أثار تأسيس مركز «تكوين» الفكر العربي، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أيام من انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الأول. وأقيمت فعاليات المؤتمر في المتحف المصري الكبير، بمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب. ولاقى المؤتمر انتقادات لاذعة، من قبل المستخدمين، بسبب تصريحات مثيرة من المفكر السوري فراس السواح، ونظيره المصري يوسف زيدان، حول أفضليتهما عن الأديب الراحل طه حسين. لم يتوقف انتقاد «تكوين» عند جدل أفضلية السواح وزيدان على طه حسين فحسب، بل امتد إلى الهجوم على أعضائه نظرًا لاختيارهم موضوعات دينية اعتبرها المنتقدون «شائكة» للحديث عنها. واستمر الهجوم على أعضاء «تكوين»، خلال الساعات الماضية، خاصة مع ظهور «زجاجة بيرة»، بجانب الصورة الجماعية للأعضاء. وردت الكاتبة فاطمة ناعوت، إحدى أعضاء المؤسسة، على هجوم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ضد «تكوين». وقالت ل«المصري لايت»: «المؤسسة هدفها في المقام الأول هو إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح والحوار وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان». وأضافت: «كيان (تكوين) أنشئ في المقام الأول بهدف الدفاع عن الأديان ضد مشوهيها، وليس مهاجمتها، أغلب المهاجمين للكيان الجديد الذي يهدف إلى تنوير العقول ينقسمون إلى قسمين، الأول مجموعة يخشون من كشف حقيقتهم أمام العامة، مثل تجار الدين الذين يستغلون الدين من أجل مصالحهم الشخصية، والمتطرفون، وأصحاب المصالح، أما القسم الآخر فهم مجموعة من الأشخاص (الطيبين) الذين يقلدون هؤلاء الأشخاص دون معرفة أو دراية بالأحداث». وتابعت: «أنا من عائلة متصوفة تحفظ القرآن الكريم ووالدي كان يؤم المصلين في المسجد، ولا نسمح لأي شخص مهما كان بالتطاول على الأديان بشكل عام، وليس الدين الإسلامي فقط». وأكملت: «ردي على المهاجمين هو أن الكبار يهتمون بالأفكار، أما المتوسطون فيهتمون بالأحداث، بينما يهتم الصغار دائما بالأشخاص». وأردفت: «لو الأزهر يرد، أهلًا برد الأزهر لأننا في خانة واحدة وهي محاربة التطرف وتشويه الدين، والأزهر هو قلعة التنوير ومحاربة تجار الدين والأدعياء». وعلقت «ناعوت» على الصورة المتداولة من جانب المستخدمين، والتي ظهرت بها زجاجة «بيرة»، وقالت: «كنا نحن أعضاء المؤسسة نتناول العشاء في أحد الفنادق الكبرى المتاخمة للأهرامات قبل بدء المؤتمر بساعات من أجل التحضير للجلسات. والفندق به العديد من النزلاء من جميع أنحاء العالم، وبالتالي قد تكون زجاجة البيرة تلك خاصة بأحدهم، ولكننا لا نعرف عنها شيئًا على الإطلاق». من الجدير بالذكر أن المؤسسة التي تتخذ من القاهرة مقرًا رئيسيًا لها، تضم في عضوية مجلس أمنائها يوسف زيدان، فراس السواح، إبراهيم عيسى، ألفة يوسف، نايلة أبي نادر، إسلام بحيري.
