أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن بعد التراجع العالمي ببداية تعاملات السبت 7 سبتمبر 2024    رابطة مصنعي السيارات: الأوفر برايس ظهر مجددا.. والأسعار في زيادة مستمرة    واشنطن: إرسال أي صواريخ بالستية إيرانية لروسيا سيمثل تصعيدا في حرب أوكرانيا    الخارجية: ندين قتل القوات الإسرائيلية لناشطة من أصول تركية في الضفة الغربية    لقطات من فوز منتخب مصر على «كاب فيردي» بثلاثية في تصفيات إفريقيا.. صور    منتخب مصر يضرب الرأس الأخضر بثلاثية نظيفة في تصفيات أمم إفريقيا    «بداية العد التنازلى».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم السبت (تفاصيل)    ضبط المتهم بإشعال النار في صديقه بسبب خلافات بالقليوبية    إصابة 4 أشخاص إثر حادث مروري مروع بأكتوبر    "استنو مسلسل تيتا زوزو".. إسعاد يونس تروج لمسلسل "تيتا زوزو" قبل عرضه    حملة نظافة مكبرة بقرى مدينة الحسنة بوسط سيناء    «ساعتين وغرامة 100 جنيه».. متحدث المترو يكشف فترة صلاحية التذكرة    الرابط الرسمي لنتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلتين الأولى والثانية فور إعلانها على موقع الوزارة    تعليم القاهرة تعلن أسماء الناجحين بمسابقة ال30 ألف معلم    الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته على مخازن أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني    فوز كوت ديفوار وتعادل السنغال مع بوركينافاسو في تصفيات أمم أفريقيا    إعلام عبري: واشنطن تتجه لتأجيل مقترحها الجديد لصفقة التبادل    الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز    البيت الأبيض: بايدن يستقبل رئيس الوزراء البريطاني في 13 سبتمبر    الاتحاد الأوروبي يخصص 40 مليون يورو لدعم الأوكرانيين قبيل فصل الشتاء    جامعة قناة السويس تسجل رغبات 217 طالبًا في مرحلة التنسيق للدبلومات الفنية    الوزير.. والكتاب الفرنساوي!    البطل محمد السيد: حصولى على الميدالية البرونزية حلم كبير يستحق الفرحة    كوت ديفوار تقتنص فوزًا ثمينًا أمام زامبيا في انطلاق تصفيات أمم إفريقيا    كلاكيت تانى مرة.. حركة لا إرادية للتوأم فى مباراة مصر وكاب ڤيردي "فيديو"    «رفض المشاركة».. كواليس أزمة أحمد حجازي مع حسام حسن في مباراة الرأس الأخضر (خاص)    سموحة يتعاقد مع «جهينه» لاعب شباب القزازين    ثلاثية لمنتخب مصر في كاب فيردي.. وحسام حسن يربح رهان تشكيلة دفاع حمدي    تعرف على نسب تكاليف شركات التأمين مقابل إدارة برامج الرعاية الصحية وفقا للقانون    بعد قرار المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 7 سبتمبر 2024    ارتفاع معدل البطالة في كندا في أغسطس إلى مستويات مقلقة    3 وفيات و4 مصابين.. ننشر أسماء ضحايا حريق محل سجاد بالمنيا    بالاسم فقط.. رابط الحصول على نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني فور ظهورها على موقع الوزارة    الأمن يفحص فيديو تسميم الكلاب بشوارع مدينة نصر    إنقاذ 41 مصطافا من الغرق بدمياط    بالأسماء| مصرع 3 وإصابة 4 آخرين إثر انهيار عقار جراء حريق ب المنيا    61 مليار درهم مكاسب الأسهم المحلية الإماراتية خلال أسبوع    شاهد أبطال أولمبياد باريس أيام زمان.. ذكريات بين الجندي ومحمد السيد وسارة    رانيا فريد شوقي عن التوازن بين حياتها والتمثيل: صعب فليس لدينا مواعيد عمل    حدث بالفن| نجوم الفن بحفل توزيع "دير جيست" وفنانة تكشف كواليس مقطع فيديو مع عمرو دياب    هنا الزاهد وريهام عبد الغفور.. 32 صورة من حفل توزيع جوائز "دير جيست" 2024    "أنا أسعد واحدة في مصر والوطن العربي".. شيرين عبد الوهاب توجه رسالة لجمهورها    رانيا فريد شوقي: تعلمت من والدي حب وتقدير التمثيل والاختيار الجيد للأدوار    تفاعل جماهيري لافت مع تامر عاشور في حفل السعودية    قافلة طبية مجانية بقرية ميت الموز بشبين الكوم فى المنوفية على مدار يومين    قافلة طبية مجانية بقرية ميت الموز بشبين الكوم    انتشار فيروس إمبوكس في أفريقيا وزيادة الحالات في الكونغو وبوروندي    حسام موافي: التدخين اللايت أكذوبة من بائعي الدخان ومحاولة لاستقطاب عملاء جدد    غدًا.. بدء امتحانات التصفية بجامعة الأزهر    «عمر أفندي» يعود بجزء ثان: محسن صبري يكشف التفاصيل وخطط التحضير قريبًا    "الحرية المصرى": الإفراج عن 151 من المحبوسين ترجمة لمخرجات الحوار الوطنى    خالد عبد الغفار: 100 يوم صحة تقدم 58 مليون و129 ألف خدمة مجانية    مصطفى حسني يكشف أسرار 3 أوقات لاستجابة الدعاء في يوم الجمعة    واعظ ب«الأزهر العالمي»: للأمهات الدور الأكبر في تنشئة جيل سوي دينيا ونفسيا    الأزهر للفتوى يوضح حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة    عضو «الأزهر للفتوى» يكشف عن طريقة التعامل النبي صل الله عليه وسلم مع النساء    ننشر أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم بالمنوفية    نص خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع الأول.. التحذير من خراب البيوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجامعات البحثية والنهضة العلمية لمصر
نشر في المصريون يوم 25 - 02 - 2012

الجامعة البحثية هى جامعة نشاطها الأساسى هو إنتاج وتطوير البحوث العلمية ذات الأهمية والأولوية للدولة التى تعمل فيها تلك الجامعة ، وبالطبع فإن تحديد أولويات البحث العلمى من مهمات صفوة ونخبة العلماء فى أى دولة ، وله آليات معروفة وقائمة فى العديد من دول العالم كما وضحت فى مقالٍ سابق بهذه الصحيفة الموقرة ، فالجامعة البحثية إذن هى مؤسسة تعمل على إثراء "ثقافة البحث العلمى" وذلك عن طريق احتصان وتنشئة أجيال من الباحثين فى مجالات العلوم النظرية والتطبيقية ، وتعمل أيضاً على توظيف جهود هؤلاء الباحثين لخدمة أهداف الدولة العلمية والتقنية ، وفى العديد من الدول الناهضة – ماليزيا وتركيا على سبيل المثال – يتم تمويل هذه الجامعات البحثية من مصدرين رئيسيين : المصدر الأول هو الحكومة ، حيث تقوم الحكومة برصد ميزانيات خاصة لتحقيق أهداف البحث العلمى للدولة ، ثم يتم إتاحة هذه الميزانيات للجامعات البحثية لتقوم بعد ذلك إدارات البحث العلمى فى تلك الجامعات بتخصيص هذه الميزانيات للفرق البحثية المختلفة بناء على ما تقدمه هذه الفرق من أطروحات بحثية تخدم أهداف الدولة ، أما المصدر الثانى للتمويل فهو القطاع الصناعى ، حيث تقوم الشركات التى تحتاج للخدمات البحثية والتقنية بتفويض الجامعات البحثية لتقديم تلك الخدمات مقابل تمويل مشاريع بحثية مقيدة للطرفين بالإضافة إلى تمويل منح دراسية لطلاب الدراسات العليا التى تقوم بهذه المشاريع.
الجامعات المصرية الموجودة حالياً ليس منها أى جامعة يمكن أن نطلق عليها "جامعة بحثية" باستثناء جامعة النيل التى تتعرض الآن لأخطار جمّة تهدد وجودها لصالح ما يطلق عليه "مشروع زويل" الذى لا يزال ضبابياً بشكل كبير حيث لم يتم تحديد التخصصات الأكاديمية ذات الأولوية والتى سيعمل عليها ذلك المشروع أو حتى الشكل الإدارى أو المخططات الاستراتيجية والتكيتيكية له. أما الجامعات الإقليمية الموجودة فى مصر فقد تدنى مستوى البحث العلمى بها إلى مستويات غير مسبوقة خلال العقد الأخير ، وباتت الأبحاث المنشورة منها فى دوريات عالمية لا تعكس سوى الإمكانات المزرية لمختبرات هذه الجامعات والقصور الواضح فى ثقافة البحث العلمى عند أعضاء هيئات التدريس بها لاسيما فيما يتعلق بالبحوث المتعددة التخصصات Multidisciplinary research والتى تتطلب قدراً عالياً من التعاون والتوافق بين باحثين من تخصصات مختلفة ومتعددة للوصول إلى نظريات وتطبيقات جديرة بأن تدفع مصر إلى مصاف الدول الناهضة علمياً ، فلايزال باحثو الهندسة المدنية والإنشائية يعملون بشكل شبه مستقل عن باحثى تطوير المواد الذكية والمتقدمة ، والنتيجة أن مصر تكاد تنعدم بها براءات الاختراع الخاصة بابتكار بدائل متطورة وفعالة لمواد البناء التقليدية قادرة على خفض تكاليف البناء ومواءمة ظروف البناء المختلفة فى مصر ، كما لايزال باحثو الطب والجراحة بشكل خاص يعملون بشكل مستقل تماماً عن باحثى الفيزياء التطبيقية والهندسة الطبية/الحيوية مما جعل النتاج العلمى والبحثى لكليات الطب يشى بتخلفٍ واضح بالنسبة إلى التوصل لتقنيات تشخيصية وجراحية مناظرة وموازية لتلك التى وصلت إليها العديد من الجامعات والدول ، والأمثلة على انهيار منظومة البحث العلمى وتخلفها فى مصر تكاد تكون لا متناهية ! فالثابت أمام كل تلك الأمثلة والحقائق أن مصر تحتاج الآن وبشدة إلى إنشاء جامعات بحثية متطورة ، تستلهم النماذج الناجحة فى العالم لتضع مصر على طريق النهضة العلمية المنشودة ، وبرأيى أن جامعة النيل هى نواة ممتازة لمثل هذا المشروع ، فهى أول جامعة بحثية مصرية ، وخلال الخمسة أعوام التى تحتفل الجامعة بمرورها هذا الشهر قام الباحثون فى جامعة النيل بنشر مئات الأبحاث العلمية فى مؤتمرات ودوريات علمية دولية مرموقة فى مختلف التخصصات ، بما يفوق جهود العديد من الجامعات الرسمية المصرية التى أصابتها الشيخوخة العلمية والبحثية ، ولكن للأسف الشديد فجامعة النيل تواجه مصيراً غامضاً منذ القرار الذى اتخذه أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق بتخصيص مبانٍ ومختبرات وتجهيزات جامعة النيل للمشروع الذى يتبناه الدكتور أحمد زويل ، وهذا القرار – الذى أقل ما يوصف به أنه قرار سفيه – يعكس تخبطاً مأساوياً فى فكر القائمين على صناعة القرار السياسى المصرى خلال هذه المرحلة الانتقالية ، فهذه المبانى والمختبرات أنشئت ومولت بأموال عدد كبير من المؤسسات والأشخاص الذين اقتنعوا بحقيقة أن إنشاء جامعة بحثية أهلية هى النواة الحقيقية لبدئ النهضة العلمية لمصر ، والمثير للاستنكار فى هذا القرار أيضاً أن مصر ليست على هذا القدر من (الضآلة الجغرافية) حتى يضع صناع القرار (المؤقتين) مشروع زويل فى تضاد وتصادم مع جامعة النيل التى لمس جميع المصريين المشتغلين بالبحث العلمى نجاحها خلال السنوات القليلة الماضية !
إذن يمكن القول بما لا يدع مجالاً للشك أن الطريق إلى النهضة العلمية الدافعة للتطور يبدأ بتأسيس ونشر ثقافة البحث العلمى -بمفردات الألفية الثالثة- فى مؤسسات التعليم العالى المصرية ، ويمكن التأكيد أيضاً على أن البيئة المثالية لهذه الثقافة هى "الجامعات البحثية" التى عكست تجربة جامعة النيل أنموذجاً ناجحاً لها خلال الأعوام القليلة الماضية ، وبتأسيس هذه الجامعات يمكننا الحديث فيما بعد عن دور الحكومة والقطاع الخاص وغيرهما فى تمويل وتوجيه وإدارة هذه الجامعات والاستفادة المثلى من إنتاجها العلمى والتقنى .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.