يبدو أن واقعة مقتل نيرة أشرف، لن تكون الأخيرة، إذ تكررت الواقعة في أكثر من محافظة، واليوم ألقت بظلالها على إحدى بنات محافظات الصعيد، حيث فارقت فتاة الحياة في مركز أبنوب بأسيوط، بعدة طعنات على يد خطيبها. الضحية تدعى تدعى «ب. ص»، تبلغ من العمر 17 عامًا، تركت خطيبها ويدعى «هيثم. م»، 30 سنة، بعد 9 أشهر من الإرتباط، لم يتقبل المتهم الوضع وقرر أن ينتقم من خطيبته حتى لا تكون لغيره، توجه المتهم إليها في محل سكنها، وعندما دخل أغلق الباب، وسدد لها 4 طعنات بأنحاء الجسد. تبين من التحريات أن والدة الضحية سمعت صوت صراخ ابنتها، فتوجهت إليها لتشاهد خطيبها يحمل سلاح أبيض، وعندما استغاثت حاول التعدي عليها، لكنها صرخت، فألقى بنفسه من النافذة، من الطابق الخامس وحاول إنهاء حياته. بدأت الواقعة بتلقي مركز شرطة أبنوب، بلاغًا من الأهالي بمقتل فتاة بعدة طعنات، وتبين من التحريات وجمع المعلومات، أن علاقة عاطفية ربطت بين الجاني وبين المجني عليها، وتمت الخطوبة وبعد 9 شهور اختلفت الفتاة مع خطيبها وتركته، ما أثار حفيظته، وقرر ألا تكون لغيره، فقرر قتلها وحاول إنهاء حياته. تم التحفظ على المتهم، واعترف بالواقعة، وصرحت النيابة بتوقيع الكشف الطبي على الفتاة وإعداد تقرير من الطب الشرعي، وسرعة إنهاء إجراءات الدفن، وتحرر المحضر رقم 2294 إداري أبنوب بالواقعة. وحول تكرار مثل هذه الجرائم، في عدد من المحافظت، قال الدكتور أحمد هارون، خبير الطب النفسي، إن هناك أسباب عديدة تدفع الشخص للإنتقام من محبوبته، في حال رفضها الإرتباط به، وحتى لا يحدث ذلك يجب أن يتريث الطرفان قبل الموافقة على الارتباط العاطفي الذي ينتهي بالخطوبة أو الزواج، مشيرًا إلى أن كثير من الحالات تنتهي بالقتل لإن كلا الطرفان لم يدرس شخصية الآخر جيدًا، مؤكدًا أن المظاهر يمكن أن تخدع الطرفين، ثم يكتشفان عند الخطوبة أو الزواج أنهما تسرعا في الارتباط. وأضاف «هارون»، أن الحالات التي تشهد مثل تلك الجريمة، يكون للجانب العاطفي السيطرة على العقل، إذ يبدو للجاني أن حياته ستنتهي حال الانفصال عن من يحب، وعدم قبوله ارتباطها بغيره، وقتها يشعر أن العالم قد انتهى وحياته ليس لها قيمه بدون حبيبته. وفى حالات أخرى يشعر الحبيب بالغيرة من الشخص الذي سيرتبط بحبيبته أو خطيبته أو زوجته السابقة فيقرر الإنتقام ويرتكب جريمته دون تفكير في لحظة غاب فيها عقله، بدليل أنه في أغلب الأحيان يقرر الانتحار بعد مقتل حبيبته كي يجتمعا معا في النهاية.
