من البدايات الأولي لتكوين الدولة الإسرائيلية والنهج الذي تعتمده -مرحليا و إستراتيجيا –نهج علمي متقدم.. فبمجرد الإعلان عن الدولة عام 48 بدأ تنظيم مشروع اسمه (آورت 2005) والذي كان يهدف إلى ربط التعليم بسوق العمل. حتى لا يكون التعليم مجرد طحن في قارورة فارغة.. إنما يسير ضمن منظومة متكاملة .تبصر الحاضر و تستشرف المستقبل... نفهم ذلك حين نعلم أن تكلفه الفرد في سن التعليم في إسرائيل 2500دولار و مثلها البلاد العربية متوسط تكلفه الفرد 350 دولار.. وفى الأغلب لا علاقة للتعليم بسوق العمل في البلاد العربية وهو ما يظهر بوضوح في جيش المتعطلين المتعلمين. في عام 1994 عقد اجتماع في مدينه حيفا ضم250 خبيرا من كبار المهنيين والباحثين و أساتذة الجامعات و ممثلين عن الوكالة اليهودية و خبراء أجانب ممن جاءوا من بريطانيا وهولندا وأمريكا و ألمانيا و السويد و اليابان... كان الداعي لهذا الاجتماع شخصية مهمة في الأوساط العلمية والسياسية في إسرائيل معروفا باهتمامه بعلم ( المستقبليات) يدعى ( صمويل نيمان) وعمل إلي جانبه أحد أبرز علماء الإ دارة في إسرائيل ويدعى(ام مازور) كان الهدف من هذا الاجتماع هو وضع تصور لصورة إسرائيل بعد 25 عاما..وتم تحديد 3 محاور يتم العمل عليها... المحور الأول : أين توجد إسرائيل بين الدول الصناعية الكبرى ؟ المحور الثاني : علاقة يهود العالم بالدولة الإسرائيلية ؟ المحور الثالث: صورة دوله إسرائيل في أجواء السلام ؟كل ذلك تم في معهد (التخنيون) وهو من اكبر عشر معاهد للبحث العلمي في العالم في عام 1997 صدر العمل كاملا في 18 مجلدا بعنوان ( لنحول الحلم إلي حقيقة). لا أري أن اصدع رؤوس القراء بتفاصيل الدراسة المدعمة بالخرائط و الجداول والرسوم وهى مهمة بدرجة كبيرة.. وكان قد انتبه إلى أهميه هذه الدراسة مركز دراسات الوحدة العربية برئاسة الدكتور خير الدين حسيب و ترجمه إلى العربية في 4 مجدات.. وقد خرجت من قراءته بمؤشرات مهمة للغاية ينبغي الإشارة إليها. هي ما أتمني أن تصل إلي القراء في الحد الأدنى من المعرفة بهذه الدراسة المهمة: 1- صوره الدولة المنشودة تقوم على ارض إسرائيل 48 و الجولان السورية المحتلة ..هي التي ستكون عليها إسرائيل عام 2020م و الضفة الغربية وغزه ليست ضمنها! 2-المساحات العمرانية ستشغل 5%من المساحة الكلية لإسرائيل... المساحة المزروعة 20 % والجيش سيسيطر على 75 % من إجمالي مساحة إسرائيل . 3-التعداد السكاني المتوقع في هذه السنه للدولة الإسرائيلية هو 8 مليون و مائه ألف نسمة، اليهود منهم 5 مليون و 832 ألف بزيادة سنوية 1 %....و2 مليون و 268 ألف فلسطيني بزيادة سنوية 3%. 4- إسرائيل الآن تضم 34 % من يهود العالم و هي تخطط إلى أن يكون 52 % من يهود العالم في إسرائيل..يهود العالم في 2020 سيكونون حوالي 14 مليون.عدد اليهود في العالم يتناقص بنسبة نصف في المائة. 5 - منح عرب إسرائيل إقامة دائمة بدلا من الجنسية الإسرائيلية وحرمانهم من التصويت في الانتخابات والسماح ليهود الخارج بالتصويت وهم بذلك سيصوتون في بلدهم بالديانة و يصوتون في بلدهم بالجنسية.. !!! 6- إسرائيل يجب ان تكون مركز الذاكرة اليهودية و الثقافية و الملاذ التاريخي لكل يهود العالم..ومن المعروف أن الصهاينة الأغنياء فى العالم يمولون مشروعا بعنوان(حق مسقط الرأس) حيث يزور إسرائيل سنويا شباب اليهود الغير مقيمين فى إسرائيل فى أجازات قصيرة لتشرب المبادئ الصهيونية . 7- تهدف الدراسة إلى أن تكون إسرائيل ضمن الدول الصناعية الثماني والعائق الرئيسي أمام ذلك هو الرقعة الجغرافية الصغيرة والكثافة السكانية المحصورة وعلى ذلك فالصناعة القائمة على( النانوتكنولوجى) و (كثافة المعرفة) هي الأنسب لاجتياز هذا العائق ..ومعلوم أن ميزانية البحث العلمي فى إسرائيل 2.4%من الموازنة هذا العام .وهى الدولة الأولى في نسبةالعلماء الذين ينشرون بحوثا في العالم بنسبه 11.7 بحث لكل عشره آلاف نسمه. 8 - يرى التقرير انه بحلول عام 2027ستكن قوه إسرائيل لا يمكن قياسها إلى أي دوله عربيه عسكريا و اقتصاديا وسيكون بجانبها كيان فلسطيني في الضفة وغزه له إدارة ذاتية مع ربط الجيش والأمن بالدولة الإسرائيلية..ليس هناك ما يسمى دوله فلسطينية كاملة السيادة ..وليس هناك ما يسمى بحق العودة.وستقام علاقات دبلوماسية كاملة مع كل الدول العربية والإسلامية بلا استثناء. السلام لا يعنى إسرائيل إلا في أمرين: -1 توسيع الاستثمارات 2- تعزيز الهجرة إلي إسرائيل. 9- العرب لا يمثلون سوقا لإسرائيل لأنهم لا يشترون إلا منتجات الرفاهية وأثريائهم لن يستثمروا أموالهم في إسرائيل. هذه هي أهم النقاط التي التقطتها من هذه الدراسة وهى كما نرى خطيرة وتستدعى الانتباه.. يقولون إن الناس ثلاثة : حازم وأحزم منه وأخرق ... الأول يحسن التعامل مع الأزمات والمشاكل حين تداهمه في داره..والثاني يذهب إليها في مكان نشوءها ويتعامل معها فلا تصل إلى داره إلا و هي بقايا أزمة... أما الثالث فيجلس إلى أن تأتيه الأزمة في غرفه نومه ولا يلبث إلا أن يفرك جفونه سائلا عما يجرى حوله !!؟؟ [email protected]