قد عرف عنه الأمانة أي ألا يكون هو أو يسمح لمن حوله بالفساد أي الإثراء باستخدام مواقعهم في السلطة أو القرب منها وهكذا في مقال من حوالي ألف كلمة في عام 2005 لا نجد ذكرا للديمقراطية أو الحرية أو العدالة أو حقوق الإنسان مرة واحدة فمن الواضح أن هذه المفاهيم الحقوقية لا مكان لها لا في قاموس أسامة الباز ولا في وعيه السياسي المعلن على الملأ حتى وهو يتحدث عن موضوع سياسي ينطوي على ترشيح وانتخاب لقمة السلطة في مصر المحروسة وهذا أيضا رغم أن الرجل قد درس الحقوق في أعرق جامعة مصرية (فؤاد الأول أو القاهرة فيما بعد) وفي أعرق جامعة أمريكية (هارفارد) " . وأضاف إبراهيم " كانت طبقة الكهنة في مصر القديمة تتولى مسئولية توظيف الدين لتكريس خضوع المصريين لسلطة الفرعون وهم الذين أبدعوا مفهوم الملك الإله لكي تتكامل سلطته الزمنية الدنيوية مع سلطته الروحية الأخروية ، وهكذا تكون السيطرة كاملة من جانب الشعب وكانت طبقة الكهنة تحيط نفسها بغلالة كثيفة من الغموض والكتمان وهي حافظة الأسرار ومستودع المعرفة والحكمة تقيم الصلوات ومراسم التتويج وتبارك الولادات وتعقد الزيجات وتقود الجنازات والوفيات إلى مثواها الأخير في البر الغربي للنهر حيث تغيب الشمس. وكان لطبقة الكهنة كبير هو الكاهن الأعظم وحينما فرغت من قراءة "الوصايا العشر حتى لا يندم بعد هذا أحد " قفزت إلى مخيلتي هذه الصورة التاريخية لكبار كهنة مصر الفرعونية يحملون المباخر في موكب مهيب يتقدمهم الكاهن الأعظم الذي يكاد يتطابق في حجمه ورسمه واسمه مع أسامة الباز ومن خلفه أشباه صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي أما الذي لست متأكدا منه فهو إذا كان الموكب إلى البر الغربي لتوديع فرعون أم تتويجا في البر الشرقي لفرعون جديد وليس أكثر خبرة بهذا أو بذلك في مصر المحروسة من أسامة الباز فقد شارك في أربعة من هذه المواكب إلى تاريخه والله أعلم " . نبقى مع انتخابات الرئاسة ، لكن نتحول إلى مجلة " آخر ساعة " الحكومية ، حيث شن محمد الشماع هجوما عنيفا على المظاهرات المعارضة لترشيح الرئيس مبارك لفترة خامسة ، قائلا " لقد تعجبت كثيرا للمظاهرات التي يقوم بها بعض أعضاء الأحزاب المعارضة لنقد نظام الحكم والحاكم.. وكيف تستبيح لنفسها الاعتراض علي ترشيح مواطن أي مواطن، وقد سمح القانون الذي يحترمه النظام السياسي الذي ينتقدونه ويهاجمونه ويتظاهرون ضده، بالرغم من أنهم قلة لا تتعدي المئات فإننا نحترمها ونحترم آراءها، مع أن هذه القلة تريد أن تفرض آراءها علي الملايين.. فكيف يستقيم هذا الرأي، وتلك الأفكار مع الديمقراطية التي ينادون بها!! . هؤلاء المتظاهرون لماذا لم يخرج أحد منهم ليكون من بين المرشحين ويعلن برنامجه وأفكاره وآراءه علي من يعتقد أنهم سوف يعطونه أصواتهم ويؤيدونه، طالما أنهم اقتنعوا به مرشحا!! إننا لا نعترض علي معارضة هؤلاء لآراء وأفكار وبرامج، ولكن لا نوافقهم علي اعتراضهم علي حق أي مواطن في ممارسة حقوقه السياسية التي هي حق لجميع المواطنين سواء كانوا في المعارضة أو الحكم أو مستقلين.. ولكن لنترك الحكم في النهاية لإرادة الجماهير التي هي صاحبة الحق في الاختيار ". وأضاف الشماع " أن أحد الأحزاب التي امتنعت عن الترشيح كان من منطلق أنها لم تجد لديها القدرة علي ترشيح أحد بعد اعتذار قيادتها التاريخية، ثم تغير موقفهم، ولم تكتف بذلك بل أكدت في مؤتمر صحفي دعت إليه أن الحزب سوف يخوض معركة سياسية وجماهيرية بكل مستوياته وتشكيلاته ضد مرشح الحزب الوطني، ثم تراجع الحزب فجأة عن مقاطعة الانتخابات وأعلن أنه في انتظار إعلان كشوف المرشحين للانتخابات في نهاية الأسبوع الحالي لتحديد موقفه النهائي. فماذا يريد الحزب تحديدا وعلي أي أساس يتخذ هذه القرارات المفاجئة.؟! . أفهم أن من حق هذا الحزب المعارض ألا يدعو لانتخاب الرئيس مبارك.. ولكن لمن سيدعو.. ومن سيؤيده الحزب ؟! . أما الذي لا أفهمه هو إعلان الحزب أنه سيكون ضد انتخاب الرئيس.. هل يدلني أحد علي معني لذلك؟.. هل يريد هذا الحزب أن يكون مقعد رئيس الجمهورية.. خاليا.. أو يكون شاغرا.. ما هو هذا السخف؟!.. لقد كنا ننتظر من هذا الحزب باعتباره حزب صفوة مثقفة وهو حزب قديم يلقي كل الاحترام منذ تأسس، أن يكون أكثر إيجابية. لكني في الحقيقة لا أفهم ماذا تريد قيادات الحزب ؟! أما الحزب الذي شهد انقساما بين حرس الماضي.. والقيادات المجددة التي كانت تريد خوض الانتخابات، فقد تغلب فيه للأسف تيار القيادة من الحرس القديم.. كنا نتمنى ألا يقتصر عدد مرشحي الأحزاب علي سبعة أو ثمانية أو حتى عشرة مرشحين أو أكثر، خاصة أن هناك عشرين حزبا في مصر، وكنا نتمنى أن تكون أحزاب التجمع والوفد والناصري علي رأس الأحزاب التي تتقدم بمرشحين باعتبار أنها لها ثقلها السياسي. لكن علي كل حال فإننا علي ثقة من أن الانتخابات القادمة ستكون مضربا للأمثال في المشاركة الشعبية والإقبال الجماهيري علي الصناديق.. كما ستكون كذلك نموذجا يحتذي نتمنى أن تتم في مناخ من الحرية والنزاهة والشفافية في كل مراحلها " . ننتقل إلى صحيفة المصري اليوم ، حيث وجود هجوم الشماع على المعارضة تعضيدا من مجدي الجلاد ، قائلا " المعارضة الآن في مأزق سياسي ومحك جماهيري والعبرة دائما ب "الخواتيم" وخواتيم التنسيق والتحالف بين الأحزاب الثلاثة الرئيسية "الوفد والتجمع والناصري" تؤكد أن الأشهر القليلة المقبلة سوف تسفر عن مذبحة حقيقية قد تأتي على البقية الباقية من هذه الأحزاب ، فبينما انحاز حزبا التجمع والناصري لخيار مقاطعة الترشيح للانتخابات الرئاسية فاجأ الوفد الجميع بالخروج عن الاتفاق المسبق وترشيح نعمان جمعة والذي اعتذر بدوره للحزبين مؤكدا نزوله على رغبة الهيئة العليا للحزب رغم معارضته للقرار. وفي مواقف الأحزاب الثلاثة ما يتعارض كليا مع مبادئ العمل السياسي وأصول المعارضة الحقيقية فالتجمع والناصري اقترفا أبرز أخطاء الماضي بالانسحاب والمقاطعة ونسيا أن ثمة فرقا كبيرا بين أحزاب المعارضة وحركات الرفض فما نقبله من تجمع نخبوي يمارس الرفض والاحتجاج على النظام وسياساته مثل حركة كفاية والتجمع الوطني من أجل الديمقراطية يصعب أن نقبله من أحزاب تطرح نفسها باعتبارها بديلا سياسيا للحزب الحاكم ". وأضاف الجلاد " والحق أن قرار التجمع والناصري لم يمثل مفاجأة فهو مولود طبيعي من رحم التجربة الحزبية في مصر فهذه ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها المعارضة من صناديق الاقتراع وهي أيضا المرة المليون التي تثبت فيها أحزاب المعارضة للجميع أنها لا تمتلك برامج قادرة على إقناع المواطنين بجديتها وأنها عاجزة عن تقديم زعامات سياسية تحظى بحد أدني من القبول والشعبية. أما الوفد فبصرف النظر عن الدوافع الحقيقية لخطوته المفاجئة بخوض انتخابات الرئاسة وما يقال في العلن وما يتردد في الكواليس فإن الخطأ الأبرز الذي اقترفه وهو في غرفة التسخين أن زعيمه نعمان جمعة تعمد أن يقول للجميع صراحة إنه يدخل المنافسة رغما عنه وهو خطأ فادح في إدارة الحملات الانتخابية ونقص في الممارسة الناضجة للمعارضة فقد بدا الرجل وكأنه عنصر مكمل لديكور الانتخابات وليس بديلا قويا يسعى للفوز باعتباره رئيس أكبر أحزاب المعارضة ولا يشفع له قوله إنه استجاب للأغلبية في الهيئة العليا للحزب وأنه عارض الترشيح لضيق الوقت وسطوة الحزب الوطني فالمفترض أن الوفد كما يدعي يمتلك قاعدة جماهيرية تمنحه القدرة على المنافسة في الانتخابات حتى لو أجريت مساء اليوم. إن أحزاب المعارضة خسرت الجولة قبل أن ترتدي القفازات ولكن الخسارة الأكثر فداحة ستكون في الانتخابات البرلمانية ولن تكون مفاجأة لنا فقد اعتدنا أن نعيش بدون أحزاب معارضة! " . نتحول إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث اعتبر صلاح عيسى أن الدكتور نعمان جمعة يعد بمثابة مرشحين الإصلاحيين المصريين في انتخابات الرئاسة المقبلة ، ومضى قائلا " منذ اللحظة الأولي لإعلان البدء في إجراءات تعديل المادة 76 من الدستور، لاختيار رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح، وأنا ألح في كل ما أكتب أو أقول علي الإصلاحيين في مصر، أن يأخذوا الأمر مأخذ الجد، مهما كان رأيهم في مدي مصداقية الخطوة، ومهما كانت العصي التي سوف يضعها المحافظون في عجلة الإصلاح أثناء صياغة المادة، وأن يخوضوا معركة الانتخابات الرئاسية هذه المرة بمرشح واحد ينافس مرشح الحزب الوطني، ويطرح في مواجهته برنامجا للإصلاح السياسي والدستوري الجذري. أما السبب، فلأن الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين في مصر، كان ولا يزال يدور داخل إطار الطبقة السياسية وبعيدا عن الجماهير الشعبية المشغولة أساسا بهموم الحياة اليومية من ارتفاع الأسعار إلي البطالة ومن مشاكل الإسكان إلي مشاكل المواصلات ومن نقص الخدمات إلي زيادة الفساد، ولن يفوز الإصلاحيون في هذا الصراع، إلا حين ينجحون في إقناع الجماهير بأن التوصل إلي حل لتلك الهموم المتراكمة، رهين بتحديث النظام السياسي والدستوري القائم، علي نحو يتيح لهذه الجماهير أن تختار من يحكم باسمها، وأن تسائله عن طريقة ممارسته لما يحوزه من سلطة وأن تغيره إذا أساء استغلالها، عبر صناديق انتخابات نزيهة، في ظل توازن بين السلطات يصون كل الحقوق والحريات ". وأضاف عيسى " والحقيقة أنني لم أسعد بالأصوات التي ارتفعت تطالب الإصلاحيين بمقاطعة الانتخابات الرئاسية هذه المرة، لأسباب لو كانت مبررا لهذه المقاطعة لكان معني ذلك أن يقاطعوها إلي الأبد، كان علي رأسها التشكك في نزاهة الانتخابات وفي حياد أجهزة الدولة وأجهزة الإعلام القومي. وهي كلها مخاوف مشروعة لكنها مبرر لخوض الانتخابات الرئاسية وليس لمقاطعتها إذ إن ذلك هو الوسيلة الوحيدة للبرهنة العملية علي صحة هذه الشكوك، ولفضح هذه الممارسات والتنديد بها لو أنها حدثت. وفضلا عن أن خوض معركة الانتخابات الرئاسية فرصة لتثبيت الحق بممارسته، ولفضح كل إهدار لضمانته لو وقع، فهو كذلك فرصة لكي يطرح الإصلاحيون برنامجهم علي الرأي العام فرصة ولكي يستنهضوا الأغلبية الصامتة المهمومة بعذاب كل يوم، فتحتشد لتأييدهم.. وتحسم المعركة لصالحهم. وربما لهذا السبب، سعدت سعادة بالغة بقرار حزب الوفد بترشيح الدكتور نعمان جمعة في الانتخابات الرئاسية، ليس فقط لأنه يرأس أحد الأحزاب الرئيسية المهمة، ويمثل تيارا عريقا من تيارات الحركة الوطنية الديمقراطية في مصر، أو لأن خوضه المعركة يرفع من مستوي ومكانة الذين ينافسون مرشح الحزب الوطني، ويضفي علي المنافسة ما تتطلبه من جدية ووقار واحترام وسعي للمصالح العامة ولكن كذلك لأن د. نعمان جمعة بهذه الصفات وبإمكانياته الشخصية هو الراية الأكثر ملاءمة لكي يخوض في ظلها الإصلاحيون المصريون معركة انتخابات الرئاسة. وبصرف النظر عن دعوات المقاطعة التي تحمست لها بعض الحركات غير الحزبية، أو القرارات التي أعلنها حزبا التجمع والناصري بعدم خوض انتخابات الرئاسة فنحن الآن أمام موقف جديد، يتطلب أن يحتشد الجميع، خلف مرشح واحد لا يخوض المعركة باسم حزب الوفد وحده ولكنه يخوضها باسم الإصلاحيين المصريين جميعهم، وببرنامج للإصلاح السياسي
والدستوري الجذري، يعبر عن المشترك بين مطالبهم جميعا.. هو الدكتور نعمان جمعة " . نعود مرة أخرى لصحيفة " الأهرام " ، حيث اعتبر الدكتور ناصر الأنصاري أنه " وكما يفعل الأب مع أولاده في سن المراهقة يجب أن تفعل الدول مع شعوبها في مرحلة المراهقة السياسية بمعني الصبر والتغاضي‏,‏ والتعليم والإرشاد وتمرير السخافات‏,‏ ومرة أخري مثل الأفراد الذين ينتقلون من الناحية الفعلية إلي الرشد نتيجة خوض تجربة معينة أو التعرض لحادث أو الوقوع في مأزق يخرج منه الفرد وقد أشتد عوده‏,‏ وتغيرت نظرته للحياة وبذلك يصبح رجلا رشيدا‏.‏ أما بالنسبة لشعبنا الذي يمر الآن بمرحلة حساسة من تاريخه الطويل في النضال من أجل الحرية والديمقراطية‏,‏ كما فعلت الشعوب التي سبقتنا في هذا المضمار فأنها أيضا مرت بمرحلة من المراهقة السياسية ولكن نتيجة لأحداث أو حوادث معينة انتقلت إلي مرحلة الرشد السياسي‏..‏ فهل أتمنى علي الله أن يكون ما يحدث الآن علي الساحة في مصر هو تلك الأحداث التي تتسبب في الانتقال من حالة المراهقة السياسية إلي الرشد السياسي الذي يستمر معنا والذي يميز به الشعب بسهولة بين الخطأ والصواب وبين الغث والثمين‏.‏ وتساءل الأنصاري " هل أتمني علي الشعب أن يمارس حقه التام في التعبير ولكن أن يحاول الوصول إلي الرشد السياسي حتى لا نظل في المراهقة السياسية بسخافاتها وهيافاتها؟ . هل أتمني علي السلطة أن تستمر في صبرها علي مرحلة المراهقة السياسية دعما للديمقراطية‏,‏ وللمساعدة في انتقال هذا الشعب من المراهقة السياسية إلي الرشد السياسي الدائم بإذن الله‏.‏ الفرصة إذن سانحة أمامنا لننتقل من مرحلة المراهقة السياسية إلي مرحلة الرشد السياسي ولكن علينا أن ننتهز الفرصة ونقتنصها لأنها إذا ذهبت من أيدينا هذه المرة قد لا تتكرر‏,‏ ولكن الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية واستثمارها يتطلب تضافر جميع الجهود فهل من أمل قريب في الرشد السياسي‏! " .‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة