وصف حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، الانتخابات الرئاسية المقبلة بأنها "مهمة ثورية وليست مجرد مهمة ديمقراطية"، واعتبر أن إن ما يتردد حول وجود "رئيس توافقى" هو "صفقة" بين المجلس العسكري وطرف واحد فقط من أطراف الحياة السياسية في تلميح إلى الإخوان المسلمين" لكن الشعب أقوى. وقال خلال ندوة استضافها الصالون الثقافى بنادى سموحة مساء الثلاثاء، إنه مع تطبيق الشريعة الإسلامية والمادة الثانية من الدستور بنصها الذى يحمل العدل والحرية ومسئولية الإنسان والمساواة والتراحم والتكافل، مؤكدا أن من يقول إنها تجعل المسلم يأخذ مثقال ذرة أكثر من المسيحى، أقول إنها ليست الشريعة الإسلامية. وأعاد صباحى التأكيد على موقفه الرافض لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، قائلا قائلا: "أنا ضدها وهابقى كده لآخر يوم فى عمرى"، وأضاف: مصر ستتحرر من "كامب ديفيد" وسترهقها من خلال مناقشة ومراجعة نصوصها التى ستكون محل حوار وطنى. مع ذلك نفى وجود نية لديه بالدخول فى حرب مع إسرائيل، فالحرب التى سأقودها ضد الفقر والتخلف والاستبداد وبعدها نفكر فى الحرب المباشرة مع إسرائيل. وانتقد المرشح الرئاسي المحتمل أداء المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية، قائلا إنه أساء للجيش المصرى بإدارته السيئة للبلاد، والتي بدأت بترحيب ومحبة من مختلف فئات الشعب للعسكرى إلا أن تلك المحبة بدأت تنجرف. وأكد أن الرئيس الذى يأتى على رأس السلطة التنفيذية مهمته أن يحقق ما هتف له واستشهد لأجله الثوار من حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، مع تحويل ذلك إلى سياسات يمكن تنفيذها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن تلك المطالب لن تتم فى حال ارتفاع صوت البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلى على الشعب لدى مؤسسة الرئاسة. وشدد على ضرورة تقديمه لإقرار ذمته المالية الخاصة به للشعب قبل توليه للرئاسة فى حال فوزه بالسباق الرئاسى مع تقديمه كذلك بعد انتهاء فترة حكمه، واعدًا مؤيديه بأن الإقرار لن يختلف قبل توليه الحكم وبعده. وأضاف صباحى أن برنامجه الانتخابى يتضمن إقامة دولة بها قضاء مستقل وبرلمان يراقب ويشرع فى ظل وجود رئيس نحدد صلاحياته حتى لا نكون أمام طاغية جديدة مع الاحتفاظ بحريات يتمتع بها كل المصريين حقوق تصان وفقا للدستور والقوانين، مشددًا على أهمية وجود مشروع ثقافى وطنى مصرى مستمد من الإسلام والمسيحية. واعتبر أن البرلمان الحالى أفضل كثيرًا من البرلمانات السابقة قبل الثورة، إلا أنه أقل كثيرًا من أن يكون معبرًا عن الثورة، لكنه قال إن حصول الشباب على أعداد قليلة من مقاعد البرلمان هو شئ محزن للغاية لأن الشباب بذلوا دمهم فى الميدان وحرموا من البرلمان، رغم حقهم فى المشاركة الحقيقية فى التطوير. وأشار إلى ضرورة أن تستقل مصر فى قرارها الوطنى، واصفا واقعها بأنها "ملهاش كرامة" وعليها أن تختار ما يحقق مصالحها وتكون بعيدة عن الهيمنة الأمريكية والصهيونية، مؤكدا أنه سيقطع الغاز الطبيعى عن إسرائيل ولن أبيع فلسطين لهم لأنها قضية أمن قومى مصرى. وحول مسألة العفو عن الرئيس السابق حسني مبارك، قال صباحى: أنا لا أملك العفو عنه ولا أريد التدخل فى أحكام القضاء من حيث المبدأ، لأن شهداء مصر هم من لهم الحق فى العفو عن مبارك ولا يستطيع أى حاكم أن يقفز على حقهم فى القصاص.