وزارة الصحة في غزة: 36654 شهيدا و83309 مصابا بالقصف الإسرائيلي منذ أكتوبر    المصري يؤدي تدريباته الجماعية استعدادا لمواجهة الزمالك بالدوري    عاجل.. تشكيل منتخب السعودية الرسمي أمام باكستان في تصفيات كأس العالم    فتاوى بشأن صيام العشر من ذي الحجة 2024    وزير الخارجية يؤكد على مواصلة مصر تكثيف جهودها لوقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب تروسيكل على طريق المحيط بالمنيا    ضبط 37 طن لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقاهرة    هند صبري: غيرنا بعض التفاصيل في مفترق طرق ليتماشى مع المجتمع الشرقي المحافظ    قرار المركزي الأوروبي بخفض الفائدة يحرك الأسواق العالمية، وصعود تاريخي لأسهم منطقة اليورو    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة شاملة لقرية شابور بالبحيرة    رابط التقديم وشروط الحصول على زمالة فولبرايت في عدة مجالات أبرزها الصحافة    البدري يكشف.. سبب رفضه تدريب الزمالك.. علاقته بالخطيب.. وكواليس رحيله عن بيراميدز    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    حركة تغييرات محدودة لرؤساء المدن بالقليوبية    رئيس جامعة المنوفية يتفقد سير الإمتحانات بكلية التمريض    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 الجزائر وفقا للحسابات الفلكية؟    الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة يلتقي منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجلس الأمن القومي الأمريكي    جميلة عوض تودع السنجلة بصحبة صديقاتها.. صور    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    نقابة المهن التمثيلية تنفي علاقتها بالورش.. وتؤكد: لا نعترف بها    سوسن بدر تكشف أحداث مسلسل «أم الدنيا» الحلقة 1 و 2    جيش الاحتلال ينفي إعلان الحوثيين شن هجوم على ميناء حيفا الإسرائيلي    «الإفتاء» توضح أفضل أعمال يوم النحر لغير الحاج (فيديو)    هل يحرم على المضحي الأخذ من شعره وأظافره؟.. الإفتاء تجيب    حج 2024| 33 معلومة مهمة من الإفتاء لزوار بيت الله    وزير العمل يلتقى نظيره التركي لبحث أوجه التعاون في الملفات المشتركة    هيئة الدواء تستقبل رئيس هيئة تنظيم المستحضرات الدوائية بالكونغو الديموقراطية    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    للراغبين في الشراء.. تراجع أسعار المولدات الكهربائية في مصر 2024    لوكاكو: الأندية الأوروبية تعلم أن السعودية قادمة.. المزيد يرغبون في اللعب هناك    تكبيرات عيد الأضحى 2024.. وطقوس ليلة العيد    الأقوى والأكثر جاذبية.. 3 أبراج تستطيع الاستحواذ على اهتمام الآخرين    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    التحالف الوطنى للعمل الأهلى ينظم احتفالية لتكريم ذوى الهمم بالأقصر    التحقيق مع عاطل هتك عرض طفل في الهرم    البنك المركزى: 113.6 تريليون جنيه قيمة التسويات اللحظية بالبنوك خلال 5 أشهر    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    تباين أداء مؤشرات البورصة بعد مرور ساعة من بدء التداولات    تركي آل الشيخ: أتمنى جزء رابع من "ولاد رزق" ومستعدين لدعمه بشكل أكبر    والدة الأبنودي مؤلفتها.. دينا الوديدي تستعد لطرح أغنية "عرق البلح"    عضو بالبرلمان.. من هو وزير الزراعة في تشكيل الحكومة الجديد؟    رئيس الوفد فى ذكرى دخول العائلة المقدسة: مصر مهبط الديانات    انخفاض 10 درجات مئوية.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة الحارة    وزير الري: تراجع نصيب الفرد من المياه إلى 500 متر مكعب (تفاصيل)    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    زغلول صيام يكتب: عندما نصنع من «الحبة قبة» في لقاء مصر وبوركينا فاسو!    حسام البدري: تعرضت للظلم في المنتخب.. ولاعبو الأهلي في حاجة إلى التأهيل    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    قبل عيد الأضحى.. ضبط أطنان من الدواجن واللحوم والأسماك مجهولة المصدر بالقاهرة    بوريل يستدعي وزير خارجية إسرائيل بعد طلب دول أوروبية فرض عقوبات    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا للثانوية العامة الجزء الثاني    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    رئيس شؤون التعليم يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية بالأقصر    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. أولى صفقات الزمالك وحسام حسن ينفي خلافه مع نجم الأهلي وكونتي مدربًا ل نابولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سؤال محرج: ماذا سوف يفعل الرئيس لو خسر الانتخابات ؟ .. وتقارير حول أن ثروة الرئيس مبارك تبلغ 55 مليار دولار .. وكشف النقاب عن أسرار مبايعة البابا شنودة لمبارك .. وتجدد المطالبة بمنح الإخوان حزبا سياسيا
نشر في المصريون يوم 10 - 08 - 2005

استمرت حدة الجدل السياسي مشتعلة في صحف القاهرة اليوم ، حيث تعرض البابا شنودة ל على خلفية مبايعته باسم الكنيسة والأقباط للرئيس مبارك ، لهجوم غير مسبوق ، حيث تم وصفه بالمحرض والمرشد لأجهزة الأمن ، واعتبر البعض أنه طالما لم يحافظ البابا على وقار منصبه الديني فانه بذلك لم يعد يمتلك حصانة من النقد مثله في ذلك مثل شيخ الأزهر أو مفتي الجمهورية . الهجوم ، امتد كذلك ليشمل الحزب الوطني بسبب تأخره في الإعلان عن البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك ، وهو ما دفع البعض للتساؤل عما إذا كان البعض في الحزب الوطني يعتقد أن الرئيس مبارك سوف ينجح ببرنامج انتخابي أو بدون برنامج . كما طال الهجوم ، الصحف القومية التي أفردت معظم صفحاتها لتغطية الجولات التي قام بها الرئيس مبارك في الأيام الأخيرة ، باعتبار أن ذلك يعد انحيازا من جانبها لمرشح الحزب الوطني على حساب باقي المرشحين للرئاسة . صحف اليوم تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، وتناولت للمرة الأولى للحديث عن ثروة الرئيس مبارك ، مشيرة إلى أن الصحف الغربية تشير إلى أن تلك الثروة تتراوح ما بين 45 إلى 50 مليار دولار . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث كان البابا شنودة بطريرك الكنيسة المرقصية هدفا لهجوم عنيف ، شنه عليه حسنين كروم على خلفية هجوم البابا على الحركات المطالبة بالإصلاح ، خاصة حركة كفاية وإعلانه دعم الكنيسة للرئيس مبارك ، حيث علق كروم ، قائلا " إننا إزاء زعيم لحزب أرثوذكسي متحالف مع الحزب الوطني ويحرضه لان يتخذ أقسى الإجراءات ضد معارضيه وعندما يصل البابا شنودة إلى هذا المستوى المؤسف وينزل بقامته الطويلة إلى مجرد محرض أو مرشد فلا حصانة له بعد الآن من النقد والهجوم مثلما لا حصانة لشيخ الأزهر والمفتى الذي طلب علنا أن نرفعه لمستوى الله والأنبياء " . وأضاف كروم " لقد بدأت الآن أدرك ، وقد أكون مخطئا ، سبب هذا التحول في أدوار البابا وسر عصبيته من حركات المعارضة إن الورقة الأمريكية التي بدأ يحس بأنه يفقدها منذ أن أعلنت الإدارة الأمريكية أنها لا تمانع في منح الإسلاميين المعتدلين حرية العمل السياسي والوصول للسلطة وبدأت توجه الإنذارات للنظام كلما بطش بالمتظاهرين وأصبحت أمريكا لاعبا رئيسيا في الساحة السياسية لا يقتصر تدخلها – كما كان من قبل ، في مشاكل الأقباط مما خطف الاهتمامات الأمريكية بعيدا عن الكنيسة وأقباط المهجر ، وتركزت على المعارضة وإجبار النظام على تغيير أسلوبه معها وإذا أدركنا أن جميع قوى المعارضة تتعاطف لأبعد الحدود مع مطالب أشقائنا الأقباط ، فمعني ذلك أن الزعامة السياسية للبابا والكنيسة ستعصف بها رياح الديمقراطية لان الأقباط سيصبحون جزءا من الحركة السياسي مثلما ستدفع هذه الرياح بالمؤسسات الدينية الإسلامية لان تلزم حدودها الدينية لا تتخطاها . البابا شنودة والكنيسة لا مصلحة لهما في وجود ديمقراطية حقيقية وهذا سبب تحوله إلى محرض وسر عصبيته غير المعهودة .. اللهم إلا إذا كان هذا جزءا من عملية توزيع أدوار ، البابا مع النظام ضد المعارضة وجزء من الكنيسة مع المعارضة بما فيها الإخوان المسلمين ضد النظام وعلى كل فانتخابات مجلس الشعب هي التي ستكشف الحقيقة " . ننتقل إلى صحيفة " الدستور" المستقلة ، والهجوم الأشد عنفا في صحف اليوم ، والذي من المفارقة أنه كان من نصيب الشعب المصري المغلوب على حاله ، لكن إبراهيم عيسى رئيس تحرير الصحيفة تساءل بغضب " لماذا يصر الشعب المصري على التعامل مع مبارك على طريقة اللي يتجوز أمي أقوله يا عمي ؟ . لماذا يبدو الشعب مستسلما رخوا ومائعا أمام حكم مبارك الأبدي الذي أوصل المواطن المصري إلى ما هو فيه من ضنك وفقر وضيق ذات اليد ؟ ومع ذلك المواطن اللي طالع دينه وروحه لا يطلع في المظاهرات ولا ينوي في الغالب أن يطلع للجان الانتخابان ليقول لا لمبارك وينتخب أبا غيره . أنا مستعد أسمع أغاني عن أصالة الشعب المصري وتحمله وقدرته على الصبر وكل هذت الحجج البالية الرقيقة التي تسمعها في الشريط السافف ، ومتأهب تماما للإنصات لنظريات يتكرم بها البعض علينا ويقول إن السبب في استسلام وعبودية المصريين لحاكمهم في سنوات البطش والقهر والقمع والخوف الذي صار طبيعيا وجزءا من جينات المواطن المصري . لكنني لا أظن أن هذا العبث النظري له قيمة حقيقية الآن ، فهذا الضغط الرهيب الذي يعانيه المجتمع وتلك الظروف الاقتصادية المروعة وهذه العيشة الزفت التي يحياها والبطالة المريعة التي يعيشها كل شباب مصر تقريبا والفساد الذي نراه ونشمه ونتحسسه عند كبار المسئولين وعيالهم وتلك الأمراض الغريبة المنتشرة في البلد الذي جعت صحته معتلة مختلة ، وتلك المبيدات التي أكلناها والتلوث التي تتعفن معه مياه الشرب وكل هذا السواد إذا لم يحرك الملايين من أجل أكل عيشهم وصحتهم وحياة عيالهم فمتى بروح أمهم يتحركون ؟ " . والحقيقة أن حكم مبارك منذ اللحظة الأولى لتوحشه الناعم في منتصف الثمانينيات تحول إلى ما أسماه الدكتور جمال حمدان في كتابه الأخطر " شخصية مصر " بالعصابة الحاكمة ، يقول حمدان ( لسوء الحظ عرفت مصر غالبا العصابة الحاكمة – ولا نقول أحيانا الحثالة الحاكمة – بمعنى عصبة مغتصبة تستمد شرعيتها من القوة غير الشرعية ومن هنا فلئن كانت مصر الطبيعية حديقة لا غابة ، فقد كانت على العكس بشريا غابة لا حديقة ، وإن كانت زراعيا مزرعة لا مرعى ، فقد كانت سياسيا مرعى لا مزرعة للأسف ، وبالتالي فكثيرا ما كانت مصر إلى حد بعيد حكومة بلا شعب سياسيا ، وشعبا لا حكومة اقتصاديا ) ". وأضاف عيسى " هذه اللحظة التي وصلت فيها مصر إلى المنحدر الكبير وهو تحويل مبارك من رئيس فوجئ برئاسته إلى زعيم مدشن من منافقيه ومؤله من المنتفعين بفرعنة الحاكم ثم بدأ تخلي مبارك عن شعوره ببشرية الرئيس إلى استمراء واستمرار واستقرار إحساسه بقدسية الرئيس وهو ما تراه مكتوبا على مصر كما يشرح جمال حمدان ( وهذا ما يصل بنا في النهاية إلى ذروة النظام وذروة المأساة أيضا ، لقد كانت مصر أبدا هي حاكمها وحاكمها هو عادة اكبر أعدائها وأحيانا اشر أبنائها وهو على أية حال يتصرف على أنه " صاحب مصر " و " ولي النعم " أو " الوصي على الشعب القاصر الذي هو عبيد إحساناته " ووظيفته أن يحكم ، ووظيفة الشعب أن يحكم ، بضم الياء ، وأن الشعب الأمين هو شعب آمين ، والمصري الطيب هو وحده المصري التابع الخاضع وإن لم يعتقد حقا أن المصري لا يكون مصريا إلا إذا كان عبدا أو كاد ) . لكن جمال حمدان لم يصل إلى ما وصلت إليه العقلية الحاكمة منذ منتصف الثمانينات فلم يكن كافيا أن يكون الشعب خاضعا وعبدا والرئيس فرعونا بل أدرك النظام أنه لا يمكن أن يستكين شعب ولا تخضع أمة لحاكم إلا حين تشارك الناس فعليا في فساد الحكم ، وفي الوقت الذب انفتح فيه فساد الدولة على مصراعيه تركوا باب فساد وإفساد الشعب مواربا ، فلا يمكن لمرؤوس أو موظف أن يرى مديره مرتشيا ويسكت فإما أن يفضحه أو يرتشي مثله أو يقسم معه . هنا جوهر الأزمة فكيف تطلب من شعب امتلأت بطنه بالمال الحرام أن يحاسب حكما على فساده وماله الحرام ، وكيف تطلب من متولي أن يغسل عاره ويقتل أخته شفيقة بينما متولي يعمل في نفس الكباريه ، ولان قرني هو قرني ، فهو لا يستطيع أن يغضب من أجل شرفه فساعتها سوف يصرخ فيه الحكام : جري إيه أنت نسيت نفسك يا قرني ؟ " . ونعود مجددا إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث تساءل سليمان جودة ، قائلا " لا أحد يعرف ، إلى هذه اللحظة الخيط الرفيع الذي فصل بين الرئيس مبارك بوصفه رئيسا للدولة ، وبينه بوصفه مرشحا للحزب الوطني في انتخابات الرئاسة ، فهناك خلط كامل بين مبارك المرشح ومبارك الرئيس والصحف القومية تتعامل معه ومع أخباره باعتباره الاثنين معا ، مع أن مبادئ الحياد الإعلامي التي يتكلمون عنها تقتضي الفصل الواضح والقاطع بين موقعه الرئيس في القصر الرئاسي وبين موقعه في قلب المعركة باعتباره واحدا من عشر مرشحين . وقد يسأل سائل : هل يتوقف الرئيس عن افتتاح المشروعات وزيارة المحافظات واستعراض المواقع الجديدة ، من هنا إلى 7 سبتمبر ؟ . وهذا سؤال وجبه وجاوبه سهل وهو أن هناك خيارين : إما أن يتوقف الرئيس مبارك فعلى عن مثل هذه الزيارات مؤقتا ، لثلاثة أو أربعة أسابيع قادمة وعندها لن تخرب الدنيا ولن تتقوض أركان هذه المواقع والمشروعات إذا لم يفاجئها الرئيس بالزيارة هذه الأيام .. فهي في انتظاره ليزورها كما يشاء بعد أن يفوز . وإما أن يمارس ما يحب من الأنشطة العامة بشرط أن تكون النافذة الوحيدة لنشر كل ذلك على الناس هي صحيفة الحزب الحاكم على اعتبار أن أي نشاط للرئيس في هذه الفترة سوف يصب في صالحه كمرشح لها منافسون وليس كرئيس له 24 عاما في الحكم " . وأضاف جودة " وبصراحة أكثر فإن الشغل الأساسي للرئيس في هذه الأيام ينبغي أن يظل محصورا في الدعاية لبرنامجه الانتخابي الرئاسي الذي لم يعلن عنه إلى ليوم ، ولا يزال الحزب يتكتمه وكأنه سر عسكري .. مع أنه أساس كل هذه المعركة ومع أنه هو السبب الوحيد الذي سيدعو ناخبا إلى منح صوته للمرشح مبارك أو يدعو ناخبا آخر إلى حجب صوته عنه . إن جميع المرشحين المنافسين تقريبا أعلنوا برامجهم أو خطوطها العامة على الأقل فيما عدا الحزب الوطني وهو أمر غير مفهوم ، اللهم إلا إذا كانوا مطمئنين تماما إلى الفوز ببرنامج أو بغير برنامج وتلك خطيئة سياسية كبرى لا يجوز أن يقع فيها رجال تمرسوا فن السياسة طويلا أو هكذا نتصور !! " . نعود مجددا إلى صحيفة " الدستور " ، حيث كسر أحمد فكري كل الخطوط الحمراء في الصحافة المصرية ، وتطرق للحديث عن حجم ثروة الرئيس مبارك ، مشيرا إلى أنه حاول الحصول على صورة من إقرار الذمة المالية الذي قدمه الرئيس مبارك للجنة الانتخابات الرئاسية ، ولما فشل في ذلك انتقل للبحث عن حجم ثروة الرئيس على المواقع الأجنبية على الانترنت ، قائلا " إن مصر لم تتغير ، والقائمون عليها مازالوا يغيبون الرئيس ويمنعون بينه وبين الناس ويغلقون كل قنوات الحوار والاتصال ويؤكدون أننا ما عندنا نملك غير " كفاية " ، كفاية اللجنة وكفاية المعني والتعبير والشعار ، خاصة وقد أغلق تماما عن لم يكن مغلقا منذ البداية خط الحوار بين الناس والرئيس ، وصرنا الآن – حماية لحقوقنا وأموالنا ووطننا ، مضطرين إلى التفتيش في ذمة الرئيس المالية من خلال التقارير المنشورة في الخارج ، وهي تقارير مفزعة ومخيفة ومدينة للرئيس والذين معه للحد الذي لا يمكن معه الآن أو في أي وقت آخر السكوت ، والاهم أنها مباحة ومتاحة ومرطرطة على الشبكة الدولية للمعلومات ، وخشنا بينا على النت وبلاش منها لجنة الانتخابات ووكيل الرئيس والحاجات الشكلية ديه ، لكن أسمح أن أقول لك إن الرئيس بصفته موظفا عاما حسب نصوص الدستور مضطر قانونا وملزم بتقديم إقرار ذمته المالية كل خمس سنوات للجهات الرقابية المعنية " . وأضاف فكري " عموما كبر مخك فلن يسمعنا أحد ، وتعال أقول لك بالضبط ماذا وجدت في التقارير الأجنبية عن ثروة الرئيس مبارك ، وكيف حصل عليها ؟ . توفرت لدي معلومات خطيرة ومهمة وحول أموال وأرقام فلكية وحسابات مهولة وهي معلومات في وسائل الإعلام الغربية – وبالمناسبة الرئيس مبارك لا يتحدث أبدا إلا للصحف الأجنبية ، وأحيانا يتكرم ويتحدث لصحفه الملاكي المعروفة دلعا ودلالا باسم الصحف القومية . تقول الصحف الأجنبية – طالما أن أحدا في مصر لا يقول – إن ثروة الرئيس مبارك في البنوك الأجنبية تراوحت بين 45 مليارا و55 مليارا دولار . تقارير مفزعة وتفرض أن نسأل : أليس حسني مبارك بشرا مثلنا يخطئ ويصيب وتجوز محاسبته ومساءلته ، أليس مقبولا ومعقولا أن تلتزم الدولة في ظل الطوفان الطاغي من المعلومات والاتهامات على الشبكة الدولية للمعلومات أن تغير من طريقتها في العمل وفي المكاشفة . كثير من الذين يعملون إلى جانب الرئيس وفي خدمته يكذبون عليه ويضرون به وبمصلحته ويعرقلون تواصله مع الناس .. أرجوك سيدي الرئيس – من فضلك – لك ولمصلحتك ولسمعتك وسيرتك بين أهلك أنشر الآن وليس غدا إقرار الذمة المالية لك ، ولأسرتك فلم تعد الأيام تحتمل ولم يعد الناس أسرى للصمت والتعميم الإعلامي ، الناس يا ريس خلاص بدأوا يسمعوا ويشوفوا .. الناس الآن
أتكلموا " . نتحول إلى صحيفة " الغد " المعارضة ، حيث طرح عبد النبي عبد الستار عددا من التساؤلات المحرجة ، قائلا " من حقي ومن حقك ومن حق الناس كلها أن تحلم بلحظة اختفاء الرئيس حسني مبارك من السلطة .. ومن حقان كلنا أن نحلم بلحظة جلاء الرئيس عن القصر الجمهورية وإذا كانت النغمة السائدة في الشارع السياسي في مصر هي أن مبارك بضمن بقاءه على كرسي الرئاسة لمدة 6 سنوات قادمة ، أطال الله في عمره ، استنادا إلى مخزون تراكمي في ذاكرة المصريين عن القدرات الخارقة لرموز النظم في العبث بصناديق الانتخاب رغم أنف المصريين .. وإذا كان البعض يتصور أن الرهان الآن ليس على تحديد الرئيس القادم بل على النسبة التي يحددونها لباقي المرشحين وترتيبهم .. مع التخلي عن فكرة نجاح مبارك بنسبة خمس تسعات الشهيرة ليصبح الأمر مقبولا خارجيا فإرادة المصريين وردود لا تعني أحدا داخل النظام ، فالمهم هو تجميل صورته أمام العالم الخارجي بعد تاريخ طويل حافل بكل ما هو سيئ ، فإنني أرى أن من حقنا أن نحلم بسقوط مبارك في انتخابات الرئاسة ، وهذا احتمال ضعيف ولكنه وارد في ظل رغبة ملحة لدي المصريين في التغيير والتخلص من وجوه أصابتهم بكل الأمراض النفسية والعصبية وحان وقت رحيلها ، هل يتقبل مبارك نتيجة الانتخابات بسهولة ، ويتعامل مع المسألة بروح رياضية ؟ ، وهل يغادر القصر الجمهوري هو وأسرته بدون أدني مشاكل وهل ينتقل للإقامة في شقته القديمة الصغيرة في روكسي أم يقيم مع نجله الأكبر علاء أم سيفضل العيش في شرم الشيخ ؟ ، وهل سيسمحون له بحمل الهدايا الثمينة التي تلقاها من الملوك والرؤساء والزعماء والشخصيات العامة على مدى 30 عاما من الحكم اللذيذ ، نائبا للرئيس ورئيسا للبلاد ، وهل سيتفرغ الرئيس للاستمتاع بحياته الأسرية ومداعبة حفيديه وكتابة مذكراته أو سيقضي أوقاته بعد الرئاسة في الترحال والرحلات بين دول العالم ؟ ، وهل سيحتفظ برئاسة الحزب الوطني ، وهل يظل نجله جمال في الصورة ويحظى بنفوذه الحالي وقدرته على إدارة وتحريك أكبر رموز مصر بإشارة من أصابعه أو نظرة من عينيه أو اتصال هاتفي " . ومضى عبد النبي في طرح التساؤلات " وهل يظل الوزراء على عهدهم واللهث خلف السيدة الفاضلة سوزان مبارك خاصة أنس الفقي وزير الإعلام وفاروق حسني وزير الثقافة ؟ .. وهل يظل الرئيس يتصدر نشرات الأخبار والصفحات الأولى من الصحف الرسمية ؟ وهل يظل المصريون يعتقلون في الشوارع والميادين أثناء مرور موكب الرئيس بالساعات دون مراعاة لظروف صحية أو ارتباطات عمل أو حتى آدمية البشر . اعتقد أن الأوضاع ستختلف كثيرا بمجرد أن يحمل مبارك لقب الرئيس السابق وسيعمل نجلاه في مجال البيزنس في الظل مثل أبناء عبد الناصر والسادات وستنذوي السيدة سوزان مبارك بعيدا عن الأضواء مثلما حدث مع سيدة مصر الأولى سابقا جيهان السادات .. وستفقد العائلة نفوذها في مجالات عديدة تهيمن عليها الآن .. على إيه حال دعونا ننتظر ماذا يفعل مبارك في حالة خسارته للانتخابات " . نتحول إلى صحيفة " الأهرام " الحكومية ، حيث اعتبر مكرم محمد أحمد أنه " إذا صحت التصريحات التي أعلنها السيد صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني من أن الحزب في حملته الانتخابية لصالح الرئيس مبارك لن يكون في حاجة إلي دعم أي جهة إدارية‏,‏ وانه قادر علي تمويل حملته اعتمادا علي موارده الذاتية دون قبول أي تبرعات من أية جهة في الداخل أو الخارج‏,‏ وإذا صحت نوايا الحزب في انه سوف يكون حريصا علي شفافية الانتخابات‏,‏ يلتزم كل القوانين والضوابط التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات‏,‏ حفاظا علي صورة مصر في الخارج وحتى لا يدع مجالا للمتشككين‏,‏ وإذا ما اقترن القول بالعمل‏,‏ وشهدنا في الانتخابات القادمة تحركا واعيا من الحزب الوطني لا يتدخل فيه المحافظون والوزراء‏,‏ ترتقي فيه أساليب حشد الناخبين إلي صناديق الانتخابات‏,‏ فربما نكون بالفعل في بداية مرحلة حزبية أكثر شفافية ونضجا‏,‏ وربما يكون ذلك بداية حركة إصلاح حقيقي للحياة الحزبية في مصر‏.‏ وأضاف مكرم " أن الحزب الوطني لن ينصلح حاله إلا في وجود أحزاب قوية قادرة علي منافسته‏,‏ تتطلع إلي تداول الحكم والسلطة‏,‏ فإن إصلاح الحزب الوطني سوف يؤدي بالضرورة إلي إصلاح باقي الأحزاب خصوصا تلك التي تعبر بالفعل عن تيارات وقوي موجودة في الشارع السياسي‏,‏ وهذا ما نشاهد بداياته الآن‏,‏ لأن الأمر يشبه تماما ما يحدث في الأواني المستطرقة من تأثير متبادل‏,‏ أما التفرد بالسلطة اعتمادا علي سطوة الإدارة‏,‏ وغياب الإحساس بالمنافسة والإبقاء علي الأمر الواقع بدعوى الحفاظ علي الاستقرار‏,‏ واستمرار وجوه تتشكك الناس في نزاهتها وحسن سمعتها فكلها أعراض سلبية تؤدي إلي ترهل الحياة الحزبية‏,‏ وتبعدها عن نبض الجماهير‏,‏ وتقتل داخلها روح المنافسة والمبادرة‏,‏ لكن أخطر نتائج ذلك‏,‏ أن تفشل الأحزاب في أن تكون أوعية صالحة تستوعب نشاط المجتمع السياسي‏,‏ وتترك وظيفتها لأوعية غير حزبية‏,‏ تتمثل في جماعات الضغط‏,‏ أو جماعات المصالح‏,‏ أو نخب للمثقفين لا علاقة لها بالشارع السياسي تحاول أن تستوعب حراك المجتمع السياسي‏!,‏ أو يبقي معظم الأحزاب علي وضعها الراهن‏,‏ مجرد عدد في الليمون أو أوعية فارغة العضوية‏ ".‏ نبقى في نفس الموضوع ، لكن ننتقل إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث أشاد محمد سلماوي بقرار الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب خوض انتخابات الرئاسة، قائلا " إن قرار الوفد بخوض معركة الرئاسة سيغير بلا شك من طبيعة المعركة الانتخابية وسيحولها إلي تجربة جادة سيكون لها أثر بعيد علي الانتخابات الرئاسية التالية لأنها ستكون قد أرست مبدأ مستقراً وستكون قد تركت وراءها رصيدا من الممارسة الجادة في هذا المجال. ولقد كانت المقاطعة تنطلق من رفض للأوضاع التي صارت إليها عملية التعديل الدستوري للمادة 76 والشروط المجحفة التي رفضتها ليس فقط الوفد وإنما أيضا جميع القوي الوطنية الأخرى باعتبارها شروطا مانعة للترشيح وليست سامحة له، ورفض المعارضة لتلك الشروط مفهوم، لكن ما هو غير مفهوم هو الانسحاب من ساحة المشاركة والامتناع عن الترشيح أو التصويت كما حدث في الاستفتاء، فقد كانت قوي المعارضة تتصور خطأ أن المشاركة تعني إقراراً ضمنياً بالشروط المرفوضة، وهذا غير صحيح، بل إن العكس هو الصحيح، بمعني أن امتناع المعارضة وباقي القوي الوطنية الرافضة للشروط المجحفة التي وضعت للترشيح عن المشاركة، إنما يساهم في ترسيخ هذه الشروط ويضمن وصولها إلي نتائجها الطبيعة التي هي منع الآخرين من غير أعضاء الحزب الوطني من خوض الانتخابات بينما الدخول إلي المعترك السياسي، وخوض الانتخابات والمشاركة في التصويت هو محاولة مهمة لإجهاض هذه الشروط المانعة والنتائج المترتبة عليها ". وأضاف سلماوي " أن دخول شخصية كبيرة مثل الدكتور نعمان جمعة إلي هذا المعترك والحزب الذي يرأسه بما يمثله من كوادر وتاريخ سينقذنا بلا شك من بقية الأسماء الهزيلة التي أبدت رغبتها حتى الآن لدخول التجربة، فهل يليق بمصر وما تمثله من تجربة سياسية عريقة أن يكون هؤلاء هم أفضل ما يخرج به المجتمع من خيارات لرئاسة البلاد؟! . وهل يصح أن يصرح أحد المرشحين بأنه رأي في المنام رقم 117 الذي هو عنوان مقر تقديم أوراق الترشيح بمصر الجديدة، فقدم نفسه للترشيح؟! وهل معقول أن يذهب أحد المرشحين لسحب أوراق الترشيح وهو يحمل معه بعض أرغفة العيش التي اشتراها لتوه للبيت؟! وهل من المتصور أن يدخل أحد المرشحين إلي الانتخابات بدون برنامج بحجة أنه لا يريد أن يفصح عن برنامجه حتى لا يطبقه المرشحون الآخرون؟! وهل من الممكن أن يكون أحد المرشحين لرئاسة مصر وقد دخلت القرن ال21 مازال يلبس الطربوش التركي الأحمر فوق رأسه؟! وهل يصح أن تعلن إحدى المرشحات أن تريد أنها تصل لمقعد الرئاسة لأنهم يمنعونها من السفر في المطار بلا سبب تعرفه؟! . إن خوض الوفد لانتخابات الرئاسة، بصرف النظر عن الرمز الذي سيمنحونه لمرشحه، سيكون فرصة لتصحيح الكثير من الممارسات البالية ولطرح الكثير من السياسات الجديدة جنباً إلي جنب مع سياسات الحكومة، وذلك كله ستتخطى نتائجه انتخابات الرئاسة لتظهر في الانتخابات البرلمانية القادمة، ومرشح حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة بالإضافة للخدمة الكبيرة التي سيقوم بها من أجل ترسيخ التجربة الديمقراطية ونقل المعركة من مجال الهزل إلي الجد، سيجد في النهاية أنه قد عبر الطريق أمام مرشحين في انتخابات مجلس الشعب التي ستأتي بعد انتخابات الرئاسة بأقل من شهرين، لأنه سينهي معركة الرئاسة وقد ملأ فكر الوفد وسياساته الساحة السياسية وهنا سيأتي مرشحو البرلمان ليحصدوا ثمار هذه المعركة ". نبقى في إطار الانتخابات الرئاسية ، حيث اعتبر سيد على أنه " بغض النظر عن نتيجة انتخابات‏7‏ سبتمبر الرئاسية‏,‏ فسوف تكون هناك عدة معارك هامشية لا تقل في أهميتها عن انتخابات الرئاسة‏,‏ وهي معركة الحزب الثاني‏,‏ ومعركة زعامة التيار الليبرالي في مصر‏,‏ وإذا كانت مصر قد حسمت إلي حين وجود حزب كبير يحكم‏,‏ فإنها في أمس الحاجة إلي بلورة حزب ثان حتى لا تظل الديمقراطية عرجاء تقف علي قدم واحدة‏,‏ وأغلب الظن أن انتخابات سبتمبر ستعطي الشرعية لبعض الأحزاب بما سيحصل عليه من أصوات حتى لو كانت‏1%,‏ كما أن هذه الانتخابات ستتوج زعامة التيار الليبرالي في مصر وستحسم الصراع بين حزبي الوفد والغد‏,‏ فكلاهما حزب ليبرالي‏..‏ صحيح أن الثاني يكاد يكون منشقا عن الأول‏,‏ ويذكرنا بالانشقاقات التي كانت تحدث مع الوفد القديم‏,‏ ولهذا سوف تكون هناك مفاجآت في هذه الانتخابات بما ستمنحه من شرعية لأحزاب وقيادات جديدة‏,‏ وبما ستفضحه لبعض الأحزاب العائلية والشكلية والتي لن تتعدي عشرات الأصوات معظمها أما من العائلة‏,‏ أو من الدائرة الضيقة المستفيدة "‏.‏ وأضاف على ساخرا " إني أري رؤوسا مسئوله قد أينعت‏,‏ وحان قطافها بعد موسم الانتخابات‏!‏ .. تقول الدولة انه لا سياسة في الدين‏,‏ ولا دين في السياسة إلا في موسم الانتخابات‏!‏ " . نختتم جولة اليوم من صحيفة " آفاق عربية " ، المقربة من جماعة الإخوان المسلمين ، حيث دافع المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب عن حق الجماعة في تأسيس حزب سياسي ، قائلا " إن التيار المحافظ في العمل السياسي هو التيار الذي يعتمد مرجعية القيم والتقاليد, ويقيم رؤيته السياسية علي المرجعية الأخلاقية, ويؤسس لدور الدين كمنظم لنمط الحياة, ويرتكز علي الدور المحوري للأسرة وفي بلادنا ينتشر الاتجاه المحافظ أكثر من أي اتجاه آخر, فأغلبية المسلمين والمسيحيين محافظون. أن الواقع يؤكد أن التيار الإسلامي هو المعبر عن التيار المحافظ السياسي, ولكن التيار الإسلامي يعمل في المجال الحياتي الشامل, لهذا لا نجد لدينا تيارا سياسيا يشمل المسلمين بمختلف مواقفهم الدينية ومعهم المسيحيين, ويعبر عن الاتجاه المحافظ المشترك بين العديد من الفئات الاجتماعية والدينية في مصر. والناظر للبرنامج السياسي لجماعة الإخوان المسلمين, والذي تحددت ملامحه في العديد من الوثائق يري برنامجا محافظا بامتياز.. وهذا البرنامج يحتاج لحزب سياسي يعبر عنه. ولكن قبل ذلك يحتاج هذا البرنامج لإعادة التأسيس حتى يكون تعبيرا عن الاتجاه المحافظ السياسي في صورته العامة, التي تشمل التنويعات الاجتماعية والدينية المختلفة.. إن وجود الحزب المعبر عن التيار المحافظ في مصر, ليس فقط ممكنا, بل نقول: إنه ضرورة. وعلي عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت علي ازدواجية في المرجعية الدينية والعلمانية, فإن مصر لها مرجعية دينية واضحة, ومنذ عصر الفراعنة. ولهذا سنجد أن التيار المحافظ في مصر, يمثل تيارا يقوم علي مركزية المرجعية الدينية. " وأكد حبيب أن " الساحة السياسية في مصر تحتاج من جماعة الإخوان أن تؤسس الحزب المحافظ الذي يعبر عن كل الكتل المحافظة, ويعلن برنامجها السياسي المشترك» لأن الإخوان أهم القوي المحافظة المنظمة. وهذا يتطلب وضع برنامج عمل سياسي يعبر عن المرجعية الدينية والحضارية لجماعة الإخوان -ولكنه في الوقت نفسه- يكون برنامجًا سياسيًا لا يمثل الإطار الفكري للجماعة بكل أنشطتها. نقصد من هذا: الفصل بين الخطاب الشامل لجماعة الإخوان عن خطابها السياسي, ولا نعني بذلك وجود تعارض بينهما, بل
سيكون الخطاب السياسي هو الترجمة السياسية للخطاب الشامل. وهنا يمكن للفصيل السياسي لجماعة الإخوان, أن يتفاعل من خلال خطابه المحافظ, ليكتشف المساحة العريضة للتيار المحافظ في مصر, حتى يستطيع التعبير عنها, ويصبح هذا الفصيل هو النواة الأولي لتشكيل التيار السياسي المحافظ, وهنا سيكون علي هذا الفصيل التوسع ليعبر عن قطاعات من المسلمين تختلف في نمطها الديني عن الإخوان, وسيكون عليه التوسع أيضًا ليعبر عن الأقباط المحافظين. نعلم أننا نحتاج لحزب يعبر عن التيار السياسي المحافظ.. فهل تقوم جماعة الإخوان بدور رئيسي لتأسيس هذا الحزب ؟ " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.