شارك مئات الآلاف من الأقباط في المحافظات، اليوم، في قداس خميس العهد والذى يواكب تذكار «العشاء الأخير» للمسيح مع تلاميذه قبل القبض عليه من قبل اليهود، كما صلت الكنيسة صلوات اللقان وهو اسم الوعاء الذي يوضع فيه المياه وهو طقس تقوم به الكنائس ثلاث مرات فقط خلال العام. ونفذت الكنائس طقس «غسل الأرجل» للرجال والأطفال من الأولاد برشم الصليب على الأقدام باستخدام قطنة مبللة ب «مياه اللقان»، لإعادة تذكار المسيح عندما غسل أرجل تلاميذه بعد تناول الطعام. وفي هذا اليوم فرض المسيح «سر التناول» وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة، حيث قام المسيح بتقسيم الخبز على تلاميذه وسقاهم من كأسه الذي يحوي «زيت العنب». وخلال قداس خميس العهد، قام الكهنة بخلع الملابس الكهنوتية السوداء والتى تم ارتداؤها منذ بداية أسبوع الآلام واستبدالها بالملابس البيضاء التقليدية والتى يتد ارتداؤها وقت القداس كما شهدت الكنائس رفع البخور بعد منعه منذ بداية أسبوع الآلام أيضا. وفي كنيسة دير القديسة دميانة، بدأت الصلوات بوضع إناء كبير ممتلئ بالمياه في منتصف الكنيسة أمام الهيكل ويسمى هذا الوعاء ب«اللقان»، وبدأت الصلوات الخاصة لإصباغ الماء بالصبغة المقدسة، وحرص عدد كبير من رواد الكنيسة على وضع زجاجات مياه أسفل المنضدة وفى أحد جوانب الكنيسة لتنال من البركة جانبا، ثم قام الكاهن عقب انتهاء الصلوات بأخذ كمية من تلك المياه ومسح بها أقدام الشمامسة ثم الرجال والأطفال من الصبية. وقال الأنبا ماركوس: «قيام الكاهن بغسل أرجل الشمامسة أو الكهنة المساعدين له خلال الصلاة هو تقليد من السيد المسيح والذى قام بغسل أرجل تلاميذه وفيها ظهر سمو التعاليم المسيحية حيث قام المسيح بغسل أرجل تلاميذه وطالبهم بأن يفعلوا ذلك مع بعضهم البعض». وتابع: «ممنوع غسل أرجل النساء لأن الطقس نفسه يختص بالخدمة وبالتلاميذ ولم يقم المسيح بغسل أرجل أي سيدة ولا حتى أرجل السيدة مريم». وفي سوهاج ترأس القمص «عاذر فهمي» إقامة طقوس «خميس العهد» والتي بدأت بصلوات القداس والترانيم وتجهيز مياه «اللقان» لغسل أرجل المُصلين بالكنيسة من أطفال ورجال من قِبل القس الذي يجلس على الأرض، ومن ثم رش المياه على السيدات. وأوضح «أباكير رأفت» القس بالكنيسة: «في يوم خميس العهد يمتنع الأقباط عن مصافحة بعضهم البعض باليد والقبلات، لأن يهوذا الخائن سلّم سيده ومعلمه بالمصافحة والقُبلة الغاشة، إذ قال لجماعة اليهود: (الذى أقبله هو هو فامسكوه)، وعندما حدث هذا قال له السيد المسيح: أبقُبلة تُسلّم ابن الإنسان؟». وفي دير مار مينا العجايبي منطقة الكينج مريوط غرب الإسكندرية، ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة لقان خميس العهد، بحضور الأباء الرهبان والأساقفة والكهنة. وعقب الصلاة قام البابا بما فعله السيد المسيح حين غسل أرجل تلاميذه من الكهنة والشمامسة في يوم خميس العهد وأمرهم بأن يفعلوا مثله، وقام برسم أرجلهم بعلامة الصليب. وقال البابا تواضروس الثاني، إن التواضع أهم درس نتعلمه من الاحتفال بيوم خميس العهد، أحد الأعياد السيدية بالكنيسة، الذي أقيم فيه أول قداس في العالم على يد السيد المسيح برفقة التلاميذ. وشرح البابا طقس الصلاة في يوم خميس العهد، مؤكدا أنها تتم من خلال تتبع ما قام به السيد المسيح مع التلاميذ في هذا اليوم، حيث قام بغسل أرجل التلاميذ، وتحدث معهم عن طريق الآلام التي سيخوضها، وصلى معهم الصلاة الختامية، موضحًا أن المسيح في هذا اليوم وضع خريطة العهد الجديد، الذي يعيش فيه الإنسان، وأن أكبر درس يتعلمه الإنسان في هذا اليوم هو التواضع. وعلى الصعيد نفسه تتواصل صلوات البصخة المقدسة في مساء اليوم وحتى يوم الجمعة العظيمة والتى تشهد تصاعد الأحداث داخل الكنيسة من خلال تمثيل مراحل القبض على المسيح وحتى الصلب.