شهدت قاعة مجلس الشعب أمس العديد من الاشتباكات بين النواب كادت أن تصل إلى حد الاشتباك لولا التدخل السريع من قبل بعض النواب لفض الأزمة ، إلا أن الأمور وصلت في بعض الاشتباكات إلى تبادل الشتائم والسباب والألفاظ النابية والتي كان سببا رئيسيا فيها ازدحام القاعة وعدم وجود مقاعد كافية للنواب للجلوس عليها مما أدى إلى هروب عدد من النواب للجلوس بشرفة الصحافة. وكانت أولى المشادات الكلامية من قبل النائب شمس الدين أنور "حزب وطني" والذي حاول بكل الطرق الاصطدام مع الدكتور حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم مجموعة نواب الإخوان تحت القبة إلا أن هدوء أعصاب الدكتور حمدي حسن وتدخل النائب محمد أبو العينين أنهى هذه الأزمة المفتعلة ، والتي استمرت أكثر من 7 دقائق. وبعد دقائق وقع اشتباك حاد بين نائب آخر جديد من الحزب الوطني وأحد المسئولين عن حفظ النظام ووجه النائب اتهامات حادة إلى المنظم وقال نحن في مجلس الشعب وأصحاب البيت ونحن الذين ننتخب رئيس الجمهورية ، وطالبه بالخروج من القاعة . ووسط هذا الجو المشحون قام النائب فتحي قنديل بتوجيه بعض الكلمات الجانبية لأحد النواب الجدد الذي رد عليه بالقول "خليك نائب محترم " ، إلا أن النائب استمر في مضايقة النائب الجديد دون أي مبرر ، فيما شهدت القاعة أيضا مشادة بين نائب من الوجه القبلي وآخر من الوجه البحري بسبب مزاحمة نائب بحري لنائب الصعيد فما كان من نائب الصعيد إلا أن صرخ قائلا " حرام عليك أنا هنا من الساعة السابعة صباحا طب تعالى يا سيدي اجلس مكاني " ، وتدخل أحد المنظمين لإيجاد مكان لنائب بحري. يأتي ذلك في الوقت الذي نجح فيه الأمن بحجز المقاعد المخصصة للوزراء والقيادات السابقة في المقاعد الأمامية ، بينما جلس عبد الرحيم الغول ومحمد أبو العينين ومحمود أباظة في الأماكن المخصصة لرؤساء الهيئات البرلمانية. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه القاعة تصفيقا مدويا وغير عادي لرجال القضاء عندما تناول الدكتور أحمد فتحي سرور في كلمته دور القضاء المصري واعتزاز الشعب المصري بدوره الشامخ المستقل وجاء التصفيق أقل درجة عندما أشاد بدور جهاز الشرطة. وقد تم تخصيص المقاعد الأمامية لوزير الدفاع والمهندس سليمان متولي وزير النقل والمواصلات السابق ورئيس لجنة الإسكان بمجلس الشعب والدكتور مصطفى كمال حلمي رئيس مجلس الشورى السابق وعاطف عبيد والدكتور علي لطفي رئيسا الوزراء الأسبق وبجوارهم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ، في حين خصص المقعد الثاني لباقي الوزراء الذي كان أكثرهم مرحا وسعادة الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان بينما أنشغل باقي الوزراء في أحاديث ثنائية قبل دخول الرئيس مبارك القاعة لإلقاء خطابه بينما جلس المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة صامتا وأيضا الدكتور سيد مشعل. بينما فسر مراقبون برلمانيون الأحاديث الثنائية بين عدد من الوزراء حول المفاجآت التي لا يتوقعونها حول التغيير الوزاري ،تساءل البعض عن حالة الصمت التي انتابت وزيري الزراعة والإنتاج الحربي وحالة السعادة غير العادية التي ظهر عليها وزير الإسكان الذي كان أكثر مرحا وحديثا مع النواب خاصة عبد الرحيم الغول ومحمد أبو العينين.